صالون الكتلة: إنفلونزا الخنازير أخطر من القنبلة الهيدروجينية!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صالون الكتلة: إنفلونزا الخنازير أخطر من القنبلة الهيدروجينية!
منصة المتحدثين (تصوير محمد أبو زيد)

كتب- خالد عفيفي

29-04-2009

أكد خبراء بيطريون أنه إذا كان العالم يخشى في السابق الحرب الباردة، فالعالم الآن يتعرض لأخطر من ذلك بظهور إنفلونزا الخنازير، مشيرين إلى أن هذا الوباء أخطر من القنبلة الهيدروجينية؛ حيث يحمل الخنزير 450 مرضًا مشتركًا، منها 57 من الطفيليات؛ أشدها ضراوةً "الدودة الخيطية" التي تصيب قلب الإنسان، وينتج من أكل لحمه 16 مرضًا، بالإضافة إلى 27 مرضًا مُعْديًا ينتقل من الخنزير إلى الإنسان.

وطالبوا في الصالون السياسي للكتلة الذي عُقد مساء أمس تحت عنوان "إنفلونزا الطيور والخنازير.. كوارث وحلول" بسرعة إعدام جميع الخنازير الموجودة في مصر، كحلٍّ عاجلٍ للوقاية من فيروس إنفلونزا الخنازير الذي تسبَّب في مقتل أكثر من 160 شخصًا في المكسيك وظهور حالات إصابة في العديد من الدول.

ودقَّ الصالون جرس الخطر، بعد أن أشار الخبراء إلى أن كلَّ الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول عديدة؛ باتت مهدَّدةً في ظل مقاومة الفيروس بشكله الحالي لعقار "تاميفلو، بالإضافة إلى أن إنتاج الأمصال سيأخذ وقتًا كبيرًا، كما أن الفيروس لديه قدرة عالية على "تغيير جلده" مرات عديدة، مشدِّدين على ضرورة أن تنفِّذ الحكومة توصيات مجلس الشعب أمس الثلاثاء بإتمام عمليات الإعدام لنحو 300 ألف رأس خنزير على وجه السرعة.

وحذَّر الدكتور حمدي حسن عضو الأمانة العامة للكتلة والمتحدث الإعلامي من التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة حتى الآن، والتي تمثلت في هبوط مؤشرات البورصة وانخفاض أسعار البترول ومصادر الطاقة، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالعديد من شركات الطيران والسياحة.

وقارن بين إنفلونزا الطيور التي راح ضحيتها نحو 250 شخصًا في 7 سنوات وبين إنفلونزا الخنازير التي أودت بحياة أكثر من 163 في ساعات معدودة.

وبلغة الأرقام قال الدكتور حمدي إسماعيل عضو الكتلة إن صغير الخنزير "الخلوص" يولَد بعد حمل 11 يومًا ووزنه 200 جرام، ويبلغ في سن 4 شهور ويزداد وزنه 50 ضعفًا في 6 أشهر ليصل إلى نحو 100 كيلو؛ أي أن هرمونات النمو لديه عالية جدًّا.

وقال الدكتور محمد سيف أستاذ الطب البيطري بجامعة بني سويف: إن وباء إنفلونزا الخنازير ليس جديدًا على البشرية؛ فقد شهد عام 1918 أول ظهور له في إسبانيا، وراح ضحيته نحو 50 مليون شخص؛ معظمهم في إسبانيا والهند، واجتاح 1/5 سكان العالم، ثم تطور عام 1957م، وحصد الملايين فيما عُرف وقتها بـ"الحمى الآسيوية" (H2N1)؛ لظهوره وانتشاره في آسيا، مضيفًا أن الوباء تحوَّر في عام 1968م (H3N2) وحصد الملايين أيضًا في هونج كونج.

