رسالة برلمانية لرئيس الجمهورية لوقف تجاوزات الشرطة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسالة برلمانية لرئيس الجمهورية لوقف تجاوزات الشرطة
الضحية حمادة عبد اللطيف

10-10-2008

دعت رسالة برلمانية الرئيس محمد حسني مبارك إلى استخدام سلطاته لوقف تجاوزات وزارة الداخلية.

الرسالة التي بعث بها الدكتور حمدي حسن عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أشارت إلى ثلاث جرائم متتالية للشرطة تفصل بينها أيام أو ساعات؛ كان أولها ما حدث يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رمضان؛ حيث تجمع بعض ضباط الشرطة على المواطن حمادة عبد اللطيف ولي أمر تلميذة بمدرسة الجزيرة وأوسعوه ضربًا بوحشية غير مسبوقة تسبب في كسر الفقرات العنقية وتهتك شديد بالنخاع الشوكي نتج منه شلل رباعي وعدم تحكم نهائي ودائم في البول والبراز!

وأشار النائب إلى أن حمادة كان قد ذهب كمعظم أولياء الأمور مصاحبًا أبنائه إلى مدرستهم فرحين ببداية العام الدراسي مستبشرين بتنفيذ الأحكام القضائية (4 أحكام) صدرت لصالح مدرستهم "مدرسة الجزيرة"، إلا أن الشرطة بدلاً من أن تنفِّذ الأحكام الصادرة لصالح المدرسة هاجمت أولياء الأمور رجالاً ونساء وأطفالاً بوحشية غير مسبوقة؛ تضرب وتنزع ثياب الرجال والنساء وتخطف الأطفال من على أذرع وأيدي أمهاتهم، ملقيةً الرعب والفزع في قلوب الجميع، مجتمعين على حمادة بتوجيه وبتعليمات مباشرة من ضابط أمن الدولة محمد فاروق وتنفيذ فوري من نائب مأمور قسم شرطة مينا البصل الضابط السيد محمد السيد فأوقعوه أرضًا وسحلوه وركلوه بأحذيتهم على رقبته، وكانت النتيجة إصابته بشلل رباعي نتيجة هذا الاعتداء الهمجي الذي وقع عليه.

الغريب أن الشرطة قامت بعد ذلك باعتقال الضحايا والشهود لإرهابهم، وقامت النيابة بحبسهم وتركت المتهمين الأساسيين الذين اتهمهم حمادة عبد اللطيف طلقاء يمرحون ويعبثون بأدلة الاتهام!!

أما الحادثة الثانية التي أشارت إليها الرسالة فهي التي حدثت مع المواطن خليل إبراهيم خليل (62 سنة) في ليلة السابع والعشرين من رمضان، والذي أحرقه ضباط الشرطة وألقوه في الحجز لعدة أيام حتى تعفَّن الجرح!، ورغم تذلل أبناء الضحية للضباط لتحويله إلى المستشفى للعلاج إلا أنه لم يتم تحويله إلا بعد أن فاحت رائحة عفونة الجرح ولم يستطع أحد تحمل شدة رائحة العفن، "ولو رأيت سيادتكم الصور المنشورة للضحية تستطيع أن تحكم على مدى الجرم الذي يمارسه ويرتكبه بعض ضباط الشرطة ضد المواطنين"!!

وكانت الحادثة الثالثة من نصيب امرأة حامل ماتت بعد أن ضُربت بكعب بندقية حين دخل ضباط وجنود الشرطة المنزل، محاولين إلقاء القبض على أحد المتهمين, ثار على إثرها الأهالي وأحرقوا سيارة الشرطة وفرَّ الضباط والجنود هاربين من مسرح الجريمة بعد ارتكاب جريمتهم!!

وأكد النائب في خطابه إلى الرئيس أن الشرطة مكلفة بتنفيذ القانون وليس بإهداره، وعليها أن تلتزم بالتنفيذ بالوسيلة التي حددها القانون وبالطريقة التي تحفظ للمواطن كرامته، فضلاً عن حياته؛ فمن غير المقبول استمرار منهجية التعذيب هذه التي تنتهجها الشرطة ضد المواطنين، موضحًا أن هناك عشرات الضباط معروفة أسماؤهم (ليس أولهم محمد فاروق ضابط أمن الدولة ولا آخرهم السيد محمد السيد نائب مأمور قسم مينا البصل) ينكِّلون بالمواطنين، سواء كانوا متهمين أو أبرياء أو حتى مدانين يسلبونهم أغلى ما يملكون: كرامتهم، فضلاً عن محاولة قتلهم أو إصابتهم إصابات خطيرة بشكل متعمَّد كما في الحوادث سالفة الذكر, ولم نسمع عن أي عقاب لهم؛ مما يشجعهم وغيرهم على ارتكاب المزيد.

كما أشارت الرسالة إلى أن من سياسات وزير الداخلية ووسائله حاليًّا أن يرتديَ أفراد قوات الأمن المركزي الزي المدني العادي وينخرطون وسط المتظاهرين أو بين المواطنين العاديين في أي تجمع، ثُم يوسعونهم ضربًا بوحشية غير مسبوقة ويلقون القبض عليهم ويلقونهم في سيارات ميكروباص مدنية يستولون عليها من أصحابها وسائقيها حتى يبدو الأمر- إذا تم تصويره من الفضائيات أو الصحفيين- وكأنه عراك وشجار بين مؤيدين ومعارضين ليس للشرطة دخل به، وهذا إجرام ما بعده إجرام، ويبيِّن أن سياسة التعذيب وإزهاق الأرواح أو التعجيز هي سياسة ممنهجة تقوم بها وزارة الداخلية بضباطها ضد الشعب.

وأكد النائب في رسالته أيضًا أن السياسة التي تتبعها وزارة الداخلية الآن ستؤدي بالتأكيد إلى حرب أهلية بين الشعب والشرطة وفوضى عارمة لن يستفيد منها سوى الأعداء المتربصين بنا كلنا ودون تفرقة، مؤكدًا أن ما حدث بعد أن قتلت الشرطة المرأة الحامل بالصعيد من هجوم الأهالي على سيارة الشرطة وحرقها ومحاولة الفتك بأفرادها لهو شرارةٌ ضمن شرارات كثيرة انطلقت وسيتكرر الانتقام في مناطق عديدة ولن يتوقف وسيؤدي إلى نتائج فادحة.

ودعا النائب السيدَ الرئيس إلى تحمل المسئولية الدستورية وحماية المواطنين من منهج الداخلية وسياساتها لتعذيب المواطنين وقتلهم لبث الرعب في القلوب لضمان سلاسة انقياد الشعب لها كالنعاج!.

المصدر