عبد الله عزام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رائد "الجهاد الأفغاني" .. عبد الله يوسف عزام 1941م


مولده ونشأته

هو شخصية إسلامية يوصف بأنه رائد "الجهاد الأفغاني"،كان منتميا لجماعة الإخوان المسلمين، وكان شخصية محورية في تطوير الحركات الإسلامية المسلحة. أسس عبد الله عزام مدرسة فكرية وبنية تحتية شبه عسكرية كانت تركز على الصراعات الوطنية ، الثورية والتحررية المنفصلة.

كانت فلسفة عزام في ترشيد الجهاد العالمي وتبني أسلوب عملي لضم وتدريب المسلحين المسلمين من أنحاء العالم قد أثمرت أثناء الحرب ضد الإحتلال السوفييتي في أفغانستان، وكانت مؤثرة تأثيرا حرجا على التطور اللاحق لحركة القاعدة العسكرية.

هو عبد الله يوسف عزام، ولد سنة 1941 في قرية سيلة الحارثية، في جنين بفلسطين، تربى في أسرة ريفية متدينة، في كنف والده الوقور يوسف عزام. وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، وبدأ دراسته الثانوية في مدرسة جنين الثانوية ولم يمكث فيها طويلاً حيث قبل للدراسة في المدرسة الزراعية الثانوية (خضورية) في مدينة طولكرم. وحصل على شهادتها بدرجة امتياز عام 1959.

تنقل عبد الله عزام وهو طفل بين مرابع القرية، وكان يرى أمام ناظريه سهول مرج ابن عامر الذي اغتصبه اليهود عبر المؤامرات الدولية، فأخذ يهيئ نفسه ويعدها إعداداً إيمانياً، فكان منذ صغره محافظاً على الصلوات، دائباً على تلاوة القرآن، كما كان ملازماً لمسجد القرية.

عاش عبد الله عزام منذ يفاعته في سيلة الحارثية مع الأستاذ شفيق أسعد، الذي كان يتولى رعاية مجموعة من أبناء القرية، يربيهم على أخلاق وأفكار ومبادئ دعوة الإخوان المسلمين، فكان الشيخ عبد الله عزام في أوائل الدعاة في القرية.

كما تعرف الشيخ عبد الله في مدينة جنين على الداعية المربي الشيخ فريز جرار، الذي كان هو والأستاذ شفيق أسعد من أنشط الدعاة في تلك الفترة تربية للشباب، وأكثرهم عقداً للندوات والمحاضرات في مركز الجماعة في مدينة جنين، وأخذ عبد الله عزام يكثر من زيارة مركز الجماعة ويحضر الندوات واللقاءات التي كان يشرف عليها الشيخ فريز جرار، حتى أصبح من أكثر الشباب نشاطاً ومشاركة في هذه اللقاءات، وأخذ يكثر من الجلوس إلى الشيخ فريز ويصحبه في أكثر الجولات.

بعد حصوله على شهادة (خضوري) الزراعية تم تعيينه معلماً في قرية أدر بمنطقة الكرك جنوب الأردن، وبقي فيها سنة واحدة، حيث نقل إلى مدرسة برقين الإعدادية بالقرب من مدينة جنين.

سكن عبد الله مع أخوين له في الدعوة غرفة في دار الجماعة، فكانت له فرصة طيبة لممارسة ألوان متعددة من النشاط الفكري والتربوي والرياضي... كما كان كثير المطالعة لكتب الدعوة وخاصة كتب الإمام حسن البنا و عبد القادر عودة وسيد قطب و محمد قطب.

تابع عبد الله عزام دراسته الجامعية في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير جيد جداً سنة 1966، وفي دمشق التقى مع بعض علماء الشام فتتلمذ عليهم وصاحبهم.

كان للشيخ عبد الله خمسة أولاد ذكور وهم: محمد نجله الأكبر الذي ذهب إلى ربه شهيداً مع والده وعمره 20عاماً، وكذلك ولده إبراهيم الذي استشهد وعمره 15عاماً، وحذيفة وحمزة ومصعب. ومن الإناث: فاطمة ووفاء وسمية.

بعد عام 1967، وسقوط الضفة الغربية وقطاع غزة في أيدي اليهود، دخل اليهود سيلة الحارثية، وحاول عبد الله عزام مع مجموعة من الشباب من أهل القرية الوقوف في وجه الدبابات الإسرائيلية، فنصحهم أهل القرية بالتريث لأنه ليس بمقدورهم ذلك.

فخرج عبد الله عزام مشياً على الأقدام مع غيره من أهل القرية إلى الأردن، ولكن خروج عبد الله عزام من بلده ما زاده إلا عزماً وتصميماً على الجهاد في سبيل الله، فبدأت فكرة التدريب على السلاح للوقوف في وجه اليهود تلح عليه.

وكان الشيخ عبد الله عزام من أوائل التشكيلات الإسلامية التي انضوت مع حركة فتح للتدريب على الجهاد. قرن الشيخ عبد الله عزام جهاده وتدريبه بانتسابه إلى جامعة الأزهر في مصر لدراسة الماجستير في أصول الفقه.

حصل الشيخ على الماجستير في عام 1969. وقد اشترك الشيخ في تلك الفترة بعدة عمليات جهادية كان أشهرها معركة الحزام الأخضر عام 1969 ومعركة 5 حزيران سنة 1970.

