معركة التل الكبير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
معركة التل الكبير


شهداء الاخوان في معركة التل الكبير أحد معارك القناة

يُعتبر يوم 13 يناير من كل عام هو العيد القومي لمدينة التل الكبير؛ حيث شهدت المدينة يومي 12، 13 يناير سنة 1952 م معركةً من أكبر المعارك التي دارت بين شباب الإخوان والقوات البريطانية.

لقد خرجت هذه المعركة عن مفهوم حرب العصابات، واشترك فيها فصائل من طلبة جامعة القاهرة ومجموعة من الضباط المصريين الأحرار ومتطوِّعون من أهالي مدينة التل الكبير.

وقد بدأت المعركة بدخول قطار مُحمَّل بالجنود والذخيرة محطة التل الكبير، وكان المجاهدون قد أعدوا العدة لنسف القطار قبل دخوله المعسكرات، وتم نسف خط السكة الحديد بمحطة التل، وبدأت عملية الهجوم على القطار، وحاول الإنجليز إنقاذ القوات المحصورة ولكن دون جدوى، فدفعوا بتعزيزات من القوات المدرَّعة، واستمر القتال حتى حلول الظلام وانسحب الإخوان إلى داخل مدينة التل الكبير.

وقام المجاهدون بفتح كوبري التل الموجود على ترعة الإسماعيلية لمنع تقدم المدرَّعات الإنجليزية لدخول المدينة، وحاول الإنجليز اقتحام الكوبري إلا أنهم فشلوا، وتراجعت القوات البريطانية إلى معسكراتهم الكائنة بمعسكر عزت شرف الموجود حاليًّا شرق مدينة التل الكبير، وفي الصباح بدأ الهجوم على التل الكبير.

وكانت الخطوة الثانية عبور الكوبري، وبدأ الشهيد أحمد المنيسي وبعض الإخوان يُصوِّبون نيرانهم نحو الجنود، ففرُّوا مذعورين، وشوهدت عربة إسعاف وهي تتسلل لإنقاذ الجرحى ونقل القتلى فتركوها.

لاحظ المجاهدون عربةً مصفَّحةً تقترب متخفيةً خلف عربة الإسعاف فطاردوها وأطلقوا عليها النيران ففرت من الميدان، فجُنَّ جنون الإنجليز، وبدءوا يطلقون نيران المدفعية الثقيلة، ولكن ذلك لم يؤثر فيهم، وقرروا الصمود؛ إما النصر أو الشهادة، وبدأ الهجوم الكبير فتقدمت ثلاث دبابات وهي تطلق نيرانها بكثافة، وقرَّر المقاومون الصعود فوق المنازل واصطياد الدبابات.

وأصدر القائد الشهيد عمر شاهين مرًا بمهاجمة القطار، وزوَّد القوات بمدافع سنت وقنابل، فتمكَّنوا من إيقاف زحف الإنجليز، وقد سُجِّل إعجاب الجميع بالقائد الإخواني الشهيد عمر شاهين.. لقد كان كتلةً من النشاط والحيوية والتفكير ، معحتفاظه بابتسامة هادئة لا تفارقه أبدًا.

شعر الإنجليز أنهم في معركة كبيرة وفي مواجهة جيش كبير، وأن المعركة ليست بهينة، وانهالت القذائف والنيران على القرية، وفي هذه اللحظة استشهد حمد المنيسي

ولقد استعصى على المجاهدين الانسحاب؛ لأن الإنجليز حاصروا المنطقة بالكامل، ومن بعيد جاء صوت عمر المنيسي مطالبًا بالانسحاب ثم خفت صوته، وعلمنا أنه أصيب إصابةً بالغةً واستُشهد.

