د. الكتاتني: تلاحم الشعب سر نجاح ثورة 25 يناير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. الكتاتني: تلاحم الشعب سر نجاح ثورة 25 يناير

بقلم: شيماء جلال


سر نجاخ ثورة مصر

أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة أن سرَّ نجاح ثورة مصر أنها ثورة شعبية خالصة، لافتًا إلى أن جماعة الإخوان شاركت فيها مثلها مثل غيرها، وأنها لم تسعَ لقيادتها والركوب على الموجة كما يدعي البعض؛ حيث إنها منذ نشأتها وهي تسعى لتوحيد الصف الوطني.

وأوضح خلال مشاركته في برنامج (مصر النهاردة) بالتليفزيون المصري الرسمي مساء أمس، أن أهداف الثورة هي القائد الحقيقي لها ولا يوجد أي فصيل يشار إليه على أنه القائد للثورة، موضحًا أن الثورة جمَّعت الشعب بكافة أطيافه؛ حيث شارك فيها الإخوان ولم يرفعوا أي شعارٍ بل كانوا مثل غيرهم ممن شاركوا من أبناء الوطن، مما كان له الدافع الأكبر في نجاح الثورة.

وعن مشاركة الإخوان في يوم 25 يناير أوضح د. الكتاتني أن الدعوة للتظاهر في هذا اليوم كانت دعوةً إلكترونيةً أطلقها مجموعة من النشطاء وتم السماح فيها لشباب الإخوان بالمشاركة، وفي الوقت ذاته نظَّمت مجموعة من القوى الوطنية ورموز البرلمان الشعبي، وكان من بينهم الإخوان، مظاهرةً أمام دار القضاء العالي، مبينًا أن مظاهرات يوم 25 يناير كانت رسالةً مناهضةً لممارسات الداخلية في يوم عيدها.


سقف المطالب ارتفع

ولفت إلى أن سقف مطالب الثوار ارتفع شيئًا فشيئًا بالتوازي مع عناد النظام؛ حيث بدأت مطالبة الثورة بحزمةٍ من الإصلاحات، وما لبث أن ارتفع سقف المطالب للمطالبة بإسقاط النظام، ومن ثَمَّ إسقاط الرئيس، مشيرًا إلى أن استفزاز النظام كان وراء تدفق مطالب الثوار وإصرارهم، كما أن الأربعاء الحزين الذي أُطلق عليه "معركة الجمل" كان سببًا في تمسك الشباب بمطالبهم بشكلٍ أكبر، واصفًا ما حدث بأنه الدبة التي قتلت صاحبها، في إشارةٍ إلى الحزب الوطني البائد وأعوانه.

وحول ما أثير بشأن مشاركة الإخوان في الحوار مع النائب السابق عمر سليمان، أوضح أن موقف الإخوان في البداية كان رافضًا للحوار والمشاركة فيه؛ حيث كان هناك حذر من موقف النظام، ملمحًا أنه مع بدء ظهور جدية من جانب النظام في إجراء الحوار بدأت الجماعة في التحاور ولكن بشروط، يأتي في مقدمتها ألا يكون الحوار منفردًا، وأن يكون علنًا، فضلاً عن حتمية وقف حمامات الدماء التي تتم بحقِّ المتظاهرين حينئذ، وألا يُؤثِّر الحوار على سير المظاهرات، وأخيرًا أن تكون المطالب المطروحة على مائدة الحوار خاصة بالشعب بأكمله وليس بالإخوان فحسب، إلا أن الحوار الذي أُجري ولم يستكمل مع تتطور الأحداث، فضلاً عن كونه أشبه بالجلسات البروتوكولية، فمن ثَمَّ خرج البيان ضعيفًا ولا يرقى للمطالب المطروحة.

وبشأن ما أثير بوجود اتصالات بين جماعة الإخوان المسلمين والسفارة الأمريكية نفى د. الكتاتني ذلك الحديث، موضحًا أن الدكتور فتحي سرور طلب منه الحضور في لقاءٍ يجمع بين عددٍ من نواب البرلمان مع وفدٍ من الكونجرس الأمريكي، وحينما أعرب عن اندهاشه من طلب د. سرور بأن يحضر اللقاء، أخبره الأخير بأنها "تعليمات".


وسيلة ضغط

وكشف أن حضوره وتمثيله في هذا اللقاء ما كان إلا وسيلة ضغط خارجي؛ نظرًا لما يحدث للمعارضة المصرية من إقصاء، موضحًا أن نواب الكتلة البرلمانية للإخوان هي نواب للأمة والشعب بأكمله، ومن ثَمَّ قد تأتي إليهم وفود وضيوف أجنبية للتعرف على الأوضاع فقط.

وحول أداء نواب الإخوان خلال برلمان 2005م أشار د. الكتاتني إلى أن الإخوان كان لهم دور كبير وبارز خلال سنوات وجودهم البرلماني، ما بين سن تشريعات قانونية من ناحية، وما بين مراقبة لأداء الحكومة من ناحيةٍ أخرى، مستنكرًا حالة القمع والإقصاء التي كانت تتم لنواب الإخوان؛ حيث لم يعرض التليفزيون المصري أي جلسة من الجلسات التي شارك فيها الإخوان وإنما كانت تبث تقارير.

