عاكف يحذر من فخاخ إعلامية تساق لأجهزتنا الإعلامية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف يحذر من فخاخ إعلامية تساق لأجهزتنا الإعلامية


(16-12-2004)

كتب: محمد الشريف

حذَّر فضيلة المرشد- الأستاذ محمد مهدي عاكف- من فخاخ إعلامية تُساق إليها أجهزتنا الإعلامية لتقع في شرك إعلام العدو الأمريكي وحلفائه، ومن قبله الصهيوني الخبيث مستشهدًا بما يحدث في فلسطين؛

حيث المرابطون حول ثرى الأقصى يتخذون من أجسادهم حوائط صد للدفاع عن حرمات ومقدسات أمة المليار ونصف مليار مسلم ليسقط كل ساعة شهيدًا تزفه إلى جنات عدن ملائكة أطهار ثم تحيله آلات الإعلام إلى "انتحاري- متشدد- مخرب- مناهض للسلام"، وتصف أقلام عربية مسلمة جهاد إخوانه بـ(العنف)، ويتحول (لاجئو المخيمات) إلى مجرد (مبعدين) بفعل الإعلام، كما يتم استبدال كلمة (حق الفلسطيني في أرضه ووطنه) إلى اختزال يفرغ القضية من جوهرها عبر مصطلح (حق العودة).

وأضاف: وفي الوقت الذي تهدم فيه آلة الغدر الصهيونية كل يوم عشرات البيوت كما تهشم عشرات الهياكل العظمية الفلسطينية وتشوِّه الأجساد لا يحظى بنى فلسطين "الضحية" إلا بخبر عابر، بينما تفرد المساحات الإخبارية والصحفية لصورة غادر مغتصب أُصيب في عملية فدائية جهادية، ثم تنبرى أقلام لتنادي بعبارات خيانة من عينِّة (ضبط النفس- الحل السلمى- خيار التسوية- التطبيع).

وقال فضيلته: إنَّ نفس المعالجة الإعلامية تنطبق تمامًا على ما يحدث في العراق، مشددًا على أنه من حقنا على إعلامنا أن يتحرك صوب الحقيقة دون الاعتماد على تقارير الوكالات الأجنبية التي لا تنقل إلا وجهة نظر أُحادية منحازة للاحتلال، كما أنَّ من واجب إعلامنا ألا ينجرف وراء دعاوى المحتل التي تروج بأن العراق غارق في العرقية الشيعية تارة والسنية تارة أو العربية والتركمانية والكردية، مطالبًا إعلامنا بالبحث عن أيادي التخريب الحقيقية التي تسعى إلى إيقاد الفتن لضرب العراقيين ببعض عن طريق العربات المفخخة، وتفجير الكنائس في أوقات لا يوجد بها إلا حراس المحتل.

وأشار فضيلته إلى أنَّ العدو الأمريكي والصهيوني وحلفاءهما يعون جيدًا خطورة الحرب الإعلامية في ساحة الصراع لذا لم يكن مستغربًا أن يدرب البنتاجون (500) إعلامي من مائة مؤسسة إعلامية غير أمريكية على كيفية تغطية الحملة الاستعمارية له في العراق، ثم يسارع بإنشاء مؤسسات تهدف إلى تغييب العقول وتزييف الوعي العربي عبر وسائط مثل "مجلة هاي- إذاعة سوا- تليفزيون الحرة"، وأنشأ لجنة تابعة للبنتاجون أسماها (هيئة الدفاع العلمية) مهمتها العمل على محور "حرب الأفكار" أو "صراع العقول والقلوب" لإحداث تغيير في المصطلحات والمفاهيم، وإرساء سياسة الأمر الواقع ونشر القيم الأمريكية وإخضاع وسائل الإعلام العربية للرؤى الأمريكية.

كما اشار فضيلة المرشد إلى الأخطار المحدقة التي تُحيط بالأمة الأسلامية من كل جانب، والتي يأتي على رأسها تحالف قوى الشر في العالم على أمتنا سعيًّا للنيل منها والقضاء على قيمها وثوابتها والاعتداء على هويتها وتذويب خصوصيتها الثقافية؛ حتى لا تقوم لها قائمة غير أنه أمل يستحيل تحقيقه لما تحمله أمة الإسلام من مقومات البقاء وقدرة على الصمود، إضافة إلى الأخطار الأخرى، والتي تعد أشد فتكًا بالأمة الإسلامية وهي الاستبداد السياسي والديكتاتوري والخنوع والتبعية.

المصدر