عبدالعزيز مخيون: الفن الإسلامي قادم

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبدالعزيز مخيون: الفن الإسلامي قادم

[03-05-2004]

مقدمة

حوارات115.jpg

دور ضروري للتيار الإسلامي في الارتقاء بالفن الهادف والمقاوِم

أين الفنون المعاصرة في مجتمعاتنا من تجسيد أدوار الأبطال والشهداء؟

أحلم بأن أقدم أعمالاً فنية عن القدس وصلاح الدين والأقصى

"عبدالعزيز مخيون" فنان مرهف الحس، يتسم بالعمق والالتزام الديني، وفي هذا الحوار معه يؤكد أنه سيتكلم بكل صراحة، ويدين بشدة ما آلت إليه حال الفنون في مجتمعاتنا العربية والإسلامية المعاصرة من تفاهة وغثائية، وبُعد عن القضايا الحقيقية للأمة، أو تخليد للقيم العليا، مشددًا على أنه لا حل أمام هذا الواقع المرير إلا بأن ينهض التيار الإسلامي لتسلم الراية في قيادة الحركة الفنية، باعتباره التيار الوحيد القادر على توعية أفراد الأمة، وتعبئتهم في نصرة القضايا الجادة، وبناء المجتمع المتقدم.

وبرغم أنه بدأ رحلته مع اليسار المصري، إلا أنه انتهى إلى الإيمان بأن التيار الإسلامي هو الوحيد الذي يقدم الحل لانتشال الأمة من وهدتها الراهنة، داعيًا إلى ضرورة إفساح المجال أمام هذا التيار للعمل بحرية، وإبداع بدائل للنهوض بالحركة الاجتماعية، وفي القلب منها: الحركة الفنية.


نص الحوار

والآن إلى الحوار:

  • بدايةً: يرى البعض أن تجربة التدين عائق أمام مواصلة المشوار في الفن عمومًا.. فما رأيك في هذا الكلام؟
هذا كلام مغلوط، وكلام مردود على أصحابه؛ لأن هذه مسألة محسومة.. فالفن الذي يدعو إلى الفضيلة هو الفن المطلوب، والفن الذي يعبر ويثقف وينقِّي الروح هو فن مطلوب، أما الفن المسِفُّ المبتذل فهذا ليس فنًّا، وهذه أنواع من الأعمال التي تنتحل صفة الفن؛ لكنها ليست الفن الحقيقي، فالتدين فيها لابد أن يكون عائقًا؛ لأنها ليست الفن الحقيقي.
أما الفن الحقيقي فهو الذي يبني ولا يهدم، ويرفع القيم والمبادئ والأخلاق، وهو لا يتعارض مع التدين بأي حالٍ من الأحوال، والواجب علينا نحن كمسلمين أن نعود للفنون التي تبني المجتمع وتعلي قيمه؛ لذا لابد من وقفة تجاه أي فن مسفٍّ.
  • أُثنِّي بهذا السؤال: كيف ترى الساحة السياسية في مصر والوطن العربي كفنان؟ وما أقرب التيارات لفكر الفنان عبدالعزيز مخيون التي يرى أنها تستطيع أن تعيد الحقوق المسلوبة؟
نحن نرى كل يوم قطعة تُسلخ من جسد الأمة العربية والإسلامية؛ ولكن للأسف ننسى.. فمنذ قرون طويلة سُلِخت الأندلس، وفي العصر الحديث الجولان بسوريا، ثم فلسطين، ثم الآن العراق وأفغانستان، وها هو السودان وما يجري في السودان خطير؛ لأنهم يريدون تفتيته لثلاث دويلات.. وقال أحد المفكرين: إن الصهاينة سوف يقيمون سدودًا على حدودنا الجنوبية!
في ظل هذه الأمور أعتقد أن الإسلام الوسطي والفكر الإسلامي المستنير هو الفكر القادر على احتواء هذه الأمة وتعبئتها وإعدادها لمواجهة العدو الذي يسعى لتفتيت وشَرذَمة هذه الأمة، ونحن على الساحة الآن عندنا ساحة فلسطين من الذي يبلى فيها بلاءً حسنًا؟ إنه التيار الإسلامي، وأيضًا في العراق: المقاومة تراها تتجسد في التيار الإسلامي.
فقراءتي- أنا كفنان للأحداث السائدة في المنطقة العربية- تجعلني أشهد وأقول:
إن المقاوم والمناضل في كل هذه الساحات هو التيار الإسلامي؛ بل عندنا في مصر إذا أردت أن تفعل شيئًا جماهيريًّا لا تستطيع أي قوى تنظيم وحشد الجموع إليها إلا التيار الإسلامي، ونحن نراه ونشاهده في حياتنا السياسية، ولابد من الاعتراف به؛ لكي تخرج الأمة من كبوتها.


