ظافر الشوا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ظافر الشوا ... المجاهد الداعية

مقدمة

التاريخ الفلسطيني حافل بقادة عظام ضحوا وجاهدوا في سبيل الوطن الغالي رغم ما واجه الشعب الفلسطيني من أهوال وتحديات، وكانوا على قدر المسئولية، كان عملهم خالصاً وتطوعياً، عملوا ليلاً نهاراً، وساهموا في دعم الصمود والوحدة وتحدي الاحتلال الذي تعاقب على الوطن، ومن هؤلاء المجاهد ظافر الشوا.

نشأته

ظافر الشوا ... المجاهد الداعية

ولد المجاهد الحاج ظافر خليل الشوا " أبو مازن " بمدينة غزة الشجاعية التركمان وذلك في 18/ 8/ 1908م، وتوفى والده وهو يدافع عن غزة في الحرب العالمية الأولى.

انتقل عام 1917م مع أهله بداية الحرب العالمية الأولى من غزة إلى الخليل بأمر من الدولة العثمانية آنذاك ، لأن مدينة غزة كانت مركز الجيش العثماني للدفاع عن المنطقة، وبعد عامين عاد إلى غزة، وبعد عودته صدر أمر آخر بالرحيل، فرحل إلى قرية الفالوجا قضاء غزة إلى أن تم الصلح بين الحلفاء وتركيا ، وحينها عاد إلى غزة، وسكن بحي الزيتون.

بدأ مسيرته التعليمية في مدرسة غزة ، وعندما وصل إلى الصف الثاني الثانوي توجه إلى المدرسة الثانوية الأميرية بيافا حيث حصل فيها على الصف الثالث الثانوي.

بعد تخرجه عمل مدرساً في مدرسة الفلاح الوطنية لمادة الحساب، والتحق في تلك الفترة بعدد من الدورات الرياضية في كمال الأجسام، كما التحق بدورة المساحة وحاز على مساح مرخص.

كان ظافر الشوا نشيطاً خلال المظاهرات التي قامت احتجاجاً على وعد بلفور عام 1917م الذي أقر لليهود بوطن قومي في فلسطين.

كان الشوا ذو حركة دؤوب ونشيطاً في مدرسة الفلاح الوطنية التابعة لدائرة الأوقاف والمجلس الإسلامي الأعلى.

أسس فرقة الكشافة تحت اسم " عمر المختار " في مدرسة الفلاح، غير أنه استقال من التعليم وعمل بدائرة المساحة.

