سطور من حياة أستراليَّة ذاقت حلاوة الإيمان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطور من حياة أستراليَّة ذاقت حلاوة الإيمان


مقدمة

مسلمات بأحد المراكز الإسلامية

- عملي في الكنيسة قادني إلى الإسلام

- اهتز وجداني عندما استمعت إلى سورة مريم

سلمى.. أسترالية، نمت سنواتها الأولى بمدرسة كنسية، وفيها تلقت أولى مراحل تعليمها، وبدأت رحلتها لترى الحياة من خلف أسوار الكنيسة، وتستمع إلى لحنها مع دقات أجراسها.. وترانيم صلواتها، لكنها سرعان ما سرى في أوصالها نداء الفطرة.

وعبر السطور القادمة تروي سلمى رحلتها من ضيق الحياة إلى الرحابة رحابة الإسلام، حيث تقول:

"ولدتُ في أستراليا لأسرة تنتمي إلى طائفة "المورمن"، وهي طائفة لها بعض المعتقدات الخاصة بها، فهم يعتقدون أن كل البشر أولاد الله، والمسيح هو ابن الله الأكبر، وأن الوحي مستمر، ففي كل فترة يظهر لهم نبي وكتاب، ونبيهم الآن في أمريكا"، ثم التحقتُ بمدرسة تابعة للكنيسة، وبعد تخرجي عملتُ بالتدريس بالكنيسة، وكنتُ مستغرقةً في ديانتي؛ حيث كنتُ مدرسةً بالكنيسة وداعيةً خارجها.

وعلى الرغم من الصرامة التي كنتُ عليها والجد في نشر ديانتي إلا أنني كانت تؤرقني تساؤلات عديدة، كلما حاولت الاستفسار عنها أسمع إجابات لا أستطيع الاقتناع بها، فقد كنتُ أتساءل لماذا يحتاج الله إلى وسيط يمثله؟ ولم أقتنع أنه تعالى يحتاج إلى أحد ليغفر لنا، وكنت أشعر أن المسيح أقوى وأعلى مني روحانيًا ونبي، ولكن لم أستطع الاقتناع بأنه يحتاج أن يُصلب كي أنجو، وإنما أنجو بعملي".

آفاق العلم

وحول تحصيلها للعلوم تقول سلمى: "درستُ الفلسفة والأدب بالجامعة، وحرصتُ على دراسة الماركسية، والهندوسية والبوذية، وكنت مهتمة بتناسخ الأرواح، وحركات تحرير المرأة، وقد تعاطفت معها؛ لأن الغرب لا يُعطي المرأة أي حقوق، ولا تجد الحماية من أي نوع حتى في منزلها بين إخوتها وأقاربها، وإنما ينظرون إليها كجسد بدون عقل ولا شخصية، ويستخدمون النساء في الإعلانات لبيع السلع، إلا أنني وجدتها لم تحقق للإنسان شيئًا؛ لأن همها الأكبر كيف تنزع السلطة من الرجل وتمنحها للمرأة، مما يترتب عليه نقل مشاكل المرأة ومعاناتها إلى الرجل".

الزيارة

ومن العجب أن يكون السبب في الهداية هو زيارة تبشير.. تروي سلمى أحداثها قائلةً: "شاءت الأقدار أن أكون في زيارة أسرة لبنانية مسلمة لأدعوها إلى ديانتي "المورمن"، دعوني إلى الاستماع إلى سورة مريم باللغة العربية، وإذ بي أبكي وتهتز مشاعري، ثم قرأوها لي بالإنجليزية فوجدتُ فيها الإجابات الشافية لكل تساؤلاتي منذ طفولتي، وأحسست أن كل ما مضى من حياتي لم يكن صوابًا، وفي الاجتماع الأسبوعي بالكنيسة أخبرتهم أنني قررت أن أترك الكنيسة؛ لأنني وجدت طريقًا آخر، وشكرتهم لأن عملي معهم كان سببًا في اكتشاف الطريق إلى الله.

وأخذتُ أقرأ لأعرف عن الإسلام المزيد، وكلما قرأت ازددت تمسكًا به، وازددت يقينًا بأنه الحق، واختفت علامات الاستفهام من ذهني، ولفت نظري شمولية الإسلام ومثاليته في أمور كثيرة كانت تدور في ذهني، فوجدته يغطي كل جوانب الحياة، بينما الاتجاهات الأخرى تغطي جانبًا واحدًا فقط، لكن الإسلام دين شامل يحقق السعادة للإنسان في كل جوانب الحياة، وقد اكتشفت أن حركات تحرير المرأة قامت لأن الغرب لا يعطي المرأة أية حقوق، أما الإسلام فقد أعطاها حقوقها كاملة،ً دون أن تطالب بها، فتلك الحركات كل همها نزع السلطة من الرجل وإعطاؤها للمرأة، أما الإسلام فيهدف إلى إسعاد الاثنين.

وكذلك وجدت الصورة التي كنت أحلم بها للبشرية، وهي الوحدة؛ بغض النظر عن اللون أو الجنس أو اللغة، والتعاطف والتراحم بينهم، فلا توجد أي دعوة في العالم استطاعت أن تجمع البشرية كما جمعها الإسلام، ولكن للأسف المسلمون أساءوا إلى الإسلام؛ لأنهم يأخذون من الإسلام ما يريدون ويتبعون الغرب فيما يريدون، وغير المسلمين ينظرون إلى الإسلام من خلال الصورة التي يرسمها المسلمون وهي صورة قبيحة سيئة بعيدة عن الإسلام، والغرب يعرف كم أن حياتهم مريضة، ولكنهم يخافون الإسلام، فيهاجمونه ويرسمون صورة مضيئة للغرب.

وأشهرتُ إسلامي بالمركز الإسلامي بمالبورن؛ حيث تعرفت على بعض الأخوات المهتديات، وبدأت أعمل معهن في النشاط الدعوي، واكتشفت أن الإسلام أكثر الأديان انتشارًا في أستراليا، ولكن علينا مسئولية كبيرة، فعلينا أن نربي أولادنا على الإسلام ونعلمهم أن حياة الغرب مريضة، ولكن وسائل الإعلام لا تعطي إلا الصورة المضيئة للغرب، ويجب أن نعوِّد أولادنا على التفكير في كل شيء ولا نتركهم يتقبلون أي شيء يعطيه لهم الغرب دون تفكير، كما يجب أن نغرس العزة بالإسلام في نفوس أولادنا، والفخر بأمجاد أجدادهم، وأن يعلموا أن الإسلام أعطى الغرب الكثير، وأنهم أخذوا حضارة أجدادنا، ونسبوها إلى أنفسهم، وأن نعود إلى قيم الإسلام ومفاهيمه الصحيحة.

المصدر