من جاء بالدبابة هل تسقطه مسرحية صناديق الانتخابات؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من جاء بالدبابة هل تسقطه مسرحية صناديق الانتخابات؟


من جاء بالدبابة هل تسقطه مسرحية صناديق الانتخابات.jpg

كتب: سيد توكل

(27 ديسمبر 2017)

مقدمة

ماذا ينتظر مصر بعد الإعدامات المتوالية وماذا يخبئ القدر للمصريين على يد الانقلاب؟، لا يُمكن تخيل ثورة حقيقية في مصر إلا بأنها تتجاوز ثورة 25 يناير، قد تكون ثورة يناير منطلقها، إلا أنه إن نجحت ثورة شعبية جديدة في مصر ففي الأغلب ستؤسس لقواعد وسياقات مختلفة، وفق مراقبين.

ووفق مراقبين ستكون ثورة جديدة وليس استكمالًا ليناير، وهنا لن يتم إزاحة السفيه السيسي فقط بل سيتم تفكيك وتجاوز كل أسس وقواعد وقيم نظام يوليو 1952 وسُيبنى نظامًا جديدًا، ليتجسد وقتها هتاف الناس "الشعب يريد إسقاط النظام".

ربما هذا حلم إلا أنه الحلم الأقل تكلفة في مواجهة سيناريوهات بقاء الديكتاتورية والحكم العسكري، أو سيناريوهات الفوضى والخراب والحرب الأهلية والإعدامات التي يُخيّرنا بينها السفيه السيسي.

أسقطوا العسكر

"وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا!"، مقولة عبقرية لأبي الطيب المتنبي، لا يجد المرء إلا أن يرددها في مناسبات عديدة، منها مناسبة إجراء مسرحية الانتخابات الرئاسية القادمة في مطلع العام القادم 2018 والتي لم يبق على الشروع في إجرائها سوى بضعة أشهر، ومع ذلك لا يعلم احد من المرشحون لها، وهل يُعرض المصريون عنها أم يقبلون عليها؟.

استنكرت الإعلامية آيات عرابي، تلك الدعوات التي تنادي بترشيح ودعم شخصيات مدنية لخوض مسرحية انتخابات الرئاسة 2018 في مصر ضد السفيه السيسي، الأمر الذي وصفته بأن المشاركة به تعد اعترافا بشرعية النظام الانقلابي، داعية في الوقت ذاته إلى مقاطعة كل تلك الدعاوى التي تمد العسكر "بأنابيب التنفس".. حسب وصفها.

وقالت "عرابي":

"كل من يدعو للمشاركة في مسخرة 2018 فإنه يدعو للاستسلام للعسكر والتسليم بالانقلاب وهذا ما يحاول أن يفعله المهرج الجديد معصوم مرزوق. العسكر الآن في ورطة حقيقية لأن كل الشخصيات العامة التي وقفت مع الانقلاب أو اتخذت مواقف غامضة, احترقت إعلاميا".

وتابعت:

"المطلوب الآن هو إسقاط أي شخصية يحاول العسكر عن طريقها الترويج لمسخرة انتخابات 2018 … عملية تعرية إعلامية مستمرة لمن يمدون العسكر بأنابيب التنفس مع مقاطعة انتخابات العسكر وأي إجراءات يقومون بها لحرمانهم من الشرعية وتضييق الخناق عليهم شعبياً حتى لو كانت إدارة الحراك فاشلة في تحقيق نقاط على العسكر".. حسب وصفها".

واختتمت "عرابي" ساخرة:

"دعوا بلحة ينافس نفسه في انتخابات لا يحضرها أحد واجعلوا كل اراجوز يتحدث عن المشاركة في تلك الخيانة, مسخرة ولعبة وسخرية ونكتة للجميع".

ثورة أم اغتيال

ويرى مراقبون احتمال أن تستبق قوى خارجية داعمة للانقلاب ثورة المصريين بالتخلص من السفيه السيسي، بأن يتعرض لعملية اغتيال تؤدي لمقتله كما حدث مع الرئيس السابق "محمد أنور السادات".

وفي حال كان الاغتيال والقتل عشوائيًا دون خطة من منفذيه ففي الأغلب يبقى العمل بدستور 2014، إلا لو أن الجهة المنفذة كانت تمتلك مشروعًا للحكم تستطيع فرضه فمن المؤكد أنها ستُغيّر الدستور.

فيما يرى آخرون أنه في حال اندلعت ثورة شعبية أشد قوة من ثورة 25 يناير، سيقوم الجيش وقتها بانقلاب لحصار ثورة الشعب، بأن يُجبر السيسي على الرحيل كما أجبر الشعب مبارك على التخلي عن منصبه، ولم يقف الجيش في مربعه الخاسر فتركه يواجه مصيره، وهذا سيحتاج ضغط شعبي كبير يُكره الجيش على لفظ السيسي، فيسقط رأس النظام أملًا في بقاء النظام.

فيما يرى نشطاء أنه في اللحظة التي يقرر فيها الشعب الثورة، سيستغل أحد الجنرالات الغضب الشعبي أو يستجلبه من هدأته، ويُقدّم نفسه كاختيار وبديل جديد للحكم العسكري المباشر أو الغير مباشر، ويعقد توافقات وصفقات مع أطراف في القوى السياسية والشعبية والإقليمية والدولية، وفي كل الحالات من سيصنع التغيير سيقطف ثمرته.

انقسام للجيش

وأسوأ السيناريوهات المتوقعة -وفق مراقبون- أن يُزاح السفيه السيسي ومعاونوه بعنف مُسلّح ومواجهات عسكرية دموية وحملات اعتقال لرموز الانقلاب، وفي حال لم ينجح هذا السيناريو في أيامه الأولى وينحسم الأمر، قد يؤدي إلى انقسام بالجيش.

أو تتم إزاحة السفيه السيسي كجزء من حل سياسي مُعلن على طاولة حوار جادة وفق ضمانات ووسطاء موثوقين بين أطراف (الجيش - الدولة العميقة - جماعة الإخوان والقوى الإسلامية - القوى الليبرالية - القوى اليسارية - ….)، وهذه الأطراف لن تجتمع إلا في ظل وجود رغبة إقليمية ودولية لتمرير حل سياسي في مصر.

وفي الأغلب لن يأتي الحل السياسي إلا عبر حالة إكراه للأطراف المحلية والإقليمية والدولية، ومصدر هذا الإكراه من خارجهم أي ليسوا جزءًا من معادلته، مثلًا نُذر ثورة شعبية كاسحة، أو بروز للقوى الجهادية أو المقاومة أو المسلحة مع استجابة الوجدان الشعبي لها، وربما وقتها تكون خطوة الحل السياسي قد تأخرت!

إن الديكتاتورية التي تريد الاستمرار في السلطة وجمع أطرافها جميعا في يدها وهي لا تملك مشروعا ولا لياقة ولا لغة ولا خيالا ولا وطنية ولا إنجازا، هي ديكتاتورية تسابق الأيام والدهور لتحمي نفسها هي وحدها مما تشعر أنه تهديد دائم يقترب منها ويلاحقها ولذلك تحاول أن تختبئ خلف ستار مسرحية الانتخابات.. فهل يُلدغ المصريين من جُحر العسكر مرتين؟

المصدر