قضايا تجاهلها مؤتمر ميونخ للأمن العالمي تدفع نحو مزيد من التهديدات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
قضايا تجاهلها مؤتمر ميونخ للأمن العالمي تدفع نحو مزيد من التهديدات


قضايا تجاهلها مؤتمر ميونخ للأمن العالمي.jpg

كتبه:مجدي عزت

(18 فبراير 2018)

"العالم بلغ حافة الهاوية ثم تراجع" هو عنوان تقرير مؤتمر ميونح للأمن في الدورة الـ54 التي تختتم اليوم. وكتب السفير وولفغانغ ايشينغر في تقديمه التقرير أن العالم "قارب هاوية تفجر نزاع كبير" حيث تصاعدت حدة التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وشهدت العلاقات بين السعودية وإيران ديناميكية التوتر بما ترتب من مخاطر انعدام الاستقرار على الصعيد الإقليمي".

وأضاف:

"في أوروبا لا يزال التوتر مرتفعا بين أوروبا وروسيا فيما تواصلت الحرب في أوكرانيا".

كما أظهرت القوى الكبرى نزوعا إلى انتهاك اتفاقات خفض التسلح، وبرزت من ناحية أخرى مخاطر الهجومات الإلكترونية. ورأى السفير ايشينغر، في التقرير الذي سيوزع على مئات الوزراء والخبراء، أن عام 2018 "قد يشهد حل بعض النزاعات أو المزيد من التصعيد".

شهد المؤتمر الكثير من ورشات النقاش منها ما يتعلق بالشئون الأمنية في الشرق الأوسط والخليج. وشارك في النقاشات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. فيما حذرت "مجموعة يوراسيا" البحثية من أن العالم يواجه مخاطر انهيار النظام الدولي وهو أقرب إلى الأزمة الجيوسياسية منها إلى الاستقرار. ونشرت المجموعة قائمة في 10 أزمات تعتبرها الأكثر حدة في عام 2018.

وهي حسب تقدير الخبراء:

أولا: ملء الفراغ: تزايد نفوذ الصين في الساحة الدولية حيث تملأ الفراغ الذي يترتب عن نقص انسجام السياسة الأمريكية.

ثانيا: الحوادث: لم يشهد العالم أزمة حادة منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001. كما لم يواجه خطر المواجهة المسلحة منذ أزمة صواريخ كوبا في ستينيات القرن الماضي. لكن التوتر السائد اليوم قد يجعل أي خطوة غير محسوبة بمثابة الفتيل خاصة في مجالات التنافس في الفضاء الإلكتروني ومواجهة اعتداءات القرصنة الإلكترونية، النزاع في شبه جزيرة كوريا، حوادث المواجهة في سوريا، التوتر بين روسيا والولايات المتحدة، تفرق مقاتلي تنظيم داعش خارج سوريا والعراق.

ثالثا: حرب التكنولوجيا الباردة: تخوض الصين والولايات المتحدة تنافسا حادا من أجل السيطرة على أسواق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة والتبعات الأمنية التي تنجم عن هذا التنافس وطبيعة التكنولوجيا المستقبلية.

رابعا: تضع "مجموعة يوراسيا" البحثية مشكلة تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك ضمن الأزمات المرشحة للتصاعد والتأثيرات السلبية على النظام الدولي. وترى أن انهيار اتفاقية التبادل التجاري الحر في أميركا الشمالية (نافتا) قد يؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة لاقتصاد المكسيك والوضع السياسي في البلاد.

خامسا: إيران والولايات المتحدة: ترى "مجموعة يوراسيا" أن الاتفاق النووي المبرم بين مجموعة (5 زائد واحد) وإيران قد يصمد هذا العام لكنه سيظل مهددا. وتوقعت أن يعمل الرئيس ترمب على احتواء دور إيران في سوريا والعراق ولبنان واليمن. وتوقعت أيضا أن تواصل واشنطن فرض العقوبات على إيران على خلفية تطويرها الصواريخ الباليستية وما تنسبه الولايات المتحدة إلى طهران من أنشطة دعم الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.