الشوا والإخوان المسلمين

تعرف ظافر الشوا على جماعة الإخوان المسلمين في غزة، حيث يصف هذا الموقف بقوله: كنت في إحدى المرات أسير من أبو العزم إلى الشجاعية فسمعت مقولة الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، وكأن أحدهم فتح قلبي لها، وكنت وحيدا لوالدتي خاصة بعد استشهاد ابي في الحرب العالمية الأولى، وبعد فترة شاهدت ورقة مجلة مكتوب عليها شعار الإخوان فتأثرت بها جدا وتشاورت مع أصدقائي في السن، وبدأنا نلتقي في المسجد الكبير، حتى زارنا الأستاذ سعيد رمضان وتعرفنا عليه، وكان ذلك عام 1946م.
كان معي في الجلسة يعقوب الغلاييني وعبدالرحمن القيشاوي وعمر صوان وانتخبت سكرتير لهذه المجموعة.
غير أن الدكتور محسن محمد صالح ذكر كلاما غير ذلك حيث ذكر أن ظافر الشوا كان أول رئيس لشعبة غزة، وبالمقارنة مع كلام الشيخ ظافر الشوا تأكد لنا انه لم يكن رئيس الشعبة لكن كان سكرتيرا لها ولربما أختلط الأمر على الدكتور، أو كتب ما كتب قبل الحوار الذي تم مع الشيخ الشوا، حيث يذكر الدكتور محسن صالح قوله:
"أول فروع الإخوان المسلمين إنشاءً في فلسطين كان فرع مدينة غزة وكان أول رئيس لشعبة الإخوان المسلمين في غزة الحاج ظافر الشوا وقد أنشئ هذا الفرع، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تقريباً، وصار من أنشط فروع الإخوان في فلسطين.
وكان الحاج الشوا رئيساً لجمعية إسلامية في غزة هي جمعية التوحيد، إلا أنه مع انتشار حركة الإخوان أخذَ الكثيرون من أعضائها يدخلون في الحركة .وقد ظلت هذه الجمعية موجودة حتى بعد تأسيس شعبة الإخوان.
وعندما زار المرشد العام للإخوان حسن البنا فلسطين في عام 1948م، رفح وخانيونس وغزة، حيث استقبل استقبالا رائعاً، وفي غزة زارَ شعبة الإخوان هناك، وكتب كلمة في دفتر الزيارة الخاصة بالشعبة".
وعندما جاء الشيخ حسن البنا لزيارة غزة في مارس 1948م تعرفنا عليه وبايعناه، ثم تم التواصل والتعاون بيننا وبين إخواننا في الشعب الأخرى فكان الحاج ظافر الدجاني رئيس الإخوان في يافا، كما كان الشيخ عبدالباري بركات رئيس الإخوان في القدس والخليل، واستطاعت شعب الإخوان أن يعقدوا مؤتمرا كبيرا في حيفا.
يقول سعد الوليلي أثناء زيارة الإمام البنا في أبريل عام 1948م حينما زار الأستاذ البنا لغزة توافدت الوفود عليه وكان في مقدمتهم الإخوان الأساتذة فضيلة الشيخ عمر صوان رئيس الإخوان والسيد ظافر الشوا سكرتير الجماعة بغزة والسادة حسن الخضري وأحمد فوزي بسيسو وعيسى سيسالم وهجود أحمد دبابش والحاج صادق الأمزيتي، ويحيى عيسى سيسالم ونهاد الغلابيني والشيخ عثمان الطباع إمام جامع العمري الكبير وشعبان سيد الحلو والحاج صالح مرتجي خليل هاشم، وغيرهم.
وبعد قليل تولى حضرات الإخوة الشيخ عمر صوان رئيس الإخوان، والسيد ظافر الشوا سكرتيرهم، والسيد حسين الشوا والسيد يحيى سيسالم توجيه الدعوة للحاضرين لتناول الشاي فأخذ الجميع أماكنهم حول الموائد التي مدت في نظام ينم عن عقل مرتب وذوق سليم، وفن جميل.
وفي يوم السبت التاسع من جماد الأولى سنة 1367هـ الموافق العشرين من مارس 1948م تقابل مع مجموعة من الإخوان والأقباط في مقدمة هؤلاء سيادة سُليمان الرشماوي خوري رئيس طائفة الروم الأرثوذكس، والسيد رشدي الشوا بك رئيس البلدية، والسيد عبد الرءوف الخبال عميد حزب الكتلة الوطنية والسيد موسى الصوراني بك رئيس اللجنة القومية بها، مع وفد من كبار رجالاتها والسيد وصفي عبد المجيد مراقب السلوك والخدمات الاجتماعية، والسيد عبد الكريم الشوا والشيخ عمر صوان رئيس الإخوان والسيد ظافر الشوا سكرتيرهم، والسيد حسين الشوا وغيرهم.
ويضيف الأستاذ الوليلي أدركنا خان يونس واسترحنا في إدارة شركة النقل والتجارة لصاحبها الوجيه يوسف بك بامية وغادرناها إلى معسكر الإخوان قرب العريش ووصلنا العريش قرابة عصر اليوم واسترحنا في دار الإخوان وفيها رتب الإمام البنا أمر انتقال الكتيبة ..فدبر لها السيارات لركوب الأفراد واللوريات لحمل الأمتعة والأسلحة والذخائر.
كما ذكرنا كان الشوا من المؤسسين لجمعية الإخوان المسلمين في غزة والتي كانت بمثابة امتداد للإخوان المسلمين في مصر ، وعمل سكرتيراً للجمعية ، وكانت أهداف الجمعية نشر الدعوة الإسلامية والدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية وتذكير الشباب بدينهم ، وكانت للجمعية نشاطات ثقافية ورياضية واجتماعية .
ومن أهم نشاطات الجمعية استقبال اللاجئين الذين هاجروا خوفاً على أنفسهم بسبب القصف المدفعي على مدنهم ، فكانت الجمعية توفر الطعام والسكن والكساء ، ولقد استمرت الجمعية إلى أن صدر قرار بحل الإخوان المسلمين في مصر، ولحقت بها شعب غزة، لتبعيتها إداريا لمصر.
شارك مع إخوانه المجاهدين في حرب فلسطين عام 1948م حيث كانوا يأتون بالسلاح من الصحراء الغربية بمصر، فيقول: كان الإخوان لديهم منطقة يحضرون منها السلاح تحديداً من الصحراء الغربية، من بقايا الحرب العالمية، ويعطونها للفلسطينيين الذين كانوا يشترونها بثمنها، فكانوا واسطة خير لتزويد الفلسطينيين بالسلاح ولم تكن كمية كبيرة.