الفن والواقع

  • الواقع الأليم الذي تحياه الأمة الإسلامية.. كيف ينعكس على فنك وأعمالك؟
نحن لا نملك سوى التمني؛ لأن هناك مشروعات كثيرة ولكن أي فكرة لكي تظهر إلى النور لابد لها من تمويل وتحتاج إلى فريق من العاملين، فهناك أفكار وطموحات لعمل سلسلة من الأفلام عن الشهداء وأولهم الشهيد عبدالقادر الحسيني، حتى نصل بإذن الله إلى آخرهم وهو الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي.
وهناك فكرة لعمل مسلسل عن العالم المصري الراحل جمال حمدان، وهناك مشروعات لعمل أفلام أو ترجمات وأعمال درامية عن علمائنا الذين اغتالتهم الصهيونية أمثال الشهيد يحيى المشد، وغيره كثيرون.
وهناك أيضًا فكرة لعمل مسرحي كبير عن عودة القدس؛ لأن القدس ظلت مغتصبة نحو 99 عامًا ثم عادت بالجهاد، وهي الآن مغتصبة منذ أكثر من 50 عامًا، وستعود- إن شاء الله- بالجهاد، وهذا العرض يركز على أن القدس اغتصبت ثم عادت بعد فترة طويلة، فهذا يعطي الأمل أن القدس سوف تعود مهما طال الزمن كما عادت في المرة الأولى.
وهذا العمل يتضمن حدثًا مهمًّا جدًّا، وهو خطبة الجمعة التي كانت في القدس بعد الفتح وبحضور القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي والتي خطبها الشيخ محيي الدين بن زكيِّ الدين، والتي بدأها بقوله: "الحمد لله الذي أعاد لنا هذه الضالة من الأمة الضالة، لعن الله دابر الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين.
وأنا كنت أحلم أن أجعل مسرح الأزبكية كاملاً: صحن المسجد الأقصى والمتفرجون يتحولون إلى مصلين ويدخل صلاح الدين- كما دخل من قبل- وهذا المشهد معروف في التاريخ يحيط به العلماء من كل جانب، ثم رفع الآذان فنظر العلماء إلى صلاح الدين؛ لكي يعطي الإشارة:
من فيهم الذي سيخطب الجمعة؟ فأشار إلى القاضي محيي الدين ليخطب بالناس وتنتهي المسرحية بصلاح الدين الأيوبي يتقدم من الجمهور المعاصر ويخلع سيفه من غمده، وينظر إليه أسفًا وينظر إلى الجمهور بتأنيب وسخط وغضب.. ثم يلقي بالسيف فيرتشق في الأرض وتسقط الإضاءة على السيف، فيشير بيده إلى السيف مخاطبًا الجمهور قائلاً: ها هو السيف أيها العرب، فماذا أنتم فاعلون به؟ فلا يتحرك أحد، فيحرضهم ويقول: خذوه.. خذوه.. اغرسوه في نحر الأعداء، وإن لم تستطيعوا فليكن في نحوركم، وتنتهي المسرحية عند هذا الحد، فنحن لدينا الطموحات والأماني والخطة والأفكار؛ ولكن ينقصنا الإطار الذي نعمل فيه.


