الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد عبد الله السمان»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
 
(١٨ مراجعة متوسطة بواسطة ٥ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
'''<center> محمد عبدالله السمان</center>'''
'''<center><font color="blue"><font size=5>الأستاذ محمد عبد الله السمان</font></font></center>'''




'''بقلم / محمود القاعود'''
'''بقلم / [[محمود القاعود]]'''


== مقدمة ==


 
[[ملف:الأستاذ محمد عبدالله السمان شابا.jpg|تصغير|<center>[[محمد عبد الله السمان|الأستاذ محمد عبدالله السمان شابا]]</center>]]
== مقدمة ==
[[ملف:الأستاذ محمد عبدالله السمان شابا.jpg|تصغير|<center>الأستاذ محمد عبدالله السمان شابا</center>]]
- السلام عليكم ..  
- السلام عليكم ..  


سطر ٢٥: سطر ٢٤:


أحبب من شئت فإنك مفارقه .. هكذا أخبرنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .ولا نملك إلا أن نُسلّم بقضاء الله وأن نقر بالأمر الواقع ..  
أحبب من شئت فإنك مفارقه .. هكذا أخبرنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .ولا نملك إلا أن نُسلّم بقضاء الله وأن نقر بالأمر الواقع ..  


== النشأة ==
== النشأة ==
سطر ٣١: سطر ٢٩:
محمد عبدالله السمّان ، أحد أعلام [[الاخوان|الدعوة]] الإسلامية فى القرن العشرين ، وأحد مرافقى [[البنا|الإمام الشهيد]] " [[حسن البنا]] " وأحد أشهر الكتاب الإسلاميين قاطبة .
محمد عبدالله السمّان ، أحد أعلام [[الاخوان|الدعوة]] الإسلامية فى القرن العشرين ، وأحد مرافقى [[البنا|الإمام الشهيد]] " [[حسن البنا]] " وأحد أشهر الكتاب الإسلاميين قاطبة .


ولد السمان ب[[مصر]] فى  27 /7 / [[1917م]] بقرية " الحما " مركز " طما " [[:تصنيف:إخوان سوهاج|محافظة سوهاج]] ، عُرف عنه الذكاء الشديد مما أهله ليحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ، ويُلم بالأحاديث النبوية الشريفة ، التحق بكلية اللغة العربية وحصل على شهادة الليسانس ، كان من الذين رافقوا [[البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] وأحد المقربين إليه ، فقد كان يعده [[البنا|الإمام الشهيد]] ، المسئول عن شعبة [[الإخوان]] فى [[:تصنيف:إخوان سوهاج|سوهاج]] ، ذكر فى كتابه " أيام مع [[البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] " – دار الفضيلة المصرية [[2002]] - أسرار عديدة وحوارات جرت بينه وبين [[البنا|الإمام الشهيد]] ويُفصح عن سر لا يعلمه إلا القليل وهو أنه كان سبباً فى نجاة [[البنا|الإمام الشهيد]] من محاولة اغتيال !
ولد السمان ب[[مصر]] فى  27 /7 / [[1917]]م بقرية " الحما " مركز " طما " [[:تصنيف:إخوان سوهاج|محافظة سوهاج]] ، عُرف عنه الذكاء الشديد مما أهله ليحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ، ويُلم بالأحاديث النبوية الشريفة ، التحق بكلية اللغة العربية وحصل على شهادة الليسانس ، كان من الذين رافقوا [[البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] وأحد المقربين إليه ، فقد كان يعده [[البنا|الإمام الشهيد]] ، المسئول عن شعبة [[الإخوان]] فى [[:تصنيف:إخوان سوهاج|سوهاج]] ، ذكر فى كتابه " أيام مع [[البنا|الإمام الشهيد]] [[حسن البنا]] " – دار الفضيلة المصرية [[2002]] - أسرار عديدة وحوارات جرت بينه وبين [[البنا|الإمام الشهيد]] ويُفصح عن سر لا يعلمه إلا القليل وهو أنه كان سبباً فى نجاة [[البنا|الإمام الشهيد]] من محاولة اغتيال !


== السمان والصحافة ==


== السمان والصحافة ==
عمل السمان محرراً ب[[مجلة الرسالة]] " لصاحبها " [[أحمد حسن الزيات]] " فى الفترة من [[1950]] – [[1953]] ،وبعد أن أغلقت الرسالة صدر منها الإصدار الثانى فى الستينيات فعمل فى الفترة من ( [[1963]]- [[1965]] ) كانت مقالاته قوية ومؤثرة ومليئة [[الإخوان والثورة|بالثورة]] والمجاهرة بالحق .
 
كما شارك فى تحرير كبرى المجلات الإسلامية ( [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] – [[مجلة الإعتصام|الاعتصام]] – [[مجلة المجتمع|المجتمع الكويتية]] ) .


عمل السمان محرراً بمجلة " الرسالة " لصاحبها " أحمد حسن الزيات " فى الفترة من [[1950]] – [[1953]] ،وبعد أن أغلقت الرسالة صدر منها الإصدار الثانى فى الستينيات فعمل فى الفترة من ( [[1963]]- [[1965]] ) كانت مقالاته قوية ومؤثرة ومليئة [[الإخوان والثورة|بالثورة]] والمجاهرة بالحق . كما شارك فى تحرير كبرى المجلات الإسلامية ( [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] – الاعتصام – المجتمع الكويتية ) .
أثار كتابه ( [[الإسلام]] حائر بين أهله ) عاصفة فكرية ( أيام الملك فاروق ) لوضعه أسسا ومفاهيم لعودة الخلافة والحكم الإسلامى ، فظل يتردد على المحاكم ثلاث عشرة جلسة إلى أن حكم القاضى بالبراءة !


