رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة (2)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة (2)

بقلم / أ. عبدالمنعم الشريف


مقدمة

الإمام حسن البنا

من خلال تجوالنا مع الأستاذ البنا في الحلقة الماضية ، رأينا أنه بدأ بالتفكير في أوضاع الأمة ، وما آلت إليه أوضاعها في كل مناحي الحياة ، فقرر هو ومن معه من الإخوان حمل تبعة النهوض من جديد ولاحظنا أنه ارتكز في رؤيته لشكل هذا النهوض على عدة مرتكزات رئيسية ،وهي :

- دراسة التاريخ الإسلامي ، و وصَف وضع الأمة في مراحل ظهورها الأولى ، وتتبع عوامل الرفعة والمنعة التي حازتها بالتزامها لشرع الله ، ثم توغل بنا في أعماق مظاهر التحلل ، ومواطن الداء ، وعمل السنن الإلهية في مجتمعاتنا بالرغم من تخلل بعض الإفاقات من السبات العميق في ثنايا الصراع ومراحل التدافع ، إلى أن وصل إلى توصيف سيطرة المشروع الغربي على جميع مناحي حياة الأمة .

- ثم تابع الأستاذ البنا منهجيته في دراسة التاريخ فأجال النظر الفاحص في حياة بعض الأمم الناهضة ، وعرج على بعض الركائز النفسية التي أهلت هذه الأمم للسبق في ميادين الصراع.

- وبعد ذلك لفت نظر الإخوان إلى بعض حركات التغيير التي برهنت بثبات من يحملونها بأنها جديرة بالتفوق إن هي غالبت وثبتت .


دراسة الواقع

واليوم ينتهي بنا المطاف مع هذه الركائز التي اتخذها الأستاذ البنا قاعدة لانطلاقة في رسم صور النهوض المنشود ، إلى دراسة الواقع... فهيا بنا نرصد محاولاته في هذا المضمار فيبدأ بـ:

التحليل الوصفي (النوعي) للواقع

وقد علمتنا التجارب وعرفتنا الحوادث أن داء هذه الأمم الشرقية متشعب المناحي , كثير الأعراض , قد نال من كل مظاهر حياتها فهي مصابة في :

1- ناحيتها السياسية بالاستعمار من جانب أعدائها , والحزبية والخصومة والفرقة والشتات من جانب أبنائها .

2- وفى ناحيتها الاقتصادية بانتشار الربا بين كل طبقاتها واستيلاء الشركات الأجنبية على مواردها و خيراتها .

3- وهى مصابة من ناحيتها الفكرية بالفوضى والمروق والإلحاد ويهدم عقائدها ويحطم المثل العليا في نفوس أبنائها .

4- وفى ناحيتها الاجتماعية بالإباحية في عاداتها وأخلاقها والتحلل من عقدة الفضائل الإنسانية التي ورثتها عن الغر الميامين من أسلافها وبالتقليد الغربي يسرى في مناحي حياتها سريان لعاب الأفاعي فيسمم دمائها ويعكر صفو هناءها

5- وبالقوانين الوضعية التي لا تزجر مجرما ولا تؤدب معتديا ولا ترد ظالما ولا تغنى يوما من الأيام غناء القوانين السماوية التي وضعها خالق الخلق ومالك الملك ورب النفوس وبارئها .

6- وبفوضى في سياسة التعليم والتربية التي تحول دون التوجيه الصحيح لنشئها ورجال مستقبله وحملة أمانة النهوض بها

7- وفى ناحيتها النفسانية بيأس قاتل وخمول مميت وجبن فاضح وذلة حقيرة وخنوثة فاشية وشح وأنانية تكف الأيدي عن البذل وتقف حجابا دون التضحية وتخرج الأمة من صفوف المجاهدين إلى صفوف اللاهين اللاعبين .

إن داءا واحدا من هذه الأدواء يكفى لقتل أمم متظاهرة فكيف وقد تفشت جميعا في كل أمة على حدة ؟؟‍‍ّ يا أخي هذا هو التشخيص الذي يلمسه الإخوان في أمراض هذه الأمة وهذا هو الذي يعملون في سبيل أن يبرأها منه ويعيد إليها ما فقدت من صحة وشباب ( رسالة دعوتنا )


التحليل الكمي الإحصائي

ثم يتجه إلى التحليل الكمي الإحصائي :

'فاذكروا أيها الإخوان أن أكثر من ( 60% ) من السكان يعيشون معيشة الحيوان .. وأن مصر بها أكثر من ( 320 )شركة أجنبية تحتكر كل المرافق العامة وكل المنافع الهامة في جميع أنحاء البلاد ، وأن أكثر من ( 90 % ) من الشعب مهدد بضعف البنية وفقد الحواس ومختلف العلل والأمراض ، وأن مصر لازالت إلى الآن جاهلة لم يصل عدد المتعلمين فيها إلى الخمس ...! ( رسالة بين الأمس واليوم ) .

