صادروا كل أوراقــى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب

كم كنت أود من صميم قلبى أن أظهر فى هذه ا لمذكرات بعض الرسائل المتبادلة بينى وبين الامام الشهيد ولكن أ‘د الناصر لما فتشوا بيتى أخذوا كل الأوراق التى فيه حتى دوسيهات القضايا الجنائية التى كنت موكلا فيها للمرافعة وكانت خسارة تاريخية لم يستفد من تسبب فيها شيئا إلا كما يستفيد الغراب الذى يخطف قطعة الصابون فلا هو أكلها فتغذى منها ولا هو تركها لصاحبها يستعملها فى ما ينفعه وهكذا الشريك الأحمق يخسر ويخسر . لقد قامت ا لدولة الاسلامية قويه بادية النفوذ والاحترام العالمى ثم تسللت اليها عوامل التفكك والانحلال وها نحن اليوم نحمل تركة مثقلة بالمتاعب مبعثرة القوى متفرقة الاتجاهات ينخر فى كيانها سوس الوقيعة الصليبية والصهيونية والشيوعية . وقام الاخوان المسلمون للقضاء على هذه العوامل المهلكه وليعودوا بأمتهم الاسلامية الى ما كانت عليه من عزة وأمجاد قام الامام ا لشهيد كما يقول بهذه الدعوة لتحقيق هدفين أساسيين أولهما : تحرير الأمة الاسلامية من كل سلطان أجنبى فى الحرية والاقتصاد والاجتماع والقوة العسكرية لحمايتنا من الأعداء .

ثانيهما : أن تقوم دولة إسلامية حرة تحكم بتعاليم القرآن . أما أهدافنا الخاصة فلا حد لها تبدأ من القضاء على الأمية والفقر والجهل والمرض وتنتهى الى مجتمع استكملت فيه كل عناصر ومظاهر الرفعة والجلال .

والوسيلة الى ذلك عوامل أصلية يمكن حصرها فى ثلاثة :

1ـ الايمان العميق .

2ـ التكوين الدقيق .

3ـ العمل المتواصل .

وهناك وسائل إضافية وكل هذا سيلقى عنتا ومقاومة . ويشارك فى انتقادكم والنيل من الاخوان ممن هم أولى الناس بمناصرة الإخوان لأن فى انتصار الاخوان إعادة لمكانتهم التى لم تعد كما كانت عليه فى زمن السلف الصالح وسيقف كل من لا يعرف حقيقة هذه الدعوة فى وجهها ومناهضتها لكن عوامل النجاح فى هذه الدعوة كفيلة بفضل الله بتذليل كل الصعاب " والله غالب على أمره " فهى دعوة الله وهذا عنصر القوة هذا الى براءتنا من كل المطامع الشخصية . وما تهم الاتجار بالدين والرغبة فى الحكم إلا أضاليل وأباطيل ما أ نزل الله بها من سلطان .

