حينما تشتري الإمارات الأزهر!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حينما تشتري الإمارات الأزهر!


حينما تشتري الإمارات الأزهر.jpg

كتب: مجدي عزت

(01 نوفمبر 2017)

مقدمة

بنت الإمارات مشروعها التوسعي في المنطقة العربية على أسس واضحة باستعمال المال في شراء الولاءات السياسية والدينية واستمالة المؤسسات والشخصبات الكبرى في المنطقة. ومن أهم المؤسسات التي ابتزتها الأموال الإماراتية، منذ العام 2013 حينما وقع الانقلاب العسكري في مصر، مؤسسة الأزهر وعلى رأسها شيخ الأزهر أحمد الطيب.

لقاءات الطيب مع المال الإماراتي

ووفق لرصد أجرته مواقع عربية، جمعت 5 لقاءات بين الطيب الذي سبق له العمل في جامعة الإمارات ومحمد بن زايد، ففي أبريل 2013 هنأ ولي عهد أبوظبي والرجل القوي في الإمارات الشيخ الطيب بمناسبة اختياره شخصية العام الثقافية التي أعلنت عنها جائزة "الشيخ زايد للكتاب" في دورتها السابعة ونال بموجبها مليون درهم إماراتي (272 ألف دولار)، وسرعان ما نال الطيب مليون درهم أخرى عقب تلك الجائزة، إذ فاز في يوليو من العام التالي بجائزة شخصية العام الإسلامية عبر جائزة دبي للقرآن الكريم.

وتناول اللقاء الثاني بين الطيب وبن زايد، "العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات في المجال الديني" في سبتمبر 2014، وكان اللقاء الثالث في 13 فبراير 2015 خلال رئاسة الطيب للاجتماع الثالث لمجلس حكماء المسلمين لبحث التطورات الجارية في المنطقة العربية.

وتضمن اللقاء الرابع زيارة بن زايد لشيخ الأزهر في مقر إقامته بالعاصمة الإماراتية خلال رئاسته جلسات الجولة الرابعة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب في نوفمبر 2016 وفقًا لبيان صادر عن مشيخة الأزهر، بينما تضمن اللقاء الخامس مناقشة القضية الفلسطينية في 31 يوليو 2017.

المال مقابل المواقف

وتشير مسار المساعدات المالية الإماراتية، إلى أن المساعدات الإماراتية لدعم الأزهر كانت مقتصرة قبل ثورة 25 يناير على 25 مليون درهم (6.81 ملايين دولار)، فيما توقف الدعم الفعلي طوال العام الذي قضاه الرئيس محمد مرسي في الحكم، باستثناء مذكرة تفاهم لم تفعّل وقت حكمه.

وظهرت نتيجة الدعم المتوسع في ما بعد 30 يونيو 2013، إذ شارك وفد رفيع من الأزهر برئاسة الشيخ الطيب في مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة؟" المنعقد في عاصمة إقليم الشيشان جروزني، والذي نظمته مؤسسة "طابة"، التي دشنها في أبوظبي، الحبيب علي الجفري

وهو ما يدخل ضمن سياق سعي دولة الإمارات إلى لعب دور إقليمي من خلال وسائل متعددة، منها ما يتم عبر الدين من خلال الاستثمار في مؤسسة الأزهر لدعم المواقف السياسية الإماراتية، الأمر الذي بدا جليا في بيان الأزهر في يونيو الماضي الداعم لحصار قطر من قبل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين"، وهو موقف سياسي لا فقهي.

الأزهر يروج لدين أبو ظبي

كما انعكست العلاقة المتنامية بين مشيخة الأزهر والإمارات، عبر تمويل أبوظبي لإرسال وفود أزهرية دورية إلى العواصم الأوروبية ضمن مشروع يسمى "قوافل السلام"، أطلقه "مجلس حكماء المسلمين"، بدءًا من شهر رمضان من عام 2015 الذي شهد انطلاق الوفود إلى 14 عاصمة أوروبية.

مواجهة المؤسسات

ووفق دراسة استقصائية، استخدمت الإمارات شيوخ الأزهر في تأسيس "مجلس حكماء المسلمين" لمواجهة دور مجلس علماء المسلمين.

وضم محلس الحكماء في هيئته التأسيسية 3 أعضاء من الأزهر، من بين 14 عضوًا يقودهم الشيخ الطيب رئيس المجلس، والدكتور محمود زقزوق، والشيخ حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، وبرر السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة تشكيل المجلس "الذي تم تأسيسه ودعمه من قبل القادة الإماراتيين بهدف تحديث طريقة تدريس الإسلام في المدارس، وتطوير برامج تدريب جديدة للأئمة، وتحديث التفاسير القرآنية" وفقًا لما قاله في جلسةٍ عُقدت في جامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، بتاريخ 28 ديسمبر 2015.

بينما يرى خبراء أن الإمارات تهدف من خلال تأسيس مجلس الحكماء إلى تقويض اتحاد علماء المسلمين الذي دعم الربيع العربي الذي يخالف مصالحها، الأمر الذي جعل أبوظبي تستعين بالشيخ عبدالله بن بيه النائب السابق للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي والطيب مؤسس الاتحاد، في محاولة لخلق كيان بديل للاتحاد ومنافس له تتحكم به الإمارات.

المصدر