أثار كتابه ( [[الإسلام]] حائر بين أهله ) عاصفة فكرية ( أيام الملك فاروق ) لوضعه أسس ومفاهيم لعودة الخلافة والحكم الإسلامى ، فظل يتردد على المحاكم ثلاث عشرة جلسة إلى أن حكم القاضى بالبراءة !
ظل السمان لعدة سنوات يكتب حلقات برنامج " أبواب السماء " الذى كان يُبث عبر إذاعة " [[مشروع (الشرق الأوسط الكبير) ورؤيتنا للإصلاح|الشرق الأوسط]] "


ظل السمان لعدة [[سنوات]] يكتب حلقات برنامج " أبواب السماء " الذى كان يُبث عبر إذاعة " [[مشروع (الشرق الأوسط الكبير) ورؤيتنا للإصلاح|الشرق الأوسط]] "
كان لابد لمثل السمان أن يتعرض للابتلاء ، فاعتقله الطاغية الأثيم " [[جمال عبدالناصر]] " ضمن حملته المنكرة على [[جماعة الإخوان]] فى [[مصر]] ، فقضى السمان أصعب ست سنوات فى حياته ( [[1965]]- [[1970]] ) .
كان لابد لمثل السمان أن يتعرض للابتلاء ، فاعتقله الطاغية الأثيم " [[جمال عبدالناصر]] " ضمن حملته المنكرة على [[جماعة الإخوان]] فى [[مصر]] ، فقضى السمان أصعب ست [[سنوات]] فى حياته ( [1965]- [[1970]] ) .


يحكى لى – عليه رحمات الله – مندداً بالديكتاتور " [[عبدالناصر]] " :
'''يحكى لى – عليه رحمات الله – مندداً بالديكتاتور " [[عبدالناصر]] " :'''


استدعدتنى إدارة السجن ذات مرة وهناك قال لى أحد الضباط : ابشر الريس مبسوط منكم !
استدعدتنى إدارة السجن ذات مرة وهناك قال لى أحد الضباط : ابشر الريس مبسوط منكم !
فاستبشرت خيراً ! وبعدها وجدت الضابط يُخرج قلمه ويكتب على ملفى : محمد عبدالله السمان يُفرج عنه فى العام [[1990م]] !!!
فاستبشرت خيراً ! وبعدها وجدت الضابط يُخرج قلمه ويكتب على ملفى : محمد عبدالله السمان يُفرج عنه فى العام [[1990]]م !!!


ويشرح لى الأستاذ السمان عن شعوره بالإحباط والضيق نتيجة سماعه لهذا الكلام ، فقد كانوا يعلمون مدى تأثير السمان فى زملائه المعتقلين وأنه بإحباط هذا الرجل سيُحبط الجميع !  
ويشرح لى الأستاذ السمان عن شعوره بالإحباط والضيق نتيجة سماعه لهذا الكلام ، فقد كانوا يعلمون مدى تأثير السمان فى زملائه المعتقلين وأنه بإحباط هذا الرجل سيُحبط الجميع !  
سطر ٥٤: سطر ٥٤:
ولكن الله لا يغفل ولا ينام وما هى إلا أشهر حتى فوجئنا بهلاك الطاغية والإفراج عنا !
ولكن الله لا يغفل ولا ينام وما هى إلا أشهر حتى فوجئنا بهلاك الطاغية والإفراج عنا !


ويحكى أنهم عندما علموا بوفاة الطاغية عبدالناصر ، ظل الجميع فى [[عائلات فى السجن الحربي|السجن الحربى]] يهتفون : الله أكبر ولله الحمد .. الله أكبر ولله الحمد ! فقام المستشارمأمون الهضيبى  – رحمه الله ، معترضاً : لا شماتة فى الموت !
ويحكى أنهم عندما علموا بوفاة الطاغية [[عبدالناصر]] ، ظل الجميع فى [[عائلات فى السجن الحربي|السجن الحربى]] يهتفون : الله أكبر ولله الحمد .. الله أكبر ولله الحمد ! فقام المستشار مأمون الهضيبى  – رحمه الله ، معترضاً : لا شماتة فى الموت !


والحق أن من دخل معتقلات عبدالناصر على استعداد أن يفعل أى شئ لا أن يشمت فى الموت وحسب !
والحق أن من دخل معتقلات [[عبدالناصر]] على استعداد أن يفعل أى شئ لا أن يشمت فى الموت وحسب !


فى المعتقل وجد السمان صديقه الأثير الشيخ عبدالحميد كشك وتوطدت علاقتهما ، ورغم تلك الصداقة إلا أن الشيخ كشك لم يجد حرجاً فى مهاجمة السمان من فوق المنبر بشدة ، لأنه كتب فى مجلة " روز اليوسف " – المعروفة بعدائها الرهيب للإسلام – مقالاً ينتقد فيه الشيخ " عبدالحليم محمود " شيخ الأزهر آنذاك – ذلك أن السمان كان يبغض الصوفية ويحمل على خزعبلاتهم وأفكارهم الواهية – يُراجع كتابه " تأثيم الزمة فى تضليل الأمة :  
فى المعتقل وجد السمان صديقه الأثير الشيخ عبدالحميد كشك وتوطدت علاقتهما ، ورغم تلك الصداقة إلا أن الشيخ كشك لم يجد حرجاً فى مهاجمة السمان من فوق المنبر بشدة ، لأنه كتب فى مجلة " روز اليوسف " – المعروفة بعدائها الرهيب [[الإسلام|للإسلام]] – مقالاً ينتقد فيه الشيخ " [[عبدالحليم محمود]] " شيخ [[الأزهر]] آنذاك – ذلك أن السمان كان يبغض الصوفية ويحمل على خزعبلاتهم وأفكارهم الواهية – يُراجع كتابه " [[تأثيم الذمة فى تضليل الأمة]] :  


رد على الطريقة البرهامية " - ، وكان شيخ [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] معروف عنه النزعة الصوفية ، لكن السمان اعتبر أن شيخ [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] انضم للدراويش ! اعترض السمان على الشيخ وكتب محتداً مقاله الشهير " إسلام لا دروشة " ،وبعد أن رفضت مجلة " الاعتصام " – كبرى المجلات الإسلامية فى العالم العربى آنذاك – نشر المقال ، ما كان من السمان إلا نشر المقال فى مجلة " روز اليوسف " الشيوعية ، وهلل الشيوعيون لا نضمام رجل بثقل السمان إلى " روز اليوسف " ، واعتبروه نصراً كبيراً وفتحاً مبينا !
رد على الطريقة البرهامية " - ، وكان شيخ [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] معروف عنه النزعة الصوفية ، لكن السمان اعتبر أن شيخ [[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف|الأزهر]] انضم للدراويش ! اعترض السمان على الشيخ وكتب محتداً مقاله الشهير " إسلام لا دروشة " ،وبعد أن رفضت مجلة " الاعتصام " – كبرى المجلات الإسلامية فى العالم العربى آنذاك – نشر المقال ، ما كان من السمان إلا نشر المقال فى مجلة " روز اليوسف " الشيوعية ، وهلل الشيوعيون لا نضمام رجل بثقل السمان إلى " روز اليوسف " ، واعتبروه نصراً كبيراً وفتحاً مبينا !