وشدد على أن مضابط المجلس هي الفيصل والحاكم على أداء الإخوان بالبرلمان، موضحًا أن الإخوان تقدموا بمشروع قانون لمباشرة الحقوق السياسية ولضمان إجراء الانتخابات بشكلٍ نزيه، ولكن النظام وضعه طي الأدراج.

وعن اليد الأساسية التي قامت بالتزوير في انتخابات مجلس الشعب الماضية قال د. الكتاتني: إن الحزب الوطني المتهم الأول بمشاركة جهاز أمن الدولة، فضلاً عن غياب الإشراف القضائي الذي تسبب في السماح لبعض الموظفين للقيام بعمليات تزوير وتسويد ممنهجة للبطاقات الانتخابية داخل اللجان، فضلاً عن عمليات الملاحقة المستمرة لنواب الإخوان.

وشدد على أن الإخوان يملكون أدلة تزوير المجلس؛ حيث يتوافر لديهم 7 أسطوانات تنقل بالصوت والصورة عمليات التزوير والملاحقة الأمنية لنواب ومرشحي الإخوان.


توصيف الجماعة

Ikhwan-logo1.jpg

وحول توصيف الجماعة أكد د. الكتاتني أن الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة تؤمن بشمولية الإسلام؛ لأن السياسة والحكومة جزءٌ أساسي من الإسلام، ومن ثَمَّ الجماعة تمارس السياسة والدعوة والعمل الاجتماعي، ممثلةً لمفهوم الإسلام الشمولي، مبينًا أن الإخوان حينما يمارسون السياسة يمارسونها بأخلاق الإسلام الفاضلة.

وشدد على رفض الإخوان للنموذج الإيراني، مؤكدًا أن الجماعة هي واحدة ممن ينادي بالدولة المدنية بمعنى أن الشعب والأمة هم مصدر السلطات، ومن ثَمَّ يستطيع الشعب أن ينتخب رئيسه ويتمكن من محاسبته، موضحًا أن الإخوان ينادون إلى دولةٍ مدنيةٍ تعمل بمبادئ الشريعة الإسلامية التي تعدُّ في الأساس مبادئ تصلح للدنيا بأكملها لأنها داعمة لكل الحقوق والحريات.

وعن موقف الإخوان من الأقباط أوضح د. الكتاتني أن الأقباط إخوة لنا في الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، مشددًا على ضرورة احترام عقائدهم ودور العبادة الخاصة بهم.

ولفت إلى أن النظام البائد كان دومًا ما يسعى لجعل الإخوان فزَّاعة للأقباط وللغرب أيضًا؛ حيث يخيف الأقباط بنا من ناحية، والغرب من ناحيةٍ أخرى.

وحول طرح الإخوان لفكرة إنشاء حزب سياسي أكد د. الكتاتني أن الإخوان سيتخذون خطواتٍ في هذا الشأن عقب تعديل الدستور، لافتًا إلى أن النظام كان السبب الرئيسي وراء فكرة رفض إنشاء الحزب، لما يفرضه من قيودٍ بجانب وجود عناصر من النظام داخل لجنة شئون الأحزاب، فكانوا يرفضون أي حزب له امتداد جماهيري.


الترشح للرئاسة

لافتة تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم خيرت الشاطر وحسن مالك

وجدد طرح الإخوان بشأن عدم الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية أو السعي للحصول على أغلبية بالبرلمان، مؤكدًا أن الإخوان يريدون الإصلاح ويسعون لإتاحة فرص تنافس عدالة بين كل الأطياف والحركات السياسية في المجتمع المصري، بالإضافةِ إلى أن مصر تمرُّ بمرحلة حرجة وتحتاج إلى إعادة بناء بأسلوب راقٍ وليس بنفس نهج وأسلوب الحزب الوطني الذي ظلَّ الشعب يعاني منه طيلة سنوات ماضية.

ونفى وجود تيارات أو انشقاقات داخل جماعة الإخوان، موضحًا أن الجماعة لا يوجد فيها مغانم، بل إن مَن يدخل الجماعة يبذل من جهده ووقته ونفسه، وهناك الرأي والرأي الآخر، مشيرًا إلى عمل الإخوان في ظلِّ الملاحقة الأمنية في العهد البائد، مؤكدًا أن العمل في ظلِّ القانون والعدالة أفضل بكثير؛ حيث كان الأمن يلاحق اجتماعات الإخوان فيما سبق وكأنه أمرٌ محرمٌ عليهم.

وحول ما أشيع بشأن ضلوع الإخوان في حرق أقسام الشرطة استنكر د. الكتاتني هذا الاتهام، مؤكدًا أن جماعة الإخوان لا تلجأ لاستخدام العنف بأي شكلٍ من الأشكال، قائلاً: "الإخوان هم مَن شاركوا في حماية المواطنين والكنائس ضمن اللجان الشعبية، وإن ثبت تورط أي فردٍ من الإخوان في مثل هذه الأعمال فليقدم للمحاكمة".

وطالب القوات المسلحة بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر ورجل الأعمال حسن مالك، مشددًا على أن جماعة الإخوان المسلمين تتطلع إلى مرحلةٍ يستطيع فيها الشعب المصري أن يُعبِّر فيها عن إرادته.

المصدر