وقد تكبد اليهود في هذه المعارك أعداداً كبيرة من القتلى إلا أن شباب الحركة الإسلامية لم يحاولوا أن ينسبوا هذه العمليات إليهم لأنهم يجاهدون في سبيل الله لا من أجل اكتساب شعبية أو الحصول على الثناء.

وفي عام 1971 ذهب الشيخ عبد الله إلى مصر لتحصيل درجة الدكتوراه وحصل عليها في عام 1973.في مصر وجد الشيخ لنفسه مهمة جهادية أخرى هي مد يد المساعدة لأسر المعتقلين من الإخوان على الرغم من مضايقة المخابرات المصرية له.

لما عاد الشيخ عبد الله عزام إلى الأردن عمل مسؤولاً لقسم الإعلام بوزارة الأوقاف، فكان له الفضل في تنشيط المساجد والوعاظ حيث طعم القسم بطاقات شابة قادرة على الدعوة، وأصدر نشرات لنشر الوعي الإسلامي.

ثم عمل مدرساً وأستاذاً بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية مدة سبعة أعوام من عام 1973 ـ 1980، عمل فيها في مجال الدعوة والتدريس، وكان متميزاً بطريقته وأسلوبه في الدعوة إلى الله، ولذلك كان كثيرا من الشباب خارج الجامعة يحرصون على حضور محاضراته، وكان له الفضل في فصل البنات عن البنين في المحاضرات.

كان الشيخ في هذه الأثناء على اتصال دائم مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن طريق اتحاد الطلبة المسلمين حيث كانوا يوافونه بأخبار الجهاد أولاً بأول.

وكان يعد الشباب الذين لديهم التصاريح ويستطيعون الذهاب إلى فلسطين، ويرسلهم بعد الإعداد وينصحهم بأن يبقوا في فلسطين وينضموا إلى المجاهدين هناك، وكان كثيراً ما يجمع التبرعات أثناء جولاته في المدن العربية باسم الجهاد في فلسطين ويدعو الله دائماً أن يجعل له سبيلاً وطريقاً للجهاد في فلسطين من أجل تحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان الشيخ عبد الله عزام شخصية فريدة من نوعها، وقد استطاع أن ينشر أفكاره في صفوف الطلبة والطالبات في مختلف كليات الجامعة. وفي عام 1981 سافر إلى السعودية للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ثم طلب العمل في الجامعة الإسلامية بإسلام أباد في باكستان قريباً من الجهاد الأفغاني، فانتدب لهذا العمل، وعندما اقترب من المجاهدين الأفغان وجد ضالته المنشودة وقال: (هؤلاء الذين كنت أبحث عنهم منذ زمن بعيد).

جهاده

بدأ الشيخ عبد الله عزام عمله الجهادي في أفغانستان عام 1982 باستقبال القادمين للجهاد من الشباب العرب، ثم قام في عام 1984 بتأسيس مكتب خدمات للمجاهدين وتفرغ له. ليكون مؤسسة إغاثية جهادية متخصصة بالعمل داخل أفغانستان وقد ساهم هذا المكتب في:

  • نقل قضيةالجهاد الإسلامي في أفغانستان إلى قضية إسلامية عالمية، والعمل على إيقاظ الهمم واستنفار المسلمين في أرجاء العالم للوقوف بجانب هذا الجهاد المبارك.
  • التعريف بقضية الجهاد عن طريق مجلة الجهاد، ونشرة لهيب المعركة والكتب والمنشورات التي كان يصدرها الشيخ عبد الله عزام في باكستان، بالإضافة إلى خطبه في المساجد والمحاضرات المتخصصة التي كان يلقيها للتحريض على الجهاد، وتصوير بطولات المجاهدين إلى العالم أجمع حيث كان النافذة التي يطل الأفغان من خلالها إلى العالم.
  • في ميدان التربية والتعليم: إقامة الدورات التدريبية لقادة الجهاد، فتح المدارس داخل الخنادق، وإقامة المراكز التربوية في أرض المعركة، فتح دور القرآن الكريم تحت قصف المدافع، وطباعة الكتب، فقد طبع أربعمائة ألف نسخة من القرآن الكريم في سنة 1988 وأدخل معظمها إلى المدارس في أفغانستان.
  • تزويد القوافل وترحيلها وتجهيز الجبهات.
  • الاعتناء بضحايا الحرب وجرحاها: بإنشاء خمس مستشفيات في داخل أفغانستان (جاجي، تخار، غزني، فارياب، بنجشير، بالإضافة إلى تأسيس مستشفى مكة المكرمة والمختبر المركزي وعيادة الطب الطبيعي).
  • إيقاف سيل الهجرة المتدفق: بكفالة العلماء والقادة الذين يحرضون على الجهاد بين الحمم المتساقطة.
  • العناية بأبناء الشهداء وذلك بفتح قسم كفالة الأيتام والأرامل في داخل أفغانستان، وبناء دور للأيتام.
  • رفع معنويات الأخوة المجاهدين الأفغان (سنشد عضدك بأخيك).
  • انصهار الطاقات الجهادية في بوتقة إسلامية: عربيها وأفغانيها.
  • تشكيل لجنة العلماء لإصدار الفتاوى واستنهاض الهمم ودحض الآراء الفاسدة.

