لماذا الإلحاح على إقصاء الإخوان من ذاكرة يناير؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لماذا الإلحاح على إقصاء الإخوان من ذاكرة يناير؟


لماذا الإلحاح على إقصاء الإخوان من ذاكرة يناير.jpg

كتبه سيد توكل

(29 يناير 2018)

مقدمة

في الوقت الذي يؤكد فيه الإخوان المسلمون في مصر أنهم دائمًا في قلب الثورة منذ 25 يناير 2011م وحتى زوال الانقلاب، يهاجمهم الآخرون بغرض إقصائهم من المشهد الثوري بلا مبرر حقيقي، ومع ذلك تشدد الجماعة في بيناتها على أنها تستصغر كل التضحيات التي تصيب كوادرها ومنتسبيها، مهما كان حجمها والتي بلغت الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المعتقلين والمطاردين والمضارين.

وبينما تتصدر جماعة الإخوان المشهد المقاوم للانقلاب ويستمر حراكها بين صفوف الشعب، دون أن تتقدم عليه أو تتأخر عنه حتى يتم إسقاط السفيه قائد الانقلاب ومحاكمة رموز 30 يونيو واستعادة مصر حرة أبية

يقول الناشط عمار علي حسن:

"في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات، بدأ تنظيم الإخوان يندس على ثورة يناير، التي أطلقتها الطليعة المدنية، محاولا أن يجني فرصة، وهو من داوم على إبرام الصفقات الأمنية مع نظام مبارك، تعزز مكاسبه السياسية، فأفسد كل شيء كعادته، واليوم، ويا للبجاحة، يتباكى على الثورة وكأنه صنعها دون الشعب".

ويرد على هذا الاتهام والهجوم الكثير من المراقبين والنشطاء، منهم الإعلامي عبد العزيز مجاهد الذي يقول:

"فيه موقف حصل معايا شخصيا يوم 25/1 مع عمار علي حسن وأسامة حرب، وصلنا العصر لصينية الميدان بعد ما اخترقنا حاجز الأمن، ومع أذان العصر فيه ناس بدأت تصلي العصر بعد ما اتوضت من الخرطوم، لاقيت أسامة الغزالي وعمار حسن بيتنططوا وبيزعقوا: محدش يصلي هنا انتم عايزين تقولوا إنها ثورة إسلامية؟!".

مكملين حتى النصر

وأمام هذه الاتهامات التي تأتي بينما يعاني الانقلاب مأزق الشرعية والبحث عن كومبارس لمسرحية انتخابات السيسي، أكدت جماعة الإخوان المسلمين "ضرورة العمل على وحدة الصف الثوري على قاعدة إنهاء الانقلاب، ومشاركة الجميع دون استثناء في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وتحمّل الجميع التضحيات التي يتطلبها إنقاذ الوطن من مخالب العسكر".

وشدّدت في بيان لها الخميس الماضي، على أهمية

"التمسك بأهداف ثورة 25 يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، واستعادة استحقاقات الشعب الديمقراطية وشرعية اختياره"، ودعت جماعة الإخوان المسلمين إلى التمسك بحقوق الشهداء والجرحى والقصاص العادل لدمائهم الطاهرة.

وأشارت إلى أنها شاركت الشعب المصري، بكل طوائفه، في الخامس والعشرين من يناير، قبل سبع سنوات، في

"إبداع أعظم ثورة شعبية في العصر الحديث، والتي أبهرت العالم بسلميتها وقوتها، وانصهار كل طوائف الشعب في بوتقتها، وتقديم نموذج لأرقى سلوك ثوري حضاري، قوامه الإصرار على إزالة الحكم المستبد، وفي الوقت ذاته الحفاظ على الوطن، وترابه ومؤسساته ومقدراته ووحدة أبنائه، وتقديم حلم الشعب في الحرية والعدالة الاجتماعية على كل المصالح والجماعات والأحزاب والأيديولوجيات".