ولكن السمان عاشق الإسلام الذى يرفض المتاجرة بدينه أو إعطاء فرصة للخصوم للشماتة ، انسحب سريعاً ، وعاد للإعتصام ليكتب فيها حتى أُغلقت بالضبة والمفتاح فى العام [[1991م]] بعد رحيل مؤسسها الحاج " أحمد عيسى عاشور " رحمه الله .
ولكن السمان عاشق [[الإسلام]] الذى يرفض المتاجرة بدينه أو إعطاء فرصة للخصوم للشماتة ، انسحب سريعاً ، وعاد للاعتصام ليكتب فيها حتى أُغلقت بالضبة والمفتاح فى العام [[1991]]م بعد رحيل مؤسسها الحاج " أحمد عيسى عاشور " رحمه الله .


كتابة السمان فى روز اليوسف جعلته محور خطبة للشيخ كشك ، حمل فيها الشيخ على السمان وأعرب عن صدمته مما فعله السمان !  
كتابة السمان فى روز اليوسف جعلته محور خطبة للشيخ كشك ، حمل فيها الشيخ على السمان وأعرب عن صدمته مما فعله السمان !  


ولكن سريعاً ما عادت الأمور لما كانت عليه  ولما توفى الشيخ كشك فى العام [[1996م]] قام السمان بإعداد كتاب عن الشيخ بعنوان " الشيخ كشك قيثارة الدعوة إلى الله " ، وظل السمان بطلاً شامخاً يُغير على أعداء الإسلام ويفضحهم ويُشهر بأخلاقياتهم المتدنية ، ويتناول أمور الإسلام ، ويكتب عن محنة الأقليات المسلمة فى دول العالم غير الإسلامى .
ولكن سريعاً ما عادت الأمور لما كانت عليه  ولما توفى الشيخ كشك فى العام [[1996]]م قام السمان بإعداد كتاب عن الشيخ بعنوان " الشيخ كشك قيثارة الدعوة إلى الله " ، وظل السمان بطلاً شامخاً يُغير على أعداء [[الإسلام]] ويفضحهم ويُشهر بأخلاقياتهم المتدنية ، ويتناول أمور [[الإسلام]] ، ويكتب عن محنة الأقليات المسلمة فى دول العالم غير الإسلامى .


فى أواخر السبعينيات شن السمان هجوماً عنيفاً - باسمه المستعار " أبو ذر " الذى كان يكتب به فى مجلة الاعتصام – على الدكتور مصطفى محمود ، ذلك أن بعض آراء الدكتور محمود كانت تخالف السمان حول مسألة الشريعة الإسلامية والموقف من الثورة الإيرانية ، ودعا الدكتور مصطفى الأستاذ السمان للقائه فى بيته فرفض ! فعرض عليه أن يأتى المجلة ليتناقش معه فرفض ! ودعاه أن يرد لا أن يلتقى به .
فى أواخر السبعينيات شن السمان هجوماً عنيفاً - باسمه المستعار " أبو ذر " الذى كان يكتب به فى [[مجلة الاعتصام]] – على الدكتور [[مصطفى محمود]] ، ذلك أن بعض آراء الدكتور محمود كانت تخالف السمان حول مسألة الشريعة الإسلامية والموقف من الثورة الإيرانية ، ودعا الدكتور مصطفى الأستاذ السمان للقائه فى بيته فرفض ! فعرض عليه أن يأتى المجلة ليتناقش معه فرفض ! ودعاه أن يرد لا أن يلتقى به .


كان قاطعاً كالسيف .. لا يخشى فى الله لومة لائم ، أسماء كتبه تنضح [[الإخوان والثورة|بالثورة]] على الظلم والانتصار للإسلام :
كان قاطعاً كالسيف .. لا يخشى فى الله لومة لائم ، أسماء كتبه تنضح [[الإخوان والثورة|بالثورة]] على الظلم والانتصار للإسلام :


== كتاباته ==
== كتاباته ==
[[ملف:محمد عبدالله السمان.jpg|تصغير|<center>الأستاذ محمد عبدالله السمان</center>]]
[[ملف:محمد عبدالله السمان.jpg|تصغير|<center>الأستاذ [[محمد عبد الله السمان]]</center>]]
 
- [[الإسلام]] والأمن الدولي ـ دار الكتب الحديثة ـ [[:تصنيف:إخوان القاهرة||القاهرة]] ـ الطبعة الثانية 1380هـ ـ [[1960م]]
- [[الإسلام]] والأمن الدولي ـ دار الكتب الحديثة ـ [[:تصنيف:إخوان القاهرة||القاهرة]] ـ الطبعة الثانية 1380هـ ـ [[1960م]]


سطر ٩٣: سطر ٩٤:


'''وغيرها من عشرات الكتب المليئة بالعلم والفكر الراقى .'''
'''وغيرها من عشرات الكتب المليئة بالعلم والفكر الراقى .'''


== السمان والرواية ==
== السمان والرواية ==
سطر ٩٩: سطر ٩٩:
هناك جانباً لا يعلمه الكثير من الناس عن السمان ، وهو أنه كان كاتباً للرواية ! فبرغم فكره وتخصصه فى الإسلاميات إلا أنه كان روائياً من الطراز الأول ولو استمر- رحمه الله - فى كتابة الرواية لكان هو نجيب محفوظ [[الإخوان المسلمين]] !
هناك جانباً لا يعلمه الكثير من الناس عن السمان ، وهو أنه كان كاتباً للرواية ! فبرغم فكره وتخصصه فى الإسلاميات إلا أنه كان روائياً من الطراز الأول ولو استمر- رحمه الله - فى كتابة الرواية لكان هو نجيب محفوظ [[الإخوان المسلمين]] !


أخبرنى رحمه الله أنه كتب ثلاث عشرة رواية ما خرج منها للنور واحدة فقط وهى رائعته " الشهيدة " التى كتبها فى المعتقل واسقط الأحداث كلها على تركيا وأتاتورك بدلا من [[مصر]] و[[عبدالناصر]] ، وذلك خوفاً من الإعدام إن وجدت كهذه رواية فى المعتقل .
أخبرنى رحمه الله أنه كتب ثلاث عشرة رواية ما خرج منها للنور واحدة فقط وهى رائعته " الشهيدة " التى كتبها فى المعتقل وأسقط الأحداث كلها على تركيا وأتاتورك بدلا من [[مصر]] و[[عبدالناصر]] ، وذلك خوفاً من الإعدام إن وجدت كهذه رواية فى المعتقل .


تدور فكرة الرواية حول فتاة أحبت شاب وأحبها ، الفتاة من أسرة تعمل بالقلم السياسى " البوليس الحربى " والشاب بسيط ، ويُعارض الأهل فكرة الارتباط وتتمسك الفتاة بالشاب بعد أن تُضرب عن الطعام والشراب ، وبالفعل تتزوجه ، ويعيش " شوكت " بطل الرواية و " رويدة " بطلة الرواية فى آمان ، وتحمل " رويدة " من " شوكت " حتى تعلم بأن زوجها من جماعة إسلامية مناهضة لأتاتورك ، وتبدأ رحلة المعاناة ، ويتم القبض على زوجها وإيداعه فى المعتقل ، وتتعرض " رويدة " لابتزاز رهيب من البوليس الذى يُساومها على شرفها وأن تقضى عدة سهرات مع الضباط للإفراج عن زوجها " شوكت " وتأبى عليها أخلاقها فعل ذلك .  
تدور فكرة الرواية حول فتاة أحبت شابا وأحبها ، الفتاة من أسرة تعمل بالقلم السياسى " البوليس الحربى " والشاب بسيط ، ويُعارض الأهل فكرة الارتباط وتتمسك الفتاة بالشاب بعد أن تُضرب عن الطعام والشراب ، وبالفعل تتزوجه ، ويعيش " شوكت " بطل الرواية و " رويدة " بطلة الرواية فى آمان ، وتحمل " رويدة " من " شوكت " حتى تعلم بأن زوجها من جماعة إسلامية مناهضة لأتاتورك ، وتبدأ رحلة المعاناة ، ويتم القبض على زوجها وإيداعه فى المعتقل ، وتتعرض " رويدة " لابتزاز رهيب من البوليس الذى يُساومها على شرفها وأن تقضى عدة سهرات مع الضباط للإفراج عن زوجها " شوكت " وتأبى عليها أخلاقها فعل ذلك .  


وتضع مولودها ويتنكر لها أهلها حتى لا يتعرضوا هم أيضاً للاعتقال .. وبين يأسها وقلة حيلتها تُقرر الانتحار ، فتضع طفلها فوق الفراش وتُقبله وتترك مظروف لجارتها تخبرها فيه بأنها ستنتحر وأنها ذاهبة إلى ترعة " القرن الذهبى " لتُلقى بنفسها فى المياه الجارية .. تسير وتمر بها الذكريات وبعد أن تصل للترعة تتذكر طفلها وزوجها الذى قد يخرج فى يوم ما ! فتعدل عن قرار انتحارها وتسرع فى مشيها لتذهب إلى البيت فتأتى سيارة مسرعة وتقضى عليها فى الحال .. وتُحسب عند الله شهيدة لا منتحرة .
وتضع مولودها ويتنكر لها أهلها حتى لا يتعرضوا هم أيضاً للاعتقال .. وبين يأسها وقلة حيلتها تُقرر الانتحار ، فتضع طفلها فوق الفراش وتُقبله وتترك مظروف لجارتها تخبرها فيه بأنها ستنتحر وأنها ذاهبة إلى ترعة " القرن الذهبى " لتُلقى بنفسها فى المياه الجارية .. تسير وتمر بها الذكريات وبعد أن تصل للترعة تتذكر طفلها وزوجها الذى قد يخرج فى يوم ما ! فتعدل عن قرار انتحارها وتسرع فى مشيها لتذهب إلى البيت فتأتى سيارة مسرعة وتقضى عليها فى الحال .. وتُحسب عند الله شهيدة لا منتحرة .
سطر ١٠٧: سطر ١٠٧:
الرواية باكية ومؤثرة وتراجيدية إلى أقصى حد ولا يتمالك مطالعها نفسه من البكاء ، وقد أجاد السمان بحرفية عالية دمج الفن والسياسة والأدب والدين فى عمل واحد .
الرواية باكية ومؤثرة وتراجيدية إلى أقصى حد ولا يتمالك مطالعها نفسه من البكاء ، وقد أجاد السمان بحرفية عالية دمج الفن والسياسة والأدب والدين فى عمل واحد .


استوحى السمان فكرة الرواية من شاب كان معه فى المعتقل ، وسبق له أن أُعتقل فى عام [[1954م]] فتأثر السمان وما كان منه إلا أن أخرج هذا العمل الأدبى الفريد الرائع ، الذى نقلته للنور زوجة الأستاذ السمان – رحمها الله - حينما كانت فى زيارة له ، وبعد أن قرأتها ارتعدت فرائصها وتفككت أوصالها وباتت فى حيرة وقلق حتى أُفرج عن السمان وكان عتابها له وأخبرته أنها لو كانت تعلم مضمون هذا الورق لما حملته البتة . فقد كان " شعراوى جمعة " وزير الداخلية يضع منزل السمان تحت المراقبة والتفتيش فى أى وقت .
استوحى السمان فكرة الرواية من شاب كان معه فى المعتقل ، وسبق له أن أُعتقل فى عام [[1954]]م فتأثر السمان وما كان منه إلا أن أخرج هذا العمل الأدبى الفريد الرائع ، الذى نقلته للنور زوجة الأستاذ السمان – رحمها الله - حينما كانت فى زيارة له ، وبعد أن قرأتها ارتعدت فرائصها وتفككت أوصالها وباتت فى حيرة وقلق حتى أُفرج عن السمان وكان عتابها له وأخبرته أنها لو كانت تعلم مضمون هذا الورق لما حملته البتة . فقد كان " شعراوى جمعة " وزير الداخلية يضع منزل السمان تحت المراقبة والتفتيش فى أى وقت .


رحلت السيدة الفاضلة زوجة السمان فى 7/3/[[1983م]] تاركة له ثلاث بنات ، علمهن السمان ورباهن على [[الإسلام]] ، وزوجهن وجعل من نفسه لهن أباً وأماً .
رحلت السيدة الفاضلة زوجة السمان فى 7/3/[[1983]]م تاركة له ثلاث بنات ، علمهن السمان ورباهن على [[الإسلام]] ، وزوجهن وجعل من نفسه لهن أباً وأماً .


يحكى لى رحمه الله عن لقائه باللواء " [[محمد نجيب]] " – رحمه الله – أول رئيس للجمهورية المصرية ، وكم كان رجلاً خلوقاً ومهذباً ومتواضعاً للغاية .
يحكى لى رحمه الله عن لقائه باللواء " [[محمد نجيب]] " – رحمه الله – أول رئيس للجمهورية المصرية ، وكم كان رجلاً خلوقاً ومهذباً ومتواضعاً للغاية .
سطر ١١٥: سطر ١١٥:
كان قريباً من الشهيد " [[عبدالقادر عودة]] " والشهيد " [[سيد قطب]] " وكانوا يجتمعون فى منزل السمان تارة وأخرى فى منزل عودة وثالثة فى منزل قطب .
كان قريباً من الشهيد " [[عبدالقادر عودة]] " والشهيد " [[سيد قطب]] " وكانوا يجتمعون فى منزل السمان تارة وأخرى فى منزل عودة وثالثة فى منزل قطب .


 
== السمان والتصدي للتنصير ==
== السمات والتصدي للتنصير ==


كان يشكو لى رحمه الله من تصاعد حركة التنصير فى [[مصر]] ، وأن الكنيسة تعمل بطريقة مثيرة للريبة ، وأنه بصدد الرد على كتاب أرسله له مجهول من 600 صفحة به ألف وخمسمائة افتراء على [[الإسلام]] .
كان يشكو لى رحمه الله من تصاعد حركة التنصير فى [[مصر]] ، وأن الكنيسة تعمل بطريقة مثيرة للريبة ، وأنه بصدد الرد على كتاب أرسله له مجهول من 600 صفحة به ألف وخمسمائة افتراء على [[الإسلام]] .
سطر ١٢٨: سطر ١٢٧:
وأشعر به فى قمة الضيق وسعاله يزداد فأُحول مجرى الحديث حتى لا تعتل صحته .
وأشعر به فى قمة الضيق وسعاله يزداد فأُحول مجرى الحديث حتى لا تعتل صحته .


كان فى الآونة الأخيرة يكتب فى صحف " اللواء الإسلامى " و " آفاق عربية " ا– قبل غلقها فى العام [[2006م]] – و صحيفة " الخليج البحرينية " .
كان فى الآونة الأخيرة يكتب فى صحف " اللواء الإسلامى " و " آفاق عربية " قبل غلقها فى العام [[2006]]م – و صحيفة " الخليج البحرينية " .


منذ مدة رأيته فى برنامج " الجريمة السياسية " على فضائية " الجزيرة " يتحدث عن اغتيال الشهيد " [[حسن البنا]] " ، وودت لو اخترقت شاشة التلفاز واحتضنته ، كانت عيناه شبه مغلقتين من شدة ضوء الكاميرا المُسلط عليهما ، نظارته السميكة ما زالت تُزين وجهه البرئ الجميل .. شعره الذى اشتعل بياضاً وشيباً ، صوته المحبب إلىّ الذى كنت استمع له واستمتع به لدقائق عديدة كل أسبوع ... استعجبت : كيف استطاعت " الجزيرة " أن تصل إليه ؟! بل كيف وافق هو على الظهور .. فقد أتته دعوات كثيرة من فضائيات عديدة وإغراءات كثيرة ، ولكنه لا يُحب الظهور مطلقاً .. كان يغلق عليه بابه فلا يُجاوزه همه – كما يقول الخليل بن أحمد .
منذ مدة رأيته فى برنامج " الجريمة السياسية " على فضائية " الجزيرة " يتحدث عن اغتيال الشهيد " [[حسن البنا]] " ، وودت لو اخترقت شاشة التلفاز واحتضنته ، كانت عيناه شبه مغلقتين من شدة ضوء الكاميرا المُسلط عليهما ، نظارته السميكة ما زالت تُزين وجهه البرئ الجميل .. شعره الذى اشتعل بياضاً وشيباً ، صوته المحبب إلىّ الذى كنت استمع له واستمتع به لدقائق عديدة كل أسبوع ... استعجبت : كيف استطاعت " الجزيرة " أن تصل إليه ؟! بل كيف وافق هو على الظهور .. فقد أتته دعوات كثيرة من فضائيات عديدة وإغراءات كثيرة ، ولكنه لا يُحب الظهور مطلقاً .. كان يغلق عليه بابه فلا يُجاوزه همه – كما يقول الخليل بن أحمد .


== [[حادث المنشية|حادثة المنشية]] [[أكتوبر]] [[1954]]م ==


== [[حادث المنشية|حادثة المنشية]] [[أكتوبر]] [[1954م]] ==
كان يُشدد فى كل اتصال معى أن " [[حادث المنشية|حادثة المنشية]] " [[:تصنيف:إخوان الأسكندرية|بالإسكندرية]] –  ادعى [[عبدالناصر]] أن [[الإخوان]] دبروها لاغتياله - التى من أجلها اعتقل [[عبدالناصر]] [[الإخوان]] وخرب [[مصر]] ، هى أكبر مسرحية ساقطة فى التاريخ ، وأنه هو الذى لفقها وأن " [[محمود عبداللطيف]] " – المتهم بالحادث – ليس له أى ذنب فيها ، وكان يُحلل ويشرح ثغرات تلك المسرحية التى أداها [[جمال عبدالناصر]] ببراعة فى العام [[1954]]م .
 
كان يُشدد فى كل اتصال معى أن " [[حادث المنشية|حادثة المنشية]] " [[:تصنيف:إخوان الأسكندرية|بالإسكندرية]] –  ادعى [[عبدالناصر]] أن [[الإخوان]] دبروها لاغتياله - التى من أجلها اعتقل [[عبدالناصر]] الإخوان وخرب [[مصر]] ، هى أكبر مسرحية ساقطة فى التاريخ ، وأنه هو الذى لفقها وأن " [[محمود عبداللطيف]] " – المتهم بالحادث – ليس له أى ذنب فيها ، وكان يُحلل ويشرح ثغرات تلك المسرحية التى أداها [[جمال عبدالناصر]] ببراعة فى العام [[1954م]] .
 


== وفاته ==
== وفاته ==


توفى الأستاذ السمان فى 26/11/[[2007م]] عن عمر ناهز التسعين عاما ، تاركاً خلفه القيم والأخلاق والمبادئ وحب [[الإسلام]] والدفاع عنه.
توفى الأستاذ السمان فى 11/26/[[2007م]] عن عمر ناهز التسعين عاما ، تاركاً خلفه القيم والأخلاق والمبادئ وحب [[الإسلام]] والدفاع عنه.
 