ولقد كان الشيخ عبد الله عزام من أوائل السباقين للجبهة يقدم الشباب ويقدم نفسه أمامهم قدوة لهم في الإقدام والتضحية.

من أقواله المأثورة في الدعوة والجهاد

  • إن الأبطال الحقيقيين هم الذين يخطون بدمائهم تاريخ أممهم ويبنون بأجسادهم أمجاد عزتها الشامخة.
  • لقد رأيت أن أخطر داء يودي بحياة الأمم هو داء الترف الذي يقتل النخوة ويقضي على الرجولة، ويخمد الغيرة ويكبت المروءة.
  • لقد عودتنا التجارب أن نرى التكالب العالمي على كل قضية إسلامية تقترب من النصر، أو على كل داعية أصبح شامة في جبين الدهر.
  • الجهاد بالنفس ضرورة حياتية للمسلم ليتحرر من الخوف والوهم والرعب الذي يغتصب به الطواغيت حقوق الأمم.
  • إن البشر لا يملكون إزاء القدر رداً، ولا يبني الأمم إلا الجماجم والأجساد.
  • الشهداء هم الذين يخطون تاريخ الأمم، لأن تاريخ الأمم لا يخط إلا بالعرق والدم.
  • الشهداء هم الذين يحفظون شجرة هذا الدين من أن تضمحل أو تذوي، لأن شجرة هذا الدين لا تروى إلا بالدماء.
  • المسلم أعز ما يكون حينما يكون مجاهداً في سبيل الله.
  • لا فرق بين رصاصة شيوعي في باكستان ورصاصة شيوعي في أفغانستان، ورصاصة عميل لليهود أو الأمريكان... الكل قتل في سبيل الله مادامت النية خالصة له... ولقد اخترنا الموت طريقاً للحياة.

استشهد الشيخ عبد الله عزام في مدينة بيشاور في باكستان، حيث يقطن وعائلته رحمه الله بتاريخ 24/11/1989 في أثناء توجهه لتأدية صلاة الجمعة عندما تعرضت سيارته لانفجار مروع دبرته يد أعداء الإسلام الغادرة، مما أدى إلى استشهاده مع ولديه (محمد وإبراهيم) الذين تناثرت أشلاؤهم على مساحة واسعة حول السيارة التي انشطرت إلى قسمين من قوة الانفجار.

الشهيد عبد الله عزام خاض تجربة رائدة في العمل الإسلامي الجهادي... ومن خلال هذه التجربة اكتسب عمقاً بعيداً في الجهاد، وقدم تراثاً ضخماً ليكون زاداً للأجيال.

ويتمثل هذا التراث في :

مؤلفاته من الكتب

  • كتاب (العقيدة وأثرها في بناء الجيل).
  • كتاب (السرطان الأحمر).
  • المنارة المفقودة.
  • الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان.
  • إلحق بالقافلة.
  • عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر.
  • جهاد شعب مسلم.
  • بشائر البصر.
  • حماس (الجذور التاريخية والميثاق).
  • كلمات من خط النار الأول الجزء الأول.
  • جريمة قتل النفس المؤمنة.
  • في خضم المعركة، في ثلاثة أجزاء.

مجموعة محاضرات مسجلة على أشرطة كاسيت تزيد على (300) شريط.

مجموعة محاضرات مسجلة بالفيديو كاسيت تزيد على (50) محاضرة.

مجموعة مقابلات صحفية نشرت في عدد من الصحف والمجلات.

عشرات المحاضرات التي ألقاها في عدد من البلدان العربية والأجنبية في أثناء جولاته من أجل الجهاد.

مئات المقالات التي كتبها في الصحف والمجلات وخاصة مجلة الجهاد ونشرة لهيب المعركة التي كان يصدرها في بيشاور.مجموعة من الكتب لم تطبع بعد.

مقتطفات من كتاب آيات الرحمن في جهاد الافغان

حدثني (عمر حنيف) في بيت (نصر الله منصور) قائد جبهة الإنقلاب الإسلامي و(عمر) هذا اسمه (قائندا محمد) وهو قائد عسكري في منطقة (زرمت وأرجون) في محافظة (بكتيا) أفغانستان فقال:

  1. لم أنظر شهيدا واحدا متغير الجسم أو منتن الرائحة.
  2. لم أر (أشاهد) شهيدا واحدا نهشته الكلاب رغم أن الكلاب تأكل الشيوعيين.
  3. لقد كشفت عن اثني عشر قبرا بنفسي بعد سنتين أو ثلاث ولم أجد واحدا متغير الرائحة.
  4. لقد رأيت شهداء بعد أكثر من سنة جروحهم حية تنزف دما .حدثني إمام قال: رأيت الشهيد (عبد المجيد محمد) بعد قتله بثلاثة أشهر كما هو ورائحته كالمسك.حدثني (عبد المجيد حاجي): رأيت إمام مسجد قرية لايكي بعد استشهاده بسبعة أشهر كما هو إلا أنفه.
  5. حدثني الشيخ (مؤذن) عضو مجلس الشورى للجهاد مكث الشهيد (نصار أحمد) تحت التراب سبعة أشهر ولم يتغير.
  6. حدثني عبد (الجبار نيازي): رأيت أربعة شهداء بعد ثلاثة إلى أربعة أشهر؟ فأما ثلاثة منهم فهم كما هم وطالت لحاهم وأظافرهم وأما الرابع فقد ظهر تلف في جزء من وجهه.واستشهد أخي (عبد السلام) وبعد أسبوعين أخرجناه كما هو.
  7. حدثني (أرسلان) استشهد معنا (عبد البصير) طالب علم وفي الظلام جئت أبحث عنه مع مجاهد آخر اسمه (فتح الله) فقال لي (فتح الله) أن الشهيد قريب لأني أشم رائحة طيبة ثم بدأت أشم نفس الرائحة فوصلنا الشهيد متتبعين رائحته؟ ولقد رأيت لون الدم في الظلام على النور الذي ينبعث من الجرح.

