لأول مرة بجنيف.. ضحايا التعذيب يدلون بشهاداتهم في انتهاكات الإمارات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لأول مرة بجنيف.. ضحايا التعذيب يدلون بشهاداتهم في انتهاكات الإمارات


ضحايا التعذيب يدلون بشهاداتهم في انتهاكات الإمارات.jpg

كتبه:أحمدي البنهاوي

(20 يناير 2018)

مقدمة

انعقد مؤتمر لجمعيات حقوقية دولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب في الإمارات، وذلك في نادي الصحافة السويسري في جنيف، حيث دار المؤتمر الصحفي، الذي عقد أمس الجمعة، حول مسألة التعذيب في دولة الإمارات. وأعطيت الكلمة ولأول مرة للضحايا أنفسهم، ليدلوا بشهاداتهم عما تعرضوا له من انتهاكات نيابة عن المئات من الضحايا من دول وخلفيات متعددة الذين تعرضوا في الإمارات لهذه الممارسات الشنيعة.

وقدم مجموعة من ضحايا التعذيب شهاداتهم عن الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها في الأقبية والسجون السرية في البلاد (أبو ظبي أو دبي أو كليهما؟). واستمع المشاركون في المؤتمر إلى شهادات ضحايا أُطلق سراحهم من سجون إماراتية، خاصة سجن الوثبة في أبو ظبي. ومن بين هؤلاء القطري محمود الجيدة، واللبناني الأميركي ناجي حمدان، والفلسطيني خالد أحمد، والبريطاني ديفيد هيج.

رجل أعمال

وكشف رجل الأعمال البريطاني ديفيد هيج عن أصناف العذاب الذي تعرض له خلال قيام السلطات في إمارة دبي باحتجازه دون وجه حق لقرابة عامين، الذي وصل إلى حد الصعق بالكهرباء والاغتصاب. واستمع لهيج مأساته، محامون بريطانيون ومنظمات حقوقية أوروبية، في مبنى الأمم المتحدة بمدينة جنيف على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان.

ولفت الرجل، إلى أنه تم احتجازه لأكثر من 22 شهرا في دبي إثر تلفيق قضية له بسبب خلاف تجاري من شخص مقرب من الحكومة الإماراتية. وأضاف أنه تعرض للضرب والتعذيب الشديد وحتى الاغتصاب بهدف دفعه للتنازل عن حقوقه المالية.

وتابع:

"لا أعرف كيف تم إيقافي دون إثباتات أو تحريات، وفي حالتي منذ اليوم الأول تعرضت للضرب والتعذيب عبر الصعق بالكهرباء والركل حتى فقدان الوعي".

وقال:

"كُسرت عظامي، وتعرضت حتى للاغتصاب وقال إنه كان شاهدا على تعذيب مئات مثله، حيث يعذبون الناس بشكل منتظم.

وقبضت السلطات الإماراتية على ديفيد في مايو 2014؛ إثر الاشتباه في تورطه في عمليات نصب واحتيال. وقد وجهت له هذه التهم استنادا إلى ادعاءات مجموعة الأسهم الخاصة "جي أف أيتش"، في دبي، وتحديدا المصرف الموجود في البحرين، والذي كان يساهم في ملكية نادي "ليدز يونايتد" وكان يعمل هيج مديرا فنيا له.

محمود الجيدة

وفي واقعة قديمة جديدة وتعكس الوجه القمعي لنظام أبو ظبي، رفع الطبيب القطري محمود الجيدة الستار عن وقائع التعذيب التي عاناها في السجون الإماراتية، بعد أن اعتقلته السلطات في مطار دبي خلال عودته من تايلاند إلى بلاده، على إثر الأزمة بين الدوحة وأبو ظبي.

وشرح "الجيدة" كيف تعرض للضرب المبرح على أماكن متفرقة من جسده، فضلاً عن التعذيب النفسي والعقلي، والذي وصل حد دس المخدرات في الماء الذي يشربه، فضلا عن العزل والترهيب العقلي على يد السلطات في دبي. وقال "الجيدة" الذي يعمل طبيبًا في شركة قطر للبترول، أنه اُعتقل في دبي في فبراير 2013، إنه خضع للعديد من الاستجوابات، تتمحور معظمها حول الحكومة القطرية، وعلاقتها بالإخوان المسلمين، وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وأرسل إلى سجن الرزين سيئ السمعة في الإمارات، حيث احتُجز العديد من سجناء الرأي الآخرون. وبات مدمنًا على مضادّات الاكتئاب أثناء الاحتجاز. وبعد نقله إلى الرزين، حيث لا يمكنه توفير الدواء، عانى الكثير من الأرق بالليل، ومن أعراض الانقطاع عن مضادات الاكتئاب.

كشف التعذيب

ونجح المؤتمر في كشف حقيقة التعذيب وحجمه في البلاد، كان إلى وقت قريب أمرا غير معروف. وعلى الرغم من الإمكانيات والجهود التي بذلتها سلطات الإمارات لإخفاء هذا الواقع، وروجت في الدول الغربية لصورة بلد حضاري يحترم حقوق مواطنيه، لم يعد بإمكانها اليوم إنكار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقع على أراضيها، بفضل عمل المنظمات غير الحكومية والصحافة المستقلة.

ويعد ضحايا الاعتقالات التعسفية والتعذيب والمحاكمات غير العادلة بالمئات، وإدانة هذه الممارسات المنهجية لم تعد مقتصرة على المنظمات غير الحكومية بل التحق بهم أيضا خبراء الأمم المتحدة. وتنتهك الإمارات بانتظام التزاماتها الدولية، وتعبر عن استخفافها بالتزاماتها وبالهيئات الدولية، وعن عدم رغبتها الحقيقية في احترام حقوق مواطنيها.

وفي هذه الأثناء يسجل الحقوقيون وضحايا التعذيب جمعية سويسرية للدفاع عن ضحايا التعذيب في الإمارات. ولن تكتفي جمعيتهم بجنيف عاصمة حقوق الإنسان، بإيصال أصوتهم إلى الرأي العام الدولي وآليات حماية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة

ولكن ستنظر بشكل خاص في تقديم شكاوى ضد قائمة من المسؤولين المباشرين عن هذه الممارسة أمام المحاكم الأوروبية وسيتطرق المحامون الدوليون البارزون الذين سيشاركون في المؤتمر إلى الإمكانيات القانونية لمقاضاة مرتكبي التعذيب وكل المسؤولين على جميع مستويات الدولة أمام المحاكم الأوروبية بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية.

المصدر