ديوان شعر
ديوان شعر الصبر والثبات نفثات مجاهد في سبيل الله جمال فوزي
تقديم
مر قارض هذا الشعور بأنواع من التعذيب والاعنات لم يبتل الله بمثلها سواه. وهو في نفس الوقت شاعر. والشعر وجدان وأحاسيس وتعبير –فإذا امتزجت كل هذه العناصر بعضها ببعض. قرأت شجنا واستعرضت حزنا. وتبينت منبرا ولمست صدقا. أنت ثائر على الظلم إذا استعرضته معه. وأنت أسوان مع الحزانى إذا مر بهم أمام خاطرك. وأنت غاضب على الظلم كاره له إذا شاهدت من خلال الشعر أيديهم تعلو باللهب وتنزل محترقة. أنت معه في كل ما أراد منك أن تكون معه فيه. وهذا هو الصدق في القول.
جزى الله الأخ جمال خيرا. ففى كتابه شعر فيه عاطفة وفيه تاريخ وفيه عرض وفيه ذكرى وفيه جهاد من أجل وجه القوى القدير.
من أحب العمل في سبيل الله فإنه واجد في هذا الكتاب الكثير من بغيته على بصيره ينتهى منه القارئ فإذا به أحد رجلين –مقدم أو محجم فاختر لنفسك ما يحلو –والمرء حيث يضع نفسه "والله يقول الحق وهو يهدى السبيل".
عمر التلمسانى
إهداء
إلى أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..
إلى أولئك الذين صبروا وصابروا ورابطوا ..
إلى أولئك الذين انصهروا في بوتقة الإيمان فاكتسبوا صلابة وثباتا ..
إلى أولئك الذين زادتهم السجون والمعتقلات صقلا وعمقا ..
إلى هؤلاء جميعا أهدى ترجمة صادقة لتاريخ محنة صنعت رجالا يعضون على دين الله بالنواجذ ..
جمال فوزي
مقدمة
إن كتابى هذا تاريخا لمحن أحاطت بالإخوان المسلمين – فلن تكفينى مجلدات ضخام ..
ولكنه مقتطفات أسجل بها نماذج من همجية الأساليب التى أحاطت بصفوة تقول ربنا الله وتنادى بتحكيم كتاب الله دستورا تستنقذ به أمة تنكبت طريق الحق فأذاقها الله وبال انحرافها وعاقبة تقصيرها ..
وتلك عجالة صورتها شعرا بين جدران السجون ومن خلال الذكريات الإسلامية خارجها –ما تزيدت وما وفيت مستعينا بالله سبحانه وتعالى مستعينا بالله سبحانه أن لا يكون شعرى بضاعة أرضية أبغى بها شهرة أو كسبا ولكنى قصدتها معانى تجرى فيا مجرى الدم دافعة إلى العمل الخالص لوجه الله – مذكرة بالأشواك التى غرست فى طريق الإسلام وواجبنا حيالها ..
تاريخ طويل بدأت حلقاته يوم أن خرج أمامنا حسن البنا رضى الله عنه وأرضاه ليعلنها على الناس إسلامية قرآنية محمدية في وضوح لا غموض معه.
وفي صراحة لا التواء فيها وفي قوة لا يعرف الضعف إليها سبيلا.
يخاطب بها الناس ليردهم إلى حظيرة الإسلام من جديد ويخاطب بها كتائب الحق لتعرف مواضع الخطى وأسلوب العمل وتبعات المسيرة.
أنتم لستم جمعية خيرية ولا حزبا سياسيا ولا هيئة موضعية الأغراض محددة المقاصد ولكنكم روح جديد يسرى في قلب هذه الأمة فيحببه بالقرآن ونور جديد يشرق فيبدده ظلام المادة بمعرفة الله وصوت دلو يعلو مرددا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الحق لا غلو فيه .. أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلى عنه الناس.
إذا قيل لكم إلام تدعون. فقولوا نحن ندعو إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. والحكومة جزء منه. والحرية فريضة من فرائضه – فإن قيل لكم هذه سياسة. فقولوا هذا هو الإسلام. ونحن لا نعرف هذه الأقسام. فإن قيل لكم أنتم دعاة ثورة. فقولوا نحن دعاة حق وسلام نعتقده ونعتز به. فإن ثرتم علين ووقفتم في طريقنا فقد آن لنا أن ندفع عن أنفسنا وكنتم الثائرين الظالمين آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنتم به مشركين فإن لجئوا في عدوانهم فقولوا سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين.
ثم يعلمنا إمامنا رضوان الله عليه في كلمات قصار واجبات من شرفه الله بأن يكون بين صفوف العاملين لدعوة الله يوم أن قال.
وقفت نفسى منذ نشأت على غاية واحدة هى إرشاد الناس إلى الإسلام حقيقة وعملا ولهذا كانت فكرة الإخوان المسلمين إسلامية بحتة في غايتها ووسائلها لا تتصل بغير الإسلام في شيء.
وعلى هذه المعانى تربى الجيل الذي ترجم المفاهيم الإسلامية إلى عمل أقض مضاجع أعداء الإسلام –فقام الصراع بين الحق والباطل وكان لابد له أن يقوم.
دعوة الإسلام تجدد نفسها وتربى جندها فتراهم في فلسطين والقنال إسلاما يتحرك بين الناس يذكرهم بالرعيل الأول في جهاده ويتذكر بها أعداء الإسلام مصائرهم الأولى.
من أجل ذلك تكاتفت قوى الشر في الشرق والغرب معا لإيقاف هذا المد – وسهلت عليهم مهمة اصطناع العملاء يدا منفذة لمؤامرات تلو مؤامرات.
واستشهد حسن البنا رضوان الله عليه – استشهد الرجل الذى عرف كيف يعيش وكيف يموت.
استشهد حسن البنا بدع أن ترك جيلا قوى الإيمان كله حسن البنا.
وتلاحقت القضايا من قبل 23 يوليو سنة 52 ومن بعدها وكلها لمؤلف واحد ينفذها عميل على نمط واحد وتتابع الشهداء نتيجة للتعذيب بين جدران السجون تارة وبين أعواد المشانق تارة أخرى فما ألان بذلك للكتيبة الخرساء عريكة وما أوقف لها الطغيان جهادا ولا مدا.
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
وفي الجانب الآخر نرى هزائم وفضائح يندى لها جبين الدهر.
والنتيجة أن الخط البيانى للإسلام يتجه بحمد الله إلى أعلى –وخط أعداء الإسلام البيانى دواما في اتجاه إلى أسفل وتلك ظاهرة تحتاج من أصحاب الدعوات مواصلة العمل دون كلل فالإسلام أمانة في الأعناق نسأل عنها بين يدى الله سبحانه.
علينا أن نستقرئ تاريخنا بعمق وأن تكون المحن التى مرت بنا منحا من الرحمن نشكرها بعمل دائب لا تعوقه لمسات الماضى بحلوها غرورا أو بمرها فتورا – فعمل أعداء الإسلام المنظم لا يغلبه إلا إسلام منظم يعرف مواقع الضربات الموجعة في أساليب أعدائه والخطوات المثمرة في أسلوب أبنائه.
فإذا لم أحترق أنا ولم تحترق أنت ولم يحترق هو – فكيف يخرج من الظلمات نور.
جمال فوزي تعارف
أسمعك شعرى فقد تشجيك ألحانى على أخاطب وجدانا بوجدان
فإننى مــا قرضت الشعــر قافيـــة أهدافها نغمات وفق أوزان
لكنها فكرة تجرى الدماء بها تحرك القلب في صدق وإيمان
وها أنا يا أخى إن رمت معرفتى حتى أراك مع الأيام شريانى
أخوك: جمال فوزي
إلى روح إمامنا الشهيد حسن البنا
ذكراك يا مرشد الإخوان نحييها
تعلو لها الرأس إكبارا لماضيها
خرجت للناس بالقرآن تعلنه دستور حككم وفي شتى مناحيها
سيرة المصطفى درسا تلقنه كتائب الحق في صدق وترويها
وأثمر الغرس واجتاحت قوافله شتى الحواجز فارتاعت أعاديها
وبرهنت صدقك الأيام فارتفعت لدعوة الحق آيات تزكيها
كفى بها مخرسا للجاحدين كفى برهان حق أذلت هام شانيها
وكنت ترقب أشواك الطريق فما غفلت يوما وفي حزم تنحيها
أعلنت يا مرشدى في صدق داعية أن الدعاة سيلقون الأذى فيها
سجن وبطش وتشريد بساحتها قتل الكرام وفي أقسى لياليها
لكنه الصقل إعدادا لقافلة بالنفس والروح والأموال تفديها
رأى الذئاب لواء أنت رافعه فهالهم ما رأوا من عزم بانيها
ودبروا في ظلام الليل مذبحة فكنت فيها شهيدا لا يباليها
قد أطلقوها رصاصات وفاتهموا أن الرصاصات لن تمحو مراميها
فدعوة الحق لا تخبو مسيرتها لا تستطيع جيوش أن تواريها
مهما تعملق أقزام بساحتها مهما تطاول إجرام يجافيها
مهما تفر عن أغرار فرايتها تظل تدحر في الدنيا أفاعيها
فالله صاحبها والله ناصرها والله حافظها والله مبقيها
والله أرسى قواعدها معمقة في قلب أجنادها والله موحيها
والله برأها من كل ما وصموا تبارك الله مجريها ومرسيها
أينكرون على الإخوان دعوتهم شاهدت وجوه العدا شلت أياديها
ماذا جناه دعاة الحق من قدم هل حللوا الخمر وارتادوا ملاهيها
هل عطلوا شرعة الرحمن في صلف ألغوا حدودا وجابوا أرضا تيها
هل أنشأوا حزب الحاد يمارسها حربا على ديننا مسخا وتشويها
هل صوروا الدين رجعيا يؤخرنا عن التقدم إنكارا وتمويها
هل خربوا كل تشييد أقيم بها هل حرقوا في حماقات مبانيها
يا دولة العلم والإيمان إن صدقت إنى وفي صيحة لله أبديها
من ذا الذي مكن الإلحاد في سفه من ذا الذي ملك الحمقى نواصيها
من ذا الذي حارب الإخوان في قحة حتى ظننتم قرار الحل يرديها
ظنوا المشاعر ماتت فألهبها عمى القلوب ضرام الحقد يكويها
ها قد جنيتهم ثمار الالتواء فمن يغرس بساحتها الأشواك يجنيها
الله غايتنا تلقى عداوتكم وبات ماركس يعبث في أراضيها
المنكرون لذات الله بات لهم حزب يحطم أمجادا ويفنيها
الاشتراكية العرجاء مذهبهم والدعر والفسق والإسفاف يكسوها
وتحت سمع من الحكام في بلد باتت تعانى من الفوضى مآسيها
يا دولة العلم هذا العلم مهزلة ما دام من شأنه الحمقى يواليها
شاركتموا من قريب صنع نكستها حين احتضنتم حثالات بواديها
دعوا التشدق بالإيمان وانتبهوا إن لم يفيقوا فغرقى في دياجيها
دعنى على صفحة التاريخ أرصدها لكل جيل يروم الحق أحكيها
لمن أراد لدين الله عزته لينصر الحق دانيها وقاصيها
دعنى أقص على أسماعهم صورا تندى الجبين وتدمى من مآقيها
يا مرشدى وتوالت بعدها محن زاد الرجال بها صقلا ينميها
فالناصرية قد باتت تكيد لهم سلوا السجون تحدث عن ضواريها
جاءوا بأحقر جلادى الطغاة لكى ترى السجون رجالات تعانيها
جاءوا بحمزة فاندفعت قوافله من الكلاب لتنهش أو لتدميها
جاءوا بسفاحها بدران فامتلأت رمالها بدعاة الحق تطويها
جاءوا بجلادها الروبى يعلنها مذابحها كانت الأحقاد تعلوها
يا مرشدى نم رعاك الله مرتقبا في كل أجوائها زحفا يلبيها
لا السجن يرهبها لا الحل يحجبها ولا المشانق والتقتيل يثنيها
الله أكبر دوت رغم أنفهموا فالموت في ساحها أسمى أمانيها
إلى روح المرحوم الأستاذ حسن الهضيبي
خليفة حسن البنا
خضت الأعاصير عملاقا لترسيها
بر الأمان ورب العرش راعيها
وكان ما كان من كيد ومن خدع فما وهنت لجبار يعاديها
ظللت ترفع في الآفاق رايتها لتعلن الحق في شتى مناحيها
ما بين قضبانها تسمو على محن أحنت لك الرأس في أعتى لياليها
وزادك السجن تمحيصا وتجربة فحكمة الله في الأبرار يجريها
واليوم نادتك جنات لتسكنها في الخالدين وتلقى إخوة فيها
والعهد أن نكمل الأشواط في ثقة بالله حقا وفي أسمى معانيها
حتى نرى شرعة الرحمن غالبة والناس تسجد إجلالا لباريها
فكفكفوا الدمع إن سالت مآقيها هى الملائك عزت في مناجيها
الطاغية عبد الناصر
تلك أبيات قلتها بينما كنت أقيم
تحت الحراسة في مستشفى المنيل الجامعى
وأجريت لى عمليات جراحية من آثار تعذيب أعوان الطاغية
وخلال ما كنت أعانيه من آلام أذكر معها حقبة من الزمن فاقت أساليب فرعون.