محطات وتجارب

أحد الأدوار التي قام بها
  • عبر تاريخك الطويل: ما المحطات التي تقف عندها، وتؤنِّب نفسك عليها؟
المحطات التي أقف عندها وأؤنب نفسي عليها هو مشاركتي مع بعض عناصر اليسار المصري في الكثير من الأنشطة، وأنا كنت أرى أن هذا النشاط سوف يكون لبنة في بناء سياسي أو اجتماعي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، وأن يكون فيه نصرة قومية، وأيضًا كنت أشارك في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية؛ لأن معاهدة كامب ديفيد ولَّدت في نفوسنا خوفًا وخشية من النفوذ الصهيوني في مصر، وطبعًا كنت وما زلت أرى أن بعض هذه الممارسات إيجابي، وبعضها فيه الكثير من إهدار الوقت والجهد في شيء فارغ.
  • وما المحطات التي تراها قفزة نحو الأفضل في حياتك؟
ليس لديَّ طفرة في حياتي؛ ولكن أنا عبارة عن مجموعة من الأعمال المتراكمة وراء بعضها البعض عبر مسيرة طويلة.. مسيرة مارست فيها العمل السياسي والفني والعمل الثقافي، وكنت حذرًا جدًّا في اختياري للأدوار في العمل الفني، وكنت كما يقولون: حنبلي ودقيق في عملي، ورفضت الكثير من الأدوار، لذلك لم تروني في أعمال سينمائية كثيرة، فالحرص الشديد كان عندي على مستوى الاحتراف.
مجموعة كبيرة من التجارب ورحلة طويلة من الدراسات متصلة ببعضها، فأول تجربة هي تجربة التجنيد في القوات المسلحة المصرية، وتجربة الدراسة في معهد الفنون المسرحية، وتجربة الاغتراب، وتجربة نجاحي في امتحان القبول بمعهد الفنون المسرحية وعدم الموافقة على إلحاقي بالمعهد؛ لأنه لا يوجد لديَّ واسطة، وعندها تقدمت بشكوى لوزير الثقافة والإعلام عبدالقادر حاتم في ذلك الوقت فاستجاب للشكوى ودخلتُ معهد الفنون المسرحية، وكنت ناجحًا أيضًا في معهد السينما دون واسطة، ثم مارست بعد ذلك في القوات المسلحة العمل الثقافي في قسم التوجيه المعنوي، ثم التجارب العملية من خلال العمل في مسارح الدولة، ثم العمل في التلفزيون من أول مشهد، وكنت ممثلاً صامتًا إلى أن قمت بأدوار بطولة، ثم تجربة الدراسة في فرنسا وأثناء الدراسة في فرنسا كنت متابعًا لنجاح الثورة الإيرانية.


