سيد عيد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
سيد عيد

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون

بقلم :أ. علاء ممدوح

نبذة تعريفية

من إخوان الرعيل الأول الذين عاصروا الإمام الشهيد حسن البنا ، وتربوا على يديه بسلوكه و أفعاله قبل خطبه و أقواله.. من أجل هذا عرف بالصلاح و التقوى.

وهو أيضا أحد تلامذة الأستاذ الشهيد سيد قطب ..

ذلك هو الأخ سيد عيد يوسف الديب من السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ، والذي كان مسؤولا عن النظام الخاص بشبرا الخيمة أيام المستشار الهضيبي رحمة الله عليه.

جاهد في الله حق جهاده في حرب فلسطين حتى إنه لقي ربه وبجسده رصاصة أصيب بها في هذه الحرب.

وأبلى بلاءً حسنا طوال حياته مع إخوانه خدمة لدعوته و وفاءً ببيعته، و ثبته الله تعالى في ما حل بالإخوان من نوازل و محن كالاعتقالات ظلما في سجون الطواغيت، و ما أسماه الإخوان بفتنة السندي .

سيد عيد ... جهاد و بطولة في حرب فلسطين

الواقف الأول سيد عيد والرابع عبدالحميد البرديني والجلوس رشاد عتيق ومحمد العدوي في سجن جناح

لقد تربى الأخ سيد عيد تربية جهادية عالية كان شعارها الجهاد سبيلنا و الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ... و أثبت كبقية إخوانه في الجماعة أن هذا ليس شعارا فقط و إنما واقعا يعيشونه ، وحياة يعملون لأجلها ..

من أجل هذا لما لاحت لسيد عيد الفرصة اغتنمها مباشرة ولم يفرط فيها ، فهاهو يتصدى مع إخوانه للاحتلال الإنجليزي بأعمال بطولية كبدت هذا المحتل خسائر فادحة .

وأيضا حين قررت جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الإمام البنا دخول حرب فلسطين و الجهاد فيها ومن ثم فتح باب التطوع ، أسرع الأخ سيد عيد ليملأ استمارة التطوع ، لكنه فوجئ برئيس الإخوان فى الدقهلية يمنعه ويصر على عدم اشتراكه تنفيذا للتعليمات التي كانت تقضي بإعفاء كل من لا عائل لأسرته سواه ، و الأخ سيد عيد كان وحيد والدته ولا عائل لها سواه ..

لكنه لم يستسلم ، ولم يأخذ بالرخصة لنفسه ، بل ألزمها العزيمة ،و أسرع يقول لرئيس إخوان الدقهلية : ; لماذا إذن كنت تدعونا إلى الجهاد وتحببه إلينا ، لاتحدثني عن إعالتي لأمي فإنما نحن جميعا عيال الله ، إن الله لن يتخلى عن عائلة تقدم فى سبيله مجاهدا.

ونحسب ولا نزكيه على الله أنه كان صادقا مع ربه فصدقه ربه جل و علا ، وسمح له بالتطوع وشارك في حرب فلسطين عام 1948م ، و طابت نفسه بهذا الجهاد المبارك .. و أبلى بلاءً طيبا حتى إنه كرم من قبل الحكومة على بطولته و روعة آدائه ...

يقول أ. عبده دسوقي في موضوعه عن تاريخ الإخوان المسلمين في محافظة الدقهلية :

" حرب فلسطين عام 1948م:

اهتم الإخوان بالقضية الفلسطينية منذ الثورة القسامية عام 1936م فقد كانوا يدعمونها معنويا وماديا، لكن أثناء حرب 1948م شارك الإخوان بكتيبتين ولقد شارك فيها الكثير من أبناء الدقهلية أمثال الأستاذ سيد عيد والأستاذ عويس عبد الوهاب وغيرهم.