وأشار إلى أن الفيروس- بشكله الحالي (H1N1)- يدقُّ أجراس الإنذار للعالم أجمع؛ حيث إنه يتكون من خليط ثلاثي لإنفلونزا الخنازير والطيور والإنسان، مؤكدًا أن كل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول عديدة باتت مهدَّدةً في ظل مقاومة الفيروس بشكله الحالي لعقار "تاميفلو"، بالإضافة إلى أن إنتاج الأمصال سيأخذ وقتًا كبيرًا، كما أن الفيروس لديه قدرة عالية على "تغيير جلده" مرات عديدة.

وأوضح أن الخنازير لا تموت إذا أصابها الفيروس، وتُشفى بعد نحو 10 أيام من إصابتها، على الرغم من أن الوباء يصيب من 40 إلى 50% من أيِّ قطيع ينتشر فيه، إلا أن الضرر الوحيد الذي يلحق به هو إجهاض أنثى الخنزير إذا أصابها الوباء.

وأوضح د. سيف أن الخنزير هو العائل الوحيد القادر على تحوير الفيروس داخله، وجمع الفيروسات المختلفة، وإحداث خليط بينها ليشكِّل ما يسمى بـ"وعاء خلط الميكروبات".

وحذَّر من خطورة الأمر في مصر، خاصةً أن الخنازير تعيش على القمامة وتخالط الطيور والبشر، الذين هم أساسًا عاملو جمع القمامة من المنازل، وبالتالي يتضاعف الخطر نتيجة أن هؤلاء يدخلون كل البيوت المصرية، ويسهِّلون- بدرجة كبيرة- عملية انتشار الوباء، مطالبًا بوضع نظام صارم على حركة المسافرين دخولاً وخروجًا، خاصةً بعد ظهور حالتين للإصابة بالفيروس من الكيان الصهيوني.

وأشار الدكتور حامد عطية أستاذ الطب البيطري بجامعة الزقازيق إلى أن العلماء توقَّعوا ظهور الفيروس الذي يتطوَّر في دورة جديدة كل 30 عامًا تقريبًا، مذكِّرًا بتقرير منظمة الصحة العالمية في يناير 2008م، الذي حذَّر مصر من انتشار إنفلونزا الخنازير في ظل تربيتها في حظائر بعيدة تمامًا عن الرقابة الصحية للخنازير أو للمخالطين لها.

وأوضح أن 60 ألفًا من رءوس الخنازير تتركَّز في محافظة القليوبية، و52 ألفًا في الدقهلية، و50 ألفًا في القاهرة و45 ألفًا في أسيوط، في حين توجد بأعداد أقل في محافظات أخرى كالإسكندرية والجيزة وغيرهما.

وقال إن الإسلام حرَّم الخنازير منذ أكثر من 14 قرنًا من الزمان في قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (الأنعام: 145)، مضيفًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حرَّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام"، فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة فإنها تطلَى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس، فقال: لا، هو حرام، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: قاتل الله اليهود؛ إن الله تعالى لما حرم عليهم شحومها جملوه، ثم باعوه فأكلوا ثمنه".

وشدَّد على قول أحد علماء الغرب، الذي قال: "إن الحظر المفروض على المسلمين بعدم ملامسة الخنازير لا يحتاج إلى تفسير".

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد الخولاني عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ونقيب الأطباء البيطريين ببورسعيد أن نواب الإخوان البيطريين تقدموا منذ بداية الفصل التشريعي الحالي بعدة قوانين للحفاظ على الثروة الحيوانية عندما انتشرت إنفلونزا الطيور في عام 2006، وهو مشروع حماية الثروة الداجنة من الهلاك المحقَّق الذي تسبَّبت فيه الإجراءات الحكومية الفاشلة.

وأشار إلى أن جوهر القانون يركِّز على حظر ترخيص مزارع الدواجن والحيوانات والأسماك، ولا تُجدد تراخيصها إلا إذا أشرف على كل منها طبيب بيطري، وحمَّلنا القطاع الخاص عبء تشغيلهم لتفويت الفرصة على الحكومة التي تتعلَّل بالميزانية.

وقال د. الخولاني إن مشروع القانون الثاني يتعلق بتنظيم عمل المجازر وفرض الرقابة عليها، بعد انتشار اللحوم الفاسدة ولحوم الكلاب والحمير، وتمت الموافقة عليه، مضيفًا أن مشروع القانون الثالث تناول تنظيم تداول الأدوية البيطرية.

واستنكر ما أخطر به أعضاء مجلس الشعب أن الحكومة تقدمت بمشروع لمنع تداول الطيور الحية ودعمته بمشروع الكتلة لحماية الثروة الداجنة دون عرضه على النواب؛ لإبداء الآراء ووجهات النظر، مؤكدًا أن نواب الإخوان كانوا في طليعة من طالبوا بإعدام الخنازير في 2006م.

وتعجَّب د. الخولاني من تعامل الحكومة مع الأزمة ببرود ولا مبالاة؛ بدليل أن 65 من حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور الـ68 منزلية، وقامت بوضع قانون ينظم عمل المحالّ التجارية وتركت المنازل التي تحتاج إلى جيش من البيطريين والعمال للقضاء على المرض، كما تم القضاء على الطاعون البقري في ثمانينيات القرن الماضي.

وقال الشيخ السيد عسكر عضو الكتلة إنه من فضل الله علينا في شريعة الإسلام أن كل ما أحلَّه الله فهو طيب، وكل ما حرَّمه فهو خبيث ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (الأعراف: من الآية 157).

وأضاف أننا قد ندرك حكمة التحريم وقد لا ندركها، وتأتي الأيام لتثبت ذلك عمليًّا اتساقًا مع قوله عز وجل: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾ (فُصلت)، مؤكدًا أن شريعة النصارى في تلك القضية هي شريعة اليهود التي تحرِّم أكل الخنزير.

وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها".

وطالب إبراهيم أبو عوف عضو الكتلة بضرورة تضافر جهود علماء المسلمين ومنظمة المؤتمر الإسلامي؛ للوقوف بشكل جادٍّ وفعَّال لمواجهة الأذى الذي قد يُلحق الضرر بالكرة الأرضية كلها.

وشدَّد على أن الكوارث التي تحيط بالعالم "إيدز وربا وخنازير" وغيرها؛ أوجد الإسلام نصوصًا واضحةً وصريحةً في تحريمها.

وتساءل محمود مجاهد عضو الكتلة: "متي يستيقظ النظام الحاكم ويدرك أنه في حاجة ماسَّة لكل فئات وقوى الشعب المصري؟!"، مشيرًا إلى أن مصر تتلمَّس الآن المشروع الإسلامي بديلاً عن المشروع الأمريكي الصهيوني الذي لم يجلب علينا سوى الخراب والدمار.

وطالب الحكومة بتوفير المليارات التي تنفقها على جهاز مثل التليفزيون المصري وتستخدمها في مواجهة الأزمة؛ بعد الإحصائيات التي أثبتت أن 2.5% فقط هم من يشاهدون قنواته.

وندَّد النائب يسري بيومي عضو الكتلة بافتقار النظام إلى الإرادة السياسية التي تمكِّنه من اتخاذ أي قرار في صالح المواطن المصري دون انتظار مجلس الشعب، مضيفًا أن النواب المسيحيِّين في مجلس الشعب أعلنوا تضامنهم مع اقتراح إعدام الخنازير.

وفنَّد النائب محمد كسبة عضو الكتلة الأكاذيب التي يروِّجها البعض من أنه ستحدث أزمة اقتصادية ناتجة من بطالة الآلاف ممن يعملون في تربية الخنازير، مؤكدًا أن هؤلاء عملهم الأساسي في جمع القمامة من المنازل بمقابل مادي فقط، أما تربية الخنازير فهي نشاط إضافي.

المصدر