هل يستفيد النظام المصري من الإخوان ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هل يستفيد النظام المصري من الإخوان ؟


اعلم جيدا أن ما يفعله النظام المصري مع الإخوان يوحى بأنه يتقاطع معها بالكلية و لا يبقى على أي مساحة من الود بينه و بينها و هذه حقيقي ، كما أن النظام لا يفتأ يكيل للجماعة الضربات تلو الضربات ، و لكن هل يمكن رغم كل هذا العداء المستحكم الذي يكنه النظام للإخوان أن يستفيد منهم ؟!

في الحقيقة اعتقد أن اكبر مستفيد من وجود الإخوان في مصر هو النظام أولا قبل أي فئة أخرى في المجتمع !!.

كيف ؟

أولا : يستخدم النظام المصري الإخوان كفزاعة للغرب و يقول لهم إما أنا أو هم ! و أنا هنا تعنى أنني الحارس الأمين للمصالح الغربية في المنطقة و في المقدمة منها إسرائيل ، كما يدرك النظام المصري جيدا أن مشروع الإخوان الحضاري و أهدافهم العليا تتعارض تماما مع الدول الغربية الراعي الرئيسي لنظام الحكم في مصر و شريان الحياة له .

و يعرف النظام أن الدول الغربية و في مقدمتها أمريكا تخشى وصول الإخوان للحكم و الذي إن حدث فإن ذلك يعد خطوة كبيرة يحققها الإخوان في مشروعهم التاريخي و الذي يبدأ بالفرد المسلم و ينتهي بالخلافة الإسلامية و أستاذية العالم ، كما يرى الإخوان في مناهجهم .

و لأن الغرب لا يريد من أحد أن ينعش ذاكرة العرب و المسلمين بعودة الخلافة بكل ما تعنيه الكلمة من مدلولات سياسية ودينية و تاريخية ، يحرص - الغرب - كل الحرص على عدم وصول الإخوان لسدة الحكم ليس فقط لمكانة مصر و لكن لأن الإخوان في مصر يمثلون التيار الإسلامي الأوسع انتشارا في العالم الإسلامي و أي نجاح للإخوان في مصر قد يغرى الآخرين بتكرار التجربة و هذا بالطبع خط أحمر لن يسمح الغرب بتجاوزه .

أمام هذا الوضع استغل النظام المصري هذا القلق الغربي أسوء استغلال حيث قدم نفسه حجر العثرة أمام وصول الإخوان للحكم و بالتالي لم يعد أمام الغرب إلا العمل على ثبات أركان نظام مبارك و اعتباره ( شريك استراتيجي ) في الدفاع عن المصالح الغربية في المنطقة رغم حالة الاستبداد و الفساد التي أصبحت سمة أساسية للنظام .


ثانيا : مع اتساع حجم الصحوة الإسلامية المعاصرة كان أمام شباب الصحوة خياران للمطالبة بحقوقهم السياسية المشروعة ، الطريق الأول طريق العنف و الصدام مع الدولة أو طريق النضال السلمي و الذي يمثله الإخوان و كان نجاح الإخوان في احتواء هؤلاء الشباب و ترشيد و توجيه حركتهم صمام أمان للمجتمع المصري أولا و للنظام ثانيا فاستفاد النظام من الإخوان أعظم استفادة حين عمل الإخوان على استقرار الأوضاع الداخلية و منعها من الانفجار نتيجة حالة التيبس السياسي التي يعانى منها الشعب المصري و خير دليل على ذلك فترة التسعينات و الصدام المسلح مع الدولة من جماعات العنف و حالة عدم الاستقرار التي عاشتها الدولة أثناء هذه الفترة .


ثالثا : العمل الخيري الذي يقوم به الإخوان في مساعدة الفقراء و المعوزين من أبناء الطبقات المهمشة التي لا تلتفت لها الحكومة أضف إلى ذلك الانتشار الهائل للإخوان داخل شرائح المجتمع المصري و خاصة الطبقة المتوسطة و الفقيرة ، كل هذا أدى إلى تخفيف حالة الاحتقان الداخلي داخل المجتمع و التي تنذر بكارثة لا تحمد عقباها فكان الإخوان صمام أمان أيضا للنظام و للمجتمع كذلك .


رابعا : ساعد الإخوان النظام على استكمال مقومات ( الشكل ) الديمقراطي بحيث يظهر أمام العالم أن هناك معارضة حقيقية في البلاد و أن هناك مؤسسات تعارض و تنتقد الأوضاع القائمة و سمح النظام للإخوان بأن يتحركوا بحرية محسوبة لا تقترب من ( المضمون ) و لأن الإخوان يعملون وفقا لأجندتهم هم و ليس أجندة النظام و حاولوا تجاوز الشكل إلى المضمون ، فكان سيف الاعتقال و مصادرة الأموال و المحاكمات العسكرية مسلط على الرقاب .


خامسا : استخدم النظام الإخوان كأداة للتخفيف الضغط عليه عندما يملى الغرب على النظام المصري طلبات قاسية لا يستطيع الوفاء بها فيتكأ النظام على الإخوان أمام الغرب بحجة أن هناك قوى شعبية قادرة على تحريك الشارع للتصدي لهذه الطلبات التي لا يستطيع النظام الوفاء بها ، و حدث هذا بشكل واضح أثناء الهجمة الأمريكية على العراق حين سمح النظام للإخوان بالتظاهر داخل إستاد القاهرة ضد الحرب الأمريكية على العراق .


في النهاية قد يسأل سائل ، ماذا تقصد بهذا الطرح هل تعنى أن الإخوان يعملون في صالح النظام لا ضده ؟

و بداهة لم يكن مجمل الطرح السابق يهدف إيصال هذا المعنى ، لأسباب منطقية منها أن الإخوان جماعة إيديولوجية تعنى في المقام الأول بالعمل على تحقيق أهدافها و برنامجها الذي و ضعته لنفسها ، كما انه ليس معنى أن النظم يستفيد من الإخوان أن هناك ( تعاون ) بين الطرفين ! ، فالنظام يستفيد من حالة أو موقف ، فمثلا ليس معنى أننا نستفيد من أشعة الشمس مثلا أننا هناك عقد مسبق أو اتفاق شراكة بيننا و بينها ! ، تبقى الإشكالية التي يجب أن يعمل الإخوان على حلها هي ، كيف يعمل الإخوان على أن تكون حركتهم في المجتمع تصب فقط في خدمة المجتمع دون أن يستفيد منها النظام بشكل أو بآخر ؟ .


المصدر : نافذة مصر