الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عندما يتحدث السيسي عن “الأمة”.. فمن يقصد؟»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
ط (حمى "عندما يتحدث السيسي عن “الأمة”.. فمن يقصد؟" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
 
(لا فرق)

المراجعة الحالية بتاريخ ١٣:٠٥، ١٦ فبراير ٢٠١٩

عندما يتحدث السيسي عن "الأمة" .. فمن يقصد؟


عندما يتحدث السيسي عن “الأمة”.jpg

كتبه سيد توكل

(30 يوليو 2018)

مقدمة

"يعني 1.6 مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها 7 مليار عشان يعيشوا هما"، عبارة صدم بها السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، المسلمين في أنحاء العالم وليس المصريين وحدهم، أثناء احتفال العالم الإسلامي بالمولد النبوي الشريف، تكشف أن الجنرال لم يعد عميلاً فحسب بل صهيونيا حتى النخاع، حتى وصل به الشوق واللهفة لليهود ومصالحهم أن قال أمام اجتماع الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة: "إن هدفنا أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبًا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن المصرى"!.

وأبدى السفيه السيسى، حزنه من استمرار مطالبة المصريين له بالرحيل، قائلًا:

"تكلفة الإصلاح دخلونا فى أمة ذات عوز، أمة الفقر، دخلونا فيها، ولما آجى أخرج بيكوا منها يعملوا هاشتاج ارحل يا سيسى، أزعل ولا مزعلش.. فى دى أزعل"، وعلى الرغم من وضوح مظاهر احتفاء الصهاينة بالانقلاب الذي قاده السفيه، إلا أن ما يبدو كمفارقة لأول وهلة، يكمن في حقيقة أن أكثر النخب الصهيونية احتفاءً بالانقلاب كانت تحديدا النخب اليمينية والمتدينة، التي تتبنى تقليديا مواقف ذات طابع عنصري تجاه العرب.

تقول الناشطة بسمة بركات:

"مسمعتوش في مرة قال الأمة الإسلامية أو الأمة العربية.. لكن الحقيقة الوحيدة أنه يسعى لبناء الأمة الصهيونية وحلمهم المنشود"، ويترافع الجنرال الصهيوني يسرائيل حسون، الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، وأحد أبواق اليمين المتطرف عن انقلاب السفيه السيسي بالقول: "إن منظومة القيم السائدة في العالم العربي لا تساعد على إنجاح التجربة الديمقراطية، وكل محاولة أمريكية لفرض منظومة القيم الغربية في المنطقة ستبوء بالفشل الذريع، فدين العرب وسماتهم الثقافية تتعارض بشكل صريح مع الديمقراطية".

السيسي صهيوني

إن الذي يجعل لدفاع "حسون" عن انقلاب السفيه السيسي أهمية خاصة، ـنه أحد أكثر القادة الأمنيين الإسرائيليين نفوذا في القاهرة، حتى بعد تسريحه من "الشاباك "، حيث إنه يواصل عمليات التنسيق ونقل الرسائل بين حكومة الاحتلال الإسرائيلية وعصابة الانقلاب في مصر.

إن ما يدفع حسون للاستهانة بالمصريين والعرب والمسلمين على هذا النحو، أن الانقلابيين العسكريين يتعاملون معه ويستقبلونه بحفاوة بالغة، على الرغم من سجله البشع في مجال ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني؛ فحسون هذا قام بـ"تطوير" أبشع وسائل التعذيب التي استخدمها "الشاباك" في التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية على مدى عقود من الزمن.

وعندما تعرف عنه هذه الحقيقة ويتم استقباله استقبال الأبطال من قبل عصابة الانقلاب، فيمكن للمرء أن يصل لاستنتاج مغاير مما وصل إليه حسون؛ فتعامل نظم الاستبداد، وضمنها عصابة الانقلاب في مصر، معه ومع سائر المجرمين الصهاينة، هو الذي يجعله يطلق هذه الأحكام، لأنه لا يمكن لنظام حكم قومي أو وطني أن يقبل بإقامة أي نوع من التواصل مع مثل هؤلاء المجرمين.

من جهته قال الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في البلاد، من داخل القفص الزجاجي أثناء محاكمته الهزلية تحت زعم التخابر مع دولة أجنبية": لن يستمر انقلاب تدعمه إسرائيل"، تصريحات الرئيس الشرعي أكدتها تصريحات قادة الكيان الصهيوني، حيث قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق، إيهود باراك، في مقابلة أجرته معه قناة CNN، إن على العالم الحر مساندة السيسي، وكذلك الشخصيات القيادية الليبرالية التي تقود الانقلاب، بعد خطوة الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

صفقة القرن

واعتبر الكيان الصهيوني، أن استيلاء السفيه السيسي على الحكم في 2014، بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013، على الرئيس محمد مرسي، بمثابة انتصار كبير لـ"إسرائيل"، ودأب الإعلام الصهيوني على وصفه بـ"الحليف الاستراتيجي"، وفي افتتاحية صحيفة "أورشليم بوست" الصهيونية، أشادت بسياسات السفيه، وقالت إن "الأوضاع في مصر مستقرة تحت إدارته، ويلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على استقرار تل أبيب".

وخلص كاتب ألماني بارز، إلى أن اهتمام الرئيس محمد مرسي بتنمية شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد، كان أحد أسباب الانقلاب العسكري عليه من وزير دفاعه آنذاك السفيه السيسي، في يوليو 2013، الذي أعاد المنطقة لدائرة التهميش مجددا

وقال "راينر هيرمان"، في تقرير نشرته صحيفة "فرانكفورتر ألجماينا تسايتونج" الألمانية: إن مجمل السياسات التي ينفذها السيسي بشبه الجزيرة المصرية، تؤشر لإعداد هذه المنطقة لإقامة دولة فلسطينية فوقها، ويمثل إقامة دولة فلسطينية في سيناء بدلا من الضفة الغربية وقطاع غزة أساس "صفقة القرن" التي تتحدث التسريبات عن إبرامها بين الولايات المتحدة والصهاينة من جهة، وأطراف عربية من جهة أخرى.

المصدر