خبراء يؤكدون فشل مؤتمر أنابوليس ويحذرون من مخطط لتصفية حماس

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
خبراء يؤكدون فشل مؤتمر أنابوليس ويحذرون من مخطط لتصفية حماس

كتب- علاء عياد

10-12-2007

مقدمة

منصة ندوة الكتلة حول مؤتمر أنابوليس (تصوير محمد أبو زيد)

- د. الأشعل: المؤتمر كان زواجًا بين أبو مازن وأولمرت لتجريم المقاومة

- د. المسيري: دولة الكيان تدرك ثوابتها ونحن مَن يتراجع ويهرول خلف البيت الأبيض

- د. زهران: أنابوليس تتويج لحالة العجز العربي والنظم غير مستعدة للتنازل عن كراسيها

- د. الغزالي: لا بد من رأب الصدع الفلسطيني والمقاومة خيار لا يمكن التنازل عنه

أجمع عددٌ من الخبراء والسياسيين- في الصالون السياسي الأول للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين الذي عُقد مساء الأحد تحت عنوان "ماذا بعد أنابوليس؟"- أن مؤتمر أنابوليس الذي استضافته الولايات المتحدة مؤخرًا قد فشل فشلاً ذريعًا، ولم يُسفر عن جديدٍ في دفع عملية السلام المزعومة.

وأكد الدكتور عبد الله الأشعل- مساعد وزير الخارجية الأسبق وأستاذ القانون الدولي- أن ما بعد أنابوليس هو نفسه ما كان قبل أنابوليس، وأن كل ما نتج عن المؤتمر هو زواج جديد بين أبو مازن الذي فقد القدرة على الزعامة وأولمرت من أجل تصفية حماس، مشيرًا إلى أنه بات مطلوبًا من الدول العربية بعد هذا المؤتمر- وفقًا للمؤتمر- أن تصدر قوانين تعتبر كل منظمات المقاومة الفلسطينية إرهابيةً، وكل مَن يدعمها إرهابيًّا يجب اعتقاله.

وشدد على أن أبو مازن يجب أن يعرف أن العلاقات الدولية ليست جمعيةً خيريةً، وأن الكيان الصهيوني لا يُعطي إلا أوراقًا للضغط أو الإغراء، مؤكدًا أن أبو مازن ذهب لهذا للمؤتمر للاستقواء بأولمرت في مواجهة حماس.

ورفض الأشعل أن يُطلق على الصراع العربي الصهيوني صراعَ الفرص الضائعة؛ لأن هناك نيةً مبيتةً من الكيان الصهيوني لأخذ فلسطين بالكامل، مستبعدًا أن يكون هناك سلامٌ بين الضحية والجزار.

وأوضح أن أكبر خطأ ارتكبه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو اعترافه بـ"إسرائيل" دون أن يذكر أي "إسرائيل" يقصد.. هل "إسرائيل" المشروع، أم "إسرائيل" الدولة، أم "إسرائيل" الاعتراف المتبادل؟!، مشيرًا إلى أن اعتراف أبو عمار بـ"إسرائيل" كان اعترافًا من صاحب الحق لأصحاب المشروع المشبوه، في مقابل اعتراف رابين بعرفات أنه محامي الشعب الفلسطيني، ومنظمة التحرير المحامي الذي يتحدث باسم هذا الشعب، وأضاف أن زيارة السادات للقدس مثلت التنازل الكامل عن باقي أوراق القضية.

وأكد الأشعل أن المشروع الصهيوني ثابت ويتقدم، ويريد الأرض ويستهدف السكان بالإبادة أو الإذلال، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" حققت نجاحًا باهرًا بعد أن نجحت في فصل الجسد العربي عن الجسد الفلسطيني، موضحًا اختفاء كلمة الانتفاضة الفلسطينية.

وقال الأشعل: "لن أمل التكرار من القول بأن قيام وحش إسرائيلي على حدود مصر هو تهديدٌ للأمن القومي المصري، وما يحدث في جنوب وغرب السودان هو استكمال لتلك الحلقة"، مؤكدًا أن اتفاقية مصر للسلام مع الكيان لم تنص على أن تتخلى مصر عن دورها الإقليمي.

وأشار إلى أن هناك تركيزًا في الخطاب العبري على سيناء، وهو ما يؤكد أن سيناء تحتل جزءًا كبيرًا من الذاكرة الصهيونية، مشددًا على أن العرب في حاجةٍ إلى خطةٍ جديدة لمواجهة المشروع الصهيوني.

معازي الحكام

وعن زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للكيان الصهيوني أكد المفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري- صاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية- أن السادات كان مرغمًا من الولايات المتحدة على ذلك، مع علمه أن ذهابه للكيان الصهيوني لن يفيد، مشيرًا إلى أن الوضع بالنسبة لأبو مازن هو نفس وضع السادات؛ فالأمر في النهاية هو الخوف من الولايات المتحدة، وتصور أن الخلاص ليس من خلال المقاومة ولكن من خلال الباب الأمريكي.