رحلتي مع الفن

  • لو تطرقنا إلى تجربتك الشخصية: هل يمكن أن نطل على الحياة الأولى للفنان عبدالعزيز مخيون؟
في المرحلة الأولى تفتحت عيناي على بقايا القرية المصرية الأصيلة؛ حيث العلاقات الاجتماعية الدافئة، والأرض لم تكن قد تلوثت بعد بالمبيدات، والمجتمع كان صغيرًا وخاليًا من كل الملوثات الكيماوية والإعلامية.
في هذا المجتمع رأيت المدَّاحين والمنشدين الدينيين، ورأيت أيضًا ما يُسمى بالقضاء العرفي وجلسات الصلح، وكيف كان التحكيم فيها على أسس من الشريعة الإسلامية، كما كنت أتابع فيضان النيل؛ لأنه لم يكن قد تم بناء السد العالي بعد.
وقد تفتح وعيي على ما يُسمَّى بحركة 23 يوليو سنة 1952م، ومثل كل الشباب والصبية أخذتنا الحماسة مما كان يُذاع في الإذاعة، وما كان يلقى من بيانات، ثم عاصرنا حرب سنة 1956 حتى وصل الحماس لدينا أن يجتمع الشباب والأطفال معنا وقمنا بعمل جنازة وهمية لـ"إيدن"- رئيس وزراء بريطانيا في هذا الوقت- ولقد تفتح وعيي على عمي الكبير الذي تسميت باسمه وهو يقود انتخابات مجلس الأمة، ورأيت ابن عمي وهو معتقل ويُحاكم، وكنت أعرف أخباره من الجرائد والمجلات.
وكانت بـ(أبو حمص) المدرسة الابتدائية التي تعلمت فيها، ومن حسن قدري أنه كان هناك مدرس محب للفن قام بعمل مسرحيات في المدرسة، فهذه كانت بدايتي وهذا ما تفتحت عيني ووعيي عليه.
  • كيف كانت ملامح المرحلة الجامعية في حياتك؟ وهل كان لك نشاط فني فيها؟
النشاط الفني لي بدأ من القرية حيث المدرسة، وكنت أعزف الموسيقى وكنت أريد أن أدخل معهد الكونسرفتوار؛ لكنني وجدت الدراسة فيه صعبة وتتطلب أن التحق به من المرحلة الابتدائية؛ حيث كان لابد أن أكون مؤهلاً تأهيلاً موسيقيًّا يسمح لي بأن أدخل المرحلة العليا، وطبعًا كان لدي هواية التمثيل وحب المسرح فتقدمت للمعهد العالي للفنون المسرحية وإلى معهد السينما ونجحت في المعهدين واخترت معهد الفنون المسرحية.
  • ما رؤيتك لعالم الفن قبل دخوله؟
الرؤية لعالم الفن كانت مأخوذة من الإذاعة المصرية وبالتحديد البرنامج العام، وما كان يُقدم فيه من الأعمال فنية لا تنسى؛ حيث كنت أتابع بعض المسرحيات والمسلسلات والأغاني الوطنية والمسرحيات التي كان يقدمها المسرح القومي.
لقد كنت متابعًا جيدًا وحريصًا على سماع الدكتور حسن فوزي في برنامجه الأسبوعي المسمى بشرح وتحليل، وهذه كانت رؤيتي للفن وكنت أحيانًا أشاهد فيلمًا لعبدالحليم حافظ أو لشكري سرحان وهي صورة متواضعة للفن لدي.


القدوة والأسرة

حوارات117.jpg
  • من خلال رحلتك الفنية، كيف ترى تأثير القدوة في حياة الناس من خلال الفن؟
القدوة مهمة جدًا لكنها نادرة في مجتمعنا، وبكل أسف أنا لم أر في مجتمع الفنانين قدوة لي شخصيًا، وكنت أتمنى أن أشاهد القدوة الصالحة أو شخصية أتخذها نموذجًا؛ لكنني لم أر هذا الشخص، ولكن في بعض الأحيان كنت أشاهد بعض الأشخاص وأنجذب لهم، لكن للأسف عندما كنت أتابعهم وأنجذب لهم فأجد فيهم جوانب نقص كثيرة فأبتعد عنهم ولا أستطيع أن أقتدي بهم، وهم كثيرون ممن يتاجرون بالفن في دنيا الناس.
  • في هذا الصدد: هل هناك من الفنانين من يرى الشباب أنهم قدوة؟
أتمنى أن يجد الشباب القدوة، وإن لم يجدها فأنصحهم أن يتعرفوا على عناوين وملامح ومكونات القدوة وأن يجعلوا القدوة رمزًا وإن لم تكن موجودة فتكون رمزًا معنويًّا كبيرًا، وعندما نساعد الشباب على تجسيد ملامح ومكونات القدوة فلا شك أنه سوف يستفيد من هذه الملامح، وهي نوع من أنواع التعرف بالقدوة.
فلابد أن نجعل القدوة رمزًا معنويًّا ومجموعة من المبادئ والمثل.. الشباب يتخذها له نبراسًا وقدوة، وليست من الضروري أن يكون هناك شخص تتجسد فيه هذه القدوة؛ لأننا نعيش في مجتمع ظروفه سيئة ويمر بحالة من التيه.
  • هل الاستقرار الأسري له أثر في إبداع الفنانين والتزامهم؟
بالتأكيد الاستقرار الأسري له أثر كبير في إبداع الإنسان يشكل عام سواء كان فنانًا أو طبيبًا أو محاميًا أو حتى صحفيًّا أو جنديًّا أو حتى فدائيًّا؛ فنحن نرى أن هناك أناسًا يقومون بأعمال بطولية واستشهادية ويخلفون ورائهم أجيالاً، فالاستقرار الأسري مهم على كل المستويات، وأنا على المستوى الشخصي أرى أن الاستقرار الأسري مهم في حياتي العملية في كل شيء، وأسأل الله أن يرزقنا الاستقرار جميعًا.
  • وكيف ترى دور الوالدين في توجيهه الشباب عمومًا والعاملين في الوسط الفني خصوصًا من خلال تجربتك الذاتية؟
دور الأسرة خاصة الوالدين مهم جدًّا، ونحن في عصر اضمحلال التعليم حتى أصبح التعليم باهظ التكاليف وأصبح المدرس الجيد عملة نادرة، فالدولة أهملت التعليم، لهذا السبب تتحمل الأسرة عبأ كبيرًا جدًّا من أجل سدِّ جوانب النقص في التعليم الذي لدينا.
فعلى الأب والأم ألا يملا من التدريس لأبنائهم، فليس شرطًا تدريس المقرر الدراسي؛ ولكن تدريس الأحداث الجارية، وشرح البيئة المحيطة بهم، وإرساء أسس العلاقات الاجتماعية، وتعليم القيم السليمة فهذه من أنواع التعليم والثقافة للطفل، فللأسرة دور جيد ومهم، وباختصار فهي تقوم بعملية تعليمية فيها الثقافة والقيم والمعلومات العامة.
  • ما الآلية التي تحمي بها الأسرة أبناءها في ظل الفضائيات المفتوحة وإعلام التفاهة والعُري؟
أعتقد أن العودة للقرآن والسنة هما أساس ما نحمي به أسرنا؛ لأنه كلما اشتد الغزو تأتي العودة إلى الكتاب والسنة فكان النصر.. وتاريخ هذه الأمة يشهد على ذلك.
فالواجب علينا أن نفعل دور علماء الدين في نشر الوعي والفكر في نفوس الناس، وأن يكون لهم قنوات من خلالها ينصحون ويرشدون هذه الأمة لكي يخرجوها مما هي فيه، فواجب على الفضائيات العربية والإسلامية أن تفتح أبوابها أمام الفكر الإسلامي المستنير الذي يُسمى في الشارع المصري بالوسطي؛ إذ لا غُلو فيه ولا إفراط ولا تفريط.