سادسا: تواجه المؤسسات التقليدية من حكومات وأحزاب سياسية ومؤسسات إعلامية تحديات جديدة تقلل من شرعيتها بعد أن ساهمت مباشرة في نمو وازدهار الشعوب.

سابعا: تنامي حواجز اقتصادية جديدة وليدة البيئة الرقمية

ثامنا: بريطانيا قد تواجه بعد خروجها من الاتحاد غضب الرأي العام حيث يلمس عواقب تخليها عن فوائد وامتيازات الانتماء إلى أكبر تكتل اقتصادي في العالم. وتشق الخلافات المجتمع ككل. ولم ينجُ منها حزب المحافظين، حيث يشكك بعض رموزه في ريادة رئيسة الحكومة تيريزا ماي.

تاسعا: تنامي الشعبوية في جنوب شرق آسيا ردا على ازدياد نشاطات الجماعات الإسلامية خاصة في ماليزيا وإندونيسيا. وأصبحت الأقليات الصينية لا تخفي قلقلها. ولا يستبعد أن يلجأ رئيس الحكومة الهندية مودي إلى استخدام "القومية الهندوسية" في حملته الانتخابية في 2019.

عاشرا: استقرار العديد من الدول الإفريقية أصبح مهددًا بفعل اتساع نشاطات المجموعات المتطرفة، حركة الشباب في الصومال والقاعدة في شمال إفريقيا في منطقة الساحل الإفريقي وبوكو حرام في نيجيريا، حسب التقرير.

وتُختتم، اليوم الأحد، فعاليات النسخة الـ54 من مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، الذي تناول قضايا أمنية دولية في عدة جلسات، منذ يوم الجمعة الماضي.

وشارك في المؤتمر رؤساء 21 دولة وحكومة، وأكثر من 80 وزير خارجية ودفاع، فضلًا عن أكثر من 600 مدعو من مديرين رفيعي المستوى في شركات عالمية وأكاديميين وممثلي منظمات مجتمع مدني. وناقش المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام، قضايا مهمة، أبرزها الأوضاع في سوريا والأزمة الخليجية، إضافة إلى البرنامج النووي الكوري الشمالي، وعلاقات روسيا والولايات المتحدة، وعلاقات موسكو وبروكسل.

وانعقد المؤتمر في فندق "بايرشافير هوفر" في مدينة ميونخ بولاية بافاريا، وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ تولى حراسة الفندق أكثر من 4 آلاف شرطي. ويعتبر المؤتمر نقطة التقاء رؤساء أجهزة الاستخبارات في العالم، إذ انعقدت جلسات عدة تحت عناوين "التعاون الدفاعي بين الأطلسي والاتحاد الأوروبي"، و"الأمن النووي وضبط الأسلحة"، و"الدول بين أوروبا وروسيا" (كأزمة أوكرانيا)، و"التهديدات الموجهة ضد النظام الليبرالي العالمي".

وكانت فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر انطلقت عام 1963، تحت اسم "التقاء العلوم العسكرية الدولي"، بمبادرة من المؤسس إيفالد-هينريش فون كلايست-شمينزين. واعتبارًا من عام 1994 تغير اسم المؤتمر وأصبح "مؤتمر ميونخ من أجل السياسات الأمنية"، وبدءًا من عام 2008 بات "مؤتمر ميونخ للأمن". فيما تجاهل المؤتمر التهديدات الصهيونية للفلسطينيين، عبر إطلاق الصواريخ وغارات الطيران التي ترهب أطفال ونساء الفلسطينيين، وكذلك التهديدات الصهيونية المتصاعدة ضد اللبنانيين.

وتجاهل المؤتمر تصاعد القمع والاستبداد ضد شعوب المنطقة العربية خاصة في مصر وسوريا، وكذا هجمات التحالف العربي ضد اليمنيين، ومخططات الإمارات بالتوطؤ مع الغرب في السيطرة على ليبيا وثرواتها، وكذلك مخاطر تصاعد الجفاف والجوع والتصحر في إفريقيا. ويمثل المؤتمر الدولي تعبيرا عن ازدواجية اووروبا والغرب وانحيازهم لمصالحهم فقط على حساب بقية الشعوب.

المصدر