شاهد.. وعود السيسي التي تبخرت رغم ماكينة الأكاذيب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شاهد.. وعود السيسي التي تبخرت رغم ماكينة الأكاذيب


شاهد.. وعود السيسي التي تبخرت.jpg

كتبه: حازم الأشموني

(14 يناير 2018)

مقدمة

في أواخر شهر أكتوبر 2016م نشرت وكالة "رويترز" للأنباء تقريرا موسعا تناولت فيه تبخر وعود جنرال الانقلاب عبدالفتاح السيسي التي أطلقها خلال مسرحية الرئاسة منتصف 2014م، وأكدت أن حالة الغضب تسود بين المصريين.

وفي إشارة تهكمية تناولت الوكالة كاريكاتيرا ساخرا، يصور المشهد المصري آنذاك، بمواطن يغرق من الغلاء ولهيب الأسعار وسوء المعيشة ولكن الجنرال يقفز في الماء لا لينقذ المواطن الغريق ولكن ليسرق ساعة اليد التي يرتديها ثم يمضي مبتعدا!

بلا شك فإن الكاريكاتير الساخر، يعكس شعور المصريين بالإحباط ويأسهم من إي إصلاح أمام جنرال دموي سطا على كرسي الحكم بانقلاب عسكري سفك خلاله دماء الآلاف من المصريين.

من وعود السيسي التي تبخرت

من جانبه، رصد المحلل السياسي والاقتصادي ممدوح الولي، نقيب الصحفيين الأسبق، الوعود التي تبخرت، منتقدا وسائل الإعلام التي لا تتناول هذه الوعود بشيء من المحاسبة والمراقبة والنقاش مفسرا ذلك بأن الإعلام صار إعلام الصوت الواحد الذي يمجد بخمد نظام عسكر 30 يونيو ليل نهار.

وفي مقاله بعنوان:

"هل حقق السيسي وعوده الانتخابية السابقة؟"، المنشور أمس على "الجزيرة مباشر" يقول الولي: "خلال حملته الانتخابية في مايو 2014 لتولى منصب رئيس الجمهورية، أطلق وزير الدفاع السابق سيلا من الوعود والتى لم يتحقق الكثير منها في ضوء اقتراب انتهاء مدة رئاسته، دون أن نشاهد أى تقييم موضوعى من قبل المؤسسات الإعلامية والجهات البحثية للفترة الرئاسية، في ظل إعلام الصوت الواحد وحجب المواقع التي لا يرضى عنها النظام".

ويضيف

"في السادس من مايو 2014 أجرى الإعلاميان إبراهيم عيسى ولميس الحديدى حوارا معه جاء فيه: أنه يستهدف استصلاح 4 مليون فدان، وإنشاء 22 مدينة للصناعات التعدينية، وبناء 8 مطارت جديدة، و26 مدينة ومركزا سياحيا، وزيادة عدد المحافظات إلى 33 محافظة، على أن تكون سيناء ثلاث محافظات في التقسيم الجديد للمحافظات، وزيادة الظهير الصحراوى لكل محافظة ما بين 50 ألف إلى مائة ألف فدان، وأن امتداد العاصمة سيصل إلى العين السخنة.
ووقال أن الدين الداخلى والخارجى يصل 1.78 تريليون جنيه ولا ينبغى أن يورث للأجيال القادمة، وقال أنه لا يمكن رفع الدعم مرة واحدة لأن الناس لن تتحمل، وقبل رفع الدعم لا بدَّ من إغناء الناس أولا، وأن المواطن سيشعر بالتحسن خلال سنتين، وأن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الرعاية الأولى لظروفهم".

وحسب الولي فإن السيسي وعد أيضا بتطوير شبكات الرى بالدلنا لتوفير 10 مليارت متر مكعب من المياه سنويا، وأنه لا بدَّ من إنشاء أسواق جديدة بالقرب من الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية ويمكن تحقيق ذلك خلال خمسة أشهر. وقال إنه خلال عملية التمويل للمشروعات لن يمس ذلك الفقير، فهذا هو الوقت الذي نحتاج فيه أن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وطالب من لم يقدر فعليه أن يبتعد ولا يجرب في مصر.

