مروان حديد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٠٥، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏مقدمة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مروان حديد.... أحد قيادات الإخوان في سوريا

مقدمة

  • -ولد مروان حديد في مدينة حماه عام 1934 لأبوين مسلمين محافظين أشد المحافظة، والده الحاج خالد حديد يعمل تاجراً في أحد أسواق حماة التجارية ووالدته الحاجة رئيفة البارودي رحمها الله ربة منزل ذات شهرة واسعة في كرمها وسخائها، فكم تصدقت حتى بأثاث البيت والثياب وربما حتى ببعض ما ترتديه عليها فهي لا تطيق أن تسمع كلمة نجدة أو استغاثة حتى تكون لها ملبية بما تملك وربما فوق ما تملك، والشهيد مروان حديد كان شابا طويلاً ممشوق القامة قوي البنُية عريض المنكبين، له شعرٌ أملسٌ أحمر، حليق الشارب واللحية، ثاقب النظرة، له لياقته ولباسه الأنيق الذي يلفت النظر .
  • مروان حديد رحمه الله من أسرة عريقة معروفة في حماه وتتميز بما أتاها الله من بسطةٍ في الجسم وميزات قيادية وإن اختلفت مشاربهم واتجاهاتهم الفكرية، وهو الرابع من خمسة أشقاء وله أربع أخوات، فشقيقه الأكبر واسمه ( أحمد ) محامٍ مشهور ومزارع كبير آثر العمل خارج حماه في منطقة الجزيرة وهو أحد الأعضاء البارزين في الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إلى أكرم الحوراني، وكان مسؤولاً عن منطقة الجزيرة شمال سوريا بأكملها، وشقيقه الثاني ( عدنان ) يحملُ شهادة الدكتوراة في الصيدلة والمخابر وله نفس اتجاه أخيه أحمد مع صبغة تحريرية واضحة عاش ولا زال يعيش في أوروبا بعد أن تزوج من فتاة دانمركية، وأخوه الثالث ( كنعان ) ضابط كبير مُسّرح له نفس الانتماء، قام عبدالناصر بتسريحه من الجيش وهو برتبة رائد أيام الوحدة بعد خصام مع ضابط مصري كبير أدى إلى إشهار السلاح، ويأتي الرابع (مروان) عليه الرحمة والرضوان بكل ما في هذه الأسرة من ميزات شخصية تؤهلها للتقدم، إنما يتميزون بذكاء ربما يفوق غيرهم من الأقران مع صلابة المواقف، وكرم وسخاء جعل هذه الأسرة رغم مشاريعها الضخمة وتجارتها الواسعة مستورة الحال كغيرها من أسر الطبقة المتوسطة، وخامسهم كان شقيقه رضوان
  • -نشأ مروان في وسط مثقف متطلع للمستقبل، في مرحلة من أهم وأخطر المراحل التي مرت بها أمتنا، ألا وهي مرحلة الكفاح ضد الاستعمار وغرس إسرائيل في قلب الأمة العربية والإسلامية، درسَ وتدرج في مدارس حماه الابتدائية والاعدادية والثانوية وحصل على الثانوية العامة الفرع العلمي عام 1955 ، وتسجل في كلية الزراعة جامعة عين شمس 1956 في مصر وتخرج منها في 1964 ، طالت مدة دراسته بسبب كثرة اعتقاله من قبل المخابرات المصرية، التحق بكلية الآداب جامعة دمشق قسم الفلسفة وحصل على البكالوريوس عام 1970 .
  • -نشأ مروان في بيئة حزبية اشتراكية وكان مسؤولاً مالياً عن التنظيم الاشتراكي في ثانوية ابن رشد في الفترة التي سبقت التحاقه بجماعة الإخوان المسلمين، ونتركه ليتحدث لنا عن أول سببٍ دعاه إلى الانتماء الفكري ثم العضوي إلى جماعة الإخوان المسلمين فيقول :
  • ( لقد كنت اشتراكياً بدافع البيئة التي أعيشها بين أشقائي وبدافعٍ من واقع الأمة المرير الذي يبحث عن طريق الخلاص من الاستبداد المُسلّط على الإنسان البسيط، وفي يوم من الأيام دخلتُ البيت وإذ بأخي الكبير أحمد يقول:" قتل اليوم أخطر رجل على الأمة العربية " وكالَ لهذا الرجل الشتائم والسباب بأقذع العبارات المعروفة.

فقلت له: من هو هذا الرجل، قال:" حسن البنا شيخ الإخوان في مصر "، فوقع هذا الخبر وقع الصاعقة في نفسي وثارت في نفسي تساؤلات كثيرة عن طبيعة هذا الرجل وفكره ودوره الذي أخاف هؤلاء القوم وكان وجوده خطرٌ على الأمة العربية، فقررت البحث عن أجوبة لهذه التساؤلات وتتبعت الخبر أولاً من الراديو وتيقنتُه،