العقبات والإبداع

  • ما أهم العقبات التي ترى أنها عائق في طريق الأجيال الجديدة؟
أهم عقبة أراها في طريق الأجيال الجديدة هي النظم العربية الحاكمة- فأنا فعلاً أتكلم بمنتهى الصراحة والأمانة- أهم عقبة هو النظام الحاكم فهو ينجب رهطًا من السلطويين والإداريين على جميع المستويات من القرية إلى أعلى مكان في العاصمة.. فالشباب سوف يصطدم بهذه البيروقراطية وهذا النظام الإدارى المتعسف، فهذا النظام يحجر على الجميع وعلى حرية التعبير ويمنع الممارسة الديمقراطية.
والعقبة الثانية التي يواجهها الشباب هي العملية التعليمية ولابد من فتح باب الحريات أمام الشباب وأمام الجامعات التي تؤثر في الشباب ولها دور فعال في بناء المجتمع؛ لكي يكون هناك حرية تعبير وحرية حركة؛ ولكي يكون الشباب عنصر بناءٍ للمجتمع لا عنصر هدمٍ.
  • أخيرًا: هل العمل العام يؤثر سلبًا على التفوق والإبداع؟
بالعكس.. العمل العام يساعد على تنمية الإدراك ويعمل على تنشيط الذهن، خاصةً في حل المشكلات العملية التي تواجه الشباب؛ لكن على الشباب الذين يدرسون في المدارس والجامعات أن يوازنوا بين العمل العام والعملية التعليمية، التي من أجلها ذهب إلى الكلية ونحن نشاهد من يوازن بين الاثنين، فنراهم متفوقين علميًّا ومتفوقين سلوكيًّا ومتفوقين في حياتهم السياسية؛ بل تراهم بارزين في مجتمعاتهم، ومن هنا، أرى أن الشباب أو أي شخص مهما كانت وظيفته لا يؤثر عليه العمل العام؛ ولكن يرفع شأنه ويعلي مكانه بين أقرانه.

المصدر