الوعد بدعم ثقافة الاختلاف!

وفي حواره مع رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف في الثامن من مايو 2014 قال الجنرال -حسب مقال الولي- إن الإقصاء يتعارض مع الديموقراطية، وأن ثقاقة الاختلاف لا بدَّ أن ندعمها ويقودها النخبة والمثقفون. وذكر أن العدالة الاجتماعية لن تكن أبدا على حساب الغلبان والفقير، وسوف تعطى الفقير ولن تأخذ منه، وقال "أنا شفت الغلبان وفاهم يعنى إيه ثقافة العوز، وليس لدينا سوى الترفق بالناس".

وفيما يخص الاحتكارت والأسعار قال إنه لن تكون هناك مافيا واحتكارات وكلام من هذا القبيل في أى قطاع بالدولة، وإحنا موجودين مع المصريين ولازم يكون فيه سعر مناسب يستفيد منه الفقير والمحتاج، وآليات السوق يجب أن تتحرك من أجل نصرة المحتاجين، وأنا أخشى من يوم يخرج فيه المصريين على المصريين.

علاج الفقر أولا

وذكر السيسي أن المهمة المباشرة هي الخروج بملايين الفقراء من دائرة الفقر، ثم تأتى بعد ذلك المهمة الرئيسية في بناء الدولة الحديثة، فالتحدى الأكبر أن مصر لا بدَّ أن تعبر حالة العوز وتخرج من فقرها، فالفقر هو المعول الذي هدم مؤسسات الدولة.

وأوضح أنه سيتم إضافة عشرة آلاف ميجاوات كهرباء من الطاقة الشمسية من خلال إقامة ثلاث محطات كبرى، في جنوب هضبة الفيوم وشرق العوينات وأسوان، وأنه سيتم تخصيص ما بين 3 إلى 4 مليارات جنيه لكل محافظة في العام الأول لتطوير البنية الأساسية، ووضع مصر على خريطة الاستثمار مع الاهتمام بمحافظات الصعيد وسيناء ومطروح وحلايب وشلاتين.

وعوده في قطاع الزراعة

أما عن الزراعة فهناك مشروع لإقامة مصانع زراعية، عبارة عن صوبة متعددة المستويات تقام على ثلاث طوابق فوق الفدان الواحد، ليحقق الفدان ثمانية أمثال إنتاجية الفدان في الأرض القديمة، ويمكن زراعته بالخضروات والفواكه والنباتات الطبية، لتزرع الأرض القديمة بالذرة والأرز والقمح.

وهناك مشروع ضخم لتطوير أسطول نقل البضائع والسلع، لتجنب فقد ما نسبته 20 إلى 25% من المنتجات بسبب ظروف التعبئة والنقل، ومشروع آخر ضخم لتربية الماشية لتوفير اللحوم والألبان بأسعار رخيصة، وثالث لتوفير السلع الغذائية في المجمعات الاستهلاكية لضرب الغلاء والجشع.

وقال إنه سيعمل بكل قوة لإصلاح العشوائيات ورفع مستواها من حيث الخدمات والمرافق، وأنه سيدخل المياه والكهرباء إلى القرى المحرومة خلال عامين، وأن الفقير سيجد تحسنا في الخدمات له ولأبنائه في الصحة والتعليم، وقال: ما حدش أنصف الغلابة ولا أعطاهم حقوقهم.

ولا تزال ماكينة الأكاذيب مستمرة

وبعد كل هذا السرد لتصريحات الجنرال، نتوقع حسب الولي، تكرار بعض تلك الوعود خلال الأسابيع القادمة، وبنظرة سريعة للواقع الاقتصادى والمعيشى للمصريين يتبين أن تلك الوعود لم تتحق، بل أصبح حال الناس والفقراء يتمنون أن تعود أسعار مايو 2014، ودولار مايو 2014 وديون مايو 2014، ومستوى حريات مايو 2014 رغم ما به من نقائص!

المصدر