إذا برحمات الله سبحانه تجتث هذا الطاغوت في عنفوان قوته وجبروته.
وكان ذلك في 28 سبتمبر سنة 1970.
إلى الطاغية السفاح
هبنى امتدحتك بين الناس قاطبة حتى جعلتك بين الناس عملاقا
وبين شتى الزعامات التى سبقت تمسى زعيما غزا في الناس أعماقا
هبنى زعمتك قديسا تباركنا وقلت إنك خير الخلق أخلاقا
من ذا الذي يصدقنى بين الألى عرفوا عنك الخداع وسفاحا وأفاقا
نكلت بالناس في حمق وفي صلف كأنك الموت في الآفاق أفاقا
وها هو الموت قد أرداك محتقرا كيما ترى القبر تعذيبا وإرهاقا
أعوان بطشك باتوا اليوم مهزلة لا تستحق من الأطهار إشفاقا
فذق بقبرك نارا أنت تاركها إلى جهنم تمزيقا وإحراقا
إن الجحيم الذي تصلاه مكتئبا ما زال يحمل للطغيان أشواقا
إلى السفاحين
قيلت خلال محاكمات الجلادين أمام محاكم الجنايات والناس تنظر ولا تكاد تصدق إلى أقفاص الإتهام فترى من كان يقتل الأبرياء تلذذا بدمائهم .. وترى من كان يمزق الجلود إرضاء لجبارهم ..
" وما الله بغافل عما يعمل الظالمون "
إلى السفاحين بين القضبان
يا دهر عفوا ويا تاريخ معذرة كم سجلوا فيكما زورا وبهتانا
كم ألبسوا الظلم ثوب الحق واقترفوا من الجرائم أشكالا وألوانا
حتى القضاء أغاروا فوق ساحته داسوا قداسته قهرا وطغيانا
والناس قد شهدوا للطهر مذبحة حين استباح له السفاح أركانا
حتى رأينا ألاعيبا ومهزلة تندى الجبين بشر الناس أعوانا
يعلوا المنصة خوار بساحتها أخلى لصهيون في سيناء ميدانا
ألقى السلاح بلا حرب يمارسها ينجو هزيلا وباع الخصم أوطانا
هذا هو الفاجر الدجوى جيء به لشرعة الغاب للإرهاب إعلانا
هذا الجهول الجبان النذل في سفه يعلوا المنصة للتنكيل سكرانا
بالأمس قد أطلق الساقين في هلع للريح حتى بدا كالكلب حيرانا
يا للوقاحة هذا الغر يصدرها حكما بموت دعاة الحق نشوانا
ما مات من باع للرحمن في ثقة في ساحة الحق أرواحا وأبدانا
واليوم ها هم قضاة الحق قد رفعوا للحق رايته أعلوا له شأنا
قد حاكموا عهد سفاح وزمرته فأثلجوا صدرنا شيبا وشبانا
إنى لأسجد للرحمن لست أرى سواه للحق والأطهار معوانا
ها هم كلاب عوت يا قبح ما صنعوا ها هم ذئاب غدت في السجن فيرانا
أين السياط وأين اليوم عصبتكم يا شر من أنجبت للشر دنيانا
إن الذي قد سببتم دينه علنا أرداكم اليوم في الأغلال جرذانا
سلوا المعذب صفوت في جهالته هل أدرك اليوم للرحمن سلطانا
هل أدرك الفاسق المجنون أن لنا ربا نناجيه قهارا ويرعانا
أمدد يدك إلى بدران أين هو أين الذي حال في الإجرام شيطانا
أين الزنازين قد عدت لخالقنا ألم تقلها أجب إن كنت إنسانا
ألم يقل شمس آتونى بمصحفكم جهرا ومزق بين الجمع قرآنا
لا عقل لا دين لا أخلاق تعصمهم كم لقنوا من صنوف القتل إتقانا
يا دعوة الحق سيرى رغم أنفهموا وجلجلى في الورى فخرا وإيمانا
لن نستكين لمغرور يحاربنا مهما تطاول إلحادا ونكرانا
فرعون موسى ترى الأمواج تلفظه وصرح هامان لم يشهده بنيانا
كذاك فرعونهم أرض المطار رأت جثمانه عفنا للناس برهانا
سبحان ربى بأيام يداولها بين العباد علامات بدنيانا
هو المعز المذل الآمر الناهى هو القدير الذي للحق أبقانا
فلا المجازر نالت من مشيئته مهما أحلتم بناء السجن طوفانا
ولا سياطكموا أحنت لنا عنقا هو المهيمن أخزاكم ويرعانا
الله أكبر كبِّر يا أخى فرحا فالحق يمحق أصناما وأوثانا
هدم الليمان
خرجت الصحف لتمجد هدما لبعض الجدران وكأن الظلم بذلك قد انتهى.
وعلم الله ما عذب الليمان بلبناته أحدا فمن عجب أن تهدم اللبنات ليقام بمثلها سجون سجون ..
ومن عجب أن يبقى السفاحون في مراكزهم ليمارسوا أساليب الطغيان.
وبذلك ما كان الهدم إلا امتصاصا لمشاعر السخط والألم بين الناس.
وتلك أبيات شعر قرضها أحد الساخطين ..
هدم ليمان طره
يا سجن والذكرى تداعب خاطرى ما بين سجان وظلم مغامر
قالوا سيهدم قلت مرحى إننى فرح بهدم معاقل المتجبر
لكن أفكارا أقضَّت مضجعى وتهز في نفسى قديم مشاعرى
هل يهدم البنيان دون طغاته والغادر السفاح تحت بصائرى
هل يفلت الجلاد من إجرامه وتظل في يده جميع مصائرى
هل كان للبنيان من يد باطش أو كان للبنيان سلطة فاجر
هل عذب البنيان رهطا طاهرا أو تام في ساحاته بمجازر
هل أهدر البنيان كل كرامة هل كان للبنيانعقل عاهر
هل نفذ البنيان أمرا ملحد يبغى القضاء على تراث طاهر
هل هدم العقل الذي رسموا به طرق الإبادة في غرور مكابر
ماذا يفيد الهدم والدنيا ترى علنا بقاء مجاهر مستهتر
إن الذى أولى بهدم كيانه هم رهط أغرار وعصبة خاسر
من كل سفاح وكل منافق عاشوا بغير قلوبهم كتصورى
لا ذنب للبنيان يا كل الورى الذنب ذنب عصابة ومناصر
سفكوا دماء المسلمين تجبرا في الأرض وانساقوا وراء مدبر
لا زالت الأصنام في أوكارها وكيد لفسلام خلف سواتر
هل أوقفت لغة المذابح وانتفت هل بات للإسلام سلطة منذر
يا رب إن لم ينصلح فجارها فلأنت يا ربى أعظم قاهر
إلى روح كل شهيد
عرفتك حرا طوال السنين تبيع الحياة لرب ودين
فإن كنت قد فارقت دار اختبار فأنت شهيد مع الخالدين
فلا أنت ممن طواه الزمن ولا أنت ممن يخاف المحن
فقد مزقتك سياط الطغاة فما نال منك عذاب البدن
مع السابقين اتخذت المكان وللاحقين رسمت البيان
فمن سار وفق كتاب الإله سيلحق حتما بأسمى مكان
يقينا صدقت فنلت الجزاء بجنات عدن ثمار الوفاء
هناك خلود مع الخالدين مع السابقين مع الأتقياء
عهود الرجال طريق النضال فمن خان عهدا مضى في ضلال
ومن صان بيعة رب قدير يدك الطغاة يدك الجبال
ونحن نردد لحن الجهاد ونرجو الإله القوى السداد
سنصبح نارا على الظالمين نمزق فيهم صنوف العناد
إلى الله في عزمة يا شباب فلن نستكين لهم أو نهاب
فإن جنحوا للسلام فمرحى وإن قاتلونا فضرب الرقاب
سنمضى وأرواحنا في الكفوف سنمضى نكتل كل الصفوف
إلى النصر دوما بساحاتها فإما انتصار وإما حتوف
سنمضى نجدد نهج الرسول لنحيا كراما بوحى السماء
ونثبت حقا أمام الخطوب ونبذل لله كل الدماء
شهيد الحق
ذهبت يراود قلبها أمل يحقق حلمها
ومضت تفكر كيف تلقى غائبا عن عشها
حملته في أحشائها وربته في أحضانها
ودعت إله الكون أن يرعاه من أعماقها
ونما الوليد وأينع الثمر الجميل بعطفها
وتفتحت آفاقه وتحققت آمالها
فإذا الوليد مجاهدا يرعى العهود جميعها
باع الحياة رخيصة لله يرجو أجرها
حتى طوته سجونهم دهرا وفي ظلماتها
كم ساوموه لكى يحيد عن العهود بأسرها
ولكى يخون كتائبا باعوا النفوس لربها
ولكى يشوه ما أضاء الكون من صفحاتها
ولكى يكون صنيعة الشيطان بين صفوفها
وأبى الكريم مباهج الدنيا وطلق أمرها
ورأى السجون معاقل الأحرار رغم قيودها
وأصر أن يعلى نداء الحق في جنباتها
فقضى السنين العشر عملاقا كشم جبالها
ذهبت لكى تلقاه يوم خروجه بحنانها
وتضمه في لهفة وسط الجموع لصدرها
ويضمها العملاق في حب وقبل رأسها
ويقول يا أماه عاد إلى الجهاد رجالها
أنا لن ألين ولن أخون ولن أغادر ركابها
أنا لن أهادن من بغوا يوما على أطهارها
سأظل نارا تحرق الأشرار من فجارها
قالت رعاك الله يا ولدى الحبيب فكن لها
جاهدا ولا تخفض جنـا حــك رحمة بطغاتها
أن تنصروا الرحمن ينصركم على أعدائها
ومضت به نحو الديار وكبرت بربوعها
اتخذت كتاب الله نبراسا ينير طريقها
لم تمض أيام على هذا الهدوء بدارها
حتى أتى جند الطغاة وكرروا مأساتها
كان المجاهد يقرأ القرآن يسمعه لها
ويرتل القرآن ترتيلا يجدد عزمها
ويفسر التنزيل تفسيرا بعمق فهمها
حتى أتى جند الطغاة وكرروا مأساتها
في ليلة ساد السكون بها وأظلم جنحها
وانقض أعوان الطغاة يكبلون حبيبها
صرخت وقالت ويحكم ماذا جنى أطهارها
همت بلثم جبينه فيردها أشرارها
رفع المجاهد رأسه في عزة أكرم بها
ويقول في عزم الرجال تشجعى فأنا لها
الذنب ذنب شعوبها خانت طريق كفاحها
واستسلمت للبغى حتى قادها جلادها
سترين يوما شرعة الرحمن تحكم أرضها
ويزول من كل الوجود شرارها وطغاتها
وهنا يسير به اللئام ويسخرون بدمعها
وطوته جدران السجون لكى يرى أهوالها
كم مزقته سياطهم وتلقفته كلابها
حتى ارتقته شهادة ليكون من أبرارها
وهناك يلقى ربه ويطل من عليائها
والأم كانت في حنين تستجيب لشوقها
حتى نعته لها الجموع بكته في سجداتها
ذهبت لتشهد قبره ترويه من عبراتها
فإذا الجنود تحوطه في غلظة بسلاحها
والأم قد ردت وقد شهروا السلاح بوجهها
قالت أما أولى بكم أن تملأوا ميدانها
سيناء ولت يوم أن سجن الطغاة حماتها
ذهب العدو بأرضكم واحتل كل قناتها
وتمركزت قواته عبر الحدود بأرضها
وفررتموا في ذلة تأبى النعاج مثيلها
أين المدافع والبوارج والجيوش بزحفها
أين الصواريخ الضخام وأين أين أزيزها