ولقد برزت قوة ونشاط الإخوان وتنظيمهم مما دفع اللواء فؤاد صادق قائد الجيش المصري في فلسطين طلب النياشين لبعض الإخوان، فصدر الأمر الملكي بمنح كلاًّ من كامل الشريف و حسن دوح و سيد عيد وعويس عبد الوهاب نوط الشرف العسكري من الطبقة الأولى من المتطوعين غير العسكريين"

وقد كان للأخ سيد عيد بطولة رائعة في حرب فلسطين حين شارك في عملية نسف البرج الكبير في " تل بيوت "

يحكي وقائع هذه المعركة أ. عباس السيسي قائلا :

" وبدأت هذه المعركة فى الساعة الثانية من صباح السبت 30 جمادى الأولى سنة 1367 الموافق 10 أبريل 1948 كان الجو أشبه بالنسيم العليل وقد أصر الجنود على أن يستحموا قبل المعركة استعداداً للموت وصلوا على أنفسهم صلاة الجنازة وتلوا جميعاً آيات من كتاب الله وذهب كل منهم إلى الموقع الذى اختير له، كان الظلام دامسا،
فقد كنا فى آخر يوم للشهر العربى، سواد فى كل مكان ترى أشباحا تتحرك وقد ارتدت أحذية من الكاوتشوك تحمل فى أيديها المدافع والبنادق كلام كالهمس وبدأوا يقصون الأسلاك الشائكة التى تحيط بالمستعمرة اليهودية حتى إذا انتهوا من خطها الأول أخذوا ينسفون الخط الثانى وإذا بمدافع الهاون وقنابل الدخان تطلق من الجهة الشرقية لتغطية الهجوم.
واستيقظ اليهود وراحوا يضربون أوكار مدافع الهاون وهم يظنون أن الهجوم العربى قد بدأ من تلك الناحية، وهنا تسلل الفدائيون واقتحموا الأماكن الملغومة ووضعوا الألغام والمتفجرات فى الحصون فنسفوا جزءا من البرج ودمروا كل الحصون، وأخذ المصريون واليهود يتقاذفون القنابل اليدوية ويتراشقون بمدافع التونى جن والبنادق البرن، وظن اليهود فى أول الأمر أن المعركة بسيطة ولكنهم بعد ساعتين تنبهوا إلى خطورة الهجوم فاستغاثوا بالجيش البريطانى فحضرت الدبابات ولما وجدت أن المصريين قد لغموا الأرض راحت ترفع الألغام وكانت الدبابات البريطانية ترفع الأعلام البيضاء ووقفت بين المصريين واليهود وصدرت الأوامر بعدم إطلاق النار....
ورأى القائد البريطانى الشهداء وأطلعه قائد الإخوان على تفاصيل المعركة وكيف أن العرب لم يخسروا من أسلحتهم شيئا بل إنهم استعادوا أسلحة الشهداء والجرحى فدهش، وذهب إلى حيث يرقد الشهداء وحنى رأسه قائلا:
إننى فى دهشة كيف استطعتم أن تفعلوا كل هذا..
لقد كنت فى فرقة الكوماندوس البريطانية ولم أشهد جرأة كالتى رأيتها الآن .. ولو كان معى ثلاثة آلاف من هؤلاء لفتحت بهم فلسطين، ثم تقدم القائد البريطانى إلى الجرحى المصريين وقبل كل منهم فى جبينه وقال من أى بلد هؤلاء الأبطال!! فقالوا من مصر "

ويؤكد هذا أ. حسن دوح بقوله :

" ولكنني أستطيع أن أقول عنها إننا أعددنا لها ما استطعنا من قوة ودبرنا لها هجوماً بليل ، وكان من نصيبي القيام بنسف البرج الكبير مستعيناً بعبوة ناسفة ، وكان يشاركني في هذه المهمة الخطيرة الأخ سيد عيد ... وانتهت المعركة باستشهاد ستة عشر شاباً من شبابنا ، ولم نتمكن من اقتحام المستعمرة فقد كانت محصنة بصورة محكمة ومعززة بأسلحة حديثة ، ويعمل بها شباب وفتيات أحسن تدريبهم ."

ويخبر أ.كامل الشريف عن جرحى هذه الحرب المباركة ، وكيف استقبلتهم الحكومة برغم ما قدموه من عزة و فخار ، و بسالة وانتصار على أرض فلسطين الحبيبة فيقول:

