حكايات التوطين.. لماذا انفجرت تسريبات "bbc"؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حكايات التوطين.. لماذا انفجرت تسريبات "bbc"؟


كتب:رانيا قناوي

(30 نوفمبر 2017)

مقدمة

نسج نظام الانقلاب خلال اليومين الماضيين عدة رسائل حول توطين الفلسطنيين في سيناء مجددا، في الوقت الذي يتزامن مع الرسائل نفسها التي أرسلتها إسرائيل حول القضية نفسها، بأن فلسطين لن تكون وطنا للفلسطنيين وأن مكانهم سيناء، الأمر الذي أثار ردود أفعال محلية ودولية، حول سر طرح القضية بشكل مفاجئ مرة أخرى، وتحريك مياهها الراكدة مع نظام السيسي المغامر.

وتوالت الرسائل بشكل مفاجئ، حيث بدأت بتسجيل صوتي للرئيس المخلوع حسني مبارك يتحدث فيه عن مقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بوضع خطة لتوطين الفلسطينيين في سيناء. وانتشر التسجيل الصوتي بكثرة بين النشطاء، بالتزامن مع مزاعم إسرائيلية بتبني مصر خطة لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء. وحسب التسجيل، قال "مبارك" لـ"نتنياهو": "انسى الموضوع دا، إلا لو عايز تبدأ الحرب بينا مرة تاني، الحدود محدش يقدر يقرب ليها".

في الوقت الذي ظهر الوزير الإسرائيلي أيوب قرا وفجّر مفاجأة من العيار الثقيل، حيث زعم في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو"، سيعتمدان ما قال إنها خطة مصرية لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء.

كما لم تكن إسرائيل بالإصرار الذي أصبحت عليه الآن بالحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء، بقدر ما أصبحت عليه اليوم مع الانقلاب العسكري، حيث تتوالى تصريحات المسئولين والوزراء الصهاينة حول هذه القضية، التي يؤكدون خلالها في أغلب أحاديثهم المتلفزة أن سيناء هي وطن للفلسطينيين، الأمر الذي يكشف -مع العلاقة الحميمية بين السيسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- عن سر هذا الإصرار الإسرائيلي.

ولم تقف تصريحات المسئولين الإسرائيليين، التي دائما ما يتجاهلها نظام الانقلاب في مصر، عند مسئول واحد، ولكن تتوالى تصريحات المسئولين في حكومة نتنياهو بين الحين والآخر، في ظل الحديث عن صفقة القرن التي كشفتها إسرائيل، وتضمنت عرضا من عبد الفتاح السيسي للرئيس الأمريكي تقضي بتوطين الفلسطينيين في سيناء.

وقالت وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل، إن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء، مضيفة خلال تواجدها في مصر للمشاركة في مؤتمر نسائي تابع للأمم المتحدة، أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء.

مبارك ووثائق "بي بي سي"

ومع ظهور وثائق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" التي قالت إن مبارك وافق من حيث المبدأ في بدايه حكمه على توطين الفلسطينيين في سيناء. نفى حسني مبارك صحة التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، وقالت إنه يستند على وثائق بريطانية، عن أنه وافق في بداية عهده على طلب أمريكي لتوطين فلسطينيين كجزء من حل شامل للقضية الفلسطينية.

وقال مبارك، في بيان، إنه

"توضيحا لما أثير إعلاميا في الأيام الماضية، مستندا إلى وثائق بريطانية تم نشرها حول اجتماع بيني وبين رئيسة الوزراء البريطانية في فبراير 1983، فلقد وجدته مهما توضيح الحقائق التاريخية للشعب المصري".

وأضاف:

"إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 كانت الأمور تسير في اتجاه اشتعال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكان ذلك بعد شهور من إتمام الانسحاب الإسرائيلي من سيناء عام 1982".

وتابع:

"في ظل هذا العدوان الإسرائيلي واحتياجه بلدا عربيا ووصول قواته لبيروت، اتخذت قراري بسحب السفير المصري من إسرائيل، وعملت على تأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين ببيروت".

وأوضح أن

"مصر بالفعل قامت بتأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين في بيروت وعلى رأسهم ياسر عرفات، وتم مرورهم من قناة السويس متجهين إلى اليمن، ولقد استقبلت ياسر عرفات لدى توقف الباخرة المقلة له ورفاقه في قناة السويس، مؤكدا وقوف مصر مع الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة".

وقال مبارك:

"لا صحة إطلاقاً لأي مزاعم عن قبول مصر أو قبولي لتوطين فلسطينيين بمصر وتحديداً المتواجدين منهم في لبنان في ذلك الوقت، فلقد كان هناك مساع من بعض الأطراف لإقناعي بتوطين بعض الفلسطينيين الموجودين في لبنان في ذلك الوقت بمصر وهو ما رفضته رفضا قاطعا".

وأضاف:

"رفضت كل المحاولات والمساعي اللاحقة إما لتوطين فلسطينيين في مصر أو مجرد التفكير فيما طرح على من قبل إسرائيل تحديداً عام 2010 لتوطين إسرائيل في جزء من أراضي سيناء من خلال مقترح لتبادل أراض كان قد ذكره لي رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت، وقد أكدت له على الفور في هذا اللقاء عدم استعدادي حتى للاستماع لأي طروحات في هذا الإطار مجدداً".

واختتم مبارك بيانه بالقول:

"تمسكت بمبدأ لم أحيد عنه أبدا وهو عدم التفريط في أي شبر من أرض مصر، التي حاربت وحارب جيلي كله من أجلها، وهو ما تجسد في إصرارنا على استعادة آخر شبر من أرضنا المحتلة عام 1967 بعودة طابا كاملة إلى السيادة المصرية".

وبحسب محضر جلسة المباحثات التي نشرتها "بي بي سي" فإن مبارك

"قال إنه عندما طُلب منه في وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل لحل".

وأبدى مبارك استعداده لاستقبال مصر الفلسطينيين من لبنان رغم إدراكه للمخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الخطوة.

=الفقي يورط السيسي

من ناحية أخرى، ورط الدكتور مصطفى الفقي، سكرتير حسني مبارك للمعلومات في فترة الثمانينات، عبد الفتاح السيسي حينما دافع عن مبارك، وقال إنه "لا صحة مطلقا لموافقة مبارك على توطين الفلسطينيين في سيناء".

وأضاف الفقي -في تصريحات صحفية اليوم الخميس- "لقد قلنا فيه كل ما قيل، لكنه ليس خائنا"، قائلا:

"جزء من تفريط أمريكا في مبارك والموافقة على تنحيه عام 2011، هو أنه لم يكن طيعًا، خاصة أمام مخططاتهم لمبادلة الأراضي أو توطين الفلسطينيين"، وهو ما يشير إلى أن أساس بقاء السيسي في الحكم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني أن يكون طيعا لمخططاتهم.

وتابع سكرتير حسني مبارك للمعلومات:

"مبارك دخل في مفاوضات 4 سنين عشان طابا اللي هي كيلومتر واحد، وحافظ على حلايب وشلاتين، وأي بوصة من سيناء قدرها قدر متر واحد من ميدان التحرير".

المصدر