أرسلان يصيبه النعاس

  1. حدثني مولوي (أرسلان): أنه نام في أثناء المعركة في (شاهي كو) مدة عشرة دقائق والقذائف من جميع الأنواع تلقى علينا.
  2. حدثني (عبد الرحمن): في معركة (دبكي) هاجمتنا الدبابات وكان عدد الدبابات والآليات (150-200) ولكثرة القذائف صار المجاهدون لا يسمعون لمدة يومين أو ثلاثة؟ ثم ألقي النوم علينا أثناء المعركة وقمنا مطمئنين؟ وضرب أحد المجاهدين دبابة فأحرقها وسقطت قطعة محترقة على سيارة ذخيرة فانفجرت نتيجة لذلك سبعة سيارات وغنمنا خمسة سيارات.
  3. حدثني (عبد الله) حارس حكمتيار قال: ألقي النوم علي عدة مرات في أثناء المعارك فكنت أعتبر هذا أمنة من الله ونعمة.
  4. حدثني (عبد الرشيد عبد القادر) بغمان: شاهدت ثلاثة مرات النعاس يصيب (يغشى) المجاهدين عند هجوم الروس فينام المجاهدون (2-3) دقائق فيقومون بعزم جديد وينتصرون على الروس.

حفظ الله للمجاهدين

(وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) (آل عمران: 145) (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) (يوسف: 64)

(1) أختر محمد الدبابة تمر عليه:

حدثني (محمد منجل) (غزني-شلجر) قال: رأيت بعيني الدبابة مرت على (أختر محمد) فلم يمت وعندما رأوه حيا عادت ومرت عليه فلم يمت؟ ثم أخذوه مع اثنين من المجاهدين وأطلقوا على الثلاثة النار من الرشاش فلم يمت؟ واستشهد الاثنان وسقط الثلاثة على الأرض؟ وجاءوا وواروه بالتراب؟ وبعد أن ذهب الشيوعيون قام وعاد إلى المجاهدين؟ ولا زال حيا يجاهد.

(2) (نصر الله) تصيبه رصاصتان وتسقطان في جيبه:

حدثني (محمد منجل) حدثني (نصر الله) وكان مجاهدا في غزني؟ فأصابته رصاصتان ولم تجرحاه وسقطتا في جيبه فأراهما للمجاهدين معه وشهد له المجاهدون.

(3) (حضرت شاه) تصيبه رصاصة دوشكا في عينه فلم تضره:

حدثني (أرسلان) قال: أصابت (حضرت شاه) رصاصة دوشكا في عينه ولم تؤذ عينه فاحمرت فقط.

(4) أربعة عشرة قذيفة نابالم حول الدوشكا:

حدثني (محمد نعيم) قائد بغمان أن طائرة ألقت عليهم أربعة عشرة قذيفة انفجرت ثلاثة عشرة على مقربة منه ولم تصب أحدا .

(5) الرصاص لا يخترق أجسادهم:

أنا (عبد الله عزام) رأيت بعيني قميص (خوجا محمد) محروقا من شظايا قذيفة هاون فيه خمسة ثقوب ولم يجرح إلا جرحا واحدا .

(6) حرقت الخيمة وفيها ثلاثة ولم يجرح واحد منهم:

حدثني (إبراهيم) شقيق (جلال الدين) أنه في يوم (8/3/1983م) ضربت علينا المدفعية قذيفتين فأحرقت الخيمة في تسعة أماكن وكان في الخيمة ثلاثة من الأخوة ولم يصب أحد منهم بأذى.

(7) أحرقت ثيابي وكنت مع عشرين شخصا معظمهم أحرقت ثيابهم ولم يجرح منهم أي واحد:

حدثني (إبراهيم) قال: في العشرين من شعبان عام (1402هـ) في معركة (بجي-خوست-بكتيا) ألقيت علينا قذائف فانكسر المنظار واحترق سروالي وأنا (عبد الله عزام) رأيت سروال (إبراهيم) بنفسي محترقا من الشظايا وما زال السروال عندي؟ ولم يجرح وأصيب معظم الموجودين وقطع حزام الرصاص لبعضهم واحترقت ثياب معظمهم؟ ولكن لم يجرح واحد منهم.