وأضاف:

"خرجنا من غزة مع الحاج صادق المزيني والجماعة وتعرفنا على مكان الأسلحة ودللناهم، ثم انسحبنا حيث كنا مرشدين لهم، وفي قصة شراء الأسلحة كنا نبحث عن المسدس ونساوم على سعرِه في المقاهي، فالعملية كانت صعبة جداً، وكنا نتعاون سراً لأن الإنجليز كانوا يفتحون أعينهم ليجدوا السلاح".

يقول الأستاذ مضر ظافر الشوا:

"من الأحداث التي أذكرها جيداً وشهدتُ عليها بوضوح أن أبي رحمة الله عليه لعب دوراً رئيسياً خلال حرب 48م في حشد الرأي العام في المواطنين واللاجئين، وذلك من أجل حثهم على عدم الهجرة لسيناء، زارعاً في نفوسهم بأن غزة يجب أن تبقى قلعةً للصمود، وفي ذلك الوقت تم حشدَ الجموع أمام سرايا الحاكم، عندما أتت أوامر من حكومة الملك فاروق لحاكم غزة آنذاك "محمد فؤاد صادق"، للانسحاب من غزة.

حيث خطبَ الأخير في الناس قائلاً:

"لقد أتتَني أوامر بالانسحاب من غزة، ولكن بما أني رأيتُ هذه الحشود المصرة على مقاتلة اليهود، فأنا سأعصي أوامر الانسحاب وسأقاتل عن غزة، كما أقاتل عن مدينة القاهرة"، مما دفع الناس إلى البقاء، وإلا لكان قد قضى السكان نحبهم في صحراء سيناء، ولكان مصير غزة كسائر المدن والقرى التي سقطت عام 1948م.

ويتابع:

"أذكر والدي عندما بدأت الهجرة إلى فلسطين كنا نسكن في بيتٍ بالقرب من سينما السامر والمهاجرون كانوا يأتون من شارع "المنشية"، ويجلسون تحت شجر " الأثل" ، وطبعاً في ذلك الوقت لم يكن هناك وكالة غوث أو مؤسسات إنسانية لدعمهم، فما كان من والدي إلا أن جنّد شباب الإخوان وهو على رأسهم لعمل سلة غذائية عن طريق جمعها من المنازل بشكلٍ يومي، علاوة على جمع الأغطية والأبسطة لإيصالها لخيام اللاجئين.

الشوا وجمعية التوحيد.

بعدما صدر قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين عام 1948م عمد الشوا إلى تأسيس جمعية التوحيد، وكان الحاج " ظافر الشوا " رئيس الجمعية، وقد واجهت الجمعية في البداية صعوبات لتأسيسها إلى أن أستطاع " الحاج ظافر " بإقناع قائد المخابرات المصري " أحمد كامل " بتأسيس جمعية التوحيد بدلاً من جمعية الإخوان المسلمين.
كان للجمعية أنشطة رياضية مختلفة في (كرة القدم – السلة – الطائرة – تنس الطاولة – الكشافة – الملاكمة)، وفي عام 19551956 حصل فريق كرة القدم على المركز الثاني على القطاع، والمركز الثاني على القطاع في لعبة الملاكمة.

