عاكف: على الشعوب الوقوف في وجه العدوان الأمريكي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عاكف: على الشعوب الوقوف في وجه العدوان الأمريكي


(18-11-2004)

كتب- محمد الشريف

أكد المرشد العام للإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- أن الشعوب العربية والإسلامية وكافة منظمات المجتمع المدني في كل أنحاء العالم مطالبةٌ بالوقوف في وجه العدوان الأمريكي الذي استباح كل شيء، وأعاد العالم إلى شريعةَ الغاب، والذي لن يتوقف عند حدود العراق، بل سيتعداه إلى ما وراءها.

واستنكر عاكف الصمتَ والعجز المهين الذي تعانيه الأنظمة العربية والإسلامية والتآمر المخزي الذي قامت به الحكومة الانتقالية في العراق صوبَ ما تتعرض له الفلوجة من هجومٍ شامل بالطائرات والدبابات وعشرات الألوف من جنود المشاة البحرية الأمريكية!! ومن حصارٍ أدى إلى منع الطعام والشراب والإغاثة الطبية عنها بعد أن هُدمت المساجد وكل المستشفيات وخُربت البيوت، وصارت الجثث وأشلاء الضحايا في الشوارع شاهدةٌ على إجرام الإدارة الأمريكية.

وقال المرشد العام للإخوان المسلمين في رسالته الأسبوعية: لقد انهارت دعاوى التحرير، ودعاوى الزعم بإقامة الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان الذي روَّجت له الإدارة الأمريكية، وانكشف القناع عن الوجه القبيح للاحتلال، وبلغ التضليل والبهتان والاستخفاف بالرئيس الأمريكي منتهاه؛ إذ زعم أن القوات الأمريكية قامت باجتياح المدينة بإذنٍ من حكومة علاوي (المعيَّنة من قِبل الاحتلال) وأن العمليات العسكرية رمت للقضاء على "الإرهاب الأجنبي" داخل العراق!.

وعن مؤتمر شرم الشيخ المزمع عقده في الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري بشرم الشيخ، قال: إنه مجرد تظاهرة سياسية وإعلامية للتغطية على ورطة الإدارة الأمريكية في العراق، ولتكريس شرعية العدوان والاحتلال الأمريكي له، ويُعقد المؤتمر في ظل ظروف أمنية بالغة الخطورة، فضلاً عن الاجتياح الهمجي والكارثة الإنسانية المروعة التي تتعرض لها مدينة الفلوجة.

مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية قد حددت الأطراف التي ستشارك في المؤتمر، والتي تتضمن: دول الجوار، والدول الصناعية الكبرى، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمم المتحدة.. ولن يكون هناك بطبيعة الحال سماحٌ لهذه الأطراف المشاركة بمعارضة السياسات والتوجهات الأمريكية، أما موعد انسحاب قوات الاحتلال واحترام سيادة العراق فهي من الأمور غير المطروحة على جدول الأعمال وغير المسموح بمناقشتها، ومن ثم فإن الدول العربية مطالَبةٌ- قبل غيرها- بتبني مسألة الانسحاب والمطالبة بها.

كما تناولت الرسالة الأسبوعية صدى الأحداث في فلسطين بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات، وقال فضيلته: وعقب رحيل عرفات صرَّح بوش بأن قيام دولة فلسطينية عام 2005م صار أمرًا غيرَ واقعي، وأن عام 2009م هو الأكثر ملاءمةً لذلك!!

وقد فرح الكيان الصهيوني بهذه التصريحات، وهلَّل لها، بالرغم من أن الدولة المزعومة دويلة هزيلة ممزقة الأوصال ولا جيشَ لها، ولا تتمتع بأي قدر من السيادة، وأود أن أقول إن دولةً فلسطينيةً (وعاصمتها القدس) وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.. كل هذا لن يكون منحةً من أحد، ولن يقيمها إلا شعب فلسطين بإيمانه وصلابته وصموده عبر خيار المقاومة الذي ارتضاه، خاصةً أمام عدو غاصب لا يفهم سوى لغة القوة.

ومن ثم على كل فصائل المقاومة أن تتعاون جميعًا للوقوف في وجه الهجمة الصهيونية، وهذا لن يتحقق إلا إذا وحدوا صفوفهم وأعادوا بناء مؤسساتهم على أساس من الأخلاق والتضحية والثبات.

المصدر