  • ثم بحثتُ عن كتبه فقرأتُ من رسائله ما أمكنني يومها أن أطّلع عليه، وسألتُ عنه من يعرفه لأسمع منهم ما يعرفونه عنه، وكان بعدها بفضل الله ورحمته التحول من العماية إلى الهدى ومن الضلال إلى الرشاد ومن الجندية للباطل إلى الجندية للحق )،
  • وكان ذلك بفضل الله ومساعي أخيه نافع علواني ومن بعدها عُرِفَ مروان بين الإخوان بأنه من أكثرهم تمسكا بالدعوة إلى الإسلام وبتعاليم الإسلام وبشريعة الإسلام ، ومروان جدّي جداً فيما يعتقد ويؤمن به ومخلصٌ وفيٌّ ومُحِبٌّ لإخوانه، وكانت المرحلة التي انخرط فيها في صفوف الإخوان مرحلة انقلابات في سورية ومضايقات للحركة الإسلامية من قبل الحكومات الانقلابية المتعاقبة، وكان العمل في تلك الحقبة سريّاً ويرتكز في جامع النوري الشهير في حماه، وكان زاهداً في الدنيا مستغرقاً في الآخرة، وكان كثير الصلاة والبكاء والدعاء في خلواته، وكان البعض من إخوانه يستغرب منه كثرة صلاته وطول سجوده، حتى إذا صار إذا أطال واحد من إخوانه السجود في صلاته قيل له إنك تصنعُ كما يصنع مروان ؟
  • - شارك مروان في نشاطات الجماعة في صحبة إخوانه الذين أحبهم وأحبوه والذين كانوا طليعة الجهاد والتضحية، فساهم في أعمال الخير والبر في المجتمع إلى جانب الدعوة والتربية، وساهم مع أخيه الشيخ سعيد حوي رحمه الله في العمل بالحملة الانتخابية ومحاولة كسب التأييد للدكتور السباعي أثناء الانتخابات التكميلية بين الدكتور السباعي رحمه الله مراقب الجماعة وبين رياض المالكي الاشتراكي التقدمي، وشهد كيف يتم تزيف الحقائق وتتدخل الدول وتُباع وتشترى الضمائر من قبل بعض الذين يلبسون لباس العلم والمشيخة .
  • - و أدبرَ مروان عن الدنيا بقلبه وسلوكه فكان من طلائع الربانيين من الإخوان المسلمين الذين اكتووا بنار المحنة في عام 1954 ، فمنهم الشهداء ومنهم الأبطال ومنهم من بقي على قيد الحياة وفياً بعهده ثابتاً على دينه مخلصا لربه ، لم تفت في أعضادهم صليل السلاسل ولا عواء السياط ولا تمزيق الأجساد وتحريقها .
  • وكم كنتُ أتهيب حين أرى ذلك الشيخ المهيب الممشوق القامة، بهي الطلعة، باسم الثغر، ذو اللحية الحمراء الطويلة، والعمامة البيضاء واللباس الأبيض، وهو يمشي في شوارع حماة مُلقياً السلام على كُلِّ من لاقاه في طريقه، وكم كنتُ معجباً ببيانه وحجته حين أستمعُ إلى خطبه ومحاضراته، ترى فيه العزيمة والصدق والصلابة والثبات .
  • -سافر مروان إلى مصر بهذه الروح فلم يفتر ولم ينقطع عن الدعوة إلى الله، والتقى بتلاميذ الشيخ حسن البنا رحمه الله الذي طالما أحبه ولم يعرفه، والتقى بـ سيد قطب وإخوانه، ونشِطَ كثيراً في الدعوة ونصرتها في أوساط الشباب الذين عمل على تربيتهم على معاني العزة والإباء، واستخلص الخوف والرهبة من قلوب من حوله من الشباب حتى تربى ونشأ بقربه جيلٌ من الشباب المصري الذي أحب الموت و الاستشهاد في سبيل الله، والمرحلة التي عاشها في مصر كانت مرحلة دعوة وجهاد.
  • فكان يقضي جُلَّ وقته ومعظم أيامه إمّا في الدعوة إلى الله وشرح العقيدة والمبدأ، أو في صراعٍ فعليّ مع رجال المباحث تدرب فيها على مصاولتهم ومصارعتهم ودرَّبَ عليها إخوانه السوريين والمصريين الذين معه، وبيّن لهم كيف ينظرون إلى هؤلاء الأدوات السيئة مرةً بالازدراء ومرةً بالمرحمة والإشفاق، فكثيراً ما كان يفتح باب بيته ليُدخل المخبر السري المكلف بمراقبته إلى البيت ليحميه من المطر وشدة البرد القارس، فيكرمُه بتقديم الطعام والشاي وزيادةً على ذلك كان يُعطيه ورقةً وقلماً ليكتُبَ تقريره الأمني لإدارته، لذلك كانت إدارة الأمن تستبدل العناصر المكلفة بمراقبة مروان أسبوعياً .
  • وكان لمحنة الإخوان واضطهادهم وإعدامهم في مصر بالغ الأثر وأعمقه في قلبه وحسه المرهف، فأعلن عداءه لعبد الناصر الذي خان وعوده وعهوده وحاربه في كل مكان، وكان أشد ما يكون له مجاهرةً في العداء والمحاربة عندما سافر إلى مصر ليتلقى علومه فيها، وعبد الناصر يومها كان زعيم العرب وبطلها، وفي الداخل كان جلاد مصر ومرعبها .

ولكن هيهات أن يتطرق إلى قلب مروان خوف من بشر كائنا من كان، حاكما أو محكوماً صغيراً أو كبيراً، فقد امتلأ قلبه بحب الله والخوف منه فلم يعد لسواه في قلبه نصيب، كيف لا وقد لقّنَ الدنيا درساً لم تعرفه إلا من أمثاله من المؤمنين الصادقين، لقّنها كيف تكون ذليلة حقيرة تافهة أمام الأهداف السامية الرفيعة وأمام رضى الله تعالى، فما رأيتُ رجلاً داسها بقدميه مترفعاً عليها بإباءٍ وشمم عنها وهو قادر عليها مثله ..