بل أين أين الطائرات تدك حصن عدتها
أين الملايين التى قد أنفقت لشرائها
الطائرات تحطمت قبل المعارك كلها
وسلاحكم أخذته إسرا ئيل فوق عتادها
والعاهرات بجيشهم قد فزن في حلباتها
أذللن اعناق الطغاة الماجنين بساحها
ويقلن في كبر قهرنا العرب في أوطانها
والواهبون حياتهم لله ملئ سجونها
وكأنهم قد أجرموا أو لوثوا تاريخها
والهاربون من المعارك يملكون زمامها
وكأنهم قد حرروا الأرض السليب لأهلها
بئس الجيوش جيوشكم يا وصمة بجبينها
غرقى إلى أذقانكم بالعار في أوحالها
ملكى لفرط ذنوبكم يا شر كل عصاتها
عودوا إلى شرع الإله وطلقوا إلحادها
ودعوا جنود الحق للصحراء يقتحمونها
لتعاد أرض المسلمين إلى عزيز كيانها
عادت تناجى ربها في ليلها ونهارها
تستمطر الرحمات للشهداء في محرابها
دنيا المجاهد كلها محن لصقل رجالها
الشوك بين سهولها والزهر بين هضابها
ذكرى الهجرة 1398 هـ
هذى المنصة يرصدون كلامها والله يرصد حقدهم بسماءها
إن كانت تغضبهم شريعة ربنا فليبحثو ا بعقولهم عن غيرها
شاهت وجوه الحاقدين وحسبنا أنا نقول الحق رغم أنوفهم
لك يا رسول الله خير تحية تزجى إليك من القلوب بعمقها
ترنو إليك إلى الخطوب تتابعت ترجو وتنهل من جميل تراثها
لترد كيد الكائدين ترسما لخطاك كيما تسترد كيانها
أشرق بنورك سيدى في ساحها عم الظلام وران فوق قلوبها
نسيت جموع المسلمين عقيدة دانت لهم الدنيا وعز دعاتها
يا سيدى ملك اللئام زمامها في غفلة جرفت قطيع عصاتها
في يوم هجرتك التى نزهو بها يزهو الذئاب بجرمهم في أرضها
فبأى أسلوب أحدث إخوتى والناس حيرى في بقاعها
دعنى أحدث ذاكرا تاريخها حتى نقارن مآبنا في ضوئها
بالأمس قد ثارت قريش وحاصرت خير ا الأنام محمدا بسلاحها
راموا بقتل محمد قتل الهدى لتظل أصنام ترام تألها
فطبيعة الشرك اللئيم إذا رأى نورا يضيئ بصائرا أو نبها
أن يحشد الكيد اللئيم تآمرا والله يدحر حاقدا إن رامها
وتحرك المعصوم وسط جموعهم نثر الرمال على رؤوس طغاتها
فتحولوا عميا وخاب صنيعهم وتجرعوا خزيا أذل رقابهم
قد لاحقوك بكل ما ملكت يد فنزلت بالغار الكريم مجابها
قد سخرته يد العناية مخبأ عجزت جحافلهم أمام حصونها
نسجت خيوط العنكبوت ببابه وحمامتان فردَّهم ما موِّها
وسعى الحبيب إليك يثرب آمنا ليقيم دين الله بين ربوعها
فتألق القرآن دستورا بها واهتز كسرى واستجاب لنورها
دخلوا إلى الإسلام يعلى رأسهم سعدوا بدين الحق يرفع شأنها
وتكبر الدنيا ويهتف جمعها الله غايتنا تنير طريقها
تبعوك يا خير الأنام تأسيا اتخذوك يا خير الوجود زعيمها
ليست على نمط الزعامات التى زعمت فخارا في بحار هزالها
واليوم حوربت الشريعة جهرة وتآمر الأوغاد من فجَّارها
وأقر الحاد وحزب ماجن وشريعة الرحمن لا يرضى بها
عرضت على نوائبهم فتأجلت وتأجلت كى لا تقر نصوصها
الله ألزمنا بها ما خطبكم وأقرها بالأمس واحتكموا إلها
شرع الإله يناقشون نصوصه هذا جحود للشريعة نفسها
هذا اجتراء لستموا أهلا له أتحاربون الله في عليائها
إن الذي يخشى الشريعة فاسق أو سارق قد أرهبته حدودها
مهلا قرب العرش يمهل تارة فإذا بدا الإصرار يسحق من بها
لو كان دين الله فينا قائما ما عذب الإخوان بين سجونها
ولما تنكر للحقيقة أحمق ويظل أمر الحل من سفاحها
أمسته موسكو فاستجاب عميلها وأذاعها المخدوع من مذياعها
وتحركت للنيل من أطهارها فرق العذاب وعملقوا أقزامها
وتتابع الشهداء في ظلماتها وتضيق معتقلاتهم برجالها
الصبح تلهبهم سياط مزقت أجسادهم في غلظة نرثى لها
والليل يقذف بالكرام تحرقت أجسادهم شهداء بين تبابها
فازداد عزم المؤمن تألقا يعلى نداء الحق في جنباتها
لا السجن يرهبهم ولا جلادهم مصل تجود بروحها وبمالها
حتى تأذن ربنا بهزيمة للمجرمين فحطمت فجارها
وانجاب عن أرجائها فرعونها يا ليت شعرى هل يفيق عصاتها
أم يركبون رؤوسهم في حمقها فتدك أركان الجحود بظلمهم
يا صاحب الذكرى وأنت رسولنا وزعيمنا رغم العناد بحقلها
رغم المحاكم والمشانق كلها رغم القرار بحلها وبحربها
بك نقتدى ونظل نعلن صيحة أنا هنا فالحل ليس يعوقها
هى فكرة هى دعوة ورسالة لسنا بها حزبا يجاز وجودها
إن السماء إذا تنزل أمرها فمحارب التنزيل يحمل عارها
وعلى الطريق نسير نعلن أمرها مهما أقيم الشوك عبر طريقها
فمعاول الهدم التى رصدت لها أمست حطاما فوق صلب صخورها
سنظل نجهر من صميم قلوبنا أنا جنود الحق في ميدانها
ونظل نهتف رغم ظلم بغاتها أنا لها أنا لها أنا لها
ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
ألقيت أبياتها بجملة سرادقات ..
تضم الآلاف وكأنهم يقولون للطغاة ..
عرفنا طريق الحق فأقبلنا على من لا جاه لهم ولا سلطان ..
تتحد مشاعرهم مع مشاعرنا ..
كما تتحد الخطوات ..
نحو النصر ..
في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
مشيناها خطى لله دوما ورمناها دعاة مخلصينا
بذئ الشعر ما قلناه يوما ولا جبنا المحافل مطربينا
ولو كان الطريق كما رسمناه لما وجدت جموع الملحدينا
نعيق الناصرية ليس منا فلسنا في الربوع مهرجينا
ولسنا بالشيوعيين نرضى وقد جابوا البلاد مخربينا
وقلناها بإيمان وعزم فبتنا في السجون مكبلينا
برغم تربصات الراصدينا برغم عدائهم لن نستكينا
وتجمعنا العقيدة لا نبالى فكنا في رحاها صامدينا
فمن هذه الجموع ومن دعاها هم الإخوان رغم الناقمينا
برغم البطش والتنكيل قمنا نجدد بيعة مهما لقينا
ونعلنها وفي الآفاق أنا بعهد الله متنا أم حيينا
حبيب الله رمناها حنينا إلى أمجادها في السابقينا
وفي ذكراك رمناها دروسا نشق بها طريق المؤمنينا
لقد أقبلت للدنيا منارا تعلم أهلها خلقا ودينا
وشاء الله أن تنمو يتيما رعاك الله رب العالمينا
وما أن قمت في الدنيا تنادى بما كلفت من أمر أمينا
صدعت بما أمرت وجلت فيها رسولا لا تهاب المشركينا
يمينا كنت للدنيا ضياء ورشدا وازدهارا ما حيينا
فلولا أن بعثت بأمر ربى لتبلغ شرعة الرحمن فينا
لظل الشرك يعبث في رباها وما كنا هداة عابدينا
وما دانت لك الدنيا وتعنوا جباه الراكعين الساجدينا
سلام الله من جيل يعانى أساليب الطغاة الماجنينا
اتخذناك الزعيم فثار قوم يهابون الشريعة حاقدينا
يخافون الحدود فهم بغاة وباتوا للودائع سارقينا
هنا نادت كتائبنا جهارا بتنحية العصاة العابثينا
وكانت أن تحركت الأفاعى تنكل بالدعاة الصالحينا
فأصبح كل داعية شريدا ومن رام الجهاد غدا سجينا
وحوربت الشريعة من لئام أذلهم القدير مشردينا
فسلنى يا أخا الإسلام انى أقص عليك أبشع ما لقينا
أقص عليك ما يأباه دين فظائع مورست تندى الجبينا
حرائر من نساء مؤمنات يمزقهن سوط المجرمينا
دماء خضبت أرضا ولكن ظللن على الشدائد صابرينا
فها هى أختنا في الله شجوا لها رأسها وقد زادت يقينا
أخوها مزقته نياب كلاب وكم كانت كلاب المارقينا
شريك حياتها أرداه فظ فصاحت لن نذل ولن نلينا
وترفع رأسها لله ترجو فناء للبغاة المنكرينا
وتنظر يمنة فترى لفيفا على أرض المجازر زاحفينا
تكفكف دمعها وتصيح جهرا ألا سحقا لقوم معتدينا
فصبوا كيف شئتم من عذاب سجون الغدر أجمل ما لقينا
تعلمنا الثبات فهل أفقتم غدا سترون عقبى الظالمينا
وظن الألعبان له دواما لقد عميت بصيرته سنينا
وفي تاريخها فرعون موسى لنفس مصيره في الغابرينا
وما أرض المطار وشط بحر يفرق بين الصنف الهالكينا
كلا الاثنين فرعون ولكن ترى فرعوننا أنكى مجونا
سلوا بدران يعلنها حروبا مناهضة لخير المرسلينا
سلوا الروبى في جوف الليالى وبين تبابها يطوى أمينا
سلوا فجارها في كل سجن كم ارتكبوا الجرائم حاقدينا
سلوا أطهارها كم من شهيد يلاقون العذاب مكبرينا
هي الجنات مأواهم كراما على سرر بها متقابلينا
فمن أنتم وقد خارت قواكم أمام شراذم المترنحينا
أبحتم للملاحدة انتشارا فكانوا عصبة متآمرينا
وكانوا طغمة رامت قضاء على كل الدعاة المسلمينا
وكانوا وصمة للعار عونا لكل الخائنين الكائدينا
أولئك لا يمس لهم كيان وينمو كيدهم حينا فحينا
تدلل جمعهم سلطان امن وتشعل حربها للمتقينا
ففى أى البلاد نعيش قولوا بهذا تغرقون لنا سفينا
أفيقوا إن بطش الله أقوى دعونا من ضلالتكم دعونا
فإنا لا نهاب سهام غدر ولا نخشى سجونا أو سجينا
لأنا في حمى الرحمن مهما برزتم بالسلاح مدججينا
بإحدى الحسنيين نفوز دوما فلسنا في رحاها هاربينا
فكبر يا أخى وارفع لواء وجلجل في محافلها رصينا
فلن ترضى سوى القرآن حكما ولن نرضى سوى الإسلام دينا
الإسراء والمعراج
ألقيت بجملة سرادقات سنة 1397 هـ وازدادت الجموع إقبالا لتسمع وتعى لتكون نارا على أعداء الله ونورا لطريق الحق.