(8) سيارة إبراهيم تمر على لغم ولم ينفجر وانفجر بدبابة:

حدثني (إبراهيم) كنا ثلاثين رجلا في زرمت وكان العدو معه ثلاثمائة بين دبابة ومصفحة وناقلة فهزم العدو وغنمنا مدفعين وسيارة وثلاثمائة قذيفة وألغام وثلاثين ألفا من الرصاص وستة كلاشنكوفات؟ فوضعنا الذخيرة في السيارة وكان السائق اسمه (محمد رسول) وأنا بجانبه ومرت السيارة على لغم ولم ينفجر ومرت دبابة على نفس اللغم فانفجر بها.

(9) رأيت بعيني قذيفة (آر بي جي) خرقها الرصاص وهي في داخل المدفع ويحملها أحد المجاهدين ولم يجرح.ورأيت المنظار وكان مع المجاهد (خليل) شقيق (جلال الدين حقاني) وقد تحطمت زجاجة المنظار ولم يجرح.


(10) حدثني (فتح الله): أن الرصاصة حرقت جيب (زرغن شاه) وكسرت المرآة في جيبه وأحرقت الدفتر ولم يجرح.

(11) حدثني (فتح الله): أن طائرة ألقت قذيفة فاحترقت الخيمة ولم يصب أحد من المجاهدين بداخلها.

(12) القذيفة تنفجر بين رجلي (عقل دين) وبجانب (عبد الرحمن) ولم يجرح واحد منهم؟ حدثني القائد عبد الرحمن هذه القصة.

(13) الألغام تنفجر تحت دبابة المجاهدين ولم تصب إلا العمائم:

دخل (فتح الله) بالدبابة مع (إبراهيم) لتحرير (حصن باري) فانفجرت الألغام وطارت العمائم ولم يجرح أحد.

(14) حدثني (عبد الكريم) قال: رأيت الضابط السيد (عبد العلي) يخرج وثيابه محترقة بالرصاص ولم يجرح.

(15) حدثني مولوي (يوردول) قائد وردك أن ثمانية طائرات هاجمتني وأنا أمشي بين قريتين والمسافة عشرة كيلومتر ولم أجرح وكنت أرى ركاب الطائرات منها وكان معي سلاحي.

الطيور مع المجاهدين

أصبح من المتواتر أن الطيور تأتي قبل الطائرات فيعرف المجاهدون بقدوم الطائرات؟ وإذا جاءت الطائرات تكون الطيور تحت الطائرات تسابقها؟ مع العلم أن سرعة الطائرات ضعفي أو ثلاثة أضعاف سرعة الصوت.ويجمع المجاهدون أنه إذا اشتركت الطيور تكون الخسائر قليلة أو معدومة.

وممن حدثني أنه رأى الطيور كثيرا جدا : (محمد كريم).... رأيتها أكثر من عشرين مرة؟ (جلال الدين حقاني)... رأيتها كثيرا جدا ؟ (أرسلان)... رأيتها كثيرا جدا .

وممن رأى الطيور كثيرا (محمد شيرين) ومولوي (عبد الحميد) و(علم جل فضل محمد) و(جان محمد) و(خيار محمد) و(وزير باد شاه) و(سيد أحمد شاه) و(علي جان).

عموما هناك من أثنى على هذا الكتاب كالشيخ ابن باز رحمه الله وهناك من يرى أن به مبالغات كثيرة عن خوارق وكرامات المجاهدين الافغان.

وصية الشهيد عبد الله عزام

  • الكاتب: عبد الله عزام

وصية العبد الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن يوسف عزام:

من بيت القائد البطل الشيخ جلال الدين حقاني وفي عصر الإثنين الثاني عشر من شعبان (1406هـ) الموفق للعشرين من نيسان (أبريل 1986) أكتب هذه الكلمات:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا ، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا .

لقد ملك حب الجهاد علي حياتي ونفسي ومشاعري وقلبي وأحاسيسي، إن سورة التوبة بآياتها المحكمة التي مثلت الشرعة النهائية للجهاد في هذا الدين وإلى يوم الدين، لتعتصر قلبي ألما وتمزق نفسي أسى وأنا أرى تقصيري وتقصير المسلمين أجمعين تجاه القتال في سبيل الله.

إن آية السيف التي نسخت قبلها نيفا وعشرين آية أو أربعين آية بعد المائة من آيات الجهاد لهي الرد الحاسم والجواب الجازم لكل من أراد أن يتلاعب بآيات القتال في سبيل الله أو يتجرأ على محكمها بتأويل أو صرفها عن ظاهرها القاطع الدلالة والقطعي الثبوت.

وآية السيف { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين } ، أو آية: { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم }.

إن التبرير للنفس بالقعود عن النفير في سبيل الله، وإن تعليل النفس بعلل تخدر مشاعرها فترضى بالقعود عن القتال في سبيل الله لهو ولعب، بل اتخاذ دين الله لهوا ، ولعبا ونحن أمرنا بالإعراض عن هؤلاء بنص القرآن { وذر الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا... }.

إن التعلل بالآمال دون الإعداد لهو شأن النفوس الصغيرة التي لا تطمح آن تصل إلى القمم ولا أن ترقى إلى الذرى:

وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت من مرادها الأجسام

إن الجوار في المسجد الحرام وعمارته لا يمكن أن يقاس بالجهاد في سبيل الله، وفي صحيح مسلم أن آية: { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الأخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم }.