عودته من مصر 1964

  • -وعاد مروان رحمه الله في أوائل شهر آذار 3/ 1964 من مصر بعد حصوله على بكالوريوس الهندسة شعبة محاصيل من كلية الزراعة – جامعة عين شمس، وهو الذي لم ينقطع مروان عن متابعة أخبار بلده سوريا أو زيارتها في كل صيف، وخصوصاً متابعة أخبار البلاد بعد انقلاب 1963 الذي جاء بحزب البعث إلى السلطة وبدأت العناصر الباطنية المتسلطة على هذا الحزب الملحد تمد أعناقها وتحكم قبضتها على مقاليد الحكم من وراء ستار دون أن تسفر علانية عن وجهها الكريه، وسرعان ما أحس بالخطر الذي يكمن وراء هذا الحزب الملحد فقام يدعو الناس ويحذّرَهم وينذرَهم ويبينُ لهم بحسه المرهف وشفافيته للأمور أن هؤلاء القوم لا يهادِنون في ما صنعوا، وأن وراءهم ما وراءهم، ولابد من مجابهتهم من اللحظة الأولى قبل أن يتمكنوا من الحكم، وإلا استشرى خطرهم وقويت قبضتهم وعندئذ سيدوسون المقدسات وينتهكون الحرمات ولن يجدي بعد ذلك معهم علاج، فعقد الندوات في بيته ومسجده الصغير في حيّ البارودية، وأقام المحاضرات والدروس في المساجد فكشف نوايا البعثيين وعرّى مخططاتهم و ألهبَ حماس الشباب وغذّاه بروحه التي تستهين بالطواغيت ولا تخشى إلا الله وتحبُّ الموتَ كما يحب غيره الحياة .
  • وكان لا بد لهذه الدفعة الإيمانية العارمة ولهذه الروح المتصلة بالله أن تصطدم بالكفر والإلحاد للتباين الواضح والمفارقة الكبيرة المعروفة، وبوصفه مسؤولاً عن قطاع الطلاب في حركة الإخوان المسلمين فقد شارك في احتجاجات طلاب ثانوية عثمان الحوراني بمنطقة الحاضر في مدينة حماة بتاريخ 7/4/1964 ، يوم أن خرج الطلاب في مظاهرة احتجاجاً على اعتقال السلطة أحد الطلاب الذي كتب على السبّورة ( اللوح في الصف ) آية قرآنية وهي : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )، فاحتجَّ الطلاب البعثيين ودارت مصادمات فيما بين الطلبة الإسلاميين والبعثيين تدخلت المخابرات على إثرها واعتقلت الطالب وقدمته لمحكمة أمن الدولة التي حكمت عليه بالسجن لمدة عام مع تغريمه مبلغاً من المال،
  • وطالب الطلاب في مظاهرتهم مدينة حماة بالإضراب فاستجاب التجّار وأبناء الشعب وأغلقوا محلاتهم، وتدخل الجيش لرفع حالة الإضراب فرفض أهالي حماة هذا الطلب وتقدموا بمطالب لمحافظ المدينة عبد الحليم خدّام الذي رفض هذه المطالب، فاعتصم المصلين في مسجد السلطان وقرروا الإبقاء على حالة الإضراب حتى تنفيذ مطالبهم، وحدَث أن قُتِلَ طالبٌ بعثيّ أثناء المظاهرات فاستدعى عبد الحليم خدّام الجيش الذي حاصر المسجد الذي كان يتواجد فيه أثناءها حوالي تسعين مصلياً، وكان هناك بعض عناصر الإخوان ولا يزيدون عن أربعة أو خمسة أشخاص يحملون مسدسات صغيرة عيار 6 مم، وأسلحة بسيطة أخرى عبارة عن زجاجات مولوتوف لا يتجاوز عددها سبعة أو ثمانية زجاجات وبدون أية ذخائر أو إمدادات أخرى كما ادّعت السلطة آنذاك، فشارك الشيخ مروان في الاعتصام السلمي القائم في جامع السلطان ولم يخرج من المسجد حتى تتحقق هذه المطالب،
  • وتفاجأ الجميع بإقدام الطائفيين بقيادة الدرزي العقيد حمد عبيد قائد قوّات المغاوير، والعقيد الدرزي سليم حاطوم ومن ورائهم النصيري حافظ أسد وصلاح جديد وعزت جديد بقصف المسجد بالمدفعية والدبابات ودارت اشتباكات بين الجانبين انتهت باستشهاد بعض المعتصمين ودارت اشتباكات بين الجانبين انتهت باستشهاد أربعة من المعتصمين، هم الأخوة : منقذ صيادي ، و محمود نعيم ، و توفيق مدني ، و عبد الله المصري الذي توفي وهو في طريقه إلى المستشفى متأثراً بجراحه، وتم اعتقال الآخرين الذين سيقوا إلى سجن حماة المدني، بينما حاصر الجنود الشيخ مروان داخل المسجد وراحوا يطلقون عليه النار بشكل عشوائي وكثيف تريد قتله ولكن لله مُراداً آخر،
  • وعندما تأكدوا بأنه أعزل من السلاح دخلوا عليه وكبلوه وانهالوا عليه ضرباً بكل ما وصلت إليه أيديهم من أدوات، عصي وخيزرانات وبأعقاب البنادق وبأسلاك معدنية وغيرها، ثم حملوه في دبابة إلى منى دار الحكومة ( السرايا ) حيث كان الرئيس أمين الحافظ موجود ومعه مجموعة من الضباط الآخرين .

وكان وفاحش اللسان، فعندما رأى الشيخ مروان شتمهُ•معروفاً عن أمين الحافظ بأنه بذيءٌ وسبّه .

فقال له مروان: لِتَكُنْ خصومتُكَ يا أمينُ شريفة .

وعندما تدخّل المقدم عزت جديد أمسك المقدم النصيري بلحية الشيخ مروان وكانت طويلة، وقال له:

هذه المكنسة لا أريد أن أراها ثانيةً .