الإسراء والمعراج
منَّ القدير بإعجاز أراد به لشرعة الله بين الناس برهانا
في ليلة خاضها المعصوم ممتطيا ظهر البراق وصوب القدس إعلانا
وأمَّ عيسى وكل الأنبياء به فأعلن الكفر تكذيبا لما كانا
وكتَّلوا كل أسلوب ينال به من الرسول ومن دعواه بهتانا
كل المكائد والأحقاد ترصده لكنه عند رب العرش ما هانا
سرى بعوته فاهتز باطلهم وحطم الحق أصناما وأوثانا
ورفرت راية الإسلام عالية وهل سوى الله للأطهار رحمانا
لا ظلم لا بطش لا استبداد يؤلمهم العدل في ساحها فضلا وإحسانا
وتلك ذكرى وكم في الذكريات لنا أمجاد دين نسيناها وتنسانا
بالأمس دانت لنا الدنيا مكبرة تيجان كسرى هوت والروم تخشانا
بالأمس خيبر قد زلت لها قدم والقدس قد دحرت للغزو صلبانا
كانت جيوش صلاح الدين تقبرهم لا بل محت رجسهم سحقا وبطلانا
بالأمس كانت صفوف المسلمين لها دين يحركها شيبا وشبانا
الله غايتهم والحق قدوتهم كانوا على خصمهم نارا وبركانا
تملقتهم ملوك الأرض والتزموا بجزية في صغار دك تيجانا
واليوم عادت لخيبر كل سطوتها والقدس يصرخ ي ذل ونادانا
ولا حياة لمن تنادى فكلهموا صرعى المعاصى يعيش اليوم
يساق في ساحها ذلا ومهزلة وطلَّق الجمع دين الله عصيانا
سفاح مصر الذي ولَّى وأورثنا عارا نمر به صما وعميانا
ولَّى وولت به سيناء وانتصرت جيوش صهيون إذلالا وعدوانا
كفى به تملأ الدنيا إذاعته من الخدع فبات الشعب حيرانا
الأرض ضاعت وبات القزم يسمعنا نحيبه المر خوارا وخوانا
ثم استقال بتهريج يمثله من بعد ما فقد السفاح سلطانا
وبات يشكو خيانات تحيط به هو الخئون وفي الآفاق أخزانا
كم ارتمى في ركاب الروس أقزمة فبات إمعة القوة نكرانا
وانت على صفحة الدنيا فضيحتنا بتنا نزين بين الناس بلوانا
يصور الخزى نصرا والكذوب بها صوت لسيده أسماه فنانا
يا شدَّ ما صور الدنيا بقبضته عبر المحيطات لا كانت ولا كانا
حتى إذا اصطدمت بالطين هامته يعب أقذارها عطنا وقطرانا
طافت مسيرته تنفى مذلته وبات يقتل أنصارا وأعوانا
بالسم بالغدر بالتزوير يرفضها رئاسة تملأ الآفاق خسرانا
هو الذى مرَّغ الآفاق في قذر وبات يوقد في الأوطان نيرانا
نيرون مصر الذى قد كان يحرقها لا الشعب أبقى ولا للنوم أجفانا
في كل زاوية تطغى عصابته لم يبق في ساحة الأوطان عمرانا
من أى صنف أتى المجنون في بلد كانت تضم رجالات وفرسانا
أمن مجاهل أفريقيا نراه أتى تأبى المجاهل أن تحسبه إنسانا
هو الحقود طواه الغدر وارتسمت على محياه ما يجعله ثعبانا
ألم يصور هزائمنا مفاخرة بانها النصر تلفيقا ونشوانا
ألم يسلم إسرائيل ما رغبت يجتاز أسطولها في البحر تيرانا
ألم يجند حثالات يلوذ بها بالأمس أخلت مجالات وميدانا
ألم تمزق مصاحفنا علانية ألم يجند لحرب الدين بدرانا
غياهب السجن كم كانت مكدسة تضم جدرانها للقتل إخوانا
أموالنا قد غدت نهبا لعصبته غصبا لشرذمة تكنز ملايينا
ألم تطالب لسد الدين جدولة والملحون أبوا بالحقد إذعانا
وبالربا قد تسولنا لنا سلفا سلوا فرنسا وألمانيا وإيرانا
سلوا القصور التى سلبوا خزائنها أو فاسألوا عن خبايا السلب مروانا
سلوا الحراسات كم كانت حصيلتها تغزو المراقص نهبا من ضحايانا
وفي سويسرا حسابات مخبأة باسم البغيض الذى أحنى محيانا
وأسرة الهالك الطاغى يظل لها كل اختصاصاتها بالمال ألوانا
قصورها شاهقات في حدائقها برزق أبنائنا من قوت جوعانا
وقبره وسط حراس عمالقة هل يدفعون عن الشيطان نيرانا
إنى أسائل أهل العلم هل نزلت آيات ربى بإعفاء لهلكانا
هل قام دستورنا يلغى محاسبة للمجرمين ويبقى الجرم ولهانا
الناصرية كانت في جهالتها عارا بتاريخنا قهرا وطغيانا
إنى أخاطب كل الناس في ألم إنى أخاطب إحساسا وجدانا
شريعة الله ما زالت معطلة
وظل مجلسنا المفتون غفلانا
يا سيد الرسل كم اعلنتها قيما
يظل اشراقها نورا وايمانا
بنت الرسول هي الزهراء إن سرقت
خير الوجود يقيم الحد اعلانا
ما بالنا قد سرقنا في علانية
ويبطلون حدود الله نكرانا
ليامن السارقون المارقون بها
بتر الايادي ويبتزون اوطانا
مراكز الناس لا تشفع لصاحبها
يوم الحساب اذا ما الموت وافانا
ولا الثراء ولا السلطان يعصمهم
من بطشة الله تنكيلا وخذلانا
يا سيد الرسل في ذكراك نعلنها
لن نرتضي غير حكم الله قرانا
بعنا المهيمن ارواحا نقدمها
لله خالصة بذلا وايمانا
ذكرى غزوة بدر
القيت بجملة سرادقات وعبرت فيها عما لمسته في مشاعر الجماهير التي يزداد اقبالها على تجمعات الإخوان المسلمين ليقولوا لهم لستم وحدكم
وكانني في ساحها وقد انبرت للمشركين كتيبة القرآن
يا غزوة للحق كانت فيصلا بين الطغاة وعصبة الرحمن
المسلمون برغم قلة جمعهم وسلاحعم سحقوا قوى الطغيان
خين استغاثوا ربهن فامدهم بالعون امنا في رحى الميدان
وراوا ملائكة تدك حصونهم وانهار فيلق عابدي الاوثان
وتلاحم الجمعان واشتبك القنا فتطايرت أعناق كل جبان
من أي صنف كان جند محمد حتى تجندل عصبة الشيطان
صنف طوته سجونهم في شعبها وأذيق كل مكائد البهتان
هذا هو التمحيص يصقل جمعهم فإذا بهم في قمة الأزمان
باعوا الحياة رخيصة كيما يروا جنات عدن في حمى الرحمن
ولنفس أسلوب الطغاة تعرضت بين السجون جماعة الإخوان
نحن امتداد للكتيبة نفسها لن نستكين لناقم وجبان
فإذا السجون تضم اطهر فرقة والدين والأغرار يشتبكان
دعتي أقص عليك من تاريخها قصصا تشيب فرائص الولدان
قصصا تدونها الدماء بشاعة تمزيق كل معالم الإنسان
إن قيس فرعون اللئيم يحرمهم أمسى اللعين مبرأ الأركان
وفظاعة الأخدود أكثر رحمة من سوط حمزة أو عصا بدران
من صفوت الروبي يسفك ناقما أزكى الدماء بثورة السعران
هذا أخي في الله شد وثاقه وتكبلت خلف الظهور يدان
عيناه تحتجبان خلف لفافة ساقاه بالنيران تكتويان
وتحطمت أسنانه وتهتكت أحشاؤه بيد الظلوم الجاني
فإذا تجلد داس فوق جبينه قدم لقاس القلب كالحيوان
هذا أخي طرحوه فوق رمالها ويظل من فرط العذاب يعاني
ويقول في عزم إنا لها مهما تجرأ فاجر ورماني
ظمئ الحبيب فبات يطلب رشفة ضنوا عليه بجرعة الظمآن
ولتوه لحق الشهيد بإخوة بين القباب على يد السجان
ولقل ما جاد الزمان بمثله فذوى وكف القلب عن خفقان
يا ليتها قد أيقظت وجدانهم لم يمض في هذا المجال ثواني
حتى تزاحمت السياط لترتوي بدماء طاهرة بغير حنان
صاحت بهم يا ويحكم هل فاتكم بطش الإله القادر الديان
أنستكم الدنيا الغرور حسابه فغدا ترون مصائر الغفلان
وهنا يمزق ثوبها بوقاحة لطمت يداها جبهة السكران
وغدت تزلزل جمعهم بثباتها قذفوا بها للأرض في هيجان
واتوا بأصغر من رأيت معذبا ولد العفيفة ساقه رجلان
عمر المعذب لا يجاوز سبعة ضربوه بالإقدام والعصيان
وهنا تعلقت الكريمة بولدها لترد عنه قساوة العدوان
والطفل في الم يسائل أمه أماه أين أبي دعيه يراني
فتجفف الدمع الغزير وتوصه صبرا فنحن بساحة الطوفان
قتلوه يا ولدي فمالك من أب يرعاك من قد صانني ورعاني
دعني أقص عليك أمر محطم طرحوه ينهش لحمه كلبان
قد جاوز السبعين لا يقوى على ضرب ولكن من له بالحاني
أمسى بغير أظافر من هول ما نزعت فكيف تقيمه قدمان
قد قدموه الى المحاكم هيكلا لكنه في شعلة الإيمان
قد واجه الدجوي يفضح آمرهم منعوه من قول وشرح بيان
وتبجح القاضي الدخيل بحكمه ويقوده للسجن جلادان
دعني أسائل أمتي عن خطبها عن سر ما لاقت من الخذلان
السر بعد عن شريعة قادر والناس والحكام ملتويان
هذي مناهجهم تشكل وصمة جلبت لنا من خارج الأديان
رباه هذا شيخنا الأعمى بدا يجري تلاحقه عصا هامان
هو لا يرى بالعين لكن قلبه نور يضيء له طريق أمان
أمروه لعق الطين من فوق الثرى وبكى الضرير بدمعه الهتان
يتضاحكون ويسخرون بدمعه وهو المرتل محكم القرآن
دفعوه فوق رمالها فتسلخت إقدامه والظهر والكتفان
سالت دماء المستجير بربه ضرباه بالقدمان عملاقان
ورموا بهذا الطهر في زنزانة بتبجح وشراسة وهوان
أو من خلال البطش والتنكيل في جوف السجون وظلمة الوديان
أو من خلال تشرد لدعاتها أو من خلال القهر والطغيان
أو من خلال الناعقين تمشدقا وبغير ما عقل ولا ميزان
أو من خلال السلب من قطط غدت بين العراة مليئة الأبدان
أو من خلال قصورها وبكوخها الناس والحيوان يزدحمان
لو بات لي قلم يخط ملامحا ما خط كل مشاعري وبياني
يا عصبة الإسلام في كل الورى تاريخكم أسمى من النقصان
أقوى من الجبروت في طغيانه أقوى من التدمير والنكران
هيا اذكروا الغزوات كيف سما بها دين أطاح بعابدي الأوثان
فحذار من صنمية مصنوعة بيد اللئام لتستبيح مكاني
يا عصبة الإسلام هيا فانفروا
حتى ترفرف راية القرآن
ذكرى الهجرة 1397 هـ
من حق الجماهير المؤمنة أن تعلم بان هناك مؤامرة على شرع الله حتى لا يطبق وتظل الامة في هوان .
من أجل ذلك صارحت المؤمنين بالحقائق ......
ذكرى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
ذكرى تنادي فجئناها ملبينا لعلها من صميم الحق تروينا
دعها تذكرنا أمجاد عروبتنا دعها تعمقنا دعها تربينا
دع هجرة المصطفى في عمق مقصدها تغزو القلوب بآيات وتعطينا دعها بأحداثها تروي ملامحها درسا لكل بقاع الأرض يكفينا
كانت منارا ونبراسا ليرشدنا دوما الى النصر في اعتي ليالينا
كان الرسول يربي وفق دائرة قد خطها لرجال الحق تكوينا
بعمق الفهم للإسلام تهيئة لنصرة الدين تركيزا وتأمينا
أقام جمعا على حب لخالقه فمن سوى الله يرعانا ويحمينا
جمعا يوحد رحمانا ويحملها روحا على كفه يفدي بها دينا
لكن جمع قريش ثار في سفه يمارس القهر في الأطهار تهوينا
حتى رأينا بلالا وسط باطلهم الصخر يعلوه في الرمضاء مرهونا
والي ياسر يلقون الأذى بشعا فما استكانوا عمالقة تزكينا
هنا يراها رسول الله ملزمة أن يهجر الأرض إعدادا وتحصينا
وان يقيم بيثرب خير قافلة تعد للزحف تدريب وتلقينا
حتى ترفرف للإسلام رايته على ربوع الورى نصرا وتوطينا
فقامت الدولة الكبرى يتوجها كتاب ربك دستورا وتمكينا
في ظلها قد رأينا الفرس قد دخلوا دين الحنيفة ترحيبا مقرينا
والعدل ساد ربوعا كم رأت صلفا والروم تحني رؤوسا بين أيدينا
واليوم عادت الدنيا الى ضلالتها والظلم يجرفنا والقهر يرمينا
عادت طواغيتها تدعو جحافلها تكتل الشر يرصدنا ويغزونا
اليوم بات كتاب الله محتجزا عن الحياة ومشطوبا ومركونا
عمت مواخيرها شدت مراقصها من يملكون زماما في أراضينا
أصنام مكة كانت من حجارتها لكن أصنامنا فاقت شياطينا
وكم عميل غدا في أرضها وقحا يبدي المطاعن في القرآن مفتونا
فخالد الأمس سيف الله يعلنها حربا على الكفر قد خاض الميداينا
وخالد اليوم بالإلحاد ينشرها حربا على ديننا مسخا لماضينا
هذي رؤوس الأفاعي في مكامنها جهرا أطلت لتسحقنا وتطوينا
يا دولة تدعي علما ومعرفة هلا سلكت طريق الحق مأمونا
كيف استبحت جحودا بين أظهرنا لا بل أقمت حثالات تجافينا
إنكار ربك قد باتت له نظم في دولة بقرار الحل تشقينا
وشرع ربك في أدراج مجلسهم يشكو الى الله تأجيلا وتخزينا
بعض المساجد قد شجبوا الأذان بها كي لا تؤرق مخمورا وملعونا
قولوا لأوقافنا هذي مهاترة هذي مؤامرة باتت تعادينا
وزارة الدين تشوك إن تحاربه من بعد ما زعمت إسلامها حينا
إسلامنا قد غدا نهبا لشرذمة قل أي أزهرنا بل أين مفتينا
هي المناصب تخدع من يمارسها تكالبا يبتغي كسبا وخزينا
من أجل ذلك لاقى المؤمنون بها بين الشجون أساليب المضلينا
دعني اذكر إخواني بمرحلة كانت صنوف العذاب تغزو الزنازينا
السوط يحمله الجلاد مفخرة ليلهب المؤمنين العزل يدمينا
فكم اسألوا دماء في كراهية وكم شهيد غدا في السجن مطعونا
وهل سمعت عن الروبي كم قتلت يد اللئيم رجالا كي توارينا
فرأس عواد قد دكت على يده ظنا بان طريق البطش يثنينا
وشمس بدران يجهر دون خجل بأنه الآمر المسئول يمحونا
يقول مارستها يحمي زعامته فالهارب النذل قد فاق الفراعينا
والمجرمون بغوا في الأرض وارتكبوا من الفظائع ما يدمي مآقينا
هنا رأينا انتقام الله يردعهم بنكسة قد أذلت هام شانينا
الطائرات ذوت من غير ما عمل دكت على الأرض دكت أمانينا
وكان عامر يقضي ليله عبثا يعاقر الخمر لا يدري مآسينا
أما السلاح فقد ألقوه في خور وسابقوا الريح عبوا ماءها طينا
هنا تتابعت الإحداث مهزلة ديست كرامتنا والعار يكسونا
وغادر الوغد فارا من محاكمة وفي حقيبته أخفى ملايينا
وهل رأيت رياضا في مكاتبهم يحرق الناس بالنيران مجنونا
وهل رأيت كفافي يوم أن قتلت يداه إخواننا عزلا مساجينا
وصاح نمرودها يبدي استقالته من بعد ما خرب المفتون وادينا
لكن زمرته طافت تؤيده خوفا على ما غدا بالسلب مخزونا
ثار المشير يريد الانفراد بها من بعد ما أصبح المخمور محزونا
واحسرتاه وتمضي مصر بينهما توارثاها وبات الشعب مغبونا
الأرض ضاعت وبات الحقد يحكمهم حرصا على الحكم واختلوا موازينا
لا بل رأينا سموما يقتلون بها أعوانهم ليتهم يرمون صهيونا
لو كنت املكها أن أحاكمهم حتى يرى الشعب كم احنوا نواصينا
حتى يرى الناس كم كانوا أبالسة وإمعات توجه من أعادينا
آمالنا صدمت أوطاننا خربت أموالنا سرقت والقهر يكوينا
يا سيد الرسل والذكرى تؤرقني يا سيد الرسل والإحداث تلهينا
تفتت العرب أشتاتا ممزقة وثار بينهم حقد يعرينا
سلوا القواميس عن قومية دحرت أين اشتراكية الأقطاب تحمينا
لو أنهم جمعوا في ظل دينهموا ما مزقتنا خلافات بأيدينا
لقد نسيتم كتاب الله يجمعكم على الطريق فبات الركب مفتونا
لكن جيلا من الأطهار يعلنها عهدا على الحق أبرار مياميننا
أرواحنا في سبيل الله قد رخصت فجنة الخلد نرجوها تنادينا
نقولها لا نبالي في علانية إنا هنا وكتاب الله يدعونا
نواجه الظلم والطغيان في ثقة لا نرهب السجن لا نخشى ملاعينا
فجلجلوا يا رجال الحق لا تهنوا حتى نرى شرعة الرحمن تهدينا
وكبروا رغم أنف المفسدين بها غدا نراها تزلزل من يعادينا
ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم 1398 هـ
إقبال الجماهير على تجمعات الحق كان موحيا بأبيات هذه القصيدة وبالجماهير المؤمنة ينتصر الحق ولو تجمع الباطل بعدده وعدته .
