كلمات المعتقلين أمام المحاكم.. صرخات في وجه القهر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كلمات المعتقلين أمام المحاكم.. صرخات في وجه القهر


رسائل بديع.jpg

كتب:أحمدي البنهاوي

(10 نوفمبر 2017)

مقدمة

تحولت المحاكم إلى ساحات للاستغاثة من الانتهاكات القاتلة التي لا تخلو منها سجون العسكر منذ الانقلاب العسكري حتى الآن. وكانت صرخات الأسود دليلاً على الإجرام الذي تمارسه سلطات الانقلاب ضد تلك الشخصيات الوطنية التي تدفع ثمن مواقفها الساسية الرافضة للانقلاب والظلم الذي تشهده مصر منذ 4 سنوات.

وكانت تلك الكلمات في ساحات المحاكم توثيقًا للأوضاع داخل السجون، وإثباتًا للصمود الذي يبديه هؤلاء الرجال ضد الانتقام السياسي والإجرام الذي يمارس ضدهم.

رسائل بديع

تحت عنوان "حدث في المحكمة" تداول نشطاء جزءًا من كلمة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أمام المحكمة، وكانت رسائل لرجل تجاوز 75 عامًا ولكنه ظهر بحضور ذهني، وازداد حماسًا مع التكبيرات وترديد شعار الجماعة، وألقى السلام على جميع الحضور وتفقَّد أصحاب الظروف الخاصة وسأل عن أحوال جميع الإخوان في سجن جمصة وأوصى بتوصيل تحياته لهم.

وعن معاناة المعتقلين تحدث في عدد من الجوانب الإيمانية، وقال إن د. معتز المرزوقي من المنوفية في محنة 65، دخل عليَّ وجسمه ينزف منه الدم، احتضنته لأهدئ من روعه، فقال لي: أحمد الله سبحانه وتعالى أن الدم الذي نزف من جسمي أخذ كل حاجة حرام وأصبحت أنا الكسبان.

وأنا قلت للمحامين في القضية:

سوف تقطعون سبعة أشواط ولن تجدوا مياهًا عند القضاة لأنهم مُنتقونَ، لكن لا بد أن تستفرغ جهدك (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

وأضاف:

"كل ما يفعله الانقلاب أنه يحفر قبره.. سكّة جهنم مرصوفة لعرباته وطائراته (فسنيسره للعسرى) (إذ انبعث أشقاها).. الكل مشى في السكة ونحن لم نترصد أحدًا إنما هم من ترصدوا وحرقوا الناس في رابعة ورصفوا الطرق وجددوا المسجد حتى يخفوا معالم جريمتهم".

عمرو زكي.. تعذيب ممنهج

وتحدث نائب الشعب ببرلمان 2012 م. عمرو زكي، المعتقل في سجون العسكر منذ أكتوبر 2013، عن تعرضه للتعذيب والانتهاكات الممنهجه داخل محبسه بسجن العقرب سيئ السمعة، خلال جلسة عقدت قبل أيام ضمن هزلية مذبحة فض اعتصام رابعة قائلاً عن تعذيبه في سجن العقرب: "تم اقتيادي مكبلاً خلفيًا إلى رئيس المباحث وقالي يا عمرو هتشوف أسود أيام حياتك"، مضيفًا: "أريد تحرير محضر رسمي عن تعذيب حقيقي حدث بالفعل لي بسجن العقرب من رئيس المباحث، وكانوا يمنعون عنا الطعام ولم يعطونا سوى غطاء واحد فقط بشهر يناير".

وأرسل النائب رسالة مبكية إلى أهله الذين لم يرهم منذ أربع سنوات، كما طلب من المحكمة السماح له برؤيتهم. وكلفت المحكمة التي أجلت الجلسات لـ14 نوفمبر، لاستكمال سماع الشهود، النيابة العامة للانقلاب بالتفتيش على السجون للوقوف على الانتهاكات والجرائم التي دفعت المعتقلين للدخول في إضراب عن الطعام، رفضًا لما يحدث من عمليات القتل البطيء، التى تمارس بحقهم بسجن العقرب، وفقًا لما وثقته المنظمات الحقوقية.

وفي وقت سابق، كانت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" وثقت الانتهاكات بسجن العقرب عن طريق أسرة المهندس عمرو زكي، وتداول نشطاء التواصل الاجتماعى فيديو لرسالة النائب إلى أسرته، والتي تضمنت جانبًا من الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها المعتقلون بسجن العقرب.

باسم عودة

واشتعلت مواقع التواصل في 9 نوفمبر بكلمة الدكتور باسم عودة، المعروف باسم وزير الغلابة، الذي وقف أمام المحكمة، بعد أربع سنين حبس انفرادي، خلال جلسة محاكمته بقضية فض اعتصام رابعة العدوية، تحدث فيها لقاضيه: "بكرة هكمل 365 يومًا لم أر فيها زوجتي وأولادي ووالدتي، ممنوع من الزيارة بشكل متصل، فيه لائحة للسجون تدّيني حق الزيارة مرة كل أسبوعين لمدة 45 دقيقة، ليه مش بتتنفذ عليا، وأنا لم أرتكب مخالفة واحدة في السجن".