يقول الأستاذ عبدالرحمن بارود:

وفي سنة 1951 التحقت بالجمعية الإسلامية الوحيدة في القطاع، وهي "جمعية التوحيد" برئاسة ظافر الشوا. وكان في الجمعية قسم للطلاب، وكانت تقام حفلة يوم الخميس من كل أسبوع، وكانت ذات طبيعة خطابية دينية، يشارك فيها عدد من الأشخاص، ويتلى فيها القرآن، وتلقى الأشعار.
في عام 1952 حصل انفصال بين جمعية التوحيد وبين الإخوان، بعد وقت قصير من عودة الإخوان إلى العمل العلني. فبقي الشوا رئيساً للتوحيد وترك الإخوان. وأصبح الشيخ عمر صوان، وهو شيخ أزهري، ورئيس بلدية غزة، رئيساً لمكتب الإخوان، وكان من أبرز الإخوان في القيادة: الشيخ هاشم الخازندار، والحاج زكي السوسي، والحاج زكي الحداد، والحاج صادق المزيني، والحاج عودة الثوابتة.
يذكر عباس السيسي عن جمعية التوحيد حينما زار "شعبة غزة" بعد ثورة 23 يوليو مع بعض إخوانه حيث استقبلهم ظافر الشوا، وقد لاحظ أن الطابع الرياضي والاجتماعي يطغى على الطابع الإيماني الإسلامي، وكان ممن تعرف عليه في الشعبة الشاعر المعروف هارون هاشم رشيد، وعند سقوط يافا غادر 56 مقاتلاً من الإخوان باتجاه غزة ونزلوا هناك في ضيافة جمعية التوحيد".
كما كانت فرقة الكشافة من أفضل الفرق، وكانت لديهم فرقة نحاسية، وترأسها حينذاك عبد الرؤوف الشوا .
وتعتبر جمعية التوحيد مركزاً تخرج منه معظم القادة الوطنيين والرياضيين الفلسطينيين الذين مثلوا فلسطين في الدورات العربية والآسيوية والدولية، وفي معظم الألعاب الرياضية، كما كان للقادة الوطنيين عظيم الشأن في قيادة وتنظيم العمل النضالي والمقاوم.

ومن أبرز رياضيي جمعية التوحيد:

