صراع العمائم..استياء بـ”الإفتاء والأوقاف” وهجوم علماني على مشيخة الأزهر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صراع العمائم..استياء بـ"الإفتاء والأوقاف" وهجوم علماني على مشيخة الأزهر


صراع العمائم..استياء.jpg

كتب:حازم الأشموني

(31 أكتوبر 2017)

مقدمة

حالة من الاستياء والغضب تسود بين العمائم الكبيرة في نظام الانقلاب العسكرى، في وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، من إعلان "مجمع البحوث الإسلامية" عن توقيع بروتوكول تعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية لاستغلال المعاهد فى عمل لجان للفتوى والدعوة. وتشهد المؤسسات الدينية التابعة لحكومة العسكر، حالة من الصراع الدائم فيما بينها؛ لبسط النفوذ وانتزاع مزيد من الصلاحيات من المؤسسات الأخرى.

وتحظى وزراة الأوقاف، تحت رئاسة المخبر مختار جمعة، وكذلك دار الإفتاء تحت إدارة مفتى الدم شوقي علام، بحالة من الرضا التام من جانب الأجهزة الأمنية؛ لخضوعها الكامل لأوامر وتوجيهات ضباط الأمن الوطني، إلا أن مشيخة الأزهر والمؤسسات التابعة لها رغم دعمها لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إلا أنها لا تحظى بنفس القدر من الرضا من جانب جهاز الأمن الوطني والأجهزة الأمنية. ودائما ما توجه سهام النقد للمشيخة، وتحميلها ما يسمى بتجديد الخطاب الديني بناء على أوامر السيسي، دون سواها من المؤسسات الأخرى.

وتتعرض مشيخة الأزهر ومؤسسة الأزهر عموما، لانتقادات حادة من جانب المتطرفين العلمانيين، وذلك في سياق حربهم على الإسلام نفسه. ورغم تحفظاتنا الكثيرة على مشيخة الأزهر لدعمها لانقلاب العسكر في 3 يوليو 2013م؛ إلا أن الدفاع عن الأزهر كمؤسسة هو واجب على كل مسلم، في إطار مقاومة الهجمة العلمانية التي تمكنت من التحالف مع العسكر والإطاحة بأكبر حركة إسلامية في مصر "جماعة الإخوان المسلمين". وحاليا توجه هذه الأبواق حملتها ضد الأزهر في سياق حربها ضد الإسلام نفسه، فسقوط الأزهر يعني الاقتراب أكثر نحو العلمانية المتطرفة.

غضب بين الأوقاف والإفتاء

وتتهم الأوقاف والإفتاء مجمع البحوث الإسلامية ومشيخة الأزهر بالتدخل المتزايد فى تخصصاتهما الدستورية، وزاد من حدة الغضب بدء الأمين العام لمجمع البحوث الدكتور محيى الدين عفيفى، جولة داخل المعاهد الأزهرية بمدينة الشروق لاختيار أماكن جديدة لمنطقة الوعظ ولجان الفتوى فى المدينة، ضمن خطة التوسع والانتشار فى المدن الجديدة.

وقال الشيخ محمد البسطويسى، نقيب الأئمة والخطباء:

"نرفض تدخل أحد من المؤسسات الدينية المختلفة فى أعمال وزارة الأوقاف، فالوزارة تعمل على قدم وساق لرفع الشأن الدعوى ومواجهة الفكر المتطرف بقوة، من خلال حماية المنابر والمساجد من الفكر الضا،ل والتصدى للفكر عبر الخطب والدروس الدينية، فلدينا 60 ألف إمام وهم نواة مواجهة الفكر المتطرف وحائط صد منيع لذلك، وأظن أن التدخل فى عمل الأوقاف مفسدة وليس شيئا آخر".