فزجره الشيخ مروان وضربه ضربةً قويّةً برجله أسقطه فيها من فوق درج مبنى السرايا إلى الأرض .

  • وتم إقامة محكمة عسكرية من محاكم أمن الدولة برئاسة مصطفى طلاس في حمص قُدِّمَ إليها الشيخ مروان وإخوانه من المعتقلين، وتمت محاكمتهم محاكمة صورية، وتم إصدار أحكامها المقررة سلفاً، وقد دار حوار جريء جداً بين الشيخ مروان وبين قاضيه وخصمه العسكري مصطفى طلاس في بعض الجلسات التي كانت علنية وتُنقَل على الهواء مباشرةً جاء فيه ما يلي:

قال طلاس للشيخ مروان: أنت عميل.

قال مروان لطلاس: أنا عميلٌ لله.

قال طلاس: أنت مأجور.

قال مروان: أنا مأجورٌ من الله.

قال طلاس: حكمت عليك المحكمة بالإعدام شنقاً حتى الموت.

فرد مروان بابتسامة ساخرة: والله يا مسكين لو عرفتُ أنّ بيدك الموت والحياة لعبدتُّكَ من دون الله.

فضجت الصالة بالتصفيق الحاد والصراخ والاستهزاء بالمحكمة، هنا قاموا فوراً بقطع الكهرباء عن صالة المحكمة، وتم إيقاف البث الإذاعي المباشر .

  • وحكموا عليه بالإعدام في محكمة صورية برئاسة المقدم مصطفى طلاس، ولكن الحكم لم يُنفذ وأُطلِقَ سراح مروان والمسجونين بعدما تدخل الشيخ محمد الحامد وعلماء حماة عند رئيس الجمهورية أمين الحافظ آنذاك، وأثبتت المحاكمة للجميع بما فيهم الطُغمةُ الحاكمة أنه كما كانت أهداف مروان و إخوانه نبيلة، فإنّ خصومته مع أعدائه كذلك رغم وقاحة الطائفيين ونذالتهم كانت شريفة .
  • وبعد أن ألقى الشيخمحمد الحامد رحمه الله بثقله لإلغاء أحكام الإعدام بشباب الإخوان واستجاب رئيس الدولة أمين الحافظ لهذا المطلب من الشيخ، لم يَرُقْ هذا التصرف الذي قام به أمين الحافظ للنصيري المقدم عزت جديد ومن خلفه من الضباط الطائفيين وكان ضابطاً متنفذاً، فاقتحم السجن بمجموعة كبيرة من الجنود المدججين بالسلاح وأمر السُجناء المحكوم عليهم بالإعدام أن يتهيؤوا لتنفيذ حُكم الإعدامِ فيهم وأمام كلِّ واحدٍ منهم خمس دقائق ليكتب وصيته، ولكن مُرادَ هذا اللعين لم ينفذ ومضى أمر الله وأُفرِجَ عنهم جميعاً.
  • مروان كان يعرفُ جيدا من هو حزب البعث ؟ وما هي مبادئه ؟ وما هي أهدافه ؟ ومن هم مؤسسوه ؟ ومن هم أنصاره ؟ وفوق كل ذلك كان يعرف جيداً أنها الطائفية الحاقدة اللئيمة المستترة وراء شعارات الحزب المغفل، لذلك لم يفتر لحظة واحدة عن الأعداد النفسي والحركي لمجابهته بشتى الوسائل .

