كارثة سد النهضة - مفاوضات عبثية وصدام حتمي.. و”إسرائيل” تتلاعب بالجميع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كارثة سد النهضة - مفاوضات عبثية وصدام حتمي.. و"إسرائيل" تتلاعب بالجميع


مفاوضات عبثية وصدام حتمي.jpg

كتب: يونس حمزاوي

(12 سبتمبر 2017)

مقدمة

جولة جديدة من المفاوضات العبثية مع إثيوبيا والسودان، الخميس المقبل 14 سبتمبر 2017، لمحاولة الوصول إلى حل لكارثة سد النهضة، حيث تجتمع اللجنة الفنية الثلاثية بمدينة عطبرة السودانية، التى تستمر لمدة ثلاثة أيام، بغرض استكمال مناقشة النقاط الخلافية فى التقرير الاستهلالى للمكتب الاستشارى الفرنسى المعنى بتنفيذ الدراسات الفنية للسد، بعد توقف دام أكثر من 4 أشهر.

في البداية، حذرنا سلطات العسكر من توجهات إثيوبيا نحو دفع المفاوضات حول أزمة "سد النهضة" لتكون عبثية، على غرار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والتي يتخذها الاحتلال ذريعة لتكريس الأمر الواقع، وهو ما فعلته أديس أبابا تماما، وتمكّنت من بناء معظم مكونات السد، في ظل عجز جنرال العسكر و"دكر" العلمانيين، وتوقيعه على اتفاق المبادئ منتصف مارس 2015م، والذي يقر بحق أديس أبابا في بناء السد، ويهدر حقوق مصر المائية.

وتضم اللجنة الثلاثية المختصة بدراسات السد، الخبراء المختصين من الدول الثلاث، لمناقشة العقبات أمام عمل المكتب الاستشارى الفرنسى "بى آر إل"، ووضع حلول للنقاط الخلافية العالقة منذ آخر اجتماع للجنة فى أبريل الماضى، حول التقرير الاستهلالى الذى أعده المكتب الفرنسى، حيث ضمت التفاصيل الفنية للمنهجية التى يستخدمها الاستشارى فى تنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بتقييم التأثيرات الهيدرولوجية والهيدروليكية والبيئية والاقتصادية للسد.

وكشفت مصادر مطلعة عن أن الاجتماع يناقش أيضا مواقف الدول إزاء فهم الاستشارى الفرنسى للشروط المرجعية لإعداد الدراسات، مع مراجعة قائمة البيانات المطلوبة من قبله، والخاصة بالسد وبحيرة التخزين والتشغيل المقترح من الجانب الإثيوبى، لافتة إلى توافق الدول على الحزمة الأولى من البيانات وتسليمها للاستشارى، وكذلك الآلية والمنهجية الخاصة بتبادل البيانات مع الاستشارى، والتحقّق من صحتها مع الجانب الإثيوبى. وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع يبحث أيضا الاتفاق على البرنامج الزمنى لمواعيد الزيارات الميدانية التى يقوم بها خبراء المكتب الفرنسى لمنشآت السدود والخزانات بمصر والسودان وإثيوبيا.

الصدام حتمي

ويؤكد رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية وخبير المياه، الدكتور عباس شراقي، أن تعطل هذه الدراسات ينبئ بـ"أن الصدام السياسي قادم، ولولا تأخر التخزين والتشغيل الأوليّ هذا الصيف، لحدث ما لا تحمد عقباه".

وقال شراقي، في تصريحات صحفية:

إن "الأمل الآن في إيجاد وساطة قوية للتوفيق بين مصر وإثيوبيا للوصول إلى آلية في الملء والتشغيل لسد النهضة، تحقق أعلى فائدة لإثيوبيا في توليد الطاقة الكهربائية، وأقل خطورة على مصر. ثم يأتي بعد ذلك الخلاف الأكبر بين مصر والسودان من جهة، ودول منابع النيل من جهة أخرى فيما يسمى باتفاقية عنتيبي".

واعتبر الخبير المائي أن

"الولايات المتحدة مسئولة عن الأزمة في حوض النيل، فهي من أجرت الدراسات المائية لإقامة المشاريع في إثيوبيا لمنع المياه عن السد العالي بعد انسحابها من المشاركة في إنشائه عام 1956. وهي أيضا مفتاح لحل كثير من المشكلات في المنطقة العربية أو الإفريقية، إلا أن سوء العلاقات في فترة (الرئيس السابق) باراك أوباما جعلنا نستبعد التدخل الأميركي، وظهر بصيص من الضوء بعد التقارب مع الرئيس الحالي دونالد ترامب، ولكن سرعان ما أفل هذا الضوء بعد القرار الأمريكي الأخير بخفض المساعدات العسكرية لمصر".

تقرير عهد مرسي يدين إثيوبيا

وكانت لجنة خبراء دولية تم تشكيلها لمراجعة الدراسات الإثيوبية وتقييم أضرار سد النهضة على كل من مصر والسودان في (مايو) 2012، وتكونت من 10 خبراء، 2 من كل من مصر والسودان وإثيوبيا، و4 من خارج حوض النيل، وأصدرت تقريرها في عهد الرئيس محمد مرسي، وكان على رأس الخبراء الدوليين خبير هندسة السدود الألماني المهندس إجون فايلر

والذي أثرى تقرير اللجنة بتحليلاته العلمية الدقيقة التي أدانت إثيوبيا من طريق كشفه عن ضعف الدراسات الإثيوبية، والتي وصفت بأنها أولية ولا ترقى إلى إقامة مشروع ضخم مثل سد النهضة. وأصدرت اللجنة عشرات التوصيات معظمها خاص بتصميم وأمان السد، لهذا أصرت إثيوبيا فيما بعد على عدم تشكيل أي لجنة دولية أخرى، ولكن أصرت على أن تكون اللجنة الحالية وطنية، وبالفعل تحقق لها ما أرادت.

إسرائيل تتلاعب بالجميع

وكان "بريخيت سمؤون"، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، قد توجه بالشكر لبنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، على زيارته لإثيوبيا يونيو الماضي، كما أثنى على دور كل من إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والإمارات على دورهم العميق في دعم الموقف الإثيوبي من بناء سد النهضة.

وأوضح "يفجيني كلاوبر"، المحاضر بقسم العلوم السياسية بجامعة تل أبيب، أن إسرائيل تلعب دور الوسيط بين القاهرة وأديس أبابا، لضمان عدم تضرر مصر مائيا بعد إقامة سد النهضة الإثيوبي؛ دعما لنظام السيسي الذي تربطه علاقات وثيقة بتل أبيب.

ويحذر الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية، من أن إثيوبيا على وشك بداية تشغيل المرحلة الأولى من سد النهضة، مشددا على أن "إسرائيل" تتابع عمليات بناء السد بترقب شديد وبشكل مستمر.

المصدر