تداخل في الاختصاصات

ويعترف عبد الغنى هندى، عضو لجنة إصلاح الأزهر، بفشل المنظومة الدينية في مصر، منتقدا تداخل الاختصاصات وعدم وضوحها بين مشيخة الأزهر من جهة، والأوقاف والإفتاء من جهة أخرى.

واعتبر أن هذا التداخل بهذا الشكل يعد أمرًا سيئًا، ويوضح فشل المنظومة الدينية فى مصر، وأضاف أنه

"على المشيخة إصلاح التعليم أولا، فطلاب المعاهد يئنون تحت وطأة مناهج كثيرة وبعيدة عن الواقع، والجامعة تخرج مستويات غاية فى السوء، والتراجع فى مستوى الخريجين يزداد، فيكفى أن نعلم أن مسابقات الأوقاف يتقدم لها 30 ألف خريج ولا تجد من بينهم سوى عشرات فقط يصلحون للعمل الدعوى والإمامة والخطابة، ويترك الأزهر كل هذا الفشل والتراجع فى العملية التعليمية، ويتدخل فى العمل الدعوى والإفتائى".

وأوضح أن دور الأزهر فى الدستور واضح وصريح، بأن يتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم، وهو مسئول عن الدعوة ومرجعية دينية تضع الاستراتيجيات الفكرية وليس لها دور فى التنفيذ، وكان على المشيخة دعم المؤسسات الدينية وليس مزاحمتها.

هجوم علماني على المشيخة

وهاجم الدكتور جابر عصفور، المتطرف العلماني ووزير الثقافة الأسبق، مشيخة الأزهر متسائلا: "هل يستطيع شيخ الأزهر أحمد الطيب إحداث ثورة في التعليم الأزهري كما فعل الراحل الشيخ محمد عبده أو الشيخ محمود شلتوت؟ هل يستطيع أن يصدر فتوى بحرمان تحصيل الفائدة من البنوك؟.

وزعم عصفور، خلال حواره ببرنامج "الجمعة في مصر"، عبر فضائية "MBC مصر"، الجمعة الماضية، أن الإخوان والسلفيين ما زالوا يسيطرون على مشيخة الأزهر، متعجبًا من انتشار فتوى نكاح الموتى وغيرها. وهو ما يأتي في سياق تحريض المؤسسة العسكرية التي تحكم البلاد ضد الأزهر.

ءومن جانبها، واصلت صحيفة "الوطن" المقربة من أجهزة الأمن، حملتها ضد مشيخة الأزهر والمستمرة منذ فترة طويلة، حيث نقلت في تقرير لها اليوم الثلاثاء، عن مصادر بـ"الإفتاء"، أن شكاوى عديدة وصلت إلى لجان الإفتاء التابعة للمجمع بعدد من المحافظات. وانتقد تقرير الصحيفة انتشار هذه اللجان، مطالبا بمراجعتها بدلا من التوسع فيها داخل المعاهد الأزهرية. وبحسب مزاعم التقرير فإن هذه اللجان سوف تزيد من خسارة المؤسسات الدينية على الأرض وبين الناس، ولن تخدم الفكر الدينى.

وينقل التقرير عن محمد أبو حامد، نائب برلمان العسكر المثير للجدل والمعروف بتوجهاته العلمانية، أن الأزهر ليس له دور تنفيذى بهذا الشكل، وما يحدث يثير الريبة والشك فى المسئولين بالمشيخة وأغراضهم، فالأزهر مرجعية فكرية، والمكلف بالعمل التنفيذى الأوقاف والإفتاء، وعلى القائمين على المشيخة مراجعة العملية التعليمية وتجديد الخطاب الدينى بدلاً من مزاحمة المؤسسات والهيئات فى عملها دون فائدة، فقد تأخر الأزهر طويلا فى تجديد الخطاب الدينى، الأمر الذى دعا السيسي لتكرار المطالبة به. وهو ما يمثل أيضا تحريضا على مؤسسة الأزهر للانقلاب عليها كما جرى ضد الإخوان المسلمين.

المصدر