شكرًا ترامب..قرارات كشفت السوس الصهيوني في جسد المسلمين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شكرًا ترامب..قرارات كشفت السوس الصهيوني في جسد المسلمين


شكرًا ترامب..قرارات كشفت السوس الصهيوني.jpg

كتب:سيد توكل

(23 ديسمبر 2017)

مقدمة

في قراءة مختلفة لقرار الإدارة الأمريكية المتصهينة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بنقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، سدد الفريق الصهيوني- الذي يتكون من خليط ما بين غربيين وعرب- هدفًا في شباك مرماه دون قصد، وأحرز المسلمون هدفا استراتيجيًا بالخطأ الذي وقع فيه ترامب، فمن ناحية كشف القرار مبكرا عن وجه الإدارة الأمريكية الكالح، ومن ناحية أخرى كشف عن أنظمة عربية وإسلامية صهيونية حتى النخاع.

وانتصرت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في جلسة عامّة، الخميس 21 ديسمبر، ضدّ قرار ترامب، وليست المرة الأولى التي تنتصر فيها قرارات الجمعية الأممية للقضيّة الفلسطينيّة، ولكن التصويت الأخير قد يكون المناسبة الأبرز لفهم الخارطة الصهيونية الجديدة بشكل أكثر وضوحا، في ظلّ عدم تصويت أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي ضدّ القرار، وخاصّة في ظلّ تصويت دول أعضاء في منظّمة التعاون الإسلامي ضدّ مشروع القرار التركي-اليمني لصالح القدس.

سبورة الخيانة!

على السبّورة الإلكترونيّة بقاعة الجلسات في المنظّمة الأممية الأكبر في العالم، كان التصويت علنيا، وظهرت أسماء الدول المنتصرة للقدس وأسماء الدول القليلة جدّا التي تدعم الكيان والقرار الأمريكي، وباللّون الأصفر قائمة الدول التي اختارت الصمت والاحتفاظ بأصواتها.

أوّل وأهمّ نقطة استفهام برزت من خلال جدول نتائج التصويت في جلسة الجمعية الأممية العامّة، تمثّلت في دعم دول مسلمة في منظّمة التعاون الإسلامي أو ذات الأغلبية المسلمة للقرار الأمريكي، إمّا بالتصويت ضدّ القرار التركي-اليمني في نشاز واضح، أو بالامتناع عن التصويت، خاصّة وأنّ بين هذه الدول من تعرّضت شعوبها لعدوان عرقي جعلها محل تعاطف من كل أحرار العالم الذين يدعمون القضية الفلسطينيّة اليوم على غرار دولة البوسنة.

دولة البوسنة التي فداها المسلمون حول العالم بدمائهم وأموالهم لتتحرر سراييفو الباسلة من قبضة التطهير العرقي والديني لغلاة المتطرفين الصرب، امتنع النظام الحاكم فيها عن التصويت لقرار القدس في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة التي شهدت تصويت صربيا نفسها لصالح القدس، في مفارقة قد تبدو غريبة ومثيرة بعض الشيء، ويرجح مراقبون أن النظام الحاكم في البوسنة الآن صهيوني ويدور في الفلك الأمريكي.

اختراق صهيوني

التوجو، الدولة العضو في منظّمة التعاون الإسلامي التي يبدو أنها اخترقت من الصهاينة، صوّتت بدورها ضدّ القدس، ولم يكن تصويتها غريبا في الواقع، فهي قد تقدّمت خطوات كبيرة في التطبيع مع الكيان المحتلّ في السنوات الأخيرة وأصبحت علاقاتها قويّة معه، وهي الدولة التي كان مقررا أن تحتضن قمّة "إسرائيل-إفريقيا" في شهر أكتوبر الماضي، غير أن دولا إفريقية مناهضة للتطبيع قد نجحت في إفشال انعقاد المؤتمر ما تسبّب في غضب الكيان.

تركمانستان، البينين، غينيا بيساو وسيراليون هي أيضا دول إسلاميّة امتنعت عن التصويت لصالح القدس في جلسة الجمعيّة الأممية العامّة، ومعها الكاميرون وألبانيا وأوغندا، ما يثير نقاط استفهام واضحة عن طبيعة العلاقات بين هذه الدول والكيان من جهة، وبينها وبين الولايات المتّحدة الأمريكيّة من جهة أخرى، خاصّة بعد التهديد الصريح لدونالد ترامب بسحب الدعم والمساعدات عن الدول التي تعترض على قراره.

جدول نتائج التصويت على مشروع القرار التركي-اليمني كشف عن أنّ "محور الاعتدال" ليس الأكثر تطبيعا مع الكيان في السنوات الأخيرة، رغم مواقف الدول العربية الأعضاء في هذا المحور المثيرة للجدل، دول إسلاميّة أخرى قد تكون تجاوزت مرحلة التطبيع في حدّ ذاتها إلى مرحلة أبعد بكثير بتصويتها ضدّ القدس أو بامتناعها عن دعمها في التصويت.

المصدر