في ذكرى يوم الطالب المصري.. قمع السيسي لن يسكت الشباب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
في ذكرى يوم الطالب المصري.. قمع السيسي لن يسكت الشباب


في ذكرى يوم الطالب المصري...jpg

كتبه:مجدي عزت

(21 فبراير 2018)

مقدمة

يحل اليوم 21 فبراير ذكرى يوم الطالب المصري، تخليدا لذكرى النضال الطلابي ضد الإنجليز عام 1946، حيث بدأت الأحداث بتوجه حشد كبير من طلاب المدارس الثانوية إلى جامعة فؤاد الأول "القاهرة الآن" والتقوا بحشد كبير من طلاب الجامعة توجهوا بعدها باتجاه ميدان الإسماعيلية "التحرير الآن"

وفي الطريق قامت الشرطة بفتح الكوبري لإعاقة المسيرة من التقدم، ثم نجح عدد من الطلاب بغلق الكوبري وعند مرور المسيرة قامت الشرطة بفتح الكوبري مجددا مما أدى إلى حالة من الهلع سقط بسببها عدد من الطلاب بالنيل دون وقوع شهداء.

وقامت اللجنة الوطنية للطلبة والعمال على إثر ذلك بالدعوة لإضراب عام يوم ٢١ فبراير، تطالب بالاستقلال وجلاء المحتل الإنجليزي، واستجاب لتلك الدعوة عشرات الآلاف من المواطنين طلاب وغير طلاب في محافظات عدة، وفي القاهرة توجهوا إلى ميدان الإسماعيلية حيث التقوا بالحامية الإنجليزية وقاموا بإحراق ثكناتها

وردت الحامية بإطلاق وابل من الرصاص على جموع المتظاهرين، وقتل في تلك الأحداث أكثر من ٢٣ شهيد في مختلف محافظات مصر، وكان من آثار المترتبة على تلك الانتفاضة أن أعلن رئيس وزراء بريطانيا "كلمنت أتلي" عزم قوات الاحتلال الانسحاب من القاهرة والدلتا وتمركزها بالقاعدة البريطانية في منطقة قناة السويس.

الطلاب.. شعلة الانتفاضة

الذكرى النضالية يخفيها اعلام الانقلاب العسكري في مصر، خشية من ثورة قادمة، طليعتها الشباب المصري وفي مقدمتهم الطلاب الذين يمثلون شعلة للانتفاض في أي وقت مرتقب.

رغم الاختفاء القسري والاعتقال والقتل خارج إطار القانون، وغيرها من الانتهاكات، والتي لم يشفع لطلاب مصر صغر سنهم للابتعاد عنهم وتركهم ينعمون بالحرية، خاصة مع رمزية تمثيلهم لمستقبل الوطن، فقد أبدعت السلطات المصرية في التنكيل بهذا المستقبل.

ويواجه طلاب مصر قمعا غير مسبوق ومتنوع بدرجة كبيرة، فما بين عودة عصافير تلامن للعمل بقوة داخل الجامعات ضد الطلاب وأصحاب الفكر والمشاط، بعد سيطرة جهاز الأمن الزطني الذي أصبح الوحيد المتفرد بالعمل في داخل الجامعات.

إلى فرض رسوم جديدة على الطلاب لتثقل كاهلهم وأسرهم من اجل صندوق ضحايا العمليات المسلحة، إلى تباديل وتوافيق غير مفهومة حول نظام التعليم قبل الجامعي، وإلى توجهات متسارعة لتقليص المجانية في التعليم الجامعي..

وتبقى الكارثة الاكبر في سياسات قمع السيسي ونظامه لطلاب المعارضين، مسلطا سيف الاخفاء القسري والاعتقالات التعسفية التي تجاوزت الالاف منهم، بجانب التصفية والقتل خاج اطار القانون، والتي وصلت حدودا غير مسبوقة حيث وصلت حالات الإختفاء القسري للطلبة وفق ما أعلنه "مرصد طلاب الحرية" إلى (478) حالة، بينهم 23 طالبة، في نهاية 2015.

كما وثقت "هيومن رايتس مونيتور" (3) حالات اختفاء قسري، لطلبة دون السن القانوي من أحد مقاهي الإنترنت، هاجموا المقهى واعتقلوا الثلاث دون ذنب أو جريمة، وأخفت مكان اعتقالهم عن أهلوهم، وهم: (الطالب "عبد الرحمن حافظ عاشور –17 عاماً"، طالب بالصف الثاني الثانوي، يعاني من حمى روماتيزمية-الطالب "محمد سليمان سالم -16 عاماً"، طالب بالصف الثاني الثانوي-الطالب "مصطفى أشرف زكي الشيخ – 17 عامًا"، طالب بالصف الثاني الثانوي).