ذكرى مولد رسول الله صلى الله علي وسلم
في ذكريات رسول الله قد ظمئت هذي القلوب لأمجاد ترويها
أرادها الله للأجيال قاطبة صقلا وعمقا وتذكيرا يربيها
من قبل مولد خير كم غمرت شباب مكة أحداث يقاسيها
أصنامها عبدت أعراضها سلبت وأد البنات غدا بالعار يكسوها
الظلم في أرضها والرق في ساحها والجهل في أهلها يغزو نواديها
ووسط هذي الأباطيل التي انتشرت ما بين أبنائها عارا ويخزيها
تلألأ النور في الآفاق وانقشعت عن القلوب ضلالتك تغميها
شب الحبيب وعين الله تصنعه ليبلغ الحق دانيها وقاصيها
كم لقبوه أمينا قبل بعثته وصادقا عافها زورا وتمويها
حتى اصطفاه اله العرش يحملها رسالة تنقذ الدنيا ومن فيها
رسالة تحطم الأصنام في بلد كانت تعاني لظاها في أراضيها
حاربته جموع الشرك وأتمرت حقدا على من أتى بالحق ينجبها
ووسط رمضائها ذاقت صحابته ألوان خسف وفي شتى مناحيها
والصخر يعلو بلالا وسط شرذمة تناوئ الحق والأحقاد تكويها
لكنه لا يبالي ما الم به فدعوة الحق يرضاها ويفديها
حياته باعها لله خالصة لا يستطيع لها الكفار تشويها
بهؤلاء علت للحق رايته ودين ربك بالإقناع يغزوها
الفرس ترضاه من أعماقها وغدو ا من بعد عصيانهم جمعا يلبيها
وكيف لا ورسول الله يعلنها عدلا بكل بقاع الأرض يرسيها
لا ظلم في ساحها لا رق في أرضها لا حقد يهدم لا شكوى تعانيها
من وحي ربك جاء النهج مكتملا لينقذ الناس من أوزار ماضيها
أصنام مكن قد ديست بأرجلهم لا يعبد الناس إلا الله موحيها
لا يشركون به شيئا فخالقهم قد حرم فارتاعت أعاديها
وظل نهج الإله الحق بينهموا يغزو ربوع الورى يمحوا أفاعيها
حتى تبدلت الأجيال وانتكست أخلاقنا وارتوينا من مخازيها
وعاودتنا ضلالات وأنظمة تحارب الحق والتاثت أياديها
بالأمس أصنامها كانت هياكلها لا تستطيع انتقاما من مجافيها
واليوم أمسى لها عقل تكيد به من وحي شيطانها مت مآسيها
بالأمس كان أبو جهل يمارسها في المؤمنين بشاعات ويجريها
واليوم عادا جهالات بلا عدد تمارس القهر في أطهار واديها
قالوا على الدين رجعيا وكم جلبوا من المذاهب هداما ليفنيها
يوم تخط لهم روسيا مناهجهم فيسفكون دماء في لياليها
وبات إجرامهم جهرا ومفخرة لكل ذئب تحكم في نواصيها
روسيا بإلحادها لا ترتضي فئة قامت تنادي بشرع الله يعلوها
فيستجيب لها الأغرار في سفه وأعلنوا البطش إرضاء لممليها
ماذا جناه دعاة الحق في بلد لاقت صنوفا من الطغيان يؤذيها
أأجرموا حين قالوا الله غايتنا أغاظهم أن يكون الله راعيها
دستور ربك هل يأبون منهجه هل جب ميثاقهم آيات باريها
هل يبتغون لدى الإلحاد ما عجزت عقولهم عنه في شتى مراميها
الناصرية أعلنتم عمالتها سلوا التهامي عن الخزي الذي فيها
عرى زعامة مفتون وأعلنها للناس حتى بدت عارا يعريها
سلوا صراحة هيكل في تفاهتها الم يكن كاتب السفاح حاديها
الم يصور لكم روسيا مقدسة الم يكن حامل الأسرار يخفيها
الم يبرر لكم تعذيب طائفة كانت على الحق لا تخضع لباغيها
الم يمجد خيانات تعبث بها يضفي على الغادر السفاح تأليها ط
سلوا سويسرا كم اكتظت خزائنها بمال شعب غدا يشكو لياليها
جوعى يسيرون أميال على قدم وسارق القوت يمرح في دياجيها
تبا لها من عصابات مخضرمة تسطوا لتكسو حراما من يواليها
واليوم هانحن نجني ما جنته بد على الشريعة تعويقا وتسفيها
ابعد هذا يظل الحل يحجبنا عن المسيرة لا نرسي مراسيها
جبتم مع الروس دهرا في مصالحة فأغرقوكم هزائم لم نزل فيها
ثم استجبتم لأمريكا تؤازركم فأثخنتكم جراحات لتدميها
وقد نسينا لبيجين أمس مجزرة بدير ياسين في فجر يؤديها
وقد ظننا بأمريكا مساندة فخادعتننا بجولات تزكيها
مستوطنات غدت في أرضنا صلفا فهل نجول مع الشذاذ نرجوها
لا فرق بين صليبي يكيد لنا وبين صهيون فالإجرام يحويها
مصالحات مع الأنجاس كلهموا لكن صلحا مع الرحمن نجفوها
للقدس محضن إسلام وليس لنا في ترك شبر بأرض الحق توكيلا
إنا تريد جهادا في مثابرة دعوا المساجد تحشد من يفديها
بالروح بالمال لا نرضى مساومة زحفا الى القدس ندحر من يعاديها
يا سيد الرسل هذي خيبر زحفت فهل نفرط في حق لنرضيها
لا لن تكون إسرائيل من قدم هيا نزلزل أقداما لباغيها
أتنكرون على الخلاق مقدرة أن ينصر الحق إن جارت أفاعيها
حتى لو كان للأعداء أسلحة ذرية فجنود الحق تطويها
القائلون عن الإخوان قد حجبوا بئس المقال فرب العرش حاميها
أتحجبون عن الميدان دعوتهم إن السماء تناصر من يناجيها
لن يستطيع قرار الحل حجبهموا فالحل يهدم أحزابا ويخفيها
لكننا دعوة والقلب مكمنها والله حافظها والله راعيها
خمسون عاما مضت لم تنحرف قدما عن منهج الله تطبيقا وتوجيها
ضريبة الحق أدتها مناضلة عن شرعة الله لا تخشى عواتيها
ففي فلسطين كم دكت كتائبهم حصون صهيون واجتثت نواصيها
وفي القنال أذاقوا الانكليز بها سحقا وذلا سلوا التاريخ يرويها
فكان ما كان أحاط بهم فاغتال فاروق والأنذال بانيها
ظنوا بان رصاص الغدر قد حجبت به المسيرة لكن خاب باغيها
وظل بناؤها حيا بدعوته بين القلوب التي ثارت لتحييها
وجاء سفاحها في ثورة لبست ثوب الفضيلة تدجيلا تداريها
لكنها عصبة حمراء قد رضعت من ثدي روسيا فباتت من حواشيها
لقنت نهج سيبيريا لقائدها ضمته روسيا تبيعا من مواشيها
وحركته يد الإلحاد فانتفخت أوداجه ومضى غرا يجاريها
وجمع الأحمق المجنون زمرته من أحقر الناس أخلاقا ويرشوها
جمال سالم يعلو في محاكمها منصة الحكم يسخر من معاليها
من دين ربك مفتونا وفي سفه حتى أتى سرطان دك قاضيها
وصال حمزة يجري من مذابحه كأنها قصة الأخدود يحكيها
حتى رأى الناس في الطرقات مصرعه وهكذا كل جبار يعاديها
وشمس بدران والروبي سوف يروا عقوبة الله في الأشرار يجريها
خمسون عاما وما زلنا نجابههم في عزم و لم تهادن من يجافيها
ها أنتموا أيها الإخوان تسمعكم هذي الألوف فتنهل من معاليها
ما جمعتنا عروض الأرض اجمعها لكنها دعوة الرحمن نتلوها
أحفاد بدر ونصر الله جانبنا تذكروا غزوة الأحزاب تجليها
قريش غطفان بل كل اليهود أتوا لسحق حق ولكن ذل عاديها
وأرسل الله جندا والرياح لكي تمحو جموع العدا فاندك طاغيها
فان تجمعت الأحزاب ثانية فالله يسحقها والله يرميها
يا سيد الرسل جند الله لن يهنوا آجالنا في يمين الله يوفيها
والرزق والنصر والأكوان في يده وحسبنا في جمع يعاديها
الإسراء والمعراج 1398 هـ
وعلى نفس الطريق ومن نفس المنطلق ألقيت هذه القصيدة بجملة محافظات وفيها تأريخ وتحذير وأسأل الله لكل غافل أن يفيق
الإسراء والمعراج
تمر الذكريات بنا وتمضي وكم للذكريات بنا حنينا
تمر بنا تعمقنا فنخطو دعاة الشريعة ذاكرينا
تمر بنا تنير لنا طريقا نخوض به سبيل الموقنينا
تمر بنا تعلمنا ثباتا وإصرارا وعزما ما حيينا
تمر بنا فنذكرها رهوطا تواجه عصبة المتربصينا
تمر بنا نعد لها صفوفا لرد مكائد المتمردينا
تمر بنا لنعلنها جهارا بانا لن نذل ولن نلينا
أراد الله بالإسراء درسا لمن جحدوا الشريعة منكرينا
وجاء الحق بالإعجاز كيما يراه المصطفى حقا مبينا
وإعراج الحبيب الى علاها مناجاة لرب العالمينا
فكم شهد الرسول بها صنوفا من التوجيه إرشادا مكينا
تلقى الآمر بالصلوات حتى ترى الدنيا صفاء العابدينا
ويبصر بالكذوب من تعدى حدود الله كبرا أو مجونا
له النيران يخلد في لظاها عقابا للعصاة الآثمينا
وما أن حدا المعصوم عنها أثارت كيدهم حقدا دفينا
فجالوا بالأراجيف انتشارا تشوه قول خير المرسلينا
وظنوا أنهم إذ كذبوه يرون القوم يوما مدبرينا
ولكن شحنة التكوين كانت لتثبيت الرجال المؤمنينا
وكيف يكون لا وقد افتداها رجال لا يهابون المنونا
أبو بكر يجابه في يقين أراجيف الطغاة المشركينا
فثارت عصبة الأصنام فيهم وجابوا ارض مكة ناقمينا
وفي رمضائها قتلوا دعاة يلاقون الموت مكبرينا
وقد نالوا الشهادة في ثبات فكانوا في عداد الخالدينا
ولكن دعوة الرحمن باتت تزلزل جمعهم حينا فحينا
فخر الكفر مرتاعا هزيلا وباتوا في الفلاة مشتتينا
ودين الله يعلو في رباها برغم أنوف كل الناقمينا أبو جهل يجندل في رحاها وتلك نهاية المتجبرينا
ويقتحم الرسول ديار كفر بمكة والصحاب مكبرينا
وأصنام تهاوت هدمتها سواعد من رضوا الإسلام دينا
ودار الدهر دورته وبتنا غثاء وانزوينا غافلينا
وأمسى القدس محتلا ذليلا وبتنا للوعود مصدقينا
دعونا بيجين الملعون حتى يقر تصالحا ومرحبينا
تعانقنا وقبلنا عدوا بغير تقهقر عن ارض سينا
فيركب رأسه صلفا ويمضي يذيق العرب قطرانا وطينا
ونحن نقابل العدوان صمتا لعل المستبد لنا يلينا
وأمريكا جعلناها شريكا أصيلا يملك التقرير فينا
كأنا قد رضيناها بديلا يحل مكان أمر الكرملينا
ونصبح سلعة رخصت وأمست تباع وتشترى من فاسقينا
فطورا يمتطى الإلحاد ظهرا سفاح غدا في الهالكينا
فيرتع ماجنا يرسي خطاها ليقهر مؤمنين موحدينا
وطورا تملك الصلبان أمرا تنفذه رؤوس العاجزينا
كان قريش قامت من جديد لتقتيل الدعاة الصالحينا
سلوا الحربي عن جبروت حكم سلوا كل السجون إذا نسينا
سلوا بدران كم سالت دماء على أيدي الطغاة الظالمينا
سلوا عن حمزة المجنون تغدو عصابته البغاة معذبينا
سلوا عن صفوت الروبي دكت يداه رؤوس اطهر من لقينا
سلوا نوابنا باتوا نياما وكانوا في المجلس عاجزينا
وشرع الله مركون لديهم وعنه أمام ربي يسألونا
فأين عهودهم باتت سرابا وكان العهد عهد المارقينا
وبالسرقات قد بتنا جياعا وأمسى القوت ملك المفسدينا
لهيب حرائق يخفى المخازي وجوع الناس أفزعنا أنينا
قصور ناطحت سحبا ليحظى بها صنف من المتبجحينا
وأكواخ تضم جموع شعب فكيف يرد أمر الناصحينا
