دعم انقلابي لجرائم حفتر وإيطاليا تعترض مقاتلات سيساوية فوق ليبيا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
دعم انقلابي لجرائم حفتر وإيطاليا تعترض مقاتلات سيساوية فوق ليبيا


دعم انقلابي لجرائم حفتر وإيطاليا تعترض.jpg

كتبه:حازم الأشموني

(07 فبراير 2018)

مقدمة

يواصل سفيه الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، دعمه اللا محدود للجنرال الدموي الليبي خليفة حفتر، حيث أصدرت مليشيات خليفة حفتر بيانًا أكدت فيه اعتراض مقاتلات إيطالية لطائرات "مصرية" كانت في طريقها لضرب أهداف داخل ليبيا.

وقال مصدر دبلوماسي باللجنة السيسية المعنية بمتابعة الملف الليبي، والمشكلة من وزارتي الدفاع والخارجية بحكومة الانقلاب، إنّه ليس لديهم علم بالبيان الليبي حول اعتراض مقاتلات إيطالية لطائرات مصرية كانت في طريقها لتوجيه ضربات داخل الأراضي الليبية. ولم ينفِ المصدر السيساوي التواصل مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لحماية الحدود المصرية الليبية المشتركة، والعمل المشترك في مواجهة "خطر الجماعات المتطرفة".

وأصدر المكتب الإعلامي التابع لمليشيا حفتر بيانا، عبر "فيس بوك"، أدان فيه ما وصفه بالتدخل السافر للحكومة الإيطالية في الشئون الليبية الداخلية، وانتهاك سيادة البلاد"، مضيفة أن "طائرات إيطالية قامت باعتراض الطيران العسكري المصري ومنْعه من تنفيذ ضربات محددة للمجموعات الإرهابية، وفق اتفاقية الدفاع المشترك المصدَّق عليها من قبل مجلس النواب لمكافحة الإرهاب".

تفويض أمريكي لإيطاليا

وذكرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية، أمس الاثنين، أن وزير الداخلية الإيطالى ماركو مينيتى توصل بعد زيارته إلى واشنطن أخيرا، إلى "استعداد واشنطن منح إيطاليا "تفويضا" لبسط الاستقرار فى ليبيا، موضحة فى الوقت نفسه أن هذا الأمر لا يعنى عدم اهتمام الولايات المتحدة بالوضع فى ليبيا.

وقال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتى:

إنه اتفق مع المسئولين الأمريكيين على تشكيل فريق مشترك لمنع تحويل ليبيا إلى قاعدة لتنظيم "داعش" الإرهابى، بحسب ما نقله التلفزيون الرسمى الإيطالى.

وكان مينيتى قد زار واشنطن، أخيرا، حيث أجرى مباحثات مع وزيرة الأمن الداخلى كريستين نيلسن، ورئيس مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف بى آى" كريستوفر راى، فضلا عن وزير العدل جيف سيشنز.

ونقلت صحيفة "لاستامبا" عن مصدر إيطالى قوله:

إن الولايات المتحدة تعتبر إيطاليا بلدا لا يمكن الاستغناء عنه فى إدارة التحديات القائمة فى منطقة البحر المتوسط. فيما اعتبرت الصحيفة أن الهدف الأساسى لتحقيق الاستقرار فى ليبيا يتمثل فى "دعم خطة الأمم المتحدة للسلام بقيادة المبعوث الأممى غسان سلامة، بهدف إجراء انتخابات بحلول العام الحالى"، بحسب بوابة "الوسط" الليبية.

درنة تتأهب لهجوم حفتر

ويأتي انتهاك الطيران السيساوي للسيادة الليبية دعما للجنرال الدموي خليفة حفتر، الذي يتجه نحو السيطرة على مدينة درنة كبرى مدن الشرق الليبي بعد بنغازي، التي سيطرت عليها مليشيات حفتر بعد مقتل الآلاف. وتحاصر مليشيا حفتر المدينة منذ سنتين، حيث تفاقمت أزمتها الإنسانية منذ الصيف الماضي، في ظل صمت دولي من جهة، وتقاعس حكومة "الوفاق" التي يترأسها فايز السراج من جهة ثانية.

وبدأت قوات حفتر، منذ ليل الأحد الماضي، التمهيد لاجتياح درنة، بقصف مدفعي وجوي عنيف خصوصا مدخلها الغربي. وفيما تمهد مدفعية مليشيات حفتر، والتي ترابط في منطقة عين مارة، لاقتحام المدينة، توالت نداءات هذه المليشيات، لسكان المدينة، مطالبةً إياهم بالابتعاد عن مواقع قوات مجلس شورى المدينة.

وبحسب مراقبين تبدو عملية حفتر تطويع "درنة" محفوفة بتقلب الولاءات القبلية والصراعات الجانبية. وسط إصرار من جانب حفتر على الانتقام من قبيلة العبيدات التي تمثل آخر شوكة يسعى حفتر لإزالتها في طريق بسط نفوذه على شرق ليبيا.

وتعتبر مدينة درنة الواقعة شمال شرقي البلاد والمطلة على البحر الأبيض المتوسط ( 300 كيلومتر شرق بنغازي) من أبزر المدن المعارضة لمساعي حفتر العسكرية، إذ يعلن مقاتلو المدينة الذين يعملون تحت قيادة ما يسمى بـ"مجلس شورى مدينة درنة" معارضتهم العلنية لمشروع حفتر العسكري، ما دفع بالأخير إلى فرض حصار على المدينة مستعينا بمقاتلي القبائل المحيطة بها، وذلك منذ حوالى عامين، قبل أن يشدد الحصار قبل ستة أشهر، مانعاً دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية والنفطية، بالرغم من مطالبة رسمية محلية ودولية، ومن قبل منظمات إنسانية دولية، بضرورة فكّ الحصار عن المدينة.

وبالإضافة إلى الحصار المفروض عليها، والذي حذرت منظمات دولية من الكارثة الإنسانية التي قد تنجم عنه، تحولت درنة العام الماضي إلى كبش فداء "الطائرات المجهولة"، لا سيما طائرات القوات السيساوية التي قصفتها علناً مرات عدة، بحجة الرد على "عمليات إرهابية" استهدفت أراضيها. وكان أول قصف مصري طاول درنة في العام 2015، بعد نشر تنظيم "داعش" الإرهابي فيديو لذبح 21 مصرياً. وفي أكتوبر من نفس العام، شهدت المدينة مجزرةً راحَ ضحيتها 12 شخصاً بينهم أطفال من عائلتين، جراء قصف قوات حفتر لأحد أحيائها.

يذكر أن درنة كانت أول مدينة يتخذ تنظيم "داعش" الإرهابي مقراً له فيها (أكتوبر 2014) خارج معاقله التي سيطر عليها في العام 2014 في العراق وسورية، ومثلت النقطة الأكثر قرباً له إلى أوروبا، ما شكل تهديداً خطيراً على القارة العجوز. لكن مجلس شورى درنة الذي يحاربه السيسي وحفتر حاليا، تمكن من طرد تنظيم داعش منها في يونيو 2015، وتطهير المنطقة من جيوبه المتبقية لاحقاً.

المصدر