"وقد كان عدد الجرحى كبيرا ومنهم من مات متأثرا بجراحه بعد وصوله للمستشفي ومنهم من عاد في (إرساليات) مرضية إلى مصر ثم علاجه في معتقلات الطور وهايكستب ! ولا تظنني أمزح أيها القارئ الكريم فإنني لا أسجل إلا الحق والصدق.
فإن اثنين من جرحى هذه المعركة وهما الأخوان المجاهدان (عويس عبد الوهاب )و( سيد عيد يوسف) قد نقلا بعد المعركة إلى مستشفيات مصر لمعالجة جراحها الخطيرة ولكن البوليس السياسي أشار بنقلهما إلى الطور ولعله خشي انضمامهما إلى الجيش (الإرهابي السري) فنزعا من المستشفيات وجراحهما لا تزال تنزف دما وألقيا في أحد العنابر الرطبة دون غذاء أو علاج ولا يزال أحدهما يعانى ألما مراً من رصاصه مستقرة في يديه..
انتهت معركة (دير البلح) علي الصورة التي ذكرنا وكان دور الإخوان فيها مفخرة كبرى من مفاخر هذه الدعوة وأثرها في تكوين المحارب الناجح وبجانب الكسب الأدنى فقد غنم الإخوان عددا كبيراً من الأسلحة الرشاشة التي كانوا في أمس الحاجة إليها ولقد كلفهم هذا الانتصار غالبا فسقط منهم عدد كبير من الجرحى والشهداء وكان يزيد في عظم الخسارة استحالة تعويضهم من مصر وقت أن كانت المذبحة قائمة علي قدم وساق غير أن هذه الخسارة وما لا بسها من ظروف ومحن لم تزعزع من إيمان الإخوان وثباتهم.".

سيد عيد ... و موقفه من فتنة السندي

لقد كان أ. سيد عيد في بادئ الأمر مواليا لعبد الرحمن السندي ومشاركا في محاولة الإنقلاب التي أعدها السندي لإقالة المستشار الهضيبي المرشد العام للإخوان في ذلك الوقت ، لكن شيئا ما بداخله كان يترهب هذا الحدث ويرفضه ، حتى وقف في طريق إتمامها برغم أنه بالأمس كان من أفرادها المغرر بهم ..

يقول الأستاذ محمود عبد الحليم :

" أن اثنين كانا من أكبر المسئولين في النظام الخاص في القاهرة ، أحدهما الأخ صلاح العطار وكان مسئولاً عن النظام الخاص في شبرا ، وكان يعد أقرب شخصية إلي السندي ، وقد جعله السندي أركان حربه في إدارة المؤامرة .. والآخر الأخ سيد عيد وكان مسئولاً عن النظام الخاص في شبرا الخيمة .
كان هذان الأخوان بإخلاص كانا من العوامل التي أعدتها القدرة الإلهية لتقويض البناء الذي سهر علي بنائه واضعو الخطة ومنفذوها .

........

لما قابل الأخ سيد عيد الأخ صلاح العطار في يوم المؤامرة في مكان عينه له الأخ صلاح قرب جريدة الأهرام ، وجد الأخ صلاح الأخ سيد منخرطًا في البكاء لخطورة الحالة .. هدأه الأخ صلاح وقال له :
هناك ما هو أخطر من هذا : إن سيد سابق قام الآن من عند عبد الناصر ليبلغ السندي بموافقته علي الانقلاب داخل الإخوان وأنه لن يتدخل إلي أن يتم الأمر ؛ لأن تدخله سوف يقلب الأمور ، وأن التعاون مع عبد الناصر سيتم بعد نجاح الانقلاب ."

ويؤكد ذلك كلام أ. عباس السيسي :

" سيد عيد يوسف يقف فى صفه مؤازرا مساندا له بكل ما وسعته الطاقة ، ويلفظ ولايته للسندي ، ويعمل جادا لإحباط الفتنة " .
ولأن سيد عيد كان من تلامذة أ. سيد قطب ، فقد تأثر بكلمات قالها أ. سيد قطب بغضب ، ربما كانت سببا في فيئه للحق .. يقول أ. محمود عبد الحليم :
" يقول الأخ سيد عيد : في أثناء انتظارنا في ذلك المساء قرب منزل المرشد العام التقينا بالأخ الأستاذ سيد قطب ، وكان غاضبًا ويردد : يا فرحة الصهيونية والصليبية العالمية .

يقول الأخ سيد عيد :