رسول الله هذا الجمع أعطى عهودا أن نظل مجاهدينا
سياط البطش لن تحنى رؤوسا فطعم السوط أحلى ما لقينا
سنمضي نعلن القرآن أصلا ودستورا ومنهاجا متينا
فرب العرش أوحاه شمولا تعالى الله رب الحاكمينا
فأما أن يكون كتاب ربي يخر له الجبابر ساجدينا
وتنتظم الحياة به وترقى وإلا فارقبوا ذلا مهينا
برغم تربصات الحاقدينا برغم تكتلات الراصدينا
قرار الحل ليس له وجود فنحن رسالة خلقا ودينا
أقمتم حزب الحاد مقيت فكان ركيزة للملحدينا
ينفذ ما ترى روسيا وأمسى على أرض البلاد لها عيونا
وأعددتم لعصبته مقرا وأغدقتم عليه ومسرفينا
يسفه شرعة الإسلام جهرا وذقتم من بجاحته فنونا
كأن بلادنا تغدو حلالا لكل تجمعات الآثمينا
ويبقى الملحدون بلا رقيب يجوبون البلاد مخربينا
وتمنع شرعة الرحمن فينا محال أن نقر الفاجرينا
سنمضي في الطريق ولا نبالي نقول الحق لا نخشى سجونا
حبيب الله رمناها جهادا ولن نرضى حياة الماجنينا
سلام الله من رهط أباها مساومة ويعلنها رنينا
هم الإخوان رغم تربصات ورغم معوقات الكائدينا
سلوا التاريخ من كانوا سلوه سلوا ارض القناة مسجلينا
فلسطين الجريحة جربتهم وقد بذلوا الحياة مصابرينا
نماذج لم تر الدنيا مثيلا لهم خاضوا المعارك باسمينا
وحسبي أن ترى الدنيا سواهم وقد تركوا السلاح مهرولينا
شعارا لناصرية بات عارا يؤرق مضجع الدنيا سنينا
ونهج الاشتراكيين أمسى مهازل زلزلت شعبا حزينا
ولن يبقى سوى القرآن حصنا ومنطلقا لكل الراشدينا هيا يا إخوة الإسلام وامضوا ولا تهنوا كفانا ما لقينا
ضعوا الأرواح تحملها كفوف فداء للشريعة واهبينا
رسول الله طب نفسا فانا سنمضي في طريق السالفينا
لنرفع راية القرآن دوما وان كرهت جموع الساخطينا
كفانا ما مضى وامضوا رجالا بدستور السماء مطالبينا
ألا يا قدوة الرحمن جدوى بنصرك وادحري حقدا دفينا
ويومئذ نكبر في رباها ونسجد للمهيمن ما حيينا
وسط حلقات التعذيب
صيغت في حجرة مظلمة بسجن القلعة سنة 1954 وصرخات المعذبين تعلو مستجيرة بالله من سياط المعذبين.
زنزانة مملوءة بالماء تمنع المعذب من النوم حتى تعاود معه أساليب الإجرام من جديد وما زاد ذلك المؤمنين بحول الله إلا قوة وثباتا – فلا الطغيان يكبت للحق صوتا – ولا النيران تنزع من القلب عقيدة .
وسط حلقات التعذيب
الهي قد غدوت هنا سجينا لاني انشد الإسلام دينا
وحولي أخوة بالحق نادوا أراهم بالقيود مكبلينا
طغاة الحكم بالتعذيب قاموا على رهط من الأبرار فينا
فطورا حرقوا الأجساد منا وطورا بالسياط معذبينا
وطورا يقتلون الحر جهرا لينطق ما يروق الظالمينا
وقد نال شهادة في ثبات رجال لا يهابون المنونا
فمهلا يا طغاة الحكم مهلا فطعم السوط أحلى ما لقينا
وما عابوا عليه سوى جراح تصيب الجسم دون الروح فينا
لقد نالت سياط الكفر يوما بمكة من جسوم الصالحينا
فما ضر الصحابة ما أصيبوا به يوما بل ازدادوا يقينا
سمية لا تبالي حين تلقى عذاب النكر يوما أو تلينا
وتأبى أن تردد ما أرادوا فكانت في عداد الخالدينا
الا يا دعوة القرآن عودي مظللة ربوع العالمينا
ألا يا شرعة الرحمن سودي مبددة فلول الظالمين
ألا يا نصرة الديان جودي بتحطيم البغاة الآثمينا
ألا يا عصبة الإخوان قودي كفى صبرا كفى ذلا مهينا
سنبذل روحنا في كل وقت لرفع الحق خفاقا مبينا
فان عشنا فقد عشنا لحق ندك به عروش المجرمينا
وإن متنا ففي جنات عدن لنلقى إخوة في السابقينا
هل لظلام المجرمين صباح
قيلت بالزنزانة سنة 1955 بالسجن الحربي
الماء حلال للكلاب حرام على المؤمنين في السجن الحربي
سمعت خرير الماء في السجن مرة فخيل الى أن الوضوء مباح
وأخبرت أن الماء غير ميسر لمثلي ومثلي عندهم سفاح
فغامرت يوما كي احقق مطلبي من الماء والأمر العصي كفاح
وعدت طريد السوط من كل جانب وجسمي يعلوه دم وجراح
فساءلت نفسي هل أبيحت دماؤنا ويحكم جمع المسلمين قباح
أباحوا دماء الناس في كل موطن ففي كل بيت مأتم ونواح
ولا ذنب للقتلى ولا جرم بينهم فهل لظلام المجرمين صباح
العيد بين جدران السجن الحربي
أقبلت يا عيد والدنيا تذكرني بالحادثات التي مرت بوادينا
كما صفوفا وشرع الله يجمعنا كنا دعاة مصافنا بأيدينا
كنا هداة الى الدنيا نبصرها بالحق دوما وما يرضي أمانينا
فكنت يا عيد لا تلقى الجمع مبتسما لا ظلم فيه ولا طغيان يؤذينا
لا بطش فيه ولا استبداد يؤلمنا الله اكبر في عزم تنادينا
حتى طوتنا سجون الغدر مرحلة كانت صنوف الأذى تغزو الزنازينا
الصبح يلهبنا الكرباج تذكرة بمطلع أصبح والنيران تكوينا
والظهر يقبل والأغلال تجمعنا وسط الكلاب لتنهش كل ما فينا
وحمزة العاهر المجنون قد ظمئت الى الدماء له نفس فيشقينا
وشمس بدران بالتقتيل يأمرهم وفاته أن جنات تحيينا
وغاب عن عقله إن كان يعقلها النفس والمال بعناها لبارينا
ففي ظلام الليالي الحالكات ترى رأسا يشج وتبات توارينا
كم عيون بأيدي البطش قد فقئت لكن نورا من الرحمن يهدينا
كم من ذراع بكسر العظم قد بترت لكن يد الله ترعانا وتحمينا
وفر بدران بالأسلاب يوم رأى زمانه مدبرا ينعي الشياطينا
وخر حمزة قد داسته ناقلة والأرض قد بصقت في وجهه طينا
وأين رأس الأفاعي في زعامته أين الذي ظن أن يمحو لنا دينا
أقبلت يا عيد والذكرى تؤرقني لا عيد في ظل طغيان يعادينا
لسنا مسيرة تأييد تحركنا مغانم الحكم والأطماع تلهينا
لله بيعتنا في نصر دعوتنا فالله ناصرنا والله راعينا
من لي بعيد يعيد الحق منتصرا ويسحق الله فجارا فراعينا
سأقول لا ..
سأقول لا للماجنين سأقولها في كل حين
سأقول للطغيان كم كم هلكت جموع المفسدين
أنا لن أداهن حاكما سأظل حرا لن ألين
سأقولها للسوط لن تحظى بإذلال للسجين
سأقولها للمجرمين إني على عهدي امين
سأقولها بصلابة تحني رؤوس الماجنين
سأقولها في عزة حتى أرى نور اليقين
فالسجن تمحيص لمن يسلك طريق السابقين
سأقولها لعصابة كادت لأخلاق ودين
يا سادة الدنيا كفى ذلا على مر السنين
روموا الحياة كريمة وامضوا فانا لن نلين
سنقول لا بل ألف لا في وجه كل الحاقدين
سنقول لا والله في عون العباد الصالحين
_____________________
1- هي خاطرة بين جدران مزرعة طرة
فقد البصر في السجن الحربي
فقدت اليوم أبصاري وعين الله لم تنم
بنور الله أبصركم فما جزعي من الظلم
علام الخوف والدنيا بما فيها ومن فيها
نرى الباعوض يفضلها لدى الخلاق باريها
ويعني لا ترى فيها سوى ظلم وطغيان
كأن الناس قد باتوا خلائق غير انس
فكم من مبصر أعمى وكم أعمى له بصر
فما بالعين إبصار وبين قلوبنا النظر
الم تسمع من القرآن إن العين لا تعمى
وبين صدورنا قلب يكون إذا عصى أعمى
أنا رهن بأعمالي إذا ما الموت وافاني
وحسبي إنني لله أعماقي ووجداني
وقلبي اليوم موصول بربي كيف لا أبصر
ونور الله يرشدني دواما كيف لا اشكر
______________ (1) ابيت التأييد فافقدوني البصر خلال محنة 1965
قصة قطة القطط تستأنس في سجن طرة
من كل عاطفتي ووجداني من فيض كل مشاعري وحناني
من عمق أعماقي اخط تحيتي شعرا إليك تصوغه الحاني
ما قلته يوما أداهن حاكما أو قلته فخرا ليرفع شاني
ما قلته لحنا لكسب معايش شعري يصاغ لطاعة الرحمن
وبطاعة الرحمن انشد راحتي في جنة الفردوس والرضوان
من بين قضباني ومن زنزانتي بين الظلام وقسوة السجان
أسمعك قصة قطة كانت لها في النفس آثار ونبل معاني
جاءت لتختطف الطعام بخلسة وتروغ وسط سحابة الجدران
ساءلت نفسي هل نجيز عقابها بالسوط والتعذيب والحرمان
كلا فما اقترفته كان أساسه جوعا يثير حفيظة الجوعان
ثارت على الحرمان وهي محقة والأمر يخرج من يد الغضبان
ناديتها فتمنعت من خشيتي داعبتها فتوجست عدواني
فقذفت فائض وجبتي في قربها كيما اخفف ما ترى وتعاني
وتمر ايام فتالف صحبتي قاسمتها زادي بغير تواني
علمتها ذوق الحلال فطلقت ذوق الحرام ومنهج الشيطان
وتبيت تحرس وجبتي بأمانة عجبا لصنع الواحد المنان
هي شرعة الرحمن كم رسمت لنا رشدا يحقق عزة الإنسان
كم لقنتنا الحب عذبا صافيا تمحى به الأحقاد في تحنان
لو انفقوا ما في الوجود جميعه ما ألفوا قلبا بأي مكان
لكنه الرحمن ألف بينهم فإذا بهم في قمة الأزمان
لو كان خير الرسل فظا ما رأى التاريخ شعبا حاطم الأوثان
لا يطفئ النيران نار مثلها والحقد لا يمحوه حقد ثاني
من يزرع الأشواك يجني جرحه بدم يسيل ودمعه الهتان
هذا طريقي في الحياة أرومه خلوا من الأحقاد والأضغان
كل الذي ارجوه دين محمد تسمو به صوب العلا أوطاني
والدين توأمه الحكومة دائم إن صحت النيات في السلطان
الدين اصل والحكومة حارس وهما بهذا الوصف يتفقان
إن غاب اصلي في الحياة فأنني عدم بجوف القبر في أكفاني
أو ضل سلطاني فيا ويحي إذن مما أكابد أو يضيع كياني
دمعي عصى إن أرادوا سكبه لكن درس قطيطي أبكاني
عجبا لأمرك قطتي في توبة والجمع ملتفت إليك وراني
خالفت كل محرم من بعدها فارقت كل طبائع الحيوان
والناس بين جهالة وضلالة لا يؤمنون بمنهج القرآن
ضل ابن ادم نهجه متأرجحا ما بين مقترف الذنوب وزاني
ويبيت في ظلماته مترنحا فحياته ليست بذات معاني
قولي لهم يا قطتي درس الهدى وخذي بأيديهم الى العرفان
أو لقنيهم ما ينير قلوبهم بالحب والإيثار والإحسان
لا ظلم لا استبداد لا استرقاق في شرع الإله القاهر الديان
سأظل حرا ما حييت منددا بالبطش والجبروت والطغيان
روحي على كفي فداء عقيدة في ظلها الوافي تخذت مكاني
ويظل صوتي ما حييت مجلجلا ذوق المهانة ليس في إمكاني
صيحة لله
إني قرأت في شبابي قصة شرحت طريق الغدر والعدوان
أسد يصول بغابة فرأى بها نورا تألق برتعي ديداني
الليث هم بصيده فبد له ثوران في غضب يقظان