هذه الآيات نزلت عندما اختلف الصحابة في أفضل الأعمال بعد الإيمان فقال أحدهم عمارة المسجد الحرام، وقال آخر: بل سقاية الحجيج . وقال الثالث: بل الجهاد في سبيل الله. فهذه الآيات نص في المسألة أن الجهاد في سبيل الله أعظم من عمارة المسجد الحرام، وخاصة أن صورة سبب النزول هي خلاف الصحابة حول هذه المسألة. وصورة سبب النزول لا يجوز تخصيصها ولا تأويلها لأن معناها قاطع في النص.

ورحم الله عبد الله بن المبارك إذا يرسل إلى الفضيل بن عياض:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه

فنحورنا بدمائنا تتخضب

أرأيت قول الفقيه المحدث ابن المبارك للفضيل: أنه يرى أن جوار الحرم والعبادة فيه في الوقت الذي تنتهك فيه الحرمات وتسفك الدماء وتستباح الأعراض ويجتث فيه دين الله من الأرض، أقول يراه لعبا بدين الله.

نعم... إن ترك المسلمين في الأرض يذبحون ونحن نحوقل ونسترجع ونفرك أيدينا من بعيد دون أن يدفعنا هذا إلى خطوة واحدة تقدمنا نحو قضية هؤلاء لهو ولعب بدين الله ودغدة لعواطف باردة كاذبة طالما خدعت النفس التي بين جنباتها.كيف القرار وكيف يهدأ مسلم والمسلمات مع العدو المعتدي

إني أرى كما كتبت في كتاب (الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان) ، كما يرى شيخ الإسلام ابن تيمية من قبلي : ( والعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا ليس أوجب بعد الإيمان من دفعه ).

إني لا أراى والله أعلم أي فرق اليوم بين تارك القتال في سبيل الله وبين تارك الصلاة والصيام والزكاة.

إني أرى أن أهل الأرض جميعا الآن أمام مسؤولية عظيمة أمام رب العالمين ثم بين يدي التاريخ.

إني أرى أنه لا يعفى عن مسؤولية ترك الجهاد شيء سواء كان ذلك دعوة أو تأليفا أو تربية أو غير ذلك.

إني أرى أن كل مسلم في الأرض اليوم منوط في عنقه تبعة ترك الجهاد القتال في سبيل الله وكل مسلم يحمل وزر ترك البندقية، وكل من لقى الله غير أولي الضرر دون أن تكون البندقية في يده فإنه يلقى الله آثما لأنه تارك القتال. والقتال الآن فرض عين على كل مسلم في الأرض غير المعذورين وتارك الفرض آثم لأن الفرض: ما يثاب فاعله ويحاسب أو يأثم تاركه.

إنني أرى والله أعلم أن الذين يعفون أمام الله بسبب تركهم الجهاد هم الأعمى والأعرج والمريض والمستضعفون من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، أي لا يستطيعون الإنتقال إلى أرض المعركة ولا يعرفون الطريق إليها.

والناس كلهم آثمون الآن بسبب ترك القتال ، سواء كان القتال في فلسطين أو في أفغانستان أو أية بقعة من بقاع الأرض التي ديست من الكفار ودنست بأرجاسهم.

وإني أرى أن لا إذن لأحد اليوم في القتال والنفير في سبيل الله، لا إذن لوالد على ولده، ولا لزوج على زوجته، ولا لدائن على مدينه، ولا لشيخ على تلميذه ولا لأمير على مأموره. هذا إجماع علماء الأمة جميعا في عصور التاريخ كلها: أنه في مثل هذه الحالة يخرج الولد دون إذن والده، والزوجة دون إذن زوجها، ومن حاول أن يغالط في هذه القضية فقد تعدى وظلم، واتبع هواه بغير هدى من الله.

قضية حاسمة واضحة لا غبش فيها ولا لبس، فلا مجال لتمييعها ولا حيلة لأحد في التلاعب فيها وتأويلها. إن أمير المؤمنين لا يستأذن في الجهاد في حالات ثلاث:

  1. إذا عطل الأمير الجهاد.
  2. إذا فو ت الإستئذان المقصود.
  3. إذا علمنا منعه مقدما .

إنني أرى أن المسلمين اليوم مسؤولون عن كل عرض ينتهك في أفغانستان وعن كل دم يسفك فيها. إنهم والله أعلم مشتركون في دماءهم بسبب تقصيرهم لأنهم يملكون أن يقدموا لهم السلاح الذي يحميهم، والطبيب الذي يعالجهم والمال الذي يشترون به الطعام، والحفارة التي يحفرون بها الخنادق.

وقد جاء في حاشية الدسوقي الشرح الكبير (2/111-112):

( أن من كان يملك {1} فضل طعام ورأى جائعا وتركه حتى مات فإن كان صاحب الطعام متأولا يظنه لا يموت فإنه يدفع ديته من عاقلته أقاربه وإن كان عامدا فقد جاءت روايتان في المذهب: إحداهما أنه يدفع ديته من ماله الخاص، والرواية الثانية أنه يقتص منه لأنه قاتل ).

فأي حساب وأي عقاب ينتظر أصحاب الثروات والأموال التي تهدر على الشهوات وتراق عبثا على الأهواء والكماليات.