وحسب المنظمة فقد وصل عدد الطلبة الذين تمت تصفيتهم خارج إطار القانون (245 طالبا)- حسب ما اتفقت عليه منظمات حقوقية، (24) طالب منهم تمت تصفيتهم داخل الحرم الجامعي، وكانت الحالة الأكثر دموية من السلطات، هي حالة تصفية الطالب "إسلام صلاح الدين عطيتو-22 عاماً"، بعد اختطافه من لجنة الامتحان في 19 مايو 2015، كما أمعنت السلطات المصرية في اعتقال الطلبة، ولم تفرق في ذلك بين الذكور والإناث، فأضحت حياة الطالب الجامعي من الحرم إلى المعتقل، فطبقا لما أعلنته منظمات حقوقية وصل عدد الطلبة الجامعيين (فقط) المعتقلين إلى (4701) طالب، بينهم (331) طالبة.

وتمت إحالة (300) طالب منهم للمحاكمة، وحكم على (160) منهم بأحكام مختلفة، فضلا عن التعذيب والمعاملة القاسية داخل السجون والإهمال الطبي، الذي ادى إلى وفاة (7) طلاب داخل المعتقلات، ولا يزال عدد كبير منهم يعاني قسوة السجن، حسب إحصاءات 2015.

وإكمالاً لمسيرة القمع، فحسب مرصد طلاب حرية تم فصل (1064) طالبا وطالبة فصلا تعسفيا من جامعاتهم، على خلفية معارضتهم للنظام الحالي،لتكمل الجامعة مسيرة السلطة القمعية، وفق ما أعلنه (مرصد طلاب الحرية): "فيصبح الطالب بين مطرقة السلطة وسندان إدارة الجامعة".

وأمام كل هذه الانتهاكات الصارخة نجد أن السلطات الانقلابية بدءاٌ من (3 يوليو 2013) في مصر، تعادي بشكل جلي الشباب، وخصت بالعداء الطلبة ما بين المرحلتين الثانوية والجامعية، فمن المطاردة والاعتقال واستخدام القوة في قمع مظاهراتهم، إلى الإختطاف والإخفاء القسري والقتل خارج إطار القانون، ثم التعذيب والإهمال الطبي والقتل في السجون

ثم جاءت الإدارات الجامعية لتكمل حلقة القمع التي أغلقتها السلطة على الطلبة، فعينت شركة حراسات خاصة (فالكون) لقمع الحراك الطلابي، وأدخلت قوات الأمن لقلب المدرجات، بشكل تطور إلى حد القتل داخل المدرج، واختتمت كل ذلك بالفصل التعسفي لأكثر من ألف طالب وطالبة من الجامعات المصرية، وعلى نهجها سارت المدارس فاستدعت الأمن لاعتقال طالب بسبب (مسطرة).

ورغم تلك الضغوط التي يواجهها طلاب مصر فإنهم يظلون الشعلة الأبرز في الحراك الثوري، فلم يغيبوا عن ميادين مصر وشوارعها بشكل يومي وأسبوعي، مصرين على مواصلة حراكهم الثوري، الذي لا محال سينتصرون فيه.

اليوم العالمي للطلاب

يشار إلى أن العالم احتفل بـ"اليوم العالمي للطالب" في 17 نوفمبر، بذكرى تدشين الحركة الطلابية ضد النازية الألمانية والتي بدأت بمقتل أحد الطلاب ويدعى "جان أوبلاتيل" إثر مسيرة طلاببة بمدينة براغ "عاصمة تشيكوسلوفاكيا سابقا" في ١٣ نوفمبر 1939، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الحراك الطلابي في المدينة واتساع مجالها ما دفع النازيين إلى إغلاق كافة المعاهد ومؤسسات التعليم العالي

وأعدمت قوات الجيش الألماني تسع معتقلين وقامت بترحيل ١٢٠٠ طالب إلى معسكرات الاعتقال النازية وتصفيتهم بشكل جماعي في ١٧ نوفمبر 1939، ليعلن ١٧ نوفمبر يوما عالميا للطالب بعد الحرب العالمية الثانية بقيادة الاتحاد العالمي للطلاب، معلنين ذلك اليوم يوما ضد الحروب الإمبريالية ومن أجل السلام والعدالة والحرية والتضامن والتحرر من الاستعمار.

المصدر