فتوى من الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الذكرى (42) لإحتلال القدس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


بيان وفتوى من الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول الذكرى (42) لإحتلال القدس والمسجد الأقصي المبارك

رئيس الاتحاد د. يوسف القرضاوي

اتحاد علماء المسلمين.jpg

يقول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) (الإسراء الآية 1).

إن المسجد الأقصي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وهو ثاني مسجد أقيم على وجه الأرض بعد المسجد الحرام.

وقد جاءت النصوص النبوية حاثة الأمة على زيارة بيت المقدس والصلاة فيه وشد الرحال إليه كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بأنهم الطائفة المنصورة وذلك في الحديث: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، قالوا أين هم يا رسول الله قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).

إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقاعدته العريضة لعلماء الأمة، والجمعيات العلمائية المنضوية تحته، ومن بينها رابطة علماء فلسطين في الداخل والخارج، وغيرها من روابط العلماء في العالم الإسلامي، يشعر بقلق كبير أمام ما يحدث في القدس الشريف ونحن اليوم نعيش الذكرى الثانية والأربعين لنكبة سقوط المسجد الأقصي تحت أيدي قوات الاحتلال الصهيوني الذين ومنذ سيطرتهم على هذه المدينة المقدسة وهم يسعون لإنشاء هيكلهم المزعوم مما جعل المسجد الأقصي محفوف بالمخاطر جراء الحفريات التي أطلقوها تحته بحثا عن آثار مزعومة تثبت أحقيتهم بهذه المدينة.

وبهذه المناسبة الأليمة فإن الاتحاد يؤكد على الثوابت والأحكام الشرعية الآتية:

1- إن العمل على تحرير كل الأراضي المحتلة، ولا سيما القدس والمسجد الأقصي وسائر فلسطين هو بمثابة الواجب الشرعي على الحكام والعلماء والشعوب كل على قدر استطاعته ومسؤوليته.

2- إن المسجد الأقصي والقدس يربطهما رباطا وثيقا بالدين الإسلامي فالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد كلها على قدسية هذه الأرض وأنه وقف إسلامي إلى يوم الدين لا يجوز التفريط فيها ولا التنازل عنها ولا أي جزء منها.

3- إن بيع الأراضي والمنازل أو مبادلتها أو تأجيرها لليهود ، وكل عمل من شأنه أن يسهل لليهود السيطرة على هذه المدينة المقدسة هو عمل محرم شرعا.

4- إن المواقف السياسية التي تبيح وتتساهل بما من شأنه أن يؤدي إلى سيطرة اليهود على المدينة والمسجد الأقصى بكل ساحاته ومبانيه فوق الأرض أو تحتها، يعد عملا محرما شرعا وكل من يقدم عليه أو يتبناه فهو بمثابة الخائن لله ولرسوله وللمؤمنين.

5- الدعوات التي تقول بتدويل القدس أو الحرم القدسي الشريف هي كذلك محرمة شرعا لأنها بمثابة التنازل عن السيادة الإسلامية على المدينة والمقدسات، وهي من الحيل المرفوضة.

6- كل التعامل السياسي والاقتصادي والثقافي وكل مظهر من مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل تعتبر بمثابة دعم للاحتلال ومساندته لكي يستمر في احتلاله للأرض والمقدسات وهو يعتبر كذلك صورة من صور الولاء للأعداء وهو محرم شرعا استنادا للآية الكريمة (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).

وفي الختام فإننا ندعو كافة المسلمين حكاما وشعوبا أن ينهضوا بدورهم، ويهبوا لنجدة القدس الشريف والأرض المباركة وإنقاذها من براثن الاحتلال الصهيوني، فهذه أمانة في أعناق الجميع سنسأل عنها أمام الله يوم القيامة وقبل ذلك أما الأجيال القادمة والتاريخ.