وعندما أتيحت لي فرصة الالتقاء بالأستاذ سيد قطب في السجن سألته :
ما دخل الصهيونية والصليبية العالمية بخلاف داخلي بين الإخوان ؟ فقال لي : لقد اتصل بي الأستاذ علي أمين في الساعة الثانية ظهرًا يوم الحادث وقال لي : أين حاسة الصحفي عندك ؟ .. الإخوان قايمين علي بعض بالسلاح وأنت قاعد في البيت ؟! .
فقمت في الحال وأخذت سيارة تاكسي وذهبت إلي بيت المرشد فلم أجد شيئًا غير عادي .. وذهبت إلي المركز العام فلم أجد شيئًا لافتا للنظر كذلك .. ثم تحدث بعدها كل الأمور التي حدثت .. هذا ما جعلني أقطع بأن الأمر مدبر من أكثر من جهة ."
وبعد أن أوردت هذه الملاحظات ذات الدلالة ، ووضعتها بين يدي القراء ليستنتجوا منها ما يشاءون يجدر بي أن أذكر أن هذه الخطة ظلت مسيطرة أمسية ذلك اليوم ، وهزيعًا من الليل ..
حتى أفاق بعض المخدوعين ، ويتدخل من بعض الإخوان منهم الأخ عبد العزيز كامل الذي لازم المعتصمين معظم الوقت .. ويحسن تصرف الآخرين الكريمين الأستاذين صلاح العطار وسيد عيد" .

سنوات السجن ... و ثبات الموقف

مرت عليه محنة 54 فاعتقل ليخرج في عام 64 . يقول أ. عبد الحليم خفاجي :

" .. كنا قبله نترقب شهر أغسطس سنة 1964 ؛ حيث يكمل أول واحد منا هو الأخ سيد عيد مدة العشر سنوات المحكوم بها عليه "ثم أعيد اعتقاله في محنة 65 ، ليخرج ثانية في 1972م .
وفي هذه المحن لاقى من البطش و التنكيل والعذاب الأليم الشيء العظيم بداية من ويلات السجن الحربي ، و نهاية بالعديد من سجون مصر ، لكن الله تعالى ثبته و أيده ، فصمد و صبر وكان على العهد يرحمه الله .
وآتاه الله رحمة و فضلا من لدنه حيث أعير لدولة الكويت في عام 1974م وبقي بها حتى عاد لمصر في 2006م .
ويظهر من كلام الأستاذ سيد قطب انضباط الأستاذ سيد عيد والتزامه بالسمع والطاعة في هذه المحنة وما حدث خلالها إذ يقول رحمه الله :
وفي خلال الفترة من سنة 1962 إلى سنة 1964، انتهى الحال إلى أن تكون المجموعة التي في القناطر وعددها حوالي المئة.مصنفة كالآتي: حوالي 35 اندمجوا في الدراسة، وأصبحت لهم مفهومات واضحة في العقيدة الإسلامية وفي منهج الحركة الإسلامية..
وحوالي 23 آخرين يعارضون تماماً هذا الاتجاه، ويرفضون مبدأ السماع إلا من قيادة الجماعة في الواحة. وحوالي 50 يدرسون ولكنهم لم يصلوا إلى الوضوح الكافي وهم في الطريق إلى أن انتهت مدة سجن الجميع وخرجوا خلال 1965.

وفي مقدمة الذين يعتبرون قد درسوا وفهموا:

  • سيد عيد
  • الطوخي
ولا أملك تذكر كل الأسماء، لأني أعتمد دائماً فيها على ذاكرة الآخرين، ويمكن الاستعانة بذاكرة الأخ هواش أو الأخ الطوخي أو الأخ فوزي نجم ليذكرني بهذه الأسماء فهم يعرفونها معي ..
وفي مقدمة الذين عارضوا بشدة وأقاموا ضجة: أمين صدقي وعبد الرحمن البنان لطفي سليم عبد العزيز جلال والبقية يتذكرها الطوخي أو فوزي نجم أو مصطفى كامل.
وبعض هؤلاء أوصلوا إلى الأستاذ عبد العزيز عطية وغيره في الواحات صورة مضخمة ومشوهة عن الانقسامات الخطيرة التي وقعت في مجموعة القناطر، وصورة كذلك مشوهة عن أصل الأفكار والمنهج الذي يدور حوله الخلاف.
مما جعلهم في الواحات ينزعجون انزعاجاً شديداً سواء من الفكرة ذاتها أو من الخلاف حولها.وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!

وفاته

بعد عودة الحاج سيد عيد لمصر ، واصل خدمته من أجل الدعوة بكل همة و عزيمة و جندية صادقة حتى توفي إلى رحمة الله في مساء يوم الأربعاء وله من العمر 83 عاما ، و شيع الإخوان مع أهله و أقاربه و محبيه جنازته ظهر الأربعاء من مسجد الجمعية الشرعية بالمنصورة .

رحمه الله تعالى ، و أكرم نزله ، وجزاه عن كل ما قدم في سبيل دعوته أفضل الجزاء و أطيبه .

إقرأ أيضا

وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

وصلات داخلية

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

متعلقات أخرى

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو