مثقفون: دم الرنتيسي في رقاب الحكام العرب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مثقفون: دم الرنتيسي في رقاب الحكام العرب


صدمت أخبار اغتيال الدكتور " عبدالعزيز الرنتيسي " كافة القوى السياسية والوطنية في العالم العربي؛ حيث أكد المثقفون أن اغتيال عبد العزيز الرنتيسي لن يكون الأخير إذا لم يتحرك الحكام العرب فورًا لإعلان الجهاد، وقطع العلاقات مع الصهاينة فورًا، وطرد سفرائهم.

وقال الدكتور " أحمد يوسف القرعي "- الكاتب والمحلل السياسي-: إن اغتيال زعيم حركة حماس الجديد "عبد العزيز الرنتيسي" جاء ليؤكد مخطط شارون لتصفية نشطاء كل المنظمات الفلسطينية واحدةً بعد الأخرى، وما كان لشارون أن يلجأ إلى مثل هذا المخطط لولا أنه قد أدرك خطورة منظمة حماس وغيرها من المنظمات على الكيان الصهيوني، ولجأ إلى الاغتيال لتصفية هذه الكوادر؛ أملاً في تحقيق الأمن الذي وعد به ناخبيه منذ أن تولى السلطة في 2001 م، وأصبح وضعه السياسي داخل الكيان الصهيوني مهزوزًا للغاية.

وأرجع "القرعي" توقيت إقدام الصهاينة على جريمتهم النكراء بحق الدكتور "عبد العزيز الرنتيسي" إلى أن حكومة شارون تجيد الاصطياد في الماء العكر، وتلجأ إلى أسلوب الاغتيال للزعامات الفلسطينية في وقت تشهد فيه المنطقة العربية مأزقًا سياسيًّا بشأن تأجيل القمة العربية.

وقلل "القرعي" من إمكانية أن تتخذ الدول العربية أو الجامعة العربية موقفًا رادعًا للاستهتار الصهيوني بكافة المقدسات العربية والإسلامية، مؤكدًا أهمية وحدة منظمات المقاومة الفلسطينية الفاعلة باعتبارها الوحيدة التي تستطيع الرد بصورة مباشرة.

كما أكد "محمد زارع"- مدير البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان- أن منظمات حقوق الإنسان العربية ضد ما يحدث، وأنها مجرد منظمات تقف عاجزة؛ لأنه ليس لديها قدرة على فعل شيء.

وحمَّل "زارع" الحكام العرب مسئوليةَ الجرائم الصهيونية، ورأى أن اغتيال "عبد العزيز الرنتيسي" مهانة لكل عربي ومسلم، وأنها جريمة ضد الإنسانية، ومهزلة أن يقتلوا مدني مسالم، كل جريمته الدفاع عن أرضه ووطنه، مشيرًا إلى أن الحكام العرب لم يعدوا يسمحوا حتى بالإدانة؛ لأنهم يتكالبون على السلطة، فشارون وبوش هم اللذين يحكموننا، ويحددا الخطوط الحمراء التي لا نتخطاها، وتعجب "زارَّع" من أن العالم كله أصبح أعمى.

عبدالقادر ياسين

أما عبدالقادر ياسين - المفكر والكاتب الفلسطيني- فيشير إلى أن مسرح العمليات ممهد أمام الصهاينة بضوء أخضر أمريكي على اتساع الميدان كله، وبالشلل الرسمي العربي، وتصنع الولايات المتحدة ترسانتها العسكرية المتفوقة تحت تصرف الكيان الصهيوني لتفتك بشعب أعزل يتفرج عليه حكام العرب وهو يذبح من الوريد للوريد، مدافعًا عن أولى القبلتين وخط الدفاع الأول عن الأمة العربية، مؤكدًا أن التاريخ سيفضح الذين تقاعسوا عن الدفاع عن أبناء فلسطين ويحاصرون الانتفاضة ويمنعون عنها المدد.

وأضاف: دم كل شهدائنا في أعناقهم جميعًا، ولا أقصد الجواسيس الذين يتناولون الغذاء على مائدة شارون فحسب؛ بل الصامتين عن الحق، فهم شياطين أيضًا، مشيرًا إلى أن الواجب على الأمة أن تقف للمشاركة في الدفاع عن قضيتنا بدلاً من بقاء الدول العربية التي تمتلك 10 أضعاف ما لدى الصهاينة من جيوش وأسلحة مكتوفة الأيدي.

