حوار مع المراقب العام للإخوان بالأردن عبد المجيد الذنيبات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
حوار مع المراقب العام للإخوان بالأردن عبد المجيد الذنيبات

مقدمة

- علاقتنا مع الحكومة تحكمها مصلحة الأمة

- نسعى إلى تعظيم الجوامع المشتركة مع الكل بما يخدم الوطن

- لسنا في حاجة للبرهنة على وطنية الإخوان واعتمادهم للوسائل السلمية

أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن عبدالمجيد الذنيبات أن الجماعة لا تسعى للصِّدام مع أحد، وأن الصِّدام ليس من منهجها.

وقال- في لقاءٍ مع الصحفيين بالمركز العام للجماعة قبل أيام، حضره عدد من نوَّاب الحركة الإسلامية وقيادات الجماعة وحزب جبهة العمل الإسلامي-: إن العلاقة بيننا وبين أي حكومة تحكمها أساسيات وضوابط تقوم على مقدار قُرب أو بُعد الحكومة في سياساتها لمصلحة الوطن والأمة، وبما تحققه وتسعى له، من إصلاحات، واحترام حرية المواطن، وحقه في العيش.

وأضاف: نقول إننا ندور مع الحق حيث يدور، ونقدر للمخلص إخلاصَه، ونحارب الفساد بكل أشكاله، آمرين بالمعروف، وناهين عن المنكر، الذي هو وظيفة كل مسلم.

وأوضح الذنيبات أن الإخوان جماعةٌ إسلامية، تنطلق من كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- وأنها حركة وطنية أردنية انبثقت من هذا الوطن وتربَّت فيه، ومن حق هذا الوطن عليها أن تحميَه وتذودَ عنه بالمُهَج والأرواح، وتسعى إلى خيره وأمنه واستقراره.

وقال إن حركتنا حركةٌ شاملةٌ لكل معاني الحياة.. من دعوية، وسياسية، وخيرية، واجتماعية، وإنسانية، ورياضية.. وإننا حركة إصلاحية ندعو للإصلاح والتغيير على منهج الإسلام لإسعاد المواطن والأمة.

وشدد على أن وسائل الجماعة سلمية، بعيدة عن العنف والتطرف في الفكر أو الفعل، وأنها تؤمن بالإصلاح التدريجي؛ وصولاً إلى المجتمع المسلم.

نتعاون مع الجميع

وقال إننا لسنا طلاب حكم ولا نسعى للحكم بأنفسنا، ويسعدنا أن نحكم بالإسلام ونكون نحن الجند العاملين المخلصين، وأكد أن الجماعة تتعاون مع الجميع وتمد يديها لكل مخلص للأردن كائنًا من كان، حتى لو اختلفت معه في العقيدة والديانة، وأنها تسعى إلى تعظيم الجوامع بما يخدم الوطن والأمة، وأن منهجها قول كلمة الحق بالوسائل والأسلوب الطيب الذي أمر به الله تعالى.

وجدد التأكيد على أن الإخوان المسلمين حركةٌ إسلامية وطنية أردنية تهدف إلى نشر الإسلام العظيم؛ ليكون الموجه والحاكم لهذه الأمة، وتوجه أنشطتها في مختلف المجالات لما يسعد الناس ويحقق لهم المصالح والمنافع في المجالات الاجتماعية والإنسانية والسياسية.

ولفت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين - الذين نشأت حركتهم عام 1945م، وواكبت نمو الأردن وتطوره، ودعمت وحدته الوطنية، وباركت أول وحدة بين بلدين عربيين متجاورين (فلسطين والأردن)، وكانت عنوانًا لهذه الوحدة، وسايرت أحداثه ووقفت معه.. تذب عن ترابه، وتدفع الغوائل عنه، وبرهنت على وطنيتها وحب الأردن عبر مواقف مفصلية- شاركت في الانتخابات النيابية عندما وجدت أن هذه المشاركة في صالح الوطن، وقاطعتها حين رأت أن المقاطعة ضمن برنامج إصلاحي.

وقال: لقد شاركَت جماعة الإخوان في الوزارة حين رأت أن المشاركة واجبٌ وطنيٌّ للتلاحم أمام مؤامرات اليهود والاجتياح الأمريكي للمنطقة من منطلق توحيد الكلمة والموقف؛ حمايةً للأردن.

أرض الحشد والرباط

وأكد أن جماعة الإخوان ما هادنت نظامًا خارج الأردن على حساب الأردن، ولم تمد يدها لأعطيات أو هبات لبيع الوطن أو التآمر عليه، وأنها لا تزايد على أحد في ذلك، ولا تبتز أحدًا من أجل مواقفها هذه.. فهي مواقف إستراتيجية وعقيدية.

وقال الذنيبات إننا نؤمن أن للأردن دورًا قادمًا، فهو بوابة الفتح الإسلامي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وسيكون بوابة الفتح لبيت المقدس ثانيةً- بعون الله- ولذا فإن الأردن في نظرنا أرض الحشد والرباط، ويستحق دعم أبنائه والتضحية في سبيله، بل دعم الأمة كل الأمة؛ فهو في مواجهة مع عدو صهيوني حاقد غادر يتربص بنا الدوائر.

وأضاف أن الإخوان المسلمين - الذين يولون اهتمامهم لقضايا الوطن والمواطن- لا ينسَون قضايا الأمة المهمة الأخرى في فلسطين والعراق وغيرهما من البلدان المستهدَفة بالعدوان والاحتلال.. فها هم يدعون الأمة لتجميع الجهود لدرءِ العدوان؛ لأنهم يعتقدون أن معركة الأمة هي معركة واحدة في فلسطين والعراق و السودان و سوريا و لبنان و أفغانستان و الشيشان و كشمير، فالعدو واحد والهدف واحد.