في تنس الطاولة ( حيدر سيسالمعدنان حلاوةزكي الدن محمد الدلومحمد عودةإبراهيم الزردأحمد مفرج).
في الملاكمة (إبراهيم كحيليعقوب سمارهخميس سمارهجودت جوده).
في رفع الأثقال (سعيد أبو خليلسعيد أبو شهلارزق رزقصبحي حميدة)
كما شكلت لجنة للطلبة كانت تضم كل من ( سليم الزعنون " سكرتيراً "كمال عدوانصلاح خلفخليل الوزيرمصباح صقرنبيل الشوازهير العلميسفيان العلميعوني القيشاويأحمد مفرججمال النونو ).
كما تكونت لجنة اجتماعية كانت تضم كل من ( الحاج فؤاد شرابمنيب أبو غزالة )، أما اللجنة الثقافية فكان يمثلها ( هارون هاشم رشيد ).
كانت الجمعية تضم مكتبة إسلامية ثقافية تحوي صحفاً ومجلات، وغرفة لمطالعة الكتب، وكانت النشاطات تتمثل بمجلة الحائط.
وجاء في كتاب "دراسات منهجية في القضية الفلسطينية" عن جمعية التوحيد أنها تحملّت عبء نشر الدعوة الإسلامية في ظل تيار الحادي علماني تبشيري جارف، كما أن هذه الجمعية لعبت دوراً رئيسياً في إحباط مشروع إسكان اللاجئين في سيناء في الخمسينيات.
وكان ظافر الشوا المنسق لمقاتلي الإخوان القادمين من مصر والذين أبلوا بلاءً حسناً في قتال [[اليهودي] لولا خيانة الأنظمة العربية التي وقعت على الموافقة لقيام دولة (إسرائيل) عقب هزيمة الدولة العثمانية".
استمر نشاط جمعية التوحيد حتى عام 1958 حيث تم إقفالها بقرار من الإدارة المصرية. كان الشيخ الشوا قد توجه إلى الكويت عام 1955م حيث عمل في الجمعيات الإسلامية والدعوة الإسلامية، ولقد ترك جمعية التوحيد تحت رياسة أحمد فاضل الملاح.
يتحدث الأستاذ محمد حسن شمعة رفيق الشيخ أحمد ياسين عن ظافر الشوا رأى الشيخ أن الشباب تجذبهم النوادي والرياضة، ورأى أن المشرفين عليها معظمهم يساريون، فأراد أن يجذبهم للمسجد عن طريق شراء وسائل رياضية كبديل عن النوادي.
وأول مكان تم افتتاحه كناد رياضي كان في الطابق الأرضي من مبنى الجمعية الإسلامية سنة 1973، وهذا كان انطلاق للعمل المؤسسي في دعوة الشيخ. أراد أن يكون العمل معتمداً على قانون أساسي ولائحة داخلية، فذهب يومها إلى الحاج ظافر الشوا، الذي أسس في الأربعينيات جمعية التوحيد التابعة للإخوان المسلمين.
وكان عنده قانون أساسي، فكتب له قانوناً أساسياً للجمعية عرضه على بعض المحامين وشكل هيئته التأسيسية من الشباب. وكان ينتقي أصحاب الخبرة للعمل، وبعد ذلك اتسعت هذه الجمعية لتصبح الآن عشرات الفروع.

دوره في نشأة المجلس التشريعي

لقد كان للشيخ ظافر الشوا دورا كبيرا في نشأة المجلس التشريعي، حيث طلب من الرئيس محمد نجيب أثناء زيارته لغزة إنشاء هذا المجلس فوافق، وحول هذا المعنى يقول مضر ظافر الشوا:

"كان هو صاحب فكرة إنشاء المجلس التشريعي، وقد بقي مصراً عليها، فعندما زار الرئيس المصري محمد نجيب غزة طلب منه السيد رشاد الشوا، أثناء كلمة ترحيبه في متنزه غزة البلدي، بإنشاء مجلس تشريعي يمثل الناس أمام الإدارة المصرية، وقد وافقَ في حينه.
ولكن بقيت الإدارة تماطل ولولا إصرار والدي لما تمت الفكرة، كما أنه كان دائماً يقف بالمرصاد لأي فسادٍ أو انحراف من الإدارة المصرية، مما تسببّ في فصله من عمله وحرمانه من جميع حقوقه، ولكنه لم يسكت حيث رفعَ قضيةً ضد الحاكم العسكري اللواء عبد الله رفعت، واضطر للخروج للعمل في الكويت، تاركاً أسرته في غزة، ولقد كسب القضية بفضل الله ونزاهة القضاء".

الشوا ومواصلة الجهاد

ظل الشيخ ظافر الشوا يجاهد المحتل الصهيوني، لا يأبه بما يجرى له، يقول مضر الشوا:

