في صفقة الغاز.. أحرز السيسي هدفًا وخسرت مصر المباراة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في صفقة الغاز.. أحرز السيسي هدفًا وخسرت مصر المباراة


أحرز السيسي هدفًا وخسرت مصر.jpg

كتبه:حازم الأشموني

(22 فبراير 2018)

لم يكتفِ جنرال الانقلاب بتوقيع اتفاقية العار، باستيراد الغاز من الأعداء الصهاينة في صفقة قدرها 15 مليار دولار على مدار 10 سنوات، بل راح يُدلس على المواطنين معتبرًا أن هذه الصفقة تُعد نصرًا مؤزرًا يستوجب من الشعب الفرح والإشادة بدوره، بينما يرى محللون أن هذه الصفقة "تمثل جزءًا من صفقة القرن الكبرى التي تتقاطع فيها المصالح السياسية والاقتصادية لخدمة الأجندة الأمريكية الصهيونية في المنطقة".

وجاء تعبير السيسي "جبنا جون يا مصريين" مبررًا بأن مصر تحولت إلى مركز عالمي للطاقة، وهو ما عدّه إنجازا كبيرا، لكن الجنرال تجاهل أنه أحزر هدفًا لكن مصر خسرت المباراة، وفاز الصهاينة بالستة وربما بمزيد من الأهداف.

من جانبها، اعتبرت شبكة بلومبرج الأمريكية "تصريحات السيسي تمثل لا مبالاة لمخاوف الرأي العام تجاه الروابط الدافئة مع عدو سابق".

ورأت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن الرأي العام المصري لن يصدق تبريرات الحكومة المصرية لصفقة الغاز مع إسرائيل. وفسرت ذلك قائلة: "الكثير من المصريين ما زالوا يرون إسرائيل عدوًا، بالرغم من أن مسئولا مصريا أخبر الإعلام المحلي أن الصفقة تجارية أكثر من كونها اتفاقا سياسيا، لكنه تصريح لن يحظى بأي شعبية داخل الرأي العام المصري".

ورحبت إسرائيل بالاتفاق، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم توقيعها بأنه "يوم عيد،" مضيفا أنها ستعزز الاقتصاد الإسرائيلي وتعزز العلاقات الإقليمية. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز: إن الاتفاق هو أهم صفقات تصدير مع مصر منذ أن وقّع البلدان معاهدة سلام تاريخية في 1979.

أما صحيفة "جيروزاليم بوست" فأوردت تحليلا يفسر كيف تستطيع إسرائيل أن تعزز علاقاتها عبر الغاز والماء وإقامة علاقات اقتصادية مع جيرانها في الشرق الأوسط كخطوة على مسار التطبيع. وأعلنت شركة "ديليك دريلينج" الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكية "نوبل إينرجي" الأمريكية للطاقة، أوائل الأسبوع الحالي، عن أنهما تخططان لتزويد شركة "دولفينوس هولدينجز" المصرية بـ64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي على مدار 10 سنوات.

(6 -1 لإسرائيل)

من جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام، أن السيسي أحرز هدفًا لكن دخل مرمى مصر 6 أهداف صهيونية، بما يعني أن مصر خسرت المباراة خسارة مذلة.

يقول عبد السلام:

"صحيح.. مصر أحرزت هدفًا في مرمى إسرائيل من صفقة استيراد الغاز الإسرائيلي كما قال السيسي، غير أنها خسرت المباراة أمام تل أبيب، التي أحرزت عدة أهداف تاريخية واقتصادية وسياسية واجتماعية في آن واحد، وليس هدفا واحدا كما فعلت مصر.. ويكفي للتدليل على ذلك أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وصف يوم توقيع اتفاق تصدير الغاز لمصر بأنه يوم عيد لإسرائيل".

ويضيف عبد السلام:

"أما القول إن مصر أحرزت هدفاً في إسرائيل، للإشارة إلى أنها الرابحة أمامها، فهذا غير صحيح. وإن شئنا الدقة يمكن القول إن مصر هي من أحرزت هدفا في نفسها بكسر التطبيع، وربط أمنها الاقتصادي بأمن الطاقة في إسرائيل".

ويتابع

"مصر حققت هدفًا من صفقة استيراد الغاز هو تحولها لمركز إقليمي لإسالة الغاز الطبيعي في المنطقة تمهيدا لتصديره إلى القارة الأوروربية، وإعادة تشغيل محطتي الغاز لديها. لكن في المقابل حققت إسرائيل 6 مكاسب من هذه الصفقة، أخطرها على الإطلاق أنها أول صفقة تطبيع مباشرة مع دولة الاحتلال".

ويعدد عبد السلام أهداف "إسرائيل" التي أحرزتها، ومنها: كسر سلاح المقاطعة الاقتصادية المفروضة عليها منذ توقيع اتفاقية السلام في عام 1979، خاصة من قبل القطاع الخاص المصري والعربي، والذي جعلها في عزلة لسنوات طويلة، وبالتالي فتحت صفقة الغاز باب التطبيع الاقتصادي على مصراعيه وبرعاية حكومية مباشرة

وهو ما يتيح لإسرائيل التحرك سريعا لإقناع دول وشركات عالمية عديدة تقاطع منتجات وسلع الاحتلال بأن المقاطعة التي يفرضونها عليها لا مبرر لها، لأن العرب "المدافعين أصلا عن القضية الفلسطينية" قاموا بكسر المقاطعة والتطبيع مع الشركات الإسرائيلية، وإبرام صفقات لسنوات طويلة، وليس صفقات عابرة.

أما الهدف الثاني فهو تسويق الغاز الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هذه الصفقة سوف تفتح الباب أمام دول عربية أخرى لاستيراد الغاز من الصهاينة. ويضيف أن الهدف الثالث هو مزيد من السطو على الحقول، لافتا إلى أن ضخامة الصفقة سوف تغري الصهاينة بضخ مزيد من الاستثمارات في قطاع التنقيب للسطو على ثروات العرب والفلسطينيين.

والهدف الرابع هو رهن أمن الطاقة في مصر والدول العربية الاقتصادي بأمن الطاقة في إسرائيل. وبالتالي، وضع المصانع والشركات المصرية تحت رحمة دولة الاحتلال تمنحها الغاز وقتما تشاء وتمنعها وقتما تشاء. والهدف الخامس هو تحويل "إسرائيل" إلى عملاق طاقة عالمي. والسادس هو المكاسب الاقتصادية الضخمة التي حققها الصهاينة من الصفقة.

منها ضمان تدفق سيولة نقدية على الخزانة العامة توجهها بعد ذلك لتمويل مشروعات صحية وتعليمية وبحثية وطرق وجسور ومحطات كهرباء وبنية تحتية توفر الرفاهية للمواطن الإسرائيلي، كما تساعد الحكومة في زيادة إنفاقها على المجهود الحربي والعمليات العسكرية التي توجه ضد الفلسطينيين. هل فهمت الآن لماذا تعد "إسرائيل" هي الرابح الأكبر من صفقة تصدير الغاز لمصر؟.

المصدر