فيا أيها المسلمون :

حياتكم الجهاد، وعزكم الجهاد، ووجودكم مرتبط ارتباطا مصيريا بالجهاد.

يا أيها الدعاة :

لا قيمة لكم تحت الشمس إلا إذا امتشقتم أسلحتكم وأبدتم خضراء الطواغيت والكفار والظالمين.إن الذين يظنون أن دين الله يمكن أن ينتصر بدون جهاد وقتال ودماء وأشلاء هؤلاء واهمون، لا يدركون طبيعة هذا الدين.

إن هيبة الدعاة وشوكة الدعوة وعزة المسلمين لن تكون بدون قتال ، " ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن "، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال : ( حب الدنيا وكراهية الموت ) ، وفي رواية: ( وكراهية القتال ) ، { فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحر ض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا }.

إن الشرك سيعم ويسود بدون قتال { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } ، والفتنة هي الشرك.

إن الجهاد هو الضمان الوحيد لصلاح الأرض: { ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }.

إن الجهاد هو الضمان الوحيد لحفظ الشعائر وبيوت العبادة { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا }.

يا دعاة الإسلام :

إحرصوا على الموت توهب لكم الحياة ولا تغرنكم الأماني ولا يغرنكم بالله الغرور، وإياكم أن تخدعوا أنفسكم بكتب تقرأونها، وبنوافل تزاولونها، ولا يحملنكم الإنشغال بالأمور المريحة عن الأمور العظيمة { وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم... } ، ولا تطيعوا أحدا في الجهاد : لا إذن لقائد في النفير إلى الجهاد، إن الجهاد قوائم دعوتكم وحصن دينكم وترس شريعتكم.

يا علماء الإسلام :

تقدموا لقيادة هذا الجيل الراجح إلى ربه، ولا تنكلوا وتركنوا إلى الدنيا وإياكم وموائد الطواغيت، فإنها تظلم القلوب وتميت الأفئدة وتحجزكم عن الجيل وتحول بين قلوبهم وبينكم.

يا أيها المسلمون :

لقد طال رقادكم، واستنسر البغاث في أرضكم، وما أجمل أبيات الشاعر:

طال المنام على الهوا
ن فأين زمجرة الأسود

واستنسرت عصب البغا

ث ونحن في ذل العبيد

قيد العبيد من الخنو

ع وليس من زرد الحديد

فمتى نثور على القيود

متى نثور على القيود

يا معشر النساء :

إياكن والترف، لأن الترف عدو الجهاد والترف تلف للنفوس البشرية، واحذرن الكماليات واكتفين بالضروريات، وربين أبناءكن على الخشونة والرجولة وعلى البطولة والجهاد، لتكن بيوتكن عرينا للأسود {2}.
وليس مزرعة للدجاج الذي يسمن ليذبحه الطغاة، اغرسن في أبنائكن حب الجهاد وميادين الفروسية وساحات الوغى، وعشن مشاكل المسلمين وحاولن أن تكن يوما في الأسبوع على الأقل في حياة تشبه حياة المهاجرين والمجاهدين، حيث الخبز الجاف ولا يتعدى الإدام، جرعات من الشاي.

يا أيها الأطفال :

تربوا على نغمات القذائف ودوي المدافع وأزيز الطائرات وهدير الدبابات، وإياكم وأنغام الناعمين وموسيقى المترفين وفراش المتخمين.

أما أنت أيتها الزوجة :

ففي النفس الكثير والكثير أريد أن أبثه إليك يا أم محمد، جزاك الله عني وعن المسلمين خير الجزاء. لقد صبرت معي طويلا على لأواء الطريق وتجرعت معي كؤوس الحياة حلوها ومرها. وكنت خير عون لي على آن أنطلق في هذه المسيرة المباركة وأن أعمل في ميدان الجهاد؛
لقد تركت على كاهلك البيت سنة (1969م) أيام أن كان لدينا طفلتان وولد صغير فعشت في غرفة واحدة من الطين لا مطبخ لها ولا منافع، وتركت على عاتقك البيت يوم أن ثقل الحمل وزادت العائلة، وكبر الأولاد وكثرت معارفنا وزاد ضيوفنا، فاحتملت لله ثم من أجلي القليل والكثير، فجزاك الله عني خير الجزاء ولولا الله ثم صبرك على غيابنا الطويل عن البيت ما استطعت أن أحتمل هذا العبء الثقيل وحدي.
لقد عرفتك زاهدة في الحياة، ليس للمادة أي وزن في حياتك، لم تشتكي أيام الشدة من قلة ذات اليد ولم تترفي ولم تبطري أيام أن فتح علينا قليل من الدنيا، لم تكن الدينا في قلبك بل كانت معظم الوقت في يدك، إن حياة الجهاد ألذ حياة ومكابدة الصبر على الشظف أجمل من التقلب بين أعطاف النعيم وجوانب الترف، الزمي الزهد يحبك الله، وازهدي بما في أيدي الناس يحبك الناس.
القرآن هو متعة العمر، وأنس الحياة، والقيام وصيام النافلة والإستغفار في الأسحار يجعل للقلب شفافية، وللعبادة حلاوة وصحبة الطيبات وعدم التوسع في الدنيا والبعد عن المظاهر وعن أهل الدنيا راحة القلوب، وأمل من الله أن يجمعنا في الفردوس كما جمعنا في الدنيا.