ما بعد 1964

  • وبعد أن خرج مروان من السجن مع إخوانه في أحداث 1964 تابع مسيرته كالمعتاد بدون توانٍ أو تأخير، وقام قادة انقلاب 1966 جديد وأسد النصيريين باعتقاله إلى حرب 5 حزيران 1967 مع مجموعة كبيرة من الإخوان والعلماء في سوريا ثم أفرج عنه ومن معه أثناء الحرب . ولكن مروان هو كما هو يُدرك بتوفيق الله أن الأمور كما توقع لها من قبل، أخذت تتطور من خطر إلى أخطر خاصة بعد تسليم الجولان الحصين، ولم يكن الأمر مفاجئاً بل كان متوقعاً .
  • بعد هزيمة 67 شارك مع العمل الفدائي ضد إسرائيل، وكانت مناسبة كبيرة لدفع العديد من الشباب للمشاركة وللتدريب على القتال والسلاح، وربما خالف بذلك رأي الكثيرين من الأخوان ولكنه كان دائماً ينظر للأمور من زاوية أُخرى، وتخرج على يديه مجموعات جيدة من المقاتلين الذين شاركوا في العمل الفدائي وكونوا فيما بعد نواة االعمل العسكري في المقاومة المسلحة ضد النظام الطائفي في سوريا، ولم تكن السلطة الغاشمة بغافلة أو متغافلة عن تحركاته ونشاطه بل كان همها الوحيد أن تلاحقه وتراقبه في كل مكان وزمان، ومروان هو مروان لم يتوانى لحظة واحدة عن الاستمرار في الطريق الذي نذر له روحه وحياته ودائماً ما كانَ يُردد كلمته المشهورة المقتبسة من الحديث الشريف: ( لموتٌ في طاعة الله خيرٌ من حياةٍ في معصيته ).
  • وكانت أحاديثه تدور كلها تدورُ حول الصبر والمصابرة ومقارعة الأعداء، وأنّ من كانوا قبلنا يؤتى بأحدهم فيمشَّطُ بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه ويوضع المنشار على مفرق رأسه حتى يكون نصفين ما يصدهم ذلك عن دينهم، وكان يبشِّرُ بالنصر ويعتقدُ أن النصرَ مع الإيمان، ويستشهد بالآية الكريمة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )، أي بالممكن منها حتى ولو كانت عصا فقط فالله تكفَّلَ بالنصر إذا صدق العبدُ ربَّه .
  • ومروان لم يُخفِ نفسه ولم يتحرك وراء الكواليس إنما كان واضحا في منهجه في تحركه، وفي معتقده، وفي مجابهته للسلطة، وحتى في فكره في حياته البسيطة المتواضعة .
  • مروان وأقولها بصراحة كان أحدُ الذين تصدروا مواقع قيادية في الدعوة بإخلاصهم وتفانيهم، ونَسوا أنفسهم نسياناً كاملاً أو ما نسميه نحن فناء النفس أمام الدعوة حتى لم يبق منها إلا الحق، وقد كنت أقولُ له مرةً : ( أنه اليوم غيرَهُ بالأمس ، وأنه اليوم ليس لنفسه فقط إنما هو الآن لإخوانه جميعاً .. لبلدته ..لوطنه .. لأمته )، فيجيبُ بابتسامته المعهودة دون كلام، فأفهم منه أن هذا لا يروقُ له، وأقولها بصراحة كذلك أنه أحد القلة الذين اجتذبوا الشباب إلى الدعوة بدماثة خُلقِه، وكرم نفسه، وتواضعه ودعابته التي لا تفارقه، ولقد توافقَ عمله وقولُه لذلك كوَّنَ في أي مكان حلَّ به نُسخاً عن ذاته لها تقريباً نفس المواصفات و السمات .
  • وقد يكون مروان بعيدا عن أحداث الدستور في أول عام 1973 وربما فوجئ بها كغيره من إخوانه، ولكن هيهاتَ للسلطة الباغية أن تباشر اضطهادها للإخوان وتنسى مروان أو تدعه حراً طليقاً، فقد حرِصت في كل مرة على قتله والتخلص منه، ولكن الأجل هو الذي فوّتَ عليهم ذلك كله، فقد حرصوا على قتله علم 1964 في مسجد السلطان أو حتى أن يعدموا شنقاً لولا عفوا الرئيس أمين الحافظ بمبادرة العلماء، وأرادوا قتله عام 1966 ليلة أن قتلوا المرحوم الشهيد عثمان الأمين في بيته، وقتلوا الشهيد حسن عصفور تحت التعذيب، إذ اعتقل مروان في نفس الليلة و أرادوا اعتقاله في أوائل شهر آذار 1973 في منزله الكائن في حي البارودية وكادوا يقتلون ابن أخته لو لا أن حذَّرهم أحد المباحث أن هذا غير مروان .
  • وشاء الله لمروان أن يختفي بعد هذه المرحلة وأن يعمل بالخفاء ليُعِدَّ العدة ليوم تواجَهُ به السلطة الباغية بقوة السلاح، وشاء الله أن يكون مكانَ تواجده دمشق وليس حماة، وتنقّلَ بين عدة بيوت لمدة سنتين ونصف تقريباً، وقد دفعت السلطة النصيرية بكل قوتها وحيلتها وتجسسها للتعرف على مكان تواجده وإلقاء القبض عليه وقتله، وكان مروان قد عقد على فتاة مؤمنة تعلم حياته وتدرك نوع العيش الذي يمكن أن تحياه معه وذلك في أواخر عام *1972 ، وللظروف التي أحاطت به لم يدخل بها وحاول أن يدفع بها إلى أهلها في آخر أيامه دفعاً وهي ترفض لتبقى بجانبه وتقوم على خدمته، إلا أن الرجل النبيل الذي بدأ يدرك بمرهف إحساسه النهاية التي تنتظره أبى أن يدخل بها لكي يوفر لها مستقبلها من بعده ولا تعيشُ أرملة وهي في ريعان شبابها، فتسامى وتسامى وهي بجانبه إلى أن داهمته قوة المخابرات في صبيحة يوم 30 حزيران 1975 بعد أن خرج أحد إخوانه ليأتيهم بمستلزمات البيت وحاجياته.
  • ولمّا قُرِعَ الباب وظنَّ أنه ذلك الأخ فتح الباب ليرى نفسه مطوقا بقوة من رجال الأمن الذين حاولوا إلقاء القبض عليه بعد أن أطلقوا عليه الرصاص وأصيب بكتفه، إلا أن بعض الأخوة الذين كانوا معه وزوجته وزوجة أخ آخر باشروا المقاومة المسلحة ولساعاتٍ عديدة حتى استشهد أحدهم وجُرٍح الآخر وتمكنت السلطة من إلقاء القبض على أخوين آخرين لا زالا في السجن لم تُصرح السلطة عن مصيرهُما حتى الساعة، وأُطلِقَ سراح الزوجتين بعد حوالي الشهر .
  • ولم يكن هناك محاكمةٌ سريةٌ أو علنيةٌ لمروان وإنما كان التحقيق المعروف لدى رجال المباحث والمختصين بشئون التعذيب والتصفية الجسدية، ومروان قويُّ البنية والشكيمة، صعبَ المنال لا يبالي أن يقاوم حتى لو كانت يديه في القيود فاتبعوا معه أسلوباً جديداً في التعذيب النفسي والجسدي، أما النفسي فكانوا يُسمعونَه أصواتاً كصوت زوجته وهي تعذب وكأنما يُرادَ اغتصابها حتى أنهكوه .
  • تعرض مروان للتعذيب بالأضواء المبُهِرة وكان أعظمَ وأَشدَّ تعذيبا على نفسه، وإن أخسَّ ما اتبعوه معه من وسائل قذرة واستطاعوا أن يكبلوا به قواه ويحدوا من مقاومته هو كشف قُبُلِهِ ودبُرِه، ومروان معروف بشدة حيائه وخجله فإذا دخلوا عليه الزنزانة انكمش على نفسه ليتستر عورته التي أرادوا كشفها وأراد الله سترها، ويستغلوا هذه الحالة ليكيلوا له صنوف التعذيب، بهذه الطريقة تمكنوا من السيطرة على مروان وإلا ليكيل لهم الكلمة بكلمة والصاع بصاعين، ثم قطعوا عنه الطعام وأجاعوه حتى خارت قواه، وأحياناً كانوا يقدمون له الطعام بعد أن يمزجوه أمام ناظريه بالأقذار، فصار يأبى أن يأكل من هذا الطعام القذر .
  • مروان صاحب الطول الفارع والجسد الممتلئ والقبضة الحديدية ينقُلُ عنه أحد الذين شاهدوه أخيراً وهو بحالة هو فيها أقرب إلى الهيكل العظمي منه إلى الجسد العادي، ويقول مروان لهذا بعد أن سقاه لبناً بيده فتقيأه لأن معدته لم تعد تحتملُ حتى اللبن، وكان يغيب عن الوعي لفترات متقطعة ويصحو، وبعد أن صحا قليلاً من غيبوبته قال لهذا الأخ : ( انقل عنّي وقل للناس أن هؤلاء الكلاب "ويعني بهم المحققين" أنهم لم يحصلوا مني على كلمة واحدة تُشفى بها صدورهم ) .
  • ثم بعد ذلك ساءت حالته الصحية إلى درجة يئست السلطة منه فأرادت أن تُخفي جريمتها، فنقلوا مروان إلى مستشفى حرستا العسكري وطلب أسد منهم أن يأتوا بأخيه الدبلوماسي كنعان ليكون كما أراد الأشرار شاهداً من أهله أنه كان مضرباً عن الطعام، وأنه حالته تردت بسبب امتناعه عن الطعام، ومروان قد أعياه الجوع وأضناه الجهد وهبط ضغطه، فكان أخوه يتوسل إليه أن يأكل ويشرب فيرفض لكثرة ما رأى من تلويث الطعام والماء بالبول والغائط وقد أخبره مروان بذلك، ومع ذلك وافق مروان على طلب أخيه بأن يأكل بشرط، فقال :
- يا أخي أشرب وآكل بشرطين، أحدهما أن يكون الماء من حماه والثاني تعدني أن تصلي ، وكان كنعان لا يُصلّي .
- فقال له أخوه كنعان : كُلْ وأُصَلّي .. وأكل مروان وشرب ماء حماة، ووفّى كنعان بوعده وصار مصلياً عابداً لله بعدما رأى ما رأى من حال أخيه .
-وبدأت صحة مروان في التحسن، وبدأ ضغطه يعود إلى الوضع الطبيعي، وعاد إلى الحديث مع أهله الذين استبشروا خيراً .
  • وفي مساء أحد الأيام عاد إليه أهله ليجدوه يجود بروحه الطاهرة وقد أشار إليهم بإصبعه إلى رقبته وأنه قد أعطي حقنة في عنقه، وإذ بالأجهزة الطبية تشير إلى أن ضغطه أخذ يهبط من جديد وأن حالته صارت تسوء وتسوء، ثم فاضت روحه طاهرة زكيه إلى بارئها لتلتقي مع ركب الشهداء الذين سبقوه ويستبشرون بقدومه كما هو يستبشر بقدوم إخوانه من خلفه ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وفاته