"إبان الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة أُغلق شارع عمر المختار بسبب الأعمال الفدائية، وتم دعوة أعيان غزة ببلدية غزة وكان رئيسها راغب العلمي بصدد إصدار برقية تستنكر الأعمال الفدائية وذلك كشرط رئيسي من قبل سلطات الاحتلال لفتح الشارع وكاد الناس يوّقعون، فوقفَ والدي مهاجماً لهم:
"ماذا دهاكم؟ لقد قدمت الجزائر مليون شهيد، وانتزعت استقلالها من فرنسا، وفيتنام ركعت أمريكا وتراجع الجميع أمام هذه الكلمات، وفي نفس اليوم تم اعتقال والدي على إثرها، ولكنه حتى أثناء وجوده في السجن كان يزاول نشاطه الدعوي، ليدرك السجان أن هذا الرجل أينما حل سيؤدي رسالته على أكمل وجه.
ولقد تم اعتقال الشيخ الشوا عام 1967م وظل في الاعتقال فترة، ولقد كانت علاقته بياسر عرفات متغيرة فيذكر مضر الشوا عن علاقة أبيه بالرئيس الراحل ياسر عرفات حيث كانا يعيشان معاً في ذات السكن في الكويت في "الستينيات"، وقد روى نقلاً عن والده موقفاً جعل ظافر الشوا يتخذ موقفاً معادياً من أبو عمار، بقوله:
"زارنا عرفات في بيتنا، وقال:"نريد أن نحرر فلسطين، فسأله الوالد كيف؟، فرد عليه ابو عمار:" نريد أن نجر الدول العربية للحرب، فقال له الوالد:" الدول العربية التي تريد أن تجرّها للحرب هي ذاتها التي سلّمت فلسطين، وكأنك تريد بذلك أن تضيّع غزة والضفة، فسأله أبي:"على أي أساس تريد تأسيس دولة"، فأجابه:"على أساس علماني، لأننا لا نريد أن نغضب عبد الناصر وغيره من الرؤساء....
وطبعاً أبي كان يرفض أي مشروع لا يقوم على الإسلام، ومن هنا انتهت العلاقة بينهما، حتى بعد تأسيس السلطة وجه له أبو عمار دعوةً لزيارته بهدف تكريمه، ولكنه أبى بشدة، لأنه وقتها كان يعتبر اتفاق أوسلو تصفيةً للقضية الفلسطينية، حيث لم يكن يدرك الناس حقيقة الأمر آنذاك".

رحيله.

عاد الشيخ الشوا إلى غزة في 4/ 6/ 1967م حيث اعتقل وظل يعيش في غزة حتى انتقل إلى رحمة الله في 28/ 3/ 2003م بعد مسيرة عطاء كبيرة وقد شيع جثمانه الطاهر في موكب جنائزي مهيب بحضور لفيف من القيادات الوطنية و الإسلامية و ممثلي المؤسسات و الجامعات والوزارات و كافة القطاعات الرسمية و الشعبية من المسجد العمري الكبير بغزة إلى المقبرة الشرقية.

ألبوم صور

الأستاذ ظافر الشوا
 

ظافر الشوا

عبدالله-حلاق

ظافر الشوا

ظافر-خليل-الشوا

ظافر الشوا

ظافر-الشوا-والجوالة

ظافر الشوا

الامام-البنا-في-الوسط-وعلي-يساره-الشيخ-عمر-صوان-وعلي-يمينه-الشيخ-حسن-الشوا

ظافر الشوا

الثاني-من-اليمين-جمال-الصوراني-ثم-الحاج-ظافر-الشوا-ثم-يليه-رشاد-الشوا-ثم-الحاكم-الإداري-العام

ظافر الشوا

ظافر-الشوا

ظافر الشوا

ظافر-الشوا-مع-الامام-حسن-البنا

ظافر الشوا

ظافر-الشوا-مع-فرقة-متطوعين-من-الإخوان-المسلمين-في-حرب-فلسطين-سنة-1948-م

ظافر الشوا

ظافر-الشوا-والتربية-الرياضية


المصادر.

  1. مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني: الحاج ظافر الشوا، الطبعة الأولى، 2011م.
  2. الشبكة الفلسطينية الإخبارية: 2/7/ 2009م.
  3. محسن محمد صالح: التيار الإسلامي في فلسطين، وأثره في حركة الجهاد.
  4. عباس السيسي: في قافلة الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

للمزيد عن الإخوان في فلسطين

أعلام الإخوان في فلسطين

العمليات الجهادية لكتائب القسام منذ تاريخها مقسمة حسب الشهر

المواقع الرسمية لإخوان فلسطين

مواقع إخبارية

الجناح العسكري

.

الجناح السياسي

الجناح الطلابي

الجناح الاجتماعي

أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو

.