قد هاجماه بغلظة وتعاون فتراجع الغدار بعد ثواني
وغدا يخادعهم ففرق جمعهم وخلت له الدنيا من الثيران
واليوم ترجمها اللئام حقيقة سوداء منها نشتكي ونعاني
يا مسلمون بكل ارض أيقظوا وجدان هذا العالم المتفاني
شهداء الصومال حرق جمعهم بالنار وسط الناس بالميدان
واريتريا فيها يرى إخوانكم كيدا صليبيا وكل هوان
سفكوا دماء المسلمين ودمروا بلدانهم جهرا بكل مكان
يا عصبة الإسلام هيا انفروا فالدين يرقب نصرة الأعوان
أمسى لزاما أن نخوض غمارها كيما تدك عصابة الشيطان
أرواحنا فوق الكفوف رخيصة لله باسم كتائب الرحمن
إنا أردناها سلاما وارتضوا لغة الدمار ونعرة الصلبان
فغدا قتال المجرمين فريضة حتى تفيق شراذم الطغيان
يا مسلمون وهل هناك خيرة لتقابلوا العدوان بالإحسان
الله اكبر فازحفوا إنا لها حتى تباد جحافل النكران
الفن الخادع
أنا لا اقر براعة الفنان ما لم تصور مقصدا ومعاني
هبني أريتك لوحة مرسومة بالزيت في زاه من الألوان
كل الذي فيها ازدحام مناظر تخلوا من الإبداع والإتقان
هب أن فنانا تخيل امة يرسي لها دستورها بأماني
ويخط بالبنط العريض بنوده فإذا بها من واهم حيران
طرف من التصوير يرسم مسجدا لتقام فيه شعائر الرحمن
وترى على الطرف المقابل حانة للخمر ليس بها سوى سكران
هذا التناقض لا يقيم دعائما تبنى بها أمم من الإنسان
هذا التمزق لا يحقق غاية فإلى متى النقاد في كتمان
دعني أخوض غمارها بصراحة من غير ما لف ولا دوران
هي امة الإسلام نحن رصيدها وبنا تقام صلابة البنيان
وصلابة البنيان في لبناته ما استمسكت لإقامة الجدران
فإذا انتفى حق التناصح بيننا فمصيرنا حتما الى خسران
دعني أسائل أمتي هل نحن في حق بناء العلم والإيمان
العلم في جنباتها منقسم بين مفهومه علمان
علم رسا بالقلب في خفقانه وبغيره علم بطرف لسان
من أي أنواع العلوم شعارنا بالله خبرني بغير تواني
أفمن علوم القلب قلب نظامنا بما لا يلائم شرعة الديان
دستورنا القرآن هل آياته تحمي المراقص أو تبرئ زاني
هل صاخب الشهوات من إسلامنا قل من نخادع يا أخا العرفان
الله خادع من يروم خداعه ويروغ في صد وفي نكران
هذي المفاهيم الهزيلة كلها لون من التدجيل والبهتان
الحق والتضليل لن يتجمعا وهما بلا شك سيصطرعان
وتثور نيران الخلاف تأججا حتى يرى نيرانها الهرمان
والنار إن شبت على ساحاتها ستكون مثل ضراوة البركان
لا الماء يطفئ من شديد لهيبها ستطيح بالإحياء والسلطان
قانوننا الوضعي ليس بصالح لحياتنا فدعوه للنسيان
ودعوا كتاب الله يحكم بيننا نلقاه في حب وفي اطمئنان
كفى جدلا
ملت قلوب المؤمنين كلاما لا يرتجي منه الكرام سلاما
فطالما المذياع يعلن خطة حسب النؤوم إطارها إسلاما
قد أعلنوا الإيمان وفق شعارهم فتبلورت أفكارهم أوهاما
ويظل كل الفسق ملئ بلادنا وتحولت آمالنا أحلاما
ليس التشدق بالفضيلة مقنعا إن ظل انجاز البلاد حراما
أو ظل قانون البلاد محللا للخمر تملك في الربوع زماما
وتقام في شتى الفنادق عندنا حفلات عري الساقطات تماما
والداعرات يجبن في حلقاتها بين الرجال على المجون زماما
فإذا تصدى المؤمنون لفسقهم يقضي الطهور بسجنهم أعواما
هذي مواخير تبرأ جهرة ونذيع في استقبالها أنغاما
ميمي شكيب تزف يوم خروجها ويرفرفون بركبها أعلاما
أما الصحافة لا تعي ما قدمت عن سعر كل دعارة ارقاما
وغدت فتاة الليل أكثر شهرة من قائد قذف العدو سهاما
وإذا توسطت اللعوب لعاشق لقي العشيق مكانها بساما
وإذا ذوى الفنان سار وراءه مليون هتاف وحاز وساما
أما الشهيد فيكتفون بنعيه بين السطور لقومه إعلاما
وإذا بدا خصر الخليعة مجهدا صرفوا لها أموالنا اسهاما
وجدت بأمريكا العلاج ميسرا وتلقفوا أخبارها تكريما
أما الملاليم التي هي فائض للجائعين الغارقين مقاما
ويخص كل معذب لمعانها لتكون وسط بطونهم آلاما
فاخفض على الأيام رأسك يا أخي ماذا يضر انيننا اعواما
هذا طريق الغافلين ونهجهم فإذا اعترضت ترقب الإعداما
القبر
القبر إما روضة من جنة أو حفرة من صاخب النيران
القبر صيحة هذه الدنيا لمن نسي الممات بغفلة الانسان
وفم ينادي صححوا أخطاءكم وتخلصوا من خدعة الشيطان
إن المعاصي إن أتتني هاهنا تبقى لصاحبها مع الأزمان
فالعبد ذات في طوال حياته يمضي ويعمل جاهدا ويعاني
فإذا فني انقلبت جميع فعاله ذاتا تسجل ما اتاه الفاني
عجبا لمن تخذ الحياة صغائرا حجبت ضمير الناس والوجدان
يا أيها المغرور في الدنيا أفق دنياك لا تعدو ضئيل ثواني
خذ من حياتك للحساب حصيلة بالطهر والإخلاص والإحسان
لو ساوت الدنيا جناح بعوضة عند الإله الواحد المنان
قل ما سقى الكبار فيها جرعة للماء فهي عديمة الاوزان
وهي الفساد لمن تذوق طعمها خلوا من الطاعات والايمان
وبغير طاعات وغير طهارة شمسي محقرة بغير معاني
دنياك مزرعة لآخرتك بها جنات عدن أو عذاب هوان
قارون
قارون كان بقوم موسى فانتحى جنبا يروم تكدس الأموال
وقد ابتغى عرض الحياة فغره مال يسيل لعابة الجهال
ومضى يفاخر إنما أوتيته بصميم علمي وانفساح مجالي
متبخترا وسط الجموع بزينة فغزا نفوسا ضحلة الاعمال
لكن قوما يعرفون طريقهم قالوا ثواب الله خير مجال
وأراد ربك أن يلقن درسا ويعلم الدنيا عميق مثال
فإذا بدار المستبد تحطمت وغدا اللعين ممزق الاوصال
وأفاق من راموا مكانة فاجر ركضا الى ثوب من الاهمال
جنات عدن قد اعد مكانها للصالحين على مدى الأجيال
شجيرتي
وغرستها ببر الرجاء لخالقي إن يرعها لتجود بالثمرات
وتفرعت اغصانها وتشابكت وتبادلت ازهارها النظرات
ورايتها دوما تتيه بغصنها وترى الغصون تتيه بالزهرات
والنحل يمتص الرحيق اذاقني شهدا تحار بوصفه كلماتي
وسمعت انغام البلابل عذبة ما اجمل الزهرات والنغمات
والماء يجري راويا لشجيرتي فتمسه الاغصان بالقبلات
مرحى فقد ظهر الثمار بشائرا في موكب الترحاب والبسمات
وجنيت حلو بشائري مترقبا عاما جديدا وافر الثمرات
فاذا رأيت شجيرتي قد اسقطت ما زاد عن اوراقها النضرات
واذا رايت شجيرتي ذبلت بها بعض الغصون وتالف الزهرات
فلقد اعدت للنمو كيانها خلوا من العقبات والافات
وشجيرتي مثل يعمق فهمنا لمسيرة الاصلاح والدعوات
قل تلك سنة خالقي في كونه فدعوا التشاؤم واتركوا العبرات
قضية فكر
قرضت الشعر ابياتا طوالا وناقشت المحافل والرجالا
وبرهنت الحقائق في وضوح وما كانت فروضا او خيالا
فليس الشعر ابياتا تقفى وليس الشعر فخرا او جدالا
قضايا الفكر يبحثها رجال احبوا الحق واعتنقوا النضالا
فما وهنوا اذا ما الجمع ولى وكان الشعر في الهيجا مجالا
وجندي العقيدة لا يبالي اذا ما الحرب تشتعل اشتعالا
رمى الاعداء صلبا في رحاها وناجى الله شوقا وابتهالا
وان قامت صراعات لفكر يجول بفكره حرا وصالا
فسلني لم قرضت الشعر اني اصوغ برهانا حلالا
فلا ابغيه للتشهير يوما ولا للنيل من قوم نكالا
حجود المارقين اهاج شعري رايت تجمعا عشق الضلالا
فكم من جاحد رام اعوجاجا وكم من مارق القى سؤالا
رأوا بالمادة العجماء اصلا لهذا الكون وانحرفوا خبالا
فمن ذا حطم الذرات قولوا اذا صلتم يمينا اوشمالا
فقلتم انه الانسان اجرى تجارب حققت فيه انفصالا
فكيف يقال صانعة لكون وكيف ينال من رب منالا
ايحطم حادث اصلا لكون الا عودوا الى الله امتثالا
فلا ابد لمادتهم تهاوت ولا ازل لمن يغني وزالا
ومن خلق الذي افناه عبد هلموا صححوا اليوم المقالا
ملايين النجوم بكل درب كواكب لو اردنا مثالا
تدور فلا صدام يعوق سيرا ومن ذا انزل الماء الزلالا
تصاعد من محيطات ضخام يروي الناس والزرع اكتمالا
نباتات يغذيها زفير من الانسان يملؤها كمالا
فتعطينا بديلا كاد يمحى وتمنحنا الفواكه والغلالا
وسطح الارض يزداد سمكا تحطمت الحياة بها اختلالا
تبدل جاذبيتها وتفنى فمن حفظ التجاذب أن يزالا
وهذي الارض يحميها غلاف يجنب سطحها الشهب الثقالا
فإن رق الغلاف ترى جحيما من النيران يقتلنا اغتيالا
فمن حفظ الخلائق من هلاك ومن خلق التناسق والمجالا
وما سر الحياة وكيف تفنى لقد عجزت عقولكموا كلالا
فاصل الكون تنسيق دقيق وكل تناقض يلقى زوالا
اله الكون انزله كتابا ترى في ظله الدنيا جمالا
نرى في ظله عدلا وحبا يقيم عدالة تمحو وبالا
حقوق الناس بالإسلام ترعى فلست ترى خصاما وانحلالا
ولست ترى فقيرا او ضعيفا وعندكموا الداء العضالا
افيقوا من خرافات جسام تخلخل جمعنا خلقا ومالا
وكونوا حيث شاء لله قوما كتاب الله اكسبهم جلالا
نظام الكون انشأه قدير نرى انكاره امرا محالا
الى كل أخ في دعوة الحق
لك يا حبيب من القلوب مناها فهي الأواصر لا يرد دعاها
ولمن يكون الحب في جنباتها إلا لكل مجاهد يرعاها
الله شكلها كتائب فكرة رب السماء من السماء رواها
سلني عن الأمس القريب فإنني من ومضة الأمس القريب اراها
فبأمسنا كنا امتداد عقيدة واليوم نحن نسير وفق خطاها
لا الأمس غير من صلابة عودنا فالصقل في ساحاتها ارساها
كل العوائق لن تعوق مسارها مدد السماء يدك ما عداها
أين الفراعين الذين تألهوا عاد مضت وثمود خاب رجاها
وجميع من قد ساندوا فجارها دك القدير جموعهم وطواها
طوبى لمن باع النفوس لربها رغم الصعاب الحالكات مشاها
هو لا يلين فقد تذوق طهرها وغدا يكبر صبحها ومساها
فسياطهم لم تثنه عن عزمه وخداعهم بالمغريات أباها
قالوا السجون فقلت حسبي إنني من بين قضباني عرفت نداها
هذا الرباط أخا الدعاة كفى به قدسا ينير قلوبها ورباها
يا دعوة القرآن أنت حياتنا فيها نعيش ولن نروم سواها
فكرتي
رضيت بها وهل أرضى سواها وعشت لها يظللني حماها
لقيت بها السعادة في حياتي ورمت بها الجنان ومن بناها