إليكم أيها الإخوان بعض الأرقام التي تنطق بما يهددنا من أخطار اجتماعية ماحقة ساحقة ، إن لم يتداركنا الله فيها برحمته ، فسيكون لها أفدح النتائج وأفظع الآثار :

  • الفلاحون .
  • العمال .
  • شركات الاحتكار.
  • العيادات الحكومية .
  • الأمية.
  • الجرائم.

أيها الإخوان...... هذه لغة الأرقام ، وهذا قليل من مظاهر البؤس والشقاء في مصر، فما سبب ذلك كله ؟... ومن المسئول عنه ...؟ وكيف نتخلص منه ، وما الطريق إلى الإصلاح ؟.... ( رسالة المؤتمر السادس ) .

وإذ أدركنا أن الواقع هو الفهم العميق لما تدور عليه حياة الناس وما يعترضها وما يوجهها ، فإن ما أراده الأستاذ البنا عليه رحمة الله من هذه المنهجية هو توجيه من انبرى للإنقاذ إلى محاولة رسم صورة واقعية لما يدور ، وصناعة خارطة دقيقة لساحة التغيير ، فقد كان صلى الله عليه وسلم ملتزماً بهذه الوسيلة حين وجّه أصحابه الكرام إلى الحبشة لعلمه بأن بها ملك عادل ، وتوجيهه لمعاذ رضي الله عنه بأنه سوف يلقى أهل كتاب في اليمن فكان التعامل معهم ليس كما الآخرين ، وذلك أثر من آثار فهمه لواقعه صلى الله عليه وسلم.

ويمكننا في هذا المقام أن نعرّج على واقعنا الوطني فهو الأقرب على خط المدافعة ، والأنسب لتوافر الشروط المنطقية للصراع ، وهو أحد الثغور التي نحن مطالبون بسدّها.

نحن بحاجة ماسة جدا إلى وصف الواقع الليبي وصف موغل في الواقعية والجدية من كل الجوانب ، وفي كل مناحي الحياة ، وعلى كل حركة أو منظمة ،أو أفراد أرادوا التغيير ، أن يقلبوا الوضع الاقتصادي للدولة ، ومواردها المالية ، وأوجه الصرف ، والميزانيات ، والدخول ، وحركة البنوك ، وقوانين التجارة و الاستثمار ، و معاهدات التعاون التجاري ، وأسباب التضخم ، ومناطق تركز الثروة ، والشرايين الحية التي تتدفق فيها ومنها الأموال ، كما يجب عليهم أن يستوعبوا الواقع السياسي .

ونظام الحكم بكل تفاصيله المملة والرتيبة ، وحركة القرار السياسي ، وآليات التنفيذ ، وكل ما يخص بنية النظام السياسي وأدواته الفكرية والثقافية والأمنية ، والسعي لفهم الحراك السياسي في الدولة ، والعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في توجيه الدفة ، وإحداث النقلات العاجلة والمرحلية ، ففي كل خطوة للدولة هناك نية ، وكل خطاب أو كلمة لمسئول ليست كلها من العبث ، واليقين أن هناك أمرٌ يراد ورغبة تنتظر التحقيق ، كما يجب فهم البنية القانونية للدولة ، بداية من الوثيقة الخضراء ونصوصها ومرورا بالقوانين العامة والخاصة وانتهاءً بالقوانين العرفية والمستحدثة .... الخ .

وفي اعتقادي ..إن أهم ما يجب توجيه الجهود إليه هو الواقع الاجتماعي ....أحوال الناس ، وأفكارهم ، واتجاهاتهم ، وتجمعاتهم ، واهتماماتهم ، ومستوياتهم في كل النواحي ، ومعرفة تركيبة المجتمع المدني الأهلي هي أهم وأخص ما يحتاجه المصلحون ، والسائرون على درب النهضة الوطنية والشاملة .