وانظر الى بعد نظر فضيلة الامام الشهيد فى وصيته للإخوان المسلمين جميعا حيث يرى والاخوان فى تمام انتشارهم واتساع دعوتهم وكثرة شعبهم يرى أنه تنتظرهم ساعات عصيبة بحال فيها بينهم وبينه . وصيته أن ا لاخوان ليسوا جمعية خيرية ولا حزبا سياسيا ولا هيئة موضوعية محدودة المقاصد إنهم روح جديد يسرى فى جسد هذه ا لأمة فيحييه بالقرآن ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله وصوت داو يردد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه عبء يتحمله ا لاخوان بعد أن قعد عنه الناس وإذا قيل لكم إلام تدعون ؟ فقولوا ندعوا الى الاسلام الذى جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه فإن قيل لكم هذه سياسة فقولوا هذا هو الاسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام فإن قيل لكم إنكم دعاة ثورة فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به فإن ثرتم علينا ووقفتم فى طريق دعوتنا فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين فإن قيل إنكم تستعينون بالاشخاص والهيئات فقولوا { آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين } فإن لجوا فى عدوانهم فقولوا { سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين } ، أرأيتم الى هذه الوصية وكأن صاحبها يرى بظهر الغيب أو أنها فراسة المؤمن التى لا تخيب لقد تحقق فى واقع الحياة كل ما وصى به الامام الاخوان فقد لقى الاخوان أوقاتا عصيبة علىيد أعوان فاروق وعبد الناصر والسادات بصور ما كان يتصور أنسان أنها تقع من آدمى فى مشاعره وقلبه ذرة من يقين أو إيمان . لقد آذى هؤلاء الناس الإخوان إيذاء الذى يثأر لما له ممن أخذه أو لعرضه ممن انتهكه أو لأبيه أو أبنه أو أخيه ممن قتله حقا لقد كان إيذاء دونه شراسة الضباع ودموية النمور وفتك الذئاب والأسود فى أشد الغابات ظلمة وحلوكة لماذا ؟ لا يمكن التعليل .أهم غير مسلمين ؟ لم نفهمهم بذلك أهم أوفياء لأسيادهم ؟ إن الوفاء والوحشية لا يلتقيان فى قلب واحد !! أهم مأجورون من خصوم المسلمين ويزداد أجرهم كلما أفحشوا فى تعذيبهم ؟؟ لم نرمهم بهذه الجريمة المنحطة الخسيسة . إذن لماذا يفعلون ذلك ؟ علمه عند ربى وقد تكشف الأيام من الاسرار ما كان خافيا .

وقد حصل ما توقعه الإمام الشهيد فحيل بينهم وبينه فاعتقلوا الاخوان وأبقوا الإمام وحيدا وسحبوا منه سلاحه المرخص ثم أغتالوه وليعلم الناس جميعا مدى تجنى الحكومات علىا لاخوان فأجهزة الدولة كلها مسخرة لمهاجمة الاخوان واتهامهم بالارهاب إذا ما قتل وزير أو رئيس وزارة . أما أن يتم اغتيال الامام الشهيد علانية أما أن تقتل السلطة الشهداء عبد القادر عودة وإبراهيم الطيب ويوسف طلعت فى جريمة شروع فى قتل كما يزعمون هم الذين دبروها أما أن تقتل السلطه الشهيد سيد قطب ويوسف حواش ومن معهم أما أن تمتلىء السجون بالمئات من الشهداء فهذا شىء تسدل عليه أكثف ستائر الصمت المشين ولا تتحدث عنه أجهزة الاعلان لا تصريحا ولا تلميحا ولكن الله قيض لمصر قضاء عادلا كشف المستور من كل هذه الجرائم الوحشية وإذا كان الاخوان قد قتلوا فإن السلطات أطلقت يد زبانيتها لا فى القتل والتعذيب ولكن فى انتهاك أعراض الحرائر أمام ذويهم المقيدين بين ضحكات أولئك الأنجاس وتعليقاتهم التى تدل على المنبت والأرومة . هذا هو العدل فى عهد من لا يرعون فى أخ مسلم إلا ولا ذمة . ولو أتيحت لهم الفرصة لأعادوا الكرة غير معتبرين بمصائر حمزة البسيونى وعبد اللطيف وغيرهم ممن بطشت بهم يد القدر . إنهم يمعنون فى الايذاء المتوالى والدأب على التخلص من الاخوان ظنا منهم أن الاخوان لا بد أن يثأروا منهم إذا مكن لهم ولكنها ظنون الأنفس التى لا ترى فى غيرها إلا ما تعكس مرايا أفعالهم الذميمة . أما الإخوان فما فكروا يوما فى أن ينتقموا من أحد أو يثأروا لأنفسهم لعلمهم أن ما حل بهم لم يكن لعداء بينهم وبين تلك الحكومات ولكن الحكومات تحارب دعوة الله فالاخوان يتركونهم لبطش الله " إن بطش ربك لشديد " .


فهرس الكتاب