وأما أنتم يا أبنائي :

إنكم لم تحظوا من وقتي إلا بالقليل، ولم ينلكم من تربيتي إلا اليسير، نعم لقد شغلت عنكم ولكن ماذا أصنع ومصائب المسلمين تذهل المرضعة عن رضيعها، والأهوال التي ألمت بالأمة الإسلامية تشيب نواصي الأطفال، والله ما أطقت أن أعيش في قفص معكم كما تعيش الدجاجة مع فراخها، لم أستطع أن أحيا بارد النفس ونار المحنة تحرق قلوب المسلمين.
لم أرض أن أبقى بينكم طيلة وقتي وأحوال المسلمين تمزق كل من له قلب أو بقية من لب، ليس من المروءة أن أعيش بينكم أتقلب بين أعطاف النعيم، توضع لي صحفة وترفع صفحة بين أطباق اللحوم وأنواع الحلويات، والله لقد كنت في حياتي أمقت الترف سواء كان ذلك في ثياب أو طعام أو مسكن، وحاولت أن أرفعكم ما استطعت إلى مقام الزاهدين وأبعدكم عن مستنقع المترفين؛
أوصيكم بعقيدة السلف أهل السنة والجماعة وإياكم والتنطع، أوصيكم بالقرآن تلاوة وحفظا ، وبحفظ اللسان، وبالقيام والصيام، وبالصحبة الطيبة، وبالعمل مع الحركة الإسلامة، ولكن اعلموا أنه ليس لأمير الحركة أي سلطة عليكم بحيث يمنعكم من الجهاد أو يزين لكم البقاء للدعوة بعيدا عن مصانع الرجولة وميادين الفروسية، لا تأخذوا إذن أحد للجهاد في سبيل الله، إرموا واركبوا ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا.
أوصيكم يا أبنائي بطاعة أمكم واحترام أخواتكم (أم الحسن وأم يحيى) وأوصيكم بالعلم النافع الشرعي، وأوصيكم بطاعة أخيكم الكبير محمد واحترامه وأوصيكم بالمحبة فيما بينكم، وبروا جدكم وجدتكم وأكرموهما كثيرا وبروا عمتيكم (أم فايز وأم محمد) فلهما بعد الله فضل كبير علي ، و صلوا أرحامنا وبروا أهلنا، وأوفوا بحق صحبتنا لمن صاحبنا.

وأما مكتب الخدمات :

على الإخوة أن يحفظوا لأهل السابقة سابقتهم وكل مجاهد وسابقته في هذا المضمار، واحفظوا للإخوة القدماء قدرهم خاصة الإخوة أسامة وأبا الحسن المدني ونور الدين وأبا الحسن المقدسي وأبا سياف وأبا برهان، وأما أبا مازن فلقد خبرته فوجدته أطهر من ماء السماء، صواما قواما غيورا على الجهاد.
ولقد ساقه الله هدية إلى الجهاد فخدم بصمت وكان أحد أعمدة الجهاد. وتغاضوا عن زلاتهم، واحفظوا لهم مكانتهم، ولا تنسوا فضل الأخ أبي الحسن المدني ودوره في خدمة الجهاد، وتقبلوا نصائح أبي هاجر وليصل بكم فإن فيه رقة وخشوعا.
وادعوا كثيرا لمن تكفل هذا المكتب بماله الخالص الأخ أبو عبد الله أسامة بن محمد بن لادن، أدعو الله أن يبارك له في أهله وماله ونرجوا الله أن يكثر من أمثاله، ولله أشهد أني لم أجد له نظيرا في العالم الإسلامي، فنرجو الله أن يحفظ له دينه وماله وأن يبارك في حياته.
ولا تنسوا أن أبا حذيفة قد كفل كثيرا من أعمال المكتب بماله الخاص فادعو الله له كثيرا وكان عمود الخيمة للمكتب.

وأما الأحزاب الجهادية :

فاهتموا كثيرا بسياف وحكمتيار ورباني وخالص.. لأننا نأمل منهم مسيرة الجهاد وأن يحفظوا مسيرته من الإنحراف ولا تنسوا القادة في الداخل خاصة جلال الدين وأحمد شاه مسعود وإنجنير بشير وصفي الله أفضلي ومولوي أرسلان وفريد، ومحمد علم وشير علم/بغمان، وسيد محمد حنيف لوجر.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الثلاثاء : 13 / شعبان / 1406هـ

الموافق : 22/4/1986م

عبد الله بن يوسف عزام

المصادر

  • (الشهيد عبد الله عزام رجل دعوة ومدرسة جهاد) حسني أدهم جرار، دار الضياء، الأردن، 1990.

للمزيد عن جهود الإخوان تجاه فلسطين وحرب 1948م

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.

تابع أحداث في صور

وصلات فيديو

أقرأ-أيضًا.png
مرشدو الإخوان والقضية الفلسطينية
الإمام حسن البنا والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد حامد أبو النصر والقضية الفلسطينية

الأستاذ مصطفي مشهور والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد المأمون الهضيبي والقضية الفلسطينية

الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

تابع الأستاذ محمد مهدي عاكف والقضية الفلسطينية

الدكتور محمد بديع والقضية الفلسطينية