وحذر "عبدالقادر ياسين" من أن الدور القادم على مصر وسوريا إذا تمكن الصهاينة من القضاء على المقاومة والانفراد بالفلسطينيين وسط الصمت العربي والإسلامي المطبق.

"مهدي صدقي الدجاني"- الباحث الفلسطيني- أكد أن اغتيال عبد العزيز الرنتيسي جزءٌ من عملية منظَّمة وقذرة لتصفية المقاومة على كل مستوياتها، مشيرًا إلى أن المخطَّط ظهر للمراقبين حين تم البدء في اغتيال إسماعيل أبو شنب، مرورًا بمحاولة اغتيال "عبد العزيز الرنتيسي"، ثم "احمد ياسين "، ثم اغتيال "عبد العزيز الرنتيسي".

وأشار "الدجاني" إلى أن المخطَّط بدأَ قبلَ ذلك بكثير من خلال اغتيالِ الكوادر الصغيرة والقيادات المتوسطة في حماس ، مؤكِّدًا أنَّها طويلة المدى للقضاء على المقاومة، ويرى أن التوقيت له دلالاتٌ؛ حيث شعر الاحتلال الصهيوني بحالة من الانحسار الإستراتيجي الذي يمر به منذ فشل مشروع نظام الشرق الأوسط، وانسحابه من جنوب لبنان، وبناء الجدار الذي يستهدف تحقيق الأمن للكيان الصهيوني، كما أنهم يشعرون بخطورة الموقف إلا من خلال العلاقة أمريكا؛ نتيجة انخفاض منحنى القوة الأمريكية عالميًّا، وتردِّي الهيمنة الأمريكية.

كما أن محاولات إعادة بناء الشرق الأوسط بكل جديَّة لا يقوم إلا بوجود مقاومة، ويشير إلى أن كل هذه العوامل استدعت من الصهاينة محاولةَ إنقاذ نفسه من الانهيار الحتمي بأنه مشروع في تلك المحاولات التي تعبر عن الإفلاس السياسي والخوف الصارم.

أما عن دور الجماهير العربية وأهل الفكر العربي فأكد الدجاني أن مستوى التعاطي السياسي للقوى الشعبية العربية- مع ما يحدث في فلسطين - منخفضٌ لا يتفق مع خطورة التحدي، كما أكد أثر وقفة الجماهير بعد مذبحة جنين، ويتصور أن بعض قيادات القوى الشعبية أصبحت تشكِّل كابحًا للشعوب عن التحرك بدلاً من دفعها، وهنا ينبه على أن الجماهير إن لم تتحرك فلا مجال للحديث عن إنقاذ المقاومة.

وأشار إلى أن المهم إنقاذ المقاومة، عندئذ يمكن أن نتكلم عن تحركات الأنظمة، محذِّرًا من أنه إذا تم اقتلاع جيل المقاومة الحالي فسنحتاج إلى وقت أطول من تكوين بنًى تحتية جديدة، مشيرًا إلى أهمية المقاومة في العراق، التي يمكن أن تنوِّع نشاطها عن طريق استهداف قيادات أمريكية في العراق ومعها الدبلوماسيون.

وأشار إلى أنه لابد من أن تعيد قوى المقاومة حساباتها فيما يتصل بمفهوم الشرع: فالعلميات الاستشهادية أثمرت ثمارًا جيدة على صعيد الصهاينة أنفسهم؛ لكنها لم توفر مفهوم الردع بالنسبة للقادة الصهاينة، الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية فحسب، وطالب باستهداف القادة الصهاينة والبنية الاقتصادية والعسكرية؛ لأن الكيان الصهيوني اقتصادي وعسكري في وقت واحد.

وأضاف أن الردع لا يجب أن يقتصر على الساحة الفلسطينية؛ لأن الصهاينة يستهدفون الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، كما حدث مع خالد مشعل، مؤكدًا أن التنسيق الذي يسبق عمليات الاغتيال يتم في واشنطن؛ وهو ما يعني ضرورة استهداف أمريكا؛ لأن إسرائيل (الكيان الصهيوني ) وأمريكا هما اللذان بدءا التدوال.

وأشار إلى ضرورة أن تعيد المقاومة اللبنانية حساباتها في العلاقة بينها وبين المقاومة الفلسطينية، فرغم أن اللبنانيين نجحوا في طرد الصهاينة من الجنوب، إلا أن المقاومة اللبنانية حصرت نفسها داخل الإطار القطري، مع أن شرعية المقاومة اللبنانية لم تبرز إلا لارتباطها بقضية فلسطين .

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.