إمكانية النهوض

الإمام حسن البنا

لقد مَسَحْنا التاريخ ، وتعرفنا على الواقع الأليم ، وتحسَّسْنا مواقع الداء ، وعلِمْنا من خلال تتبعنا لحال الأمة أن المرض عُضال ، فقد استحكم التخلف ، واستوطن الضعف ، وفقدنا زمام أمرنا في كل شيء ،فأنظمتنا السياسية لا يجد العدل إليها مسلكاً ، وليس للكلمة الحرة فيها موْطئا ، بل عشش الطغيان فيها وفرّخ .....! وأما أنظمتنا الاقتصادية فهي تبع لغيرنا في كل تفاصيلها ومفرداتها ، ولم تذق طعم الاستقلال يوما ، اللهم إلا تفردها بمرض الرشوة ، والفساد المالي فإن الريادة لنا ...! ، وقد اجتمعت فينا من الآفات الاجتماعية ما تنوء بحملها الجبال ، وأصبحنا بين الأمم مضربا للأمثال ، تُنتهك مقدساتنا في كل يوم ولا يزيد ذلك إلا في غفلتنا ، و مشاهد القتل اليومي الذي يطال إخواننا في كل بقاع الإسلام لم تتجاوز استجابتنا لها كلمة ( نُندِّد )..، ولهذا كله تفطّن الإمام البنا عليه رحمة الله ، فندب إخوانه إليه ، ووضعهم أمام هذا الواقع المرير فقال :

كذلك شاءت لنا ظروفنا أن نواجه كل ذلك وأن نعمل على إنقاذ الأمة من الخطر المحدق بها من كل ناحية، وإن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا، وتنهض لمهمة كمهمتنا، وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها، لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات أو تتعلل بالآمال والأماني. وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوي شديد: بين الحق والباطل وبين النافع والضار وبين صاحب الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكبه وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين، وأن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجهد، والجهد هو التعب والعناء، وليس مع الجهاد راحة حتى يضع النضال أوزاره وعند الصباح يحمد القوم السرى.. (رسالة هل نحن قوم عمليون؟) .

وبوصف أكثر دقة وتحديدا يصف الأستاذ البنا المهمة بعبارات موجزة ، ولكنها تشير إلى مقصد القرآن ، ومضمون رسالة الأنبياء ،وحقيقة ميراثهم ، وغاية كل مؤمن عامل لهذا الدين فينطق :

إن مهمتنا سيادة الدنيا وإرشاد الإنسانية كلها إلى نظم الإسلام الصالحة وتعاليمه التي لا يمكن بغيرها أن يسعد الناس ...' ( رسالة إلى أي شيء ندعو الناس ) .

ثم يعود ويؤكد : إن العالم كله حائر يضطرب،، كل ما فيه من النظم قد عجز عن علاجه ولا دواء له إلا الإسلام، فتقدموا باسم الله لإنقاذه، فالجميع في انتظار المنقذ، ولن يكون المنقذ إلا رسالة الإسلام التي تحملون مشعلها وتبشرون بها. ' ( رسالة إلى الشباب ) .

ولكن بالرغم مما نحن فيه ، فإن العلاج ممكن ، والقيام يحصل ، والمخرج موجود ، والملاذ من ذلك كله يكمن في سبيل واحد لا غير .. ! إنه ..الإسلام ..، فيقول :

'دعوت قومي إلى أن يختاروا ، أو بعبارة أصح و أوضح , إلى أن يبروا بعهدهم مع الله ومع أنفسهم فيقيموا دعائم حياتنا الاجتماعية في كل مظاهرها على قواعد الإسلام الحنيف , وبذلك يسلم مجتمعنا من هذا القلق والاضطرابات و البلبلة التي شملت كل شيء , والتي وقفت بنا عن كل تقدم , والتي حالت بيننا وبين أن نتعرف الطريق السوي إلى علاج أية قضية من قضايانا الكثيرة المعلقة في الداخل و الخارج , وقلت إنه لا سبيل إلى النجاة إلا هذا الاتجاه عقيدة وعملا بكل ما نستطيع من حزم وسرعة .' ( رسالة مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي ) .