استهداف الإسلام

وأوضح أنه وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبح الإسلام هدفًا تحت شعار مقاومة التطرف والعنف وبحجة نبذ الإرهاب، وقال إن الحرب على الإسلام أخذت أشكالاً متعددة، مثل العدوان المباشر مثل أفغانستان والعراق، واستهداف بعض الأنظمة بالضغط عليها بكافة الوسائل، ومنها التهديد، لافتًا إلى أن بعض الأنظمة استسلمت لذلك التهديد، وتم استلاب إرادتها، وأضاف أن بعض الأنظمة عملت إثر ذلك على محاصرة الحركات الوطنية والإسلامية والتضييق على مؤسساتها، خاصةً الحركات التي لها دور وتسعى إلى بث روح المقاومة، مثل حركة حماس والمقاومة العراقية.

الخلاف مع الحكومة

وردًا على سؤال حول الخلاف مع الحكومة قال إن مثل هذه المواجهات لم تكن بذات قيمة لو حصلت قبل عشر سنوات وقبل 11 سبتمبر، وإن ما تتعرض له الحركة الإسلامية في الأردن حوادث مفتعلة، مثل الاتهام بحرق العلم، والذي ثبت عدم صحته، وكذلك الاعتداء على النائب تيسير الفتياني تحت سمع وبصر رجال الأمن، وكذلك التدخل الحكومي في قضية نقابية بحتة؛ بحجة حماية نائب في الوقت نفسه الذي سكتت فيه الحكومة على إهانة النائب الفتياني.

وأشار الذنيبات إلى محاولة اعتقال الدكتور همام سعيد، والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني وآخرين؛ بحجة مخالفة قانون الوعظ والإرشاد.. مبينًا أن الجماعة أول من تطالب بتطبيق قانون الوعظ والإرشاد، والذي يضم 12 بندًا لا يوجد من بينها ما يعطي الحق لوزارة الداخلية في التدخل بشأن تطبيق القانون، علمًا بأن قانون المحاكمات لا يُجيز التوقيف على قضايا صُلحية قبل صدور حكم من محكمة الصلح.

احترام الرأي الآخر

وأكد أن الحركة الإسلامية لن تبدل ولن تغير في مواقفها، فوسائلها سلمية وقانونية، وهي لا تؤمن بالعنف وتحترم الرأي والرأي الآخر.

وبشأن استقالة الدكتور علي الحوامدة من الجماعة وحزب جبهة العمل وجمعية المركز الإسلامي أوضح الذنيبات أن العمل في الجماعة تطوعي من خلال التعاهد على طاعة الله ورسوله، ولا يوجد ما يُلزم أحدًا بالبقاء في الجماعة.

وقال إن في الجماعة مؤسسات كثيرة تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية وهي من أفقر المؤسسات في الأردن الذي فيه الخير الكثير وهي تخضع للقوانين ولتدقيق ديوان المحاسبة، وقال إنه وفي حال وجود خلل فهناك مؤسسات في الجماعة تراقب وتصوب هذا الخلل إن وجد، وهذه المؤسسات تحاسبنا حسابًا شديدًا.

وقال إن القضية التي طرحها هو فصل 4 من الذين بلغوا سن الستين في الجمعية ومدارس الأرقم، وإن ما تحدث عنه من فساد هو إعادة أحدهم؛ حيث إن قانون الضمان الاجتماعي يسمح بالعمل حتى سن 71 سنة.

وقد أكد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور أن الحرص على الأردن ضرورة وطنية وواجب شرعي وأن الجماعة موجودة في الأردن منذ 60 عامًا، ومواقفها خلال المنعطفات الحادة التي مر بها الوطن معروفة، ولا أظن أن أية جهة تتقدم على الجماعة في الانحياز للوطن.

وقال نحن جزء هام من الدولة الأردنية، وإن مشكلتنا هي مع بعض السياسات التي تمارسها الحكومة، وإن الحركة الاسلامية تطفئ الحرائق التي يمكن أن تمس الوطن، مؤكدًا استعداد الجماعة للتحاور مع المسئولين وأن الحركة الإسلامية لديها الشجاعة لأن تقر بأخطائها إن حدثت.

نائب المراقب العام لجماعة الإخوان الدكتور همام سعيد قال إننا نتميز بأننا جماعة ملتزمة بثوابت الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن الجماعة ليست على استعداد للاعتراف بالتطبيع والتخلي عن فلسطين وقضايا الأمة، مؤكدًا أن الجماعة لن تغير هذه الثوابت والأفكار.

وردًّا على سؤال حول ما يقال من أن الجماعة تستخدم لغة التهديد أكد الذنيبات أنه في غياب التنظيم ستكون الفوضى، وأن الجماعة تقوم على رعاية مشاعر الشباب المسلم، المتطلع إلى رؤية الإسلام عظيمًا شامخًا في هذا البلد، وأنهم يحكمون الأفعال والأقوال وأن دورنا هو ضبط هذا السلوك.

وقال إذا انفرط خيط التنظيم ففي غياب الاعتدال سيكون العنف؛ لأن فكرنا هو فكر الوسطية ونبذ العنف والتطرف، وإنه في حال حدوث الفراغ لغياب الجماعة فسيَملأ هذا الفراغ المتطرفون الذين يستخدمون العنف.

المصدر