وقال عودة:

"أربع سنين حبس انفرادي؟ آكل لوحدي، أنام لوحدي، أصلي فرض ربنا لوحدي؟ رمضان عدى عليا أربع سنين بفطر لوحدي، مامعيش حد أفطر معاه".

وتابع متسائلاً:

"طوال 4 سنوات بأي منطق؟ أنا عايز أفهم يعني.. بالشرع والدين ولا بالدستور والقانون، ولا بالشهامة اللي عند المصريين، إني مشوفش ولادي ومشوفش والدتي وزوجتي"، ووصف ما يحدث له أنه قد يكون "قتلا ممنهجا".

البلتاجي والمحكمة

وفي 27 سبتمبر الماضي، طلب الدكتور محمد البلتاجي ، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، من المحكمة، السماح له بعمل توكيل رسمي في الشهر العقاري لعدد من المحامين الدوليين، وذلك لتقديم دعوة عن مقتل ابنته أسماء و1700 شاب وفتاة يوم 14 أغسطس 2013، واتهم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد إبراهيم بالتخطيط والاتفاق المباشر لمجزرة رابعة العدوية.

وطلب من المحكمة التحقيق في جريمة اختفاء الدليل الرئيسي في هذه الجريمة، مؤكدا أنه

"إذا لم تستجب المحكمة لهذا الطلب العاجل، تصبح المحكمة من وجهة نظري شريكا في طمس معالم الجريمة، وقلب الحقائق، وتغييب العدالة".

وتابع البلتاجي:

"وبالتالي أطلب من المحكمة أن تأذن لي بإجراءات مخاصمة هيئة المحكمة، وتضمين أسماء هيئة المحكمة ضمن بلاغي ودعواي أمام الجنائية الدولية".

سلطان والحبس الانفرادي

ونقل صحفيون ونشطاء طلبًا بخط يد الأستاذ عصام سلطان قدمه للمحكمة بجلسة في مايو الماضي يحكي فيه الوضع وما تم ويتم بسجن العقرب حاليًا، وهو المعتقل على وقع قضية مزعوم اتهامه بها والواقعة أحداثها يوم 14 / 8/ 2013م في حين أنني معتقل من يوم 29 / 7/ 2013م.

قائلاً:

"حيث اقتحمت قوة عسكرية مسلحة زنزانتي بسجن العقرب مساء يوم 2 /5 /2017م وهي كاملة التسليح من سلاح حي وكلاب بوليسية ومواد حارقة وجردت الزنزانة من الملابس والأغطية وكل شئ وحتى الطعام والشراب وتركوني بلا طعام ولا شراب من يومها وحتى الآن بزنزانتي الانفرادية المغلقة عليَّ 24 ساعة يوميًا!!! وفي نهاية التجريدة طلب مني السيد اللواء الكبير أنني إذا رغبت في النجاة بنفسي فلابد أن أصدر بيان أو تصريح تأييد للجنرال قائد الانقلاب العسكري".

وأضاف:

"ولما كنت حريصًا على إجابة السيد اللواء الكبير إلى طلبه وكنت حريصاً أكثر على على أن يكون تصريحي مكتوباً وموثقاً فإنني أرفقه لك رفق هذا، مع طلبي إثبات فحواه بمحضر جلسة اليوم 20 /5/ 2017م واعتباره جزءًا لا يتجزأ من مستندات الدعوى وهذا هو الرد".

وأنشد شعرا من تأليفه مطلعه

"يا مصر هل غدرت بك الدنيا
أم دارت على أهلك الدوائرُ..

وهل ساد الأذلاء بأرضك غصبًا

أم غُيِبَ الأحرار والحرائرُ

وختمه بقوله

فيا مصر هل غدرت بك الدنيا
أم دارت على أهلك الدوائرُ..

وهل تربع أبو جهل على عرشك

أم بدأت تقلعه الريح الصرصرُ".

أحمد عارف: لن نداهن

وفي مايو الماضي سجل المتحدث الإعلامي السابق باسم الإخوان د. أحمد عارف شهادته على ما يحدث في السجن ونبه عليه القاضي مرات عدة ألا تكون مداخلته سياسية فأشار للمحكمة ومستشارها إلى أن العسكر في نفس الشهر بقيادة لواءات وضباط السجن وفق ما سجلته الكاميرات قائلاً: "فك العساكر لجامات الكلاب علشان تعض المعتقلين قامت الكلاب سابت المعتقلين وعضت العساكر".

وأضاف د. أحمد عارف

"تعذيب ممنهج في السجون وإتلاف أدلة القضية.. والمطلوب كلمة مداهنة ونحن نقول لن نركع ولن نقبل المداهنة".

كما طالب "عارف" بالتحقيق في واقعة إتلاف تسجيلات كاميرات جمعية رابعة التي قدمت للمحكمة.

المصدر