ثم يشير إلى أهمية مرحلة الانتقال من حال الضعف إلى حال القوة ، ومن التخلف إلى التقدم ، ومن التبعية إلى القيادة ، ومن الذل إلى العزة ، وكلما كانت البداية سليمة كانت أدعى إلى الاستمرار و المواصلة :

'وإن أخطر العهود في حياة الأمم وأولاها بتدقيق النظر عهد الانتقال من حال إلى حال , إذ توضع مناهج العهد الجديد وترسم خططه وقواعده التي يراد تنشئة الأمة عليها والتزامها إياها , فإذا كانت هذه الخطط والقواعد والمناهج واضحة صالحة قويمة فبشر هذه الأمة بحياة طويلة مديدة وأعمال جليلة مجيدة , وبشر قادتها إلى هذا الفوز , وأدلتها في هذا الخير ,بعظيم الأجر وخلود الذكر وإنصاف التاريخ وحسن الأحدوثة .' ( رسالة نحو النور ) .


دلالات النهوض

الدلالة الاجتماعية

يقول علماء الاجتماع إن حقائق اليوم هي أحلام الأمس , و أحلام اليوم هي حقائق الغد , و تلك نظرة يؤيدها الواقع و يعززها الدليل و البرهان , بل هي محور تقدم الإنسانية و تدرجها مدارج الكمال , فمن ذا الذي كان يصدق أن يصل العلماء إلى ما وصلوا إليه من المكتشفات و المخترعات قبل حدوثها ببضع سنين , بل إن أساطين العلم أنفسهم أنكروها لأول عهدهم بها , حتى أثبتها الواقع و أيدها البرهان , و المثل على ذلك كثيرة , و هي من البداهة بحيث يكفينا ذلك عن الإطالة بذكرها . ' ( رسالة إلى أي شيء ندعو الناس )


الدلالة التاريخية

قد أشرنا إلى الدلالة التاريخية في الحلقات السابقة وشرحناها بشكل مفصل ، ومن أراد الإطلاع يمكنه الرجوع إليها .


الدلالة المنطقية

و ثم نظرتان سلبيتان تحدثان النتيجة بعينها و توجهان قلب الغيور إلى العمل توجيها صحيحا .

أولاهما : أن هذه الطريق مهما طالت فليس هناك غيرها في بناء النهضات بناء صحيحا و قد أثبتت التجربة صحة هذه النظرية .

و ثانيتهما : أن العامل يعمل لأداء الواجب أولا , ثم للأجر الأخروي ثانيا , ثم للإفادة ثالثا , و هو إن عمل فقد أدى الواجب , و فاز بثواب الله ما في ذلك من شك , متى توفرت شروطه , و بقيت الإفادة و أمرها إلى الله , فقد تأتي فرصة لم تكن في حسابه تجعل عمله يأتي بأبرك الثمرات , على حين إنه إذا قعد عن العمل فقد لزمه إثم التقصير , و ضاع منه أجر الجهاد و حرم الإفادة قطعا , فأي الفريقين خير مقاما و أحسن نديا ؟ و قد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في صراحة و وضوح في الآية الكريمة : ( وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165)...) ( الأعراف ) ( رسالة إلى أي شيء ندعو الناس ) .


الدلالة الدينية

1. مرحلة الضعف والاستضعاف :

( ...نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْض ........( القصص3-6 ) .

2. مرحلة الزعامة المؤهّلة :

( فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ( 21 ).. ) ( الشعراء 16-21 ) .

3. مرحلة الصراع والتدافع :

(وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) 0 الأعراف 127-128 ) .

4. مرحلة الإيمان والتحدي :

(قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73 ) ) ( طه 72-73 ) .

5. مرحلة الانتصار والنجاح :

( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ .....إلخ الآية ) .( رسالة إلى أي شيء ندعو الناس ) .

وعلى ذلك :

فالأدلة الاجتماعية ..والتاريخية ...والمنطقية ...والدينية ...تؤكد إمكانية النهوض والانطلاق ..! والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا التأكيد هو : إذا كانت النهضة ممكنة ، ما هي القوانين والقواعد التي تحكم عملية النهضة؟

تلك هي مادتنا في الجزء القادم بعون الله

للإطلاع على باقي الأجزاء:


للمزيد عن دور الإخوان في الإصلاح

كتب متعلقة

من رسائل الإمام حسن البنا

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

الإصلاح السياسي:

الإصلاح الإجتماعي ومحاربة الفساد:

تابع مقالات متعلقة

رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة

قضايا المرأة والأسرة:

الإخوان وإصلاح التعليم:

موقف الإخوان من الوطنية:

متفرقات:

أحداث في صور

.

للمزيد عن الإمام حسن البنا

Banna banner.jpg