وأكد المسيري أنه منذ كامب ديفيد وهو لا يقرأ اتفاقيات السلام لعلمه أنها غير مجدية، ولن تقدم شيئًا، مشيرًا إلى كلام شامير منذ أيام مؤتمر مدريد "نحن سنتفاوض وسنتفاوض لعشرات السنين"، وأوضح أن ما كان في أنابوليس هو "عادة ريمة لعوايدها القديمة"، ولكن للأسف أن "ريمة" مدركة لثوابتها ونحن مَن يتراجع ويهرول خلف البيت الأبيض.

وذكر نكتةً كانت في إحدى الصحف العبرية عن تأجيل الإعلان عن موعد أنابوليس أنه في الأفراح يتم الإعلان عن الدعوة قبلها بفترة، أما في التعازي فيتم الإعلان قبلها بيوم، مشيرًا إلى أن مثل هذا المؤتمرات ليست إلا معازي الحكام العرب والأنظمة العربية.

وطالب المسيري بفهم العقلية الصهيونية جيدًا قبل أن نعقد مؤتمراتٍ أو اتفاقياتٍ، قائلاً: هل يتصور إنسان عاقل أن الصهاينةَ سيتركون مستوطنةً أو سيسمحون بعودة 200 أو 300 ألف فلسطيني، خاصةً أنهم مهوسون بالديموجرافيا، فكما هو معروف أن المرأة الفلسطينية من أكثر نساء العالم خصوبةً، حتى إنهم يطلقون عليها قنبلة عرفات اليبولوجية.

فريق المنبطحين

وأكد د. جمال زهران- المتحدث باسم كتلة المستقلين بمجلس الشعب وأستاذ العلوم السياسية- أن ظروف عقد المؤتمر في أنابوليس كان نوعًا من تكريس الشكل الانهزامي التي وصلت إليه النظم العربية وتتويجًا لحالة العجز العربي ممثلاً في الأنظمة العربية، مشيرًا إلى أن المؤتمر أكد أن الدور الإقليمي لمصر انتهى وتوقَّف، ولم يعد أكثر من دورٍ وساطي وعلاقات عامة، ولا يخرج عن ذلك على الإطلاق.

وشدد على أن ما بعد أنابوليس أسوأ بكثيرٍ مما كان قبله، مشيرًا إلى أن المرتكزات الأساسية للقضية الفلسطينية من إزالة المستوطنات وحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية تم التنازل عنها بصورة أو بأخرى خلال هذا المؤتمر.

وأشار زهران إلى أن الحلَّ ليس في مناشدة النظم الحاكمة غير المستعدة للتنازل عن كراسيها، بل في تشجيع المقاومة، مطالبًا بتزكية هذا البديل، موضحًا أن صراعنا مع الصهيونية هو صراع وجود وليس صراع حدود، فالكيان الصهيوني كيان عنصري استيطاني طريقه إلى زوال.

وأوضح أن البيئةَ العربيةَ الحالية حُبلى بالعناصر المتضادة بالعناصر المتواجهة، وبالتالي فنحن لا نستطيع أن نركن في تحليلنا السياسي إلى أن النظم أوصلتنا لهذا الحد، ثم نركن إلى أن هذا الوضع من المستحيلات أن يتغير، مضيفًا أنه يجب ألا نركن إلى مثل هذه التحليلات التي تُشيع في داخل المقاومة العربية نوعًا من اليأس، وفي المقابل يجب ألا نُفرط في التفاؤل، علينا أن نكون مدركين لحجم عناصر التفاؤل وحجم عناصر التشاؤم؛ حتى نستطيع أن نتحرك، مؤكدًا أن هناك عناصر مقاومة داخل الجسد العربي تكبر وتتنامى وتتطور، وقادرة على البقاء، بالرغم من مقاومة الأنظمة العربية لها.

وقسَّم زهران الدول العربية إلى قسمين، أحدهما والذي يُسمِّي نفسه المعتدلين، وهؤلاء أُسميهم فريق المنبطحين الذين يمدون أيديهم إلى الإدارة الأمريكية، وهذا الفريق على مستوى الأنظمة تُمثله القيادة المصرية والأردنية ونصف الجانب الفلسطيني ممثلاً في أبو مازن في مقابل دولٍ صادمة مثل سوريا ولبنان، مشيرًا إلى أنه في المقابل هناك حركة متنامية للشعوب العربية، تُعبِّر عن نفسها في المقاومة.

التمسك بالثوابت

ويرى الدكتور عبد الحميد الغزالي- الأستاذ بجامعة القاهرة والمستشار السياسي للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن مؤتمر أنابوليس فشل قبل أن يبدأ، مشيرًا إلى أنه لا بد للخروج من الظرف الآني الكئيب هذا، أن نختار إستراتيجيةً تليق بنا كافة تستند إلى التمسك بالثوابت وبكامل التراب الفلسطيني من الماء إلى الماء.

وطالب الغزالي بمحاولة إقناع الأنظمة العربية والإسلامية أن تتجه الاتجاه الصحيح، وتعمل على رأب الصدع بين الفلسطينيين كبداية، وأن تستمسك بخيار المقاومة السبيل الوحيد للدفاع عن العرض والأرض والمقدسات.

المصدر