== للمزيد ==
== للمزيد ==
 
<center>
<font color="green">
<font size=5>
'''روابط ذات صلة خارجية'''
'''روابط ذات صلة خارجية'''
 
</font>
* '''مقال''' :[http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=93112 محمد عبدالله السمان : وإذا الأحباب كل فى طريق]
</font>
 
</center>
* '''مقال''' :[http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-53-11339.htm محمد عبد الله السمَّان.. وداعًا]
* '''مقال:''' [http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1478 إهانة الإسلام في نمو مطرّد !],'''موقع طريق الاسلام.'''
 
* '''مقال:''' [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=33162&SecID=391 محمد عبد الله السمَّان.. وداعًا],'''موقع إخوان اون لاين.'''
* '''مقال''' :[http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=33162&SecID=391 محمد عبد الله السمان]
* '''مقال:''' [http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=32195&SecID=0 ادعوا معنا بالشفاء للكاتب الإسلامي محمد عبد الله السمان],'''موقع إخوان اون لاين.'''
* '''مقال:''' [http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=1586 الأخوة الإسلامية .. والبحث عنها - محمد عبد الله السمان],'''موقع شبكة دهشة.'''
* '''مقال:''' [http://iraq-amsi.com/Portal/news.php?action=view&id=8014&e71c4b2c02bc01c5aebd725e6369ca77 الأقليّات المسلمة .. المأساة والكارثة! -محمد عبد الله السمان],'''موقع هئة علماء العراق.'''
* '''مقال:''' [http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=93112 محمد عبدالله السمان : وإذا الأحباب كل فى طريق],'''موقع الجزيرة توك.'''
* '''مقال:''' [http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-53-11339.htm محمد عبد الله السمَّان.. وداعًا],'''موقع نوافذ.'''




سطر ١٥٧: سطر ١٥٩:
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:أعلام الحركة الإسلامية]]
[[تصنيف:أعلام من مصر]]
[[تصنيف:أعلام من مصر]]
[[تصنيف:إخوان سوهاج]]
[[تصنيف:أعلام سوهاج]]

المراجعة الحالية بتاريخ ٢٠:٣٣، ١٧ نوفمبر ٢٠١٢

الأستاذ محمد عبد الله السمان


بقلم / محمود القاعود

مقدمة

- السلام عليكم ..

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

- ازيك يا أستاذنا

- أهلا يا محمود .. إيه الغيبة دى ؟

- آسف يا أستاذنا .. غصب عنى ..

كانت تلك هى العبارات المعتادة بينى وبينه كلما هاتفته .. كان يقلق حينما تأخذنى الدنيا فلا اتصل به لمدة أسبوع ، بمجرد أن أناديه بأستاذنا يُسرع بالرد : فينك يا محمود .. ده كلام برضه ؟! وأُقدم أسفى لهذا الرجل العظيم وأحول الحوار إلى منحى آخر حتى ينسى !

هل جاء اليوم الذى يذهب فيه أستاذنا إلى حيث لا رد ولا كلام ؟! هل جاء اليوم الذى لن أجد فيه رد حينما أقول : يا أستاذنا ؟! هل ستتوقف يداك أيها العظيم عن الكتابة ؟ هل أعلنت الانسحاب من هذا الزمن الذى يُطير عقل اللبيب ؟ هل ستتركنا وحدنا نواجه اللطمات والصدمات ونتلقى الصفعات من كل جانب وكلها تقصد الإسلام الذى عشت – أنت – لتنصره بأى ثمن ومهما كانت العواقب ؟

أستاذنا : هل تسمعنى ؟!

أحبب من شئت فإنك مفارقه .. هكذا أخبرنا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .ولا نملك إلا أن نُسلّم بقضاء الله وأن نقر بالأمر الواقع ..

النشأة

محمد عبدالله السمّان ، أحد أعلام الدعوة الإسلامية فى القرن العشرين ، وأحد مرافقى الإمام الشهيد " حسن البنا " وأحد أشهر الكتاب الإسلاميين قاطبة .

ولد السمان بمصر فى 27 /7 / 1917م بقرية " الحما " مركز " طما " محافظة سوهاج ، عُرف عنه الذكاء الشديد مما أهله ليحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ، ويُلم بالأحاديث النبوية الشريفة ، التحق بكلية اللغة العربية وحصل على شهادة الليسانس ، كان من الذين رافقوا الإمام الشهيد حسن البنا وأحد المقربين إليه ، فقد كان يعده الإمام الشهيد ، المسئول عن شعبة الإخوان فى سوهاج ، ذكر فى كتابه " أيام مع الإمام الشهيد حسن البنا " – دار الفضيلة المصرية 2002 - أسرار عديدة وحوارات جرت بينه وبين الإمام الشهيد ويُفصح عن سر لا يعلمه إلا القليل وهو أنه كان سبباً فى نجاة الإمام الشهيد من محاولة اغتيال !

السمان والصحافة

عمل السمان محرراً بمجلة الرسالة " لصاحبها " أحمد حسن الزيات " فى الفترة من 19501953 ،وبعد أن أغلقت الرسالة صدر منها الإصدار الثانى فى الستينيات فعمل فى الفترة من ( 1963- 1965 ) كانت مقالاته قوية ومؤثرة ومليئة بالثورة والمجاهرة بالحق .

كما شارك فى تحرير كبرى المجلات الإسلامية ( الأزهرالاعتصامالمجتمع الكويتية ) .

أثار كتابه ( الإسلام حائر بين أهله ) عاصفة فكرية ( أيام الملك فاروق ) لوضعه أسسا ومفاهيم لعودة الخلافة والحكم الإسلامى ، فظل يتردد على المحاكم ثلاث عشرة جلسة إلى أن حكم القاضى بالبراءة !

ظل السمان لعدة سنوات يكتب حلقات برنامج " أبواب السماء " الذى كان يُبث عبر إذاعة " الشرق الأوسط "

كان لابد لمثل السمان أن يتعرض للابتلاء ، فاعتقله الطاغية الأثيم " جمال عبدالناصر " ضمن حملته المنكرة على جماعة الإخوان فى مصر ، فقضى السمان أصعب ست سنوات فى حياته ( 1965- 1970 ) .

