نواب بالأمر.. خطة النظام لمواجهة الفضيحة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نواب بالأمر.. خطة النظام لمواجهة الفضيحة

تقرير- أحمد سبيع

05-12-2010

مقدمة

مجلس الشعب المصري

مع انتهاء عمليات التصويت الهزيلة في جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب 2010م انتشرت الشائعات التي وصلت إلى حدِّ التأكيد بفوز عدد من مرشحي الإخوان المقاطعين لجولة الإعادة، التي شهدت سيناريوهات مختلفة من قِبَل النظام الحاكم؛ لمواجهة الفضيحة التي تسبب فيها قيادات التغيير داخل الحزب الوطني، والذين أرادوا في البداية أن يستولوا على مجلس الشعب كما استولوا على السلطة والثروة في مصر، ولم يتبق لهم سوى البرلمان حتى لا يحاسبهم أحد، ولو من باب اللوم وليس العقاب، إلا أن المخطط الذي فضحته وسائل الإعلام التي أراد النظام تغييبها عن المشهد يوم 201028/11/م، وضع النظام في ورطة، خاصة أنه لا يوجد أي نظام على ظهر الكرة الأرضية يستحوذ بهذا الشكل على البرلمان، وزاد من الورطة إعلان كلٍّ من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد مقاطعة انتخابات الإعادة، أي مقاطعة 33 مرشحًا لملحق الفضيحة، وهو ما أربك النظام بشكل أكبر من الفضيحة الأولى، فأخذ في البحث والتنقيب للخروج من هذا المأزق، ووضع عددًا من التصورات والحلول لإنقاذ ماء وجهه؛ ولأنه نظام لا ينظر إلا تحت أقدامه، فقد زادته حلوله فضائح جديدة، إلى الحد الذي وصل إلى درجة قيام قيادات الوطني بالتزوير وتسويد البطاقات لصالح مرشحين من الإخوان أعلنوا بشكلٍ صريحٍ مقاطعتهم للانتخابات والتزامهم بقرار الجماعة في هذا الشأن.

وقد رصدنا العديد من الحالات كان أكثرها فجاجة ما حدث مع النائب المختطف مجدي عاشور، والذي رسمت الحكومة سيناريو القصة وكأنه أحد مسلسلاتها الهابطة التي تفشل في تسويقها خلال شهر رمضان، فتارة بلاغ من شقيق النائب بأنه تم اختطافه على يد الإخوان؛ لأنه مصرُّ على خوض انتخابات الإعادة، والجماعة لا تريد ذلك، ثم يخرج النائب ليعلن من مكان مجهول ومن تليفون مجهول لا يعلم هويته إلا جهاز أمن الدولة، ويفاجئ النظام على تليفزيونه الرسمي وبرنامجه الأكثر مشاهدة "مصر النهاردة" أنه غير مختطف وأنه ملتزم بقرار المقاطعة، وأنه ذهب إلى الإسكندرية طواعية وعلى حدِّ تعبيره "الإخوان لا يخطفون أحدًا"، بالفعل الإخوان لا يخطفون أحدًا؛ لأن النائب الآن مخطوف من قِبَل أجهزة الأمن ولا يعلم أحد مكانه، الأمر تكرر بشكل مختلف مع النائب حازم فاروق والذي بادر بإعلان التزامه بقرار الجماعة، ورغم ذلك قام الأمن بدفع الجماهير لانتخاب فاروق مع مرشح "العمال" في نفس الدائرة، كما حدث مع مجدي عاشور؛ حيث قام أعضاء الوطني بدعوة الناخبين أمام اللجان إلى انتخاب د. حمدي السيد وطني "فئات" ومجدي عاشور إخوان "عمال" عن دائرة المرج والنزهة.

وفي محافظة دمياط تم إجبار الناخبين على انتخاب المهندس صابر عبد الصادق بالأمر من قِبَل الحزب الوطني، وتؤكد التقارير الواردة من المحافظة أن عبد الصادق الذي أطلق عليه الأمن القنابل المسيلة للدموع في انتخابات 2005م؛ لمنعه من البرلمان، اقترب الآن من العودة باسمه فقط إلى قبة البرلمان، وفي محافظة المنوفية التي أقسم أحمد عز أمين التنظيم داخل الحزب الوطني بأنها سوف تخلو من نواب الإخوان (9 نواب في برلمان 2005م)، قام الحزب بالتزوير لصالح النائب يسري تعيلب الذي أعلن مثل باقي مرشحي الإخوان التزامه بقرار المقاطعة.

وقد تظهر الساعات القادمة نتائج أخرى لمرشحين آخرين فازوا في انتخابات قاطعوها وطالبوا الشعب بمقاطعتها، والأمر بالطبع ليس قاصرًا على الإخوان؛ حيث قامت الأجهزة الأمنية بالتزوير لصالح مرشح حزب التجمع بدائرة (أجا) بالدقهلية؛ ما دفع مرشح الحزب الوطني إلى الاعتصام ثم الانسحاب ردًا على التزوير ضده، بينما اختلف الأمر مع حزب الوفد الذي أعلن 7 من مرشحيه في الإعادة أنهم ماضون في الانتخابات، ولو نجحوا سوف يقدمون استقالتهم من الحزب.

استقالة فورية

هذا هو مشهد مصر في ظلِّ النخبة الحاكمة التي فقدت عقلها ولم تفكر إلا في مصالحها أيـًّا كانت النتائج؛ حيث يرى د. حازم فاروق أن ما يقوم به النظام يؤكد أنه ما زال في مرحلة المراهقة السياسية وهي المراهقة التي وضعت مصر في أزمة يتحمَّل الحزب الوطني وحده نتائجها، مؤكدًا أن محاولات الزج باسمه في انتخابات الإعادة أمر مرفوض بالمرة، وحتى لو فاز فإنه سوف يتقدم باستقالته من هذا المجلس المزوَّر على الفور، ولن يشذ بأي حال عن قرار الإخوان ورأي المعارضة الحرة في مصر بضرورة مقاطعة هذه الانتخابات وهذا المجلس المزوَّر.

وأضاف فاروق أن النظام لو كان يعقل ما يقوم به لكان أولى به إجراء الانتخابات بشكل نزيه في المرحلة الأولى، ويترك للشعب حرية التصويت وإبداء آرائه، وأن يكون الاحتكام في النهاية للصندوق أيًّا كانت نتائجه سواء كانت لصالح الإخوان أو ضدَّهم.

النظام الفاسد

وهو ما ذهب إليه المهندس صابر عبد الصادق الذي تعجَّب من الشائعات التي يرددها البعض بأنه قد يفوز في انتخابات الإعادة، موضحًا أن الانتخابات بالنسبة له انتهت منذ أعلن الإخوان مقاطعتهم لانتخابات الإعادة، مشيرًا في تصريح لـ(إخوان أون لاين) أن أي وطني لا يشرِّفه الاستمرار في هذه المهزلة التي تسبب فيها الحزب الحاكم، وأنه لا يشرِّفه بأي حال أن يكون ضمن أعضاء هذا البرلمان؛ لأن المبادئ لا تتجزأ، وأن الانتخابات ومجلس الشعب بالنسبة للانتخابات ليست غاية وإنما وسيلة للإصلاح، موضحًا أن مقاطعة الإخوان للانتخابات أسقطت ورقة التوت التي كان يتغطى بها النظام الفاسد.

المصدر