محمد هشام راغب يكتب : سؤالان تكررا من الشباب كثيرا عقب مذبحة المنصة !!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد هشام راغب يكتب : سؤالان تكررا من الشباب كثيرا عقب مذبحة المنصة !!


(30/07/2013)

نافذة مصر

الأول: بعد هذه المجزرة، إلى متى تظل المظاهرات سلمية؟ .. أليس من حقنا أن ندافع عن أنفسنا ؟

الثاني: يقول قائلهم "لي صديق – أو قريب – نزل إلى التحرير في 26 يوليو وأعطى تفويضا للسيسي، والآن لا أطيق أن أراه أو أكلمه لأن يده اصبحت ملطخة بالدماء بتفويضه .. هل هذا الموقف صحيح؟

والجواب:

أولا: لا بديل على الإطلاق لسلمية المظاهرات. هذه السلمية هي سر قوتها، ولا يجوز أبدا – مهما كانت الاستفزازات ومهما كانت مرارة مشاهد القتل – لا يجوز أبدا اللجوء للعنف. أقدر صعوبة هذا على بعض الشباب ولكنه الحق الذي لا ينبغي أن نحيد عنه أبدا. هذا سيتطلب صبرا على الأذى، واحتسابا على الأرواح التي أزهقت والدماء التي سالت. هذا الصبر قوته عظيمة في الثبات والصمود.

إننا مسئولون عن سلامة هذا الوطن وعدم انزلاقه لدوامة العنف التي لو وقعت – لا قدر الله – ستغرق سفينة الوطن كله. إننا مسئولون حتى لو لم يبال الآخرون بهذا، فالله تعالى يرى ويسمع، وهو سبحانه صاحب الوعد الحق (إن الله لا يصلح عمل المفسدين).

ثانيا: لابد أن نفرق بين الاختلافات السياسية والحكم على دين الناس وعقائدهم. أكثر من نزل إلى التحرير لهم آراؤهم السياسية وهذا هو اجتهادهم، ولا ينبغي أن نقفز من هذا للطعن في دينهم أو تخوين وطنيتهم، بل نصبر عليهم ونناقشهم بالتي هي أحسن ونبين لهم مضار الانقلابات العسكرية، وأنها لم تقم بلدا أبدا في العالم كله على قدميه، وكانت نتيجتها الفشل دائما.

هناك قلة – أو ما يسمون أنفسهم بالنخبة – مجرمون يعرفون الحق ويحاربونه لمصالحهم الشخصية، ولمعتقداتهم الفكرية الباطلة، ولست عن هؤلاء أتحدث، إنما الكلام هنا عن عموم الناس من مؤيدي الانقلاب وخارطته للطريق، فغالبيتهم العظمى مصريون وطنيون ومسلمون يحبون دينهم، ولكن لهم رؤى وآراء نختلف معهم فيها. فنصيحتي عدم القطيعة مع صديقك أو قريبك، بل وثق معه حبال الود والتفاهم، وادع له بظهر الغيب في هذه الليالي المباركة، أن يشرح الله صدره للحق، وأن يؤلف بين قلوب المصريين، وأن يصلح ذات بيننا. إن فساد ذات البين هي الحالقة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال (لا أقول تحلق الشعر، بل تحلق الدين).

المصدر