الشهيد عمر شاهين

وكان يومًا خالدًا في تاريخ مصر وهي تودع شيهدها الشاب الطالب عمر شاهين وكانت جنازته امتدت حوالي 3 كيلو مترات وضمت ربع مليون مُشيِّع تقريبًا في مشهد رهيب؛ أوله حرم الجامعة، يتقدَّم الصفوف كبار رجال الدولة وأساتذة الجامعة والطلبة والطالبات، وفي ميدان الأوبرا بكت أمه وهي تودع ابنها البار، وكان مدير الجامعة والمرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي يتنافسان على حمل الجثمان الطاهر، وفي نفس الوقت كانت مدينة فاقوس تودِّع شهيدها أحمد المنيسي من بة الإخوان المسلمين وتطوف به شوارع المدينة.

لقد كان أثر هذا اليوم عميقًا في نفوس الناس.. لقد اهتزت كراسي الحكم والأحزاب، واهتزَّ العرش الملكي، وقد أُطلق على أكبر ميادين مدينة التل الكبير ميدان الشهيد عمر شاهين، وما زال لليوم يوجد نصب تذكاري باسم الشهيدين أحمد المنيسي وعمر شاهين في أكبر ميادين التل الكبير.

استُشهد في هذه المعركة 7 من الفدائيين؛ منهم: أحمد المنيسي، عمر شاهين، عبد الحميد عبد الله، كما أُسر 7 من الفدائيين قام الإنجليز بتعذيبهم ثم قتلهم، وقد علَّقت جريدة (تايمز) الإنجليزية على أن "معظم الضباط الإنجليز الذين اشتركوا في القتال متفقون على أن المصريين حاربوا ببسالة، وكان من الشجاعة النادرة أن يتصدَّى هؤلاء المصريون لثلاث مجموعات من قوات المشاة الإنجليزية التي تعتبر من خيرة القوات التي تؤيدها الدبابات".


المخابرات تستعين بالإخوان للانتقام من الإنجليز

كان ضابط شرطة مصري اسمه فريد ندا يؤدي واجبه بالمرور على القرى في دورية ليلية فاغتالته قوات الاحتلال الإنجليزي، وأرادت المخابرات المصرية الانتقام، فجمعوا الحرس الوطني فألهبوا فيهم الحماس في حفل حاشد أُنفق عليه الكثير وطلبوا منهم سرعة الانتقام لمقتل الضابط المصري، ومرت الأيام ولم يستطع الحرس الوطني فعل شيء، فذهب رجال المخابرات إلى دار الإخوان ب الإسماعيلية وطلبوا مقابلة الشهيد الشيخ سيد فرغلي؛ الذي التقى بهم وطلب استدعاء الشهيد يوسف طلعت لهم، وطلبوا من الإخوان الانتقام من الإنجليز.

وفي مساء نفس اليوم كانت هدية الإخوان إلى المخابرات المصرية تدمير سيارة جيب إنجليزية في طريق الكاب وبها ضابط إنجليزي برتبة بريجادير وآخر برتبة ميجور طبيب وآخر رقيب، وتم إبلاغ المخابرات بأسماء القتلى وأن جميع أوراقهم وهوياتهم موجودة بدار الإخوان ب الإسماعيلية.

واجتمع رجال المخابرات بقوات الحرس الوطني ليلقوا على مسامعهم دروسًا من الإخوان المسلمين في التضحية والبذل والعمل.

وعلقت عليها جريدة (الديلي ميرور) البريطانية بقولها:

"لا نستطيع بعد اليوم أن نقول عن قوات التحرير المصرية المؤلفة من شبابٍ متحمسٍ أنها إحدى الدعايات المضحكة لقد دخلت المعركة في طور جديد، واستمر القتال يوم السبت الماضي اليوم بأكمله، وظلَّ المصريون يحاربون لواء الكاميرون والهايلاندرز باستماتة عجيبة

استشهد خمسة من طلاب الإخوان في معارك القنال:


للمزيد عن الإخوان والإنجليز وحرب القنال

كتب وملفات متعلقة

مقالات متعلقة

دور الإخوان في حرب القنال 1951م

الإمام حسن البنا والمحتل الإنجليزي

تابع الإمام البنا والمحتل الإنجليزي

متعلقات أخرى

وصلات فيديو