  • لقد ترجّلَ هذا الفارس من على صهوة فرسه أخيراً، واسلم الروح لخالقها بغدر الغادرين وحقد الحاقدين، وكان ذلك على يد حافظ أسد ونظامه، وأسلم الروح لبارئها في سجن المزّة العسكري في شهر 6/1976
  • استشهد مروان ولم يُسمح لأهله بدفنه في حماة، فدُفِنَ في دمشق في مقبرة الباب الصغير تحت حراسة الأمن المشددة التي أحاطت بالمكان، وبعد دفنه بقيت الحراسة على القبر شهوراً حيث كانوا يعتقلون كل من يزور القبر .
  • لقد عاش مروان حديد حميداً، ومات شهيداً، وبلَغَ أسمى أمانيه، فكثيراً ما يسمعه تلامذته يُردد مقولة بلالٍ رضي الله عنه ( غداً نلقى الأحبة، محمداً وصحبه )، لقد أرعب مروان جميع الطغاة حيّاً وميتاً .
  • مضى مروانُ إلى ربه راضياً مرضياً إن شاء الله، ولكنه بقيَ شوكة في حلوق أعدائه، وقدوةً في نفوس إخوانه ومثلاً حيّاً للجهاد والتضحية والصبر والثبات .
  • لقد كان مروان " ولا نُزكّي على الله أحداً " أهلاً لمقام الشهادة، فأنعمَ اللهُ بها عليه، نسأل الله أن يتقبلَهُ شهيداً ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُنَ أولئك رفيقاً .
  • رحمه الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته .. آميـــن