يحكى لى – عليه رحمات الله – مندداً بالديكتاتور " عبدالناصر " :

استدعدتنى إدارة السجن ذات مرة وهناك قال لى أحد الضباط : ابشر الريس مبسوط منكم ! فاستبشرت خيراً ! وبعدها وجدت الضابط يُخرج قلمه ويكتب على ملفى : محمد عبدالله السمان يُفرج عنه فى العام 1990م !!!

ويشرح لى الأستاذ السمان عن شعوره بالإحباط والضيق نتيجة سماعه لهذا الكلام ، فقد كانوا يعلمون مدى تأثير السمان فى زملائه المعتقلين وأنه بإحباط هذا الرجل سيُحبط الجميع !

ويضحك – رحمه الله – ويُردف :

ولكن الله لا يغفل ولا ينام وما هى إلا أشهر حتى فوجئنا بهلاك الطاغية والإفراج عنا !

ويحكى أنهم عندما علموا بوفاة الطاغية عبدالناصر ، ظل الجميع فى السجن الحربى يهتفون : الله أكبر ولله الحمد .. الله أكبر ولله الحمد ! فقام المستشار مأمون الهضيبى – رحمه الله ، معترضاً : لا شماتة فى الموت !

والحق أن من دخل معتقلات عبدالناصر على استعداد أن يفعل أى شئ لا أن يشمت فى الموت وحسب !

فى المعتقل وجد السمان صديقه الأثير الشيخ عبدالحميد كشك وتوطدت علاقتهما ، ورغم تلك الصداقة إلا أن الشيخ كشك لم يجد حرجاً فى مهاجمة السمان من فوق المنبر بشدة ، لأنه كتب فى مجلة " روز اليوسف " – المعروفة بعدائها الرهيب للإسلام – مقالاً ينتقد فيه الشيخ " عبدالحليم محمود " شيخ الأزهر آنذاك – ذلك أن السمان كان يبغض الصوفية ويحمل على خزعبلاتهم وأفكارهم الواهية – يُراجع كتابه " تأثيم الذمة فى تضليل الأمة :

رد على الطريقة البرهامية " - ، وكان شيخ الأزهر معروف عنه النزعة الصوفية ، لكن السمان اعتبر أن شيخ الأزهر انضم للدراويش ! اعترض السمان على الشيخ وكتب محتداً مقاله الشهير " إسلام لا دروشة " ،وبعد أن رفضت مجلة " الاعتصام " – كبرى المجلات الإسلامية فى العالم العربى آنذاك – نشر المقال ، ما كان من السمان إلا نشر المقال فى مجلة " روز اليوسف " الشيوعية ، وهلل الشيوعيون لا نضمام رجل بثقل السمان إلى " روز اليوسف " ، واعتبروه نصراً كبيراً وفتحاً مبينا !

ولكن السمان عاشق الإسلام الذى يرفض المتاجرة بدينه أو إعطاء فرصة للخصوم للشماتة ، انسحب سريعاً ، وعاد للاعتصام ليكتب فيها حتى أُغلقت بالضبة والمفتاح فى العام 1991م بعد رحيل مؤسسها الحاج " أحمد عيسى عاشور " رحمه الله .

كتابة السمان فى روز اليوسف جعلته محور خطبة للشيخ كشك ، حمل فيها الشيخ على السمان وأعرب عن صدمته مما فعله السمان !

ولكن سريعاً ما عادت الأمور لما كانت عليه ولما توفى الشيخ كشك فى العام 1996م قام السمان بإعداد كتاب عن الشيخ بعنوان " الشيخ كشك قيثارة الدعوة إلى الله " ، وظل السمان بطلاً شامخاً يُغير على أعداء الإسلام ويفضحهم ويُشهر بأخلاقياتهم المتدنية ، ويتناول أمور الإسلام ، ويكتب عن محنة الأقليات المسلمة فى دول العالم غير الإسلامى .

فى أواخر السبعينيات شن السمان هجوماً عنيفاً - باسمه المستعار " أبو ذر " الذى كان يكتب به فى مجلة الاعتصام – على الدكتور مصطفى محمود ، ذلك أن بعض آراء الدكتور محمود كانت تخالف السمان حول مسألة الشريعة الإسلامية والموقف من الثورة الإيرانية ، ودعا الدكتور مصطفى الأستاذ السمان للقائه فى بيته فرفض ! فعرض عليه أن يأتى المجلة ليتناقش معه فرفض ! ودعاه أن يرد لا أن يلتقى به .

كان قاطعاً كالسيف .. لا يخشى فى الله لومة لائم ، أسماء كتبه تنضح بالثورة على الظلم والانتصار للإسلام :

كتاباته

- الإسلام والأمن الدولي ـ دار الكتب الحديثة ـ |القاهرة ـ الطبعة الثانية 1380هـ ـ 1960م

- الإسلام حائر بين أهله

- أين نحن من الإسلام

- الذين طغوا فى البلاد ( هناك طبعة ثانية كان يعكف عليها قبل رحيله رحمه الله وأخبرنى أنه سيضع القذافى فى أول فصل من الكتاب لأنه سقط من ذاكرته فى الطبعة الأولى التى صدرت فى العام 1993 م عن دار الفضيلة )

- الأمة المسلمة تحت الصفر

- صدام حسين .. هولاكو القرن العشرين

- المتطاولون الصغار على شريعة الإسلام .

- المؤامرة على الإسلام فى الجزائر

- محنة الأقليات المسلمة

وغيرها من عشرات الكتب المليئة بالعلم والفكر الراقى .

السمان والرواية

هناك جانباً لا يعلمه الكثير من الناس عن السمان ، وهو أنه كان كاتباً للرواية ! فبرغم فكره وتخصصه فى الإسلاميات إلا أنه كان روائياً من الطراز الأول ولو استمر- رحمه الله - فى كتابة الرواية لكان هو نجيب محفوظ الإخوان المسلمين !

أخبرنى رحمه الله أنه كتب ثلاث عشرة رواية ما خرج منها للنور واحدة فقط وهى رائعته " الشهيدة " التى كتبها فى المعتقل وأسقط الأحداث كلها على تركيا وأتاتورك بدلا من مصر وعبدالناصر ، وذلك خوفاً من الإعدام إن وجدت كهذه رواية فى المعتقل .