وما ضر العقيدة في علاها عناد الحاقدين وما دهاها
فسلني يا أخا الإسلام إني أقص عليك عقبى من رماها
سل التاريخ عن أحداث بدر لا يخر الكفر 1لا في رباها
وضعت الروح في كفي فداها فهل من جولة تمحو عداها
سلاحي غضبة الرحمن فيهم فهل من غضبة يوما اراها
الهي أنت حسبي أنت عوني بحولك أنت تمحو من جفاها
فكن للعاملين بها ملاذا ومن للعاملين سواك جاها
قرار زيادة رسوم الجمارك على الخمر بدلا من الغائها
نادت محافلنا بحت حناجرنا نخاطب الشعب والحكام تذكيرا
قمنا نطالب بالقرآن في بلد باتت تخالف شرع الله تقصيرا
قلنا وهي يرتجي في ظل معصية انا نلاقي من الرحمن تقديرا
هيا انظروا ما نعاني في مسيرتنا ما يهدم المجد والاخلاق تدميرا
في كل زاوية نلقى بها عوجا لا يستطيع لها الكتاب تصويرا
الاقتصاد غدا صفرا يؤرقنا وبات مسئولنا يبدي المعاذيرا
وطالعتنا صحافتنا كعادتها تدق طبلا وتسمعنا المزاميرا
إن اللجان تواصل حل ازمتنا وتبحث الامر مخفيا ومنظورا
ومجلس الشعب لن تنفض دورته حتى يقرر اصلاحا وتعميرا
وشرع ربك معروض باكمله وبات اقراره للشعب ميسورا
وهلل الناس تقديرا لهمتهم وصفق الشعب اكبارا وتعبيرا
فدولة العلم إن صدقت وفطنت الى العلاج سيمسي الداء مقهورا
ترقب الناس شرع الله وابتهجوا بدين ربك تطبيقا وتقريرا
لكنهم باجتماعات مكثفة تمخض الامر بالتأجيل منشورا
وفاجأتنا انتخابات مجددة لمجلس الشعب تغييرا وتطويرا
وكل من خاضها يعطي مبايعة إن يستميت لجعل الشعب منصورا
وجاء مجلسنا الثاني يعلنا في صيحة لا ترى في الشرع تحويرا
لا بل تباكوا على ما قد مضى اسفا حتى تكشف ما كان مستورا
هل كان ما اعلنوا للناس ترضية بلا رصيد لدى النواب تبريرا
سلني اخا الدين ما معنى زيادتهم رسما على الخمر اصرار وتدبيرا
قرارهم كان الغاء لما وعدوا قراراهم كان معوجا مبتورا
به التحدي بان الخمر باقية وشرع ربك لا يرتضوه دستورا
هذا التناقض اقر ار لمعصية من الكبائر تقبيتا وتزويرا
يا مجلس الشعب هل الغيت شرعتنا وجئت تنشئ في الدنيا مواخيرا
لن يعجب الناس بعد اليوم إن لمسوا عقلا يجلجل بالاصلاح مخمورا
إن القدير الذي تأبون شرعته ولا تخافون في القرآن تحذيرا
سيبطش البطشة الكبرى تزلزلكم ما لم تفيقوا فهل نسي أغاديرا
الشعب لن يرتضي هذا الخنوع كفى ما قد لقينا وبات الدين مهجورا
الله يحشر من يعصي أوامره يوم القيامة أعمى لا يرى نورا
هناك لا حكام لا سلطان يعصمكم من غضبة الله إن اقررتموا زورا
جلودكم بين أيدي الله شاهدة لا تملكون لها صدا ولا تأثيرا
يا مجلس الشعب قد ضقنا بغفلتكم حي ارتضيتم طريق الخزي منشورا
كفى عنادا كفى فالله يرقبنا والله سجل ما تخفون مسطورا
وغضبة الله إن حلت بساحتكم فغضبة الله لن ترضي معاذيرا
غـزوة بــدر الكـبرى سـنة 1398 هـ
يا بدر والذكرى تثير خواطري وتهز في نفسي عديد معاني
استقرئ الامجاد في تاريخها فارى منارات على الازمان
وكأنني بمحمد قد خاضها حربا على الكفار والاوثان
وارى قريش بجمعها وسلاحها دكت وزالت عصبة البهتان
المسلمون وقد شملها ايمانهم خاضوا الوغى ركضا الى الرحمن
فتدك اعناق الطغاة بساحها وذوى ابو جهل وكل جبان
قل تلك قاعدة فما من فاسق الا محته كتائب الديان
وككتائب الديان في ايمانها اقوى من الجبروت والطغيان
جند تربوا وفق اكرم منهج للصقل وفق قواعد القرآن
آيات ربي عنقت في قلبهم فاذا بهم في قمة الايمان
ما كان بين صفوفهم من خائر الكل أبرار من الفرسان
ما كان من قوادهم من يختفي هربا وخف الموت والعدوان
ارواحهم فوق الكفوف وحسبهم جنات عدن في حمى المنان
ومضى الزمان ورفرت اعلامنا فوق الربوع وسائر الاركان
لا ظلم في أرض الحنيفة كلها الكل في عدل وفي اطمئنان
لا يستبد خليفة في أرضها والناس والحكام يستويان
ميزانها التقوى تميز صفوفهم أكرم بها للحق من ميزان
واليوم عاد القهر يملك أمرها من غير ما قلب ولا وجدان
والكائدون لديننا قد أعلنوا في غير ما خوف ولا كتمان
حربا على اسلامنا وتحركوا في كل زاية وكل مكان
قد جندوا عملاءهم فتطاولوا وتبجحوا في نشوة السكران
وتعملق الاقزام من فجارها من كل طاغية ومن شيطان
دعني أسجل للورى جرمهم دعني أجابه دون ما كتمان
دعني أصور حقبة بسجونهم بين السياط وقسوة السجان
فبشاعة السفاح في أرجائها باتت تدك كرامة الانسان
فرعونها المجنون بل نيرونها أمسى يقود جحافل الخسران
أملته موسكو من صنوف إبادة للمؤمنين تفوق كل بيان
فيجند الموتور أقذر عصبة ذاعت جرائمها بكل لسان
فتذكروا الحربي في حلقاته بين الكلاب وشاسع الجدران
كانت كلابهموا أقل ضراوة من صفوة الروبي او بدران
وترى خسيس النفس حمزة ماجنا ويحرق الاجساد بالنيران هذا أخي في الله بات ممزقا ويذوق كل مرارة الحرمان
بقضي الليالي عاريا برمالها وتهتكت كتفاه والقدمان
قد علقوه محطما بقيودهم وكانه في موجة الطوفان
فيظل في أرجائها متماسكا وبغير ما ضعف ولا خذلان
لا ماء من جلادهم كي يرتوي فيغيب عن وعي لا اذعان
وذى شهيد الحق بين تبابها ويكف قلب الحر عن خفقان
حتى النساء يذقن من ويلاتهم صلفا يشيب فرائص الولدان
ونرى بساحات العذاب وقهرها أما يلوذ بعطفها طفلان
ينهال فوق رؤوسهم وجسومهم بالسوط بالاقدام عملاقات
والام تحجب عنهموا اطفالها تبكي الهوان بدمعها الهتان
كل الذي اقترفته كان ببيتها ولد لها والزوج يختفيان
وجدوا الظلال ومصحفا ورسالة عن قصة الاخدود والطغيان
فأتوا بها كيما يروا تمزيقها وترى ابنها والزوج يعترفان
خاب الرجاء وظل كل منهما رغم البشاعة شامخ البنيان
يتحديان طغاتها بصلابة طرحاهما للارض جلادان
والشيخ يدمع في عصارة قلبه والابن يدفع عن ابيه العاني
صرخا لهول البطش في ظلماتها بالسوط والتحريق يكتويان
راموا بقتل الابرياء ابادة فاهتز عرش الجاه والسلطان
وتتابعت نكباتهم وتكشفت أسرارهم لصائر الغفلان
فهزائم تلو الهزائم حطمت جبروتهم في سطوة الميدان
فروا وألقوا بالسلاح وسابقوا ريحا وذاقوا ذلة الخسران
والعاهرات بجيش خيبر جبن في حلباتها تيها بكل امان
كم كنت أرجو أن يفيق عصاتها وكفى بنا في غفلة وهوان
نتجاوز الماضي البغيض بأسره بعدا عن الاحقاد والاضغان
ونحكم القرآن في أوطاننا من بعد اجيال من النسيان
لكنني ساقولها بصراحة في وجه كل مراكز العصيان
دستور ربك لا يزال معطلا ومحاربا بتعمد الخوان
زعموا حدود كتابنا رجعية ليعيش لص القوت في اطمئنان
ويظل مجلس شعبهم متارجحا يقضي المراحل مغمض الاجفان
وتمر دورات بغير تحرك ما حددوا لونا من الالوان
وكانما نوابنا قد جمعوا في زحمة من سائر البلدان
ليمثلوا التأييد دون تعقل وليتقنوا التصفيق للسلطان
ويوافقون على قروض بالربا من غرب المانيا ومن ايران
ويكممون بذلة افواههم والجوع والفقر ينتشران
والجامعات اذا نما اسلامها كالوا لها تهما بغير حنان
بالدس والتدجيل والتشهير في لؤم وفي حقد وفي استهجان
وحدود ربك عندهم وفق الهوى وفي دولة الايمان والعرفان
لبنان دكت ارضه وتحطمت آماله من كثرة العصيان
وبشارع الاهرام في بلداننا عري وخمر فاق كل بيان
بات الحرام محللا ويحوطه جند لتحمي حفنة الشيطان
أيفيض رب العرش من رحماته لشراذم الطغيان والخسران
لبنان ليست غير موعظة لنا لنفيق من تيه ومن خذلان
فاذا تبجحت العقول واسرفت في الفسق والجبروت والبهتان
فالله يبطش بالمناوئ بطشة تمحو المناوئ او تدك الجاني
دعني اوضح بعض ما جاءت به للعالمين جماعة الإخوان
خرجت تنادي بالشريعة مصدرا كيما تصحح أمرها بلداني
شرحت لهم أن المشاكل كلها تجد الحلول من القرآن
ماذا جناه الناس من نظم غدت عارا يدك سلامة البنيان
الاشتراكيون خاب نظمهم في كل زاوية وكل مكان
وخلال اعوام قصار حطمت أخلاقنا وتزعزت اركاني
ورسا المطاف بشجبها فلعلنا لا تستجيب بجلب خزي ثاني
ومن البلاهة أن نظن عدونا يسعى الى ارضائنا ويداني
ها قد رأينا بيجين المجنون قد ألغت عصابته طريق أمان
وتقول أمريكا تقرر مخرجا فإذا بها ادهى من القعبان
فإذا أردنا النصر حقا فليكن من بدر درسا واضح الاعلان
من واقع يدعو الى عود لمن سحقوا جموع الغدر والكفران
فجنود بدر كان كل سلاحهم في دقة التكوين والايمان
كان اتصال المؤمنين بخالق أقوى من الجبروت والعدوان
حين استغاث المتقون بربهم نزلت ملائكة من الرحمن
فتزلزلت أقدام كل مكابر وتحطمت أطماع كل جبان
ونداء ربك جاء من عليائها لن تقتلوهم في رحى الميدان
لكنه الرحمن يدحر جمعهم ورمى فلولهموا من الفرسان
يا سيد الرسل الحبيب بلادنا باتت بلا نهج ولا اوزان
يوما نرى حزبا تألق صاعدا وبلحظة يغدو بلا اعوان
وكأن كل الأمر نفع عارض أما الجهاد فليس في الحسبان
ومن العجيب نرى رئيس وزارة في الغابرين مبرأ الأركان
قد حاكمته محاكم ثورية وأدين بالإعدام والخسران
صدر القرار بجعله من بين من باتوا بلا جرم ولا استهجان
ودماؤنا ما زال يحمل وزرها وكأننا لسنا من الإنسان
كان النواة لما اصاب بلادنا ولفكرة الجلاد والسجان
عقلي يقول نتيجة حتمية من غير ما لف ولا دوران
أما المحاكمة التي بطشت به كانت على زور وفي بهتان
أو أن تكون بلادنا قد رحبت بالمجرمين وقررت حرماني
ودعاة شرع الله يحجب نهجهم لاقوا صنوف الغدر والحرمان
قولوا لهم إن القرار بحلنا قد بات رمز الخزي والنكران
المؤمنون تعوقون طريقهم ونقابل الاجرام بالاحضان
إن الامور اذا اردتم صيحة بالحق في عزم وفي اطمئنان
بيد أن المهيمن وحده وقراره يمحو قرارات من الهذيان
سنظل يا خير الانام جنودها مهما تبجح ظالم ورماني
اوراحنا فوق الكفوف لعهدنا والله خير مناصر ومعوان