بعض أشعاره

وعد الله

لا تحسبن الله مخلفَ وعدِه

للمؤمنين فإنه لا يُهملُ

والظالمون مصيرهم لجهنم

لا تحسبن الله عنهم يغفلٍ

بالأمس كنا سادة في أرضنا

لكننا كنا بدين نعمل

واليوم ضاعت أرضنا وبلادنا

لما تركنا ديننا فتأملوا

هيا فعودوا للجهاد فإننا

بجهادنا نرضي الإله ونأمل

ونعيد أرضاً قد رواها قبلنا

أجدادنا بدمائهم وتحملوا

كانوا دعاة عاملين لدينهم

ومجاهدين كلومهم لا تدمل

باعوا نفوساً للمليك ولم تزلْ

أرواحهم ترجو الرجوع وتأمل

أكرم بموت جل فيه شهيدنا

إذ راح ينعم في الجنان ويرفل

قوموا لنرفع رايةً خفاقةً

لمحمد إسلامنا لا يأفل

وافرحتا زف الشهيد

الحور تهتف بهجة: زُفّ الشهيد

والحور تأبى أن تزف إلى البليد

وجنان عدن لا ينال رحابها

إلا شهيد طاب مسعاه الحميد

بالروح نفدي ديننا ورسوله

والدين ينصر بالدماء وبالحديد

لن نستكين ولن نلين لحاكم

بالكفر يحكم شعبنا حكم العبيد

فاحمل سلاحك يا أخي واسحق به

هام الرؤوس فريحها نتن صديد

قرآننا سيعود رغم أنوفهم

راياته خفاقة فوق الصعيد

سنطهرالأرض التي قد باعها

حكامها من كل جبار عنيد

ونقاتل الكفر الذي في أرضنا

بأسود حق عزمها عزم شديد

ونقيم حكم الله في أرجائها

كى نتقي بدمائنا يوم الوعيد

دستورنا القرآن أكرم به

من دونه يوم الوغى حبل الوريد

وحياتنا لا نرتضي، إن لم تكن

في عزة، للحر فيها ما يريد

وسبيلنا بذل النفوس لخالق

وجزاؤنا جنات خلد لا تبيد

الحور فيها تشرئب لقادم

وهتافها: وافرحتا زُفَّ الشهيد

نشيد الشهيد

عاد بعد الموت حيا

ذكره كان عليا

في جنان الخلد يمشي

هانئ النفس رضيا

كان في الدنيا شجاعا

ثابت الخطو أبيا

لم يكن يخشى كفورا

أو ظلوما أو شقيا

لم يكن يرضى بذل

منذ أن كان تقيا

إنما يرضى بذل

كل من كان عصيا

عاهد الرحمن يوما

منذ أن كان صبيا

أن يعيش العمر دوما

طاهرا حرا نقيا

في حمى الرحمن يمضي

عزمه كان فتيا

عيشه كان جهادا

ثم حبا أخويا

في كتاب الله يتلو

خاشع القلب شجيا

مع شباب لم يراؤوا

كلهم كان زكيا

كان يرجو أن ينال

الخلد خلدا أبديا

فلقد ضحى بروح

للفدا كان حريا

و لقد أوفى بعهد

إنه كان وفيا

إنه والله حقا

كان شهما أريحيا


لن تطيروا في سمائي

اقتلوني مزقوني

أغرقوني في دمائي

لن تعيشوا فوق أرضي

لن تطيروا في سمائي

أنتم رجس وفسق

أنتم سر البلاء

أنتم كفر وغدر

نهجكم حجب الضياء

سمكم ما زال يسري

كأفاع في خفاء

حقدكم يبدو لعيني

حقد رقطاء العراء

قتلكم فيه شفائي

لن تعيشوا في صفاء

كنتم للشعب داء

يوم أمسى في عماء

حزبكم أضحى غثاءً

أو قريبا من غثاء

حزبكم أمسى كريها

ريحه كالخنفساء

جيشكم أضحى ذليلا

لم يعد فيه فدائي

جيشكم راضٍ بظلم

من غباء أو رياء

حكمكم دوما خؤون

باع أرضي و فضائي

بعتم الجولان سلما

دون سفك للدماء

قبلها كنتم أسودا

وسيوفا ذات داء

يوم حاربتم شعوبا

دينها رمز العطاء

يوم هاجمتم بيوتا

قد أقيمت للدعاء

وسمحتم ليهود

بعد في تحويل ماء

يا سيوف الله هبوا

من سبات لضياء

لقنوا الباغين درسا

واقذفوهم للفناء

أشبعوا الأتباع ضربا

شردوهم في العراء

وارفعوا رايات دين

حكموا شرع السماء

تركت الدار دار أبي وأمي

وعفت الأهل مع خالي وعمي

وأعلنت الجهاد لأجل ديني

وقاتلت الطغاة، طغاة قومي

وحبي للجهاد يفوق حبي

لأوطاني ونصر الدين همي

ومرضاة الإله ببذل روحي

ومرضاة الإله تزيل غمي

ومرضاة الإله بحرب كفر

وبغض الكفر في روحي ولحمي

وفي الأحراش والغابات بيتي

على البطحاء في الفلوات نومي

كتاب الله في ليلي أنيسي

وأيامي بغارات وصوم

برشاشي أصول على كفور

بألغامي عرين الدين أحمي

جيوش الكفر تتبعني نهارا

فأسقيها بسيفي كأس سم

وأصليها برشاشي جهارا

وأقتل منهم من كان يرمي

وأتبعهم وقد لاذوا فرارا

بضرب يرعب الكفار يعمي

وأحيانا يطوقني جنود

فينجيني من التطويق عزمي

أهاجمهم بعنف في ثبات

برشاشي أمزقهم بلغم

فيضرب بعضهم رعبا ببعض

وأخرج سالما من غير كلَمِ

أسود الغاب تخشانا لأنا

أسود الله في حرب وسلم

وجند الكفر في مقت وجهل

وجند الله في حب وعلم

وقتلى الكفر في نار تلظى

