كيف يرى الصهاينة الرد الفلسطيني المتوقع على قتل الشيخ أحمد ياسين !؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كيف يرى الصهاينة الرد الفلسطيني المتوقع على قتل الشيخ أحمد ياسين !؟

"كم منهم مستعد لتفجير نفسه بطول البلاد وعرضها إذا مسّ أحد زعيمهم بسوء"، بهذه الكلمات تحدث أحد المعلقين الاستراتيجيين الصهاينة خلال برنامج تلفزيوني بثته القناة الصهيونية الثانية باللغة العبرية تعليقا على مسيرة الوفاء للشيخ احمد ياسين التي نظمتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في نابلس الجمعة قبل الماضية.

لم يجد المعلق في التلفزيون الصهيوني مفرا من الإقرار ولو ضمنيا أن كيانه خسر الجانب المعنوي في حربها على الفلسطينيين وهو يشير إلى الآلاف الكثيرة التي سارت تحت المطر تهتف "بالروح بالدم نفديك يا ياسين" وأوقف مخرج البرنامج الصهيوني المشهد وتوقف عنده أيضا المعلق مطولا عند هتاف "يا ياسين لا تعبس ..بدك أحزمة منلبس" وهو يقول :" في اعتقادي أنهم جادون فيما يقولون، قد تكون العاطفة حركتهم لكن على صناع القرار لدينا أن يعلموا أن التاريخ يلعب في صالح أولئك المتظاهرين".

ويقر المعلق الصهيوني بقوة حركة حماس بسرعتها على الرد والانتقام بعد كل عملية اغتيال للنشطاء الفلسطينيين بقوله:" تاريخ صراعنا معهم دام ومرير، وبعد (قتل) زعيم منهم كنا نرتقب رؤية جثث مواطنينا في شوارع المدن المحتلة عام / 1948 /.

وأشار المعلق الصهيوني إلى الترابط الثقافي بين فدائيي صدام ورغبة الكثير من الفلسطينيين بالانتقام لأي مكروه قد يصيب قادتهم عندما قاطعه محلل آخر بقوله:" نحن نتحدث هنا عن وضع مختف، إنهم أناس عقائديون، باعتقادي أن حماس لم تدفع لهم ليموتوا من أجل زعيمها وهم يعلمون أنها لن تفعل ذلك إن ماتوا حقا ، إنهم يعشقون زعيمهم لألفاظه وخطاباته النارية وإعلانه الدائم عن رفضه الحديث معنا إلا من فوهة البندقية كما أن محاولة اغتياله السابقة قد أثارت لديهم حساسية وعاطفة محددة إذ أن الصواريخ التي تقتل القادرين على الحركة لم تقتل عجوزا مشلولا لذلك فهم مغرمون بقدرته على تحريك الصراع معنا وهو عاجز عن تحريك يديه وساقيه وهذا أمر مختلف مع فدائيي صدام الذين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة لعدم إبدائه أي مقاومة لمحاولة اعتقاله لذلك أنا اعتقد أن اغتيال زعيم سياسي وروحي يمثل الأب للآلاف من هؤلاء العقائديين هو إثارة لعش الدبابير وعلينا إن حدث مثل هذا الأمر أن لا نتفاجأ بالأعداد الخيالية التي سنبدأ بعدها كضحايا للعمليات التفجيرية".

وما يراه المعلق الصهيوني في حديثه أن على كيانه أن تحسب الكثير من الحسابات لردات الفعل الدولية ومواقف الدول الأخرى تجاه أمر يتعلق بالمس بالشيخ ياسين لكن الحساب الأهم يبقى كما هو :" كم من الأرواح سيكلفنا قتل هذا الشيخ؟"

معلق صهيوني ثالث يربط الحديث بالانتقام لياسين إذا حاول الصهاينة مسه بسوء ويبين خصوصية نابلس وهو يقول :" اتفق مع المتحدثين أن عناصر حماس جادون فيما يقولون وحين نتحدث عن هذا المكان من الضفة الغربية فإن تحركه يجب أن يثير الكثير من الانطباعات لدينا، فقد أعلنت حماس عن المسيرة في ظل تواجد جنودنا، ولا شك أن إفلات المطلوب الفلسطيني من أيدي قواتنا التي حاصرته في المنزل طوال النهار قد منحهم دافعية خاصة لذلك وجدوا أنفسهم يتوجهون عفويا إلى بيته –المطارد-المهدوم وهو من حركة فتح ويربطون مصيره بمصير زعيمهم الروحي مؤسس حماس ويتعهدون بالانتقام له إذا مسه أحد، أي انهم يرون في كل من يفلت من أيدينا بطلا قوميا فكيف إذا كان هذا الشخص مؤسس جماعتهم؟

ويضيف المعلق الصهيوني:" نحن نتحدث عن الفلسطينيين الذين تحولوا إلى أساطير بعد نجاحهم بالإفلات منا وكلنا يتذكر كيف تحول أبو هنود إلى الشخصية الأكثر احتراما بين الفلسطينيين ومن قبله يحيى عياش وكل منهما يجمعه بالآخر رابط الكراهية لنا والعمل في صفوف كتائب القسام الأولى وكلاهما قد خرج من نفس المكان وأتحدث عن شمال الضفة الغربية وتحديدا منطقة نابلس وكلاهما افلت من أيدينا مرات عديدة، وكان انتقام الفلسطينيين" لمقتلهما" شديدا واعتقد أن هذا قد يحدث وحماس لا تخفي أنها سترد بقسوة إذا مس أحد زعيمها أو أي قائد فيها".

ويعود نفس المعلق الصهيوني للحديث عن الارتباط الثقافي وخطورة الفكر الاستشهادي على دولة الاحتلال بقوله:"الحديث عن فدائيي صدام لا يتم بمعزل عن الحديث عن فدائيي الياسين، بغداد ونابلس ودمشق هي مدن تسودها نفس الثقافات والمستعدون للموت دائما لأجل ما يؤمون به ومن يؤمنون بهم كقادة مخلصين اصبح واقعا علينا أن نقر انه ابرز العقبات في وجه القضاء على (الإرهاب).

لكن ثقافة الموت من اجل الحياة التي يؤمن بها المسلمون الآن كثيرا نتيجة مشاكلهم هي أمر يومي يعيشه الفلسطينيون لذلك نعتقد انهم اكثر جدية وقربا من لمس هذه الثقافة بواقعهم وحين نتحدث عن زعيم حماس فإننا نرى أن بعضهم يفكر ولو بصمت حبذا لو تفعل" إسرائيل" ذلك كي ترى كيف سنرد على فعلتها بل أن عددا من أصحاب الفكر شديد التطرف في حماس يعتقد أن اغتيال السياسيين سيعفي الحركة من أي سؤال أخلاقي حول انتقائية أهدافها لذلك قد نشهد حوادث قتل جماعي بالعشرات وربما بالمئات وربما ستتوقع دائرة استهداف مجتمعنا لدى حماس إلى آفاق لا نحسب لها حسابا فهؤلاء يعتقدون أن اغتيال زعيمهم المشلول هو جريمة اكبر من تفجير مدرسة للأطفال في تل أبيب على سبيل المثال.