وأضافت

"لقد كانت تلك الثورة هي ثورة الشعب المصري كله، بلا استثناء؛ حيث اختفت كل الشعارات، وارتفع شعار واحد؛ يهتف للحرية، ويطالب بالعدالة الاجتماعية، وظلَّل علم مصر رءوس الجميع، في مشهد أبهر العالم حتى عبَّر كثير من قادته عن تعلمهم من نموذج "يناير" وسلوك الشباب المصري فيها".

حلم الشعب

وقالت الجماعة:

"كان نجاح هذه الثورة منقطع النظير؛ إذ استطاعت إسقاط رأس النظام القمعي المستبد خلال ثمانية عشر يوما فقط، ولولا خيانة عسكر الانقلاب وتآمرهم على حلم الشعب المصري وانقلابهم على التجربة الديمقراطية الوليدة، واختطافهم أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، وأول دستور يمنحه الشعب لنفسه؛ لكان للثورة والوطن والشعب اليوم شأن آخر".

وذكرت

"لقد ارتكب عسكر الانقلاب أبشع المذابح الإجرامية في رابعة والنهضة؛ حيث أحرقوا جثث الشهداء وجرفوها بالجرافات، وأجهزوا على الجرحى وأحرقوا المستشفى الميداني بمن فيه، وما زالت مجازرهم في حق الشعب المصري مستمرة؛ تطول الثوار كما تطول المجندين، وتستهدف الكنائس كما تستهدف المساجد، وبات الجميع في مرمى الانقلابيين أهدافا مستباحة نظير تحقيق أطماعهم وتشبثهم بالسلطة".

وتابعت

"تعددت أشكال القتل على يد الانقلابيين؛ سواء بالتصفية المباشرة في الميادين والبيوت، أو بالقتل البطيء داخل أقبية السجون، أو بإعدام الأبرياء بالمحاكم العسكرية أو المدنية المسيسة، وباتت الدماء المعصومة بلا قيمة ولا قداسة في أعين هؤلاء القتلة المجرمين، وبات العدل- كقيمة عليا- لا وزن له في قانون الغاب الذي يحكم به الانقلاب الغادر".

وأردفت

"واصل هؤلاء العسكر مسلسل الخيانات بتفريطهم في الأرض والسيادة؛ فتنازلوا عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، لتصبح ممرا دوليا يستفيد منه الكيان الصهيوني، كما تنازلوا عن حقول الغاز الطبيعي في مياهنا الإقليمية في البحر المتوسط لليونان وقبرص، وعن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، بالتوقيع على المعاهدة الإطارية التي ضمت مصر والسودان وإثيوبيا، وقدموا فيها اعترافا صريحا بحق إثيوبيا في بناء سد النهضة الذي يهدد أمن مصر المائي".

الاحتراب الأهلي

وأكملت

"من أبشع خياناتهم ما يقترفونه اليوم في سيناء الحبيبة؛ لفصلها عن مصر، لصالح أمن الكيان الصهيوني، فقاموا بتهجير أهالي رفح قسرا، وهدم منازلهم، وردم آبار المياه، وتجريف أشجار الزيتون، وإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع الكيان الصهيوني، ومحاولة الزجّ بالقبائل السيناوية في الاحتراب الأهلي، مع القتل اليومي الممنهج لأهالي سيناء، وكان أكثر المشاهد دموية، مذبحة مسجد الروضة، وتبنِّي الانقلابيين ما يسمى بصفقة القرن التي يروج لها ترامب، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين في جزء من سيناء".

وأضافت

"قد استولى عسكر الانقلاب على الاقتصاد المصري برمّته، وأغرقوا الاقتصاد في الديون، كما تم رهنه لمؤسسات الإقراض الدولية، وتعويم الجنيه المصري وتدهور قيمته الشرائية، وإرهاق الشعب المصري بموجات متلاحقة من الغلاء، في وقت فشلت فيه كل المشروعات الاقتصادية التي زعموا أنها بوابة مصر للتقدم والرفاهية".

المصدر