وقتلانا بجنات ونعم

إني شهيد المحنة

لا تحزنوا يا إخوتي

إني شهيد المحنة

يا فرحتي بمنيتي

اليوم أنهي غربتي

وكرامتي بشهادتي

هى فرحتي و مسرتي

في ظل عرش الهنا

أبغي لقاء أحبتي

معهم أعيش مكرما

و مفعما بسعادتي

ولئن صرعت فذا دمي

يوم القيامة آيتي

الريح منه عاطر

و اللون لون الوردة

و كرامتي يا إخوتي

برصاصة أو طعنة

ذكر الأحبة سلوتي

في خلوتي و الجلوة

تقوى الإله وذلتي

عند الصلاة طريقتي

والقلب دوما شاكر

أو صابر في شدة

وسلامتي في وقفتي

يوم الوغى بشجاعة

نصرا لديني و الدما

بشرى بقرب شهادة

آجالنا محدودة

ولقؤنا في الجنة

ولقاؤنا بحبيبنا

محمد والصحبة

وسلاحنا إيماننا

وحياتنا في عزة

الروح ستشرق من غدها

الروح ستشرق من غدها

وستلقى الله بموعدها

وبفضل الله ورحمته

فسيكرم ربي موفدها

والنفس ستجزى إن ظَلَمَت

عدلاً وبما كسبت يدها

وسيرفع ربي إن قُتلت

في حب الله محامدها

في الفتنة قوم قد سقطوا

وجنود الله تجاهدها

والدين سينصر ما وجدت

جند لله تعاهدها

لا تأس أخي فإن لنا

رباً سيحرِّق موقدها

وسينصر ربي دعوته

وسيحفظها وسيرفدها

برجال ما عرفوا خوراً

وبصدق العزم تجددها

الشمس ستسطع مشرقة

نور الإيمان يسددها

وعهود الظلم وإن طالت

فسيوف الحق تبددها

إن طال الليل وظلمته

فطلوع الشمس يمجدها

ما خاب النور لمن عرفوا

فالنور لقلب موحدها

فاغفر يارب لكاتبها

واغفر يا رب لمنشدها

يا راحلين

هَلْ تَسْمَعونَ تَوَجُّعي

وَتَنَهُّدَ الدُّنيا مَعي

يا راحِلِينَ عَنِ الْحَياةِ

وساكِنينَ بِأَضْلُعي

يا شاغِلينَ خواطِري

في ثورتي وتَضَرُّعي

أنتم حديثُ جَوانِحي

في خَلْوَتي أو مَجْمَعي

أنا مَن غَدَوْتُ بحُبِّكُم

مَلَكاً وَلَسْتُ بِمُدَّعِ

فإِذا سَلَوْتُ هَواكُمُ

ألْفَيْتُ مِثْلَ البَلْقَعِ

يا طائِرينَ إلى جِنانِ

الخُلْدِ أجملِ مَوْضِعِ

أَتُراكُمُ أَسْرَعْتُمُ

أمْ أَنَّني لَمْ أُسْرِعِ

ما ضَرَّكُمْ لو ضَمَّني

معكم لقاءُ مَوَدِّعِ

فَيُقالُ لي: هيَّا إلى

أرضِ الخلودِ أوِ اْرْجِعِ

إِنْ لم أكنْ أهلَ الشَّـ

ـهادَةِ والمَقامِ الأَرْفَعِ

أَفَلَسْتُ أهلاً للوَداعِ!

فيالَخطْبي المُفْجِعِ

كَمْ قُلْتُ صَبراً لِلْفُؤادِ

على المُصاب المُفجِعِ

لَكِنَّ صَبْري نافِذٌ

وَمَدامِعي لَمْ تَنْفَعِ

سَأَظَلُّ أبْكي بَعْدَكُمْ

كالْعاشِق ِ المُتَلَوِّعِ

وأحبُّكُمْ حَتَّى وَأَنْتُمْ

تَرْقُصونَ لِمَصْرَعي

يا راحلينَ وَساكِنينَ

بِقَلْبِيَ المُتصَدِّعِ

أحزان قلبى لا تزول

أحزان قلبى لا تزول

حتى أبشر بالقبول

و أرى كتابى باليمين

و تقر عينى بالرسول

نيران قلبى فى اشتعال

من خوف ربى ذى الجلال

فارحم و سامح يا رحيم

و اغفر ذنوبا كالجبال

يا رب قد أكرمتنا

باللطف قد عاملتنا

رغم الخطايا و الذنوب

فارحم بجودك ضعفنا

يا رب فاغفر يا كريم

و اقبل بعفوك يا رحيم

من تائب يخشى الذنوب

و معاهد أن يستقيم

و العين تبكى فى خشوع

من خشية بين الضلوع

لله رب العالمين

القلب دوما فى ولوع

القلب دوما فى سقام

مالم يجاهد الضغام

سنطارد الكفر الدخيل

و نعيد للأرض السلام

للمزيد عن الإخوان في سوريا

مراقبو الإخوان في سوريا

1- الشيخ الدكتور مصطفي السباعي (1945-1964م) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان.

2- الأستاذ عصام العطار (1964- 1973م).

3- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1973-1975م).

4- الأستاذ عدنان سعد الدين (1975-1981م).

5- الدكتور حسن هويدي (1981- 1985م).

6- الدكتور منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985م)

7- الأستاذ محمد ديب الجاجي (1985م لمدة ستة أشهر).

8- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1986- 1991م)

9- د. حسن هويدي (1991- 1996م).

10- الأستاذ علي صدر الدين البيانوني (1996- أغسطس 2010م)

11- المهندس محمد رياض شقفة (أغسطس 2010)

.

من أعلام الإخوان في سوريا
أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وثائق ومتعلقات أخرى

وصلات خارجية

الموقع الرسمي لإخوان سوريا

وصلات فيديو

.