تدور فكرة الرواية حول فتاة أحبت شابا وأحبها ، الفتاة من أسرة تعمل بالقلم السياسى " البوليس الحربى " والشاب بسيط ، ويُعارض الأهل فكرة الارتباط وتتمسك الفتاة بالشاب بعد أن تُضرب عن الطعام والشراب ، وبالفعل تتزوجه ، ويعيش " شوكت " بطل الرواية و " رويدة " بطلة الرواية فى آمان ، وتحمل " رويدة " من " شوكت " حتى تعلم بأن زوجها من جماعة إسلامية مناهضة لأتاتورك ، وتبدأ رحلة المعاناة ، ويتم القبض على زوجها وإيداعه فى المعتقل ، وتتعرض " رويدة " لابتزاز رهيب من البوليس الذى يُساومها على شرفها وأن تقضى عدة سهرات مع الضباط للإفراج عن زوجها " شوكت " وتأبى عليها أخلاقها فعل ذلك .

وتضع مولودها ويتنكر لها أهلها حتى لا يتعرضوا هم أيضاً للاعتقال .. وبين يأسها وقلة حيلتها تُقرر الانتحار ، فتضع طفلها فوق الفراش وتُقبله وتترك مظروف لجارتها تخبرها فيه بأنها ستنتحر وأنها ذاهبة إلى ترعة " القرن الذهبى " لتُلقى بنفسها فى المياه الجارية .. تسير وتمر بها الذكريات وبعد أن تصل للترعة تتذكر طفلها وزوجها الذى قد يخرج فى يوم ما ! فتعدل عن قرار انتحارها وتسرع فى مشيها لتذهب إلى البيت فتأتى سيارة مسرعة وتقضى عليها فى الحال .. وتُحسب عند الله شهيدة لا منتحرة .

الرواية باكية ومؤثرة وتراجيدية إلى أقصى حد ولا يتمالك مطالعها نفسه من البكاء ، وقد أجاد السمان بحرفية عالية دمج الفن والسياسة والأدب والدين فى عمل واحد .

استوحى السمان فكرة الرواية من شاب كان معه فى المعتقل ، وسبق له أن أُعتقل فى عام 1954م فتأثر السمان وما كان منه إلا أن أخرج هذا العمل الأدبى الفريد الرائع ، الذى نقلته للنور زوجة الأستاذ السمان – رحمها الله - حينما كانت فى زيارة له ، وبعد أن قرأتها ارتعدت فرائصها وتفككت أوصالها وباتت فى حيرة وقلق حتى أُفرج عن السمان وكان عتابها له وأخبرته أنها لو كانت تعلم مضمون هذا الورق لما حملته البتة . فقد كان " شعراوى جمعة " وزير الداخلية يضع منزل السمان تحت المراقبة والتفتيش فى أى وقت .

رحلت السيدة الفاضلة زوجة السمان فى 7/3/1983م تاركة له ثلاث بنات ، علمهن السمان ورباهن على الإسلام ، وزوجهن وجعل من نفسه لهن أباً وأماً .

يحكى لى رحمه الله عن لقائه باللواء " محمد نجيب " – رحمه الله – أول رئيس للجمهورية المصرية ، وكم كان رجلاً خلوقاً ومهذباً ومتواضعاً للغاية .

كان قريباً من الشهيد " عبدالقادر عودة " والشهيد " سيد قطب " وكانوا يجتمعون فى منزل السمان تارة وأخرى فى منزل عودة وثالثة فى منزل قطب .

السمان والتصدي للتنصير

كان يشكو لى رحمه الله من تصاعد حركة التنصير فى مصر ، وأن الكنيسة تعمل بطريقة مثيرة للريبة ، وأنه بصدد الرد على كتاب أرسله له مجهول من 600 صفحة به ألف وخمسمائة افتراء على الإسلام .

كان يقول لى : من يسمح بتوزيع مثل هذه الكتب ؟ و هل المادة الثانية فى الدستور المصرى تقول المسيحية المصدر الرئيسى للتشريع ؟!

كنت أخبره بأن مثل هذه الكتب مردود عليها وأننا على الإنترنت قد قصمنا ظهور مثل هذه الترهات وأصحابها ، فيحتد فى الكلام :

يابنى أنا معنديش النت اللى بتقول عليه ! وليه حاجة زى كده تتوزع ؟!

وأشعر به فى قمة الضيق وسعاله يزداد فأُحول مجرى الحديث حتى لا تعتل صحته .

كان فى الآونة الأخيرة يكتب فى صحف " اللواء الإسلامى " و " آفاق عربية " – قبل غلقها فى العام 2006م – و صحيفة " الخليج البحرينية " .

منذ مدة رأيته فى برنامج " الجريمة السياسية " على فضائية " الجزيرة " يتحدث عن اغتيال الشهيد " حسن البنا " ، وودت لو اخترقت شاشة التلفاز واحتضنته ، كانت عيناه شبه مغلقتين من شدة ضوء الكاميرا المُسلط عليهما ، نظارته السميكة ما زالت تُزين وجهه البرئ الجميل .. شعره الذى اشتعل بياضاً وشيباً ، صوته المحبب إلىّ الذى كنت استمع له واستمتع به لدقائق عديدة كل أسبوع ... استعجبت : كيف استطاعت " الجزيرة " أن تصل إليه ؟! بل كيف وافق هو على الظهور .. فقد أتته دعوات كثيرة من فضائيات عديدة وإغراءات كثيرة ، ولكنه لا يُحب الظهور مطلقاً .. كان يغلق عليه بابه فلا يُجاوزه همه – كما يقول الخليل بن أحمد .

حادثة المنشية أكتوبر 1954م

كان يُشدد فى كل اتصال معى أن " حادثة المنشية " بالإسكندرية – ادعى عبدالناصر أن الإخوان دبروها لاغتياله - التى من أجلها اعتقل عبدالناصر الإخوان وخرب مصر ، هى أكبر مسرحية ساقطة فى التاريخ ، وأنه هو الذى لفقها وأن " محمود عبداللطيف " – المتهم بالحادث – ليس له أى ذنب فيها ، وكان يُحلل ويشرح ثغرات تلك المسرحية التى أداها جمال عبدالناصر ببراعة فى العام 1954م .

وفاته

توفى الأستاذ السمان فى 11/26/2007م عن عمر ناهز التسعين عاما ، تاركاً خلفه القيم والأخلاق والمبادئ وحب الإسلام والدفاع عنه.

للمزيد

روابط ذات صلة خارجية