حصار الفالوجا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
حصار الفالوجا


حصار الفالوجا

1 181156 1 6.jpg

حاصر اليهود معسكر الجيش المصري في الفالوجا، وحاولت قيادة الجيش مد القوات المحاصرة بالمؤن والذخيرة، وتم تكليف زكريا محيي الدين بتموين الفالوجا، ولم يستطع إدخال أي شيء.. وحاول الجيش أن يرسل طائرات لتموين القوات المحاصرة إلا أن مدفعية العدو حالت دون ذلك.. ومن هنا لجأت قيادة الجيش المصري إلى متطوعي الإخوان المسلمين، فاتصلوا بالأخ لبيب الترجمان المسئول عن متطوعي الإخوان في صور باهر، وحملوه المسئولية عن اختراق الحصار وإنقاذ القوات، فأرسل ثلاثة من الإخوة وهم: محمد عبد الغفار وصلاح العطار ومحمد عبد النبي الشهير بالبريد إلى قيادة المتطوعين في بيت لحم التي وافقت على المهمة وكلفت القوة الموجودة في صور باهر بتنفيذها، فاختار الأخ أحمد لبيب الترجمان خمسة عشر أخًا، وطلب أن أذهب معهم ووصلنا إلى مقر القيادة في بيت لحم، فوجدنا عربتين محملتين بالمواد الطبية والمؤن والذخائر.. إلخ وكانت التعليمات التي صدرت لنا، أنه إذا اعترضتنا في الطريق قوة يهودية، فإن علينا ألا نقاوم وأن نستسلم ونقول لهم نحن من قوات الجيش ولسنا من المتطوعين حتى لا يعاملوننا معاملة سيئة، لكننا عزمنا على المقاومة حتى آخر طلقة معنا، وسرنا في الطريق نردد أناشيد الإخوان، حتى وصلنا في المساء، فاصطحبنا المسئولون في الجيش المصري إلى منطقة "الدهرية" بعد الخليل ووجدنا في انتظارنا خمسة عشر جملا، حملت الصناديق التي معنا.. وأخبرونا أن المسافة مدتها ثلاث ساعات سيرًا على الأقدام، وكان المسئول في هذه المهمة هو الأخ محمد عبد الغفار، ولم يرافقنا أي ضابط من الجيش، وبدأنا السير في الطرق الجبلية ومعنا دليل من البدو، كل فرد يقود جملا..

وفي الطريق انهمر علينا وابل من الرصاص، فاختبأنا، واكتشفنا بعد ذلك أن القاذفين عرب، وحسبونا يهودًا!.. وعدنا للسير مرة أخرى، وإذا بالمطر الغزير ينهمر علينا فأعاق الحركة نوعًا ما.. وطال الطريق وبعد ست ساعات وصلنا إلى قرية صغيرة اسمها "الوبدة" تقبع فوق ربوة عالية، كانت القرية خالية من السكان خوفًا من اليهود.. دخلنا مساكن القرية للاحتماء بها من المطر، حتى أشرقت شمس اليوم التالي، وبعد الظهر واصلنا المسير، وكلما سألنا الدليل الذي يرافقنا عن المدة المتبقية لوصولنا يقول: باقي ثلاث ساعات!.. كان الطريق يمر داخل مناطق يحتلها اليهود، وقابلتنا أسلاك هواتف ودشم خرسانية، فلم نحاول قطع أسلاك التليفونات حتى لا ينكشف أمرنا، حتى وصلنا قرب معسكر الفالوجا المحاصر.. واسترحنا قليلا، ثم أخذ كل منا موقعه للحراسة..

وخرج الإخوة الثلاثة: محمد عبد الغفار وصلاح العطار ومحمد عبد النبي ومعهم الدليل يستكشفون المواقع التي تمكننا من دخول الفالوجا.. وتأخر الإخوان عن الرجوع إلينا، وفي تلك الأثناء حدث تبادل لإطلاق النار بين اليهود وبين البعض عن طريق الخطأ، فظننا سوءًا بمصير الإخوة لأنهم تأخروا كثيرًا، وانتابنا القلق لأن ضوء النهار أوشك على الانتشار، وسيؤدي ذلك إلى معرفة مواقعنا لا محالة، فقررنا الانسحاب، وأنزلنا الصناديق المحملة فوق الجمال، وغطيناها بالقش والخيش، على أمل العودة إليها إذا جن الليل وحل الظلام.

وعلمنا بعد ذلك أن إخواننا، ومعهم الدليل العربي قد تأخروا في العودة إلينا لأنهم ساروا كثيرًا حول الفالوجا، ليبحثوا عن ثغرة ينفذون منها إلى القوات المحاصرة، نظرًا لشدة حصار العصابات اليهودية للمعسكر.. وعندما وصل الثلاثة إلى موقع القوات المصرية احتال أحدهم فتقدم رافعًا يديه علامة الاستسلام وهو مجرد من السلاح، ثم طلب الذهاب للقيادة لمقابلة اللواء سيد طه الشهير بـ "الضبع الأسود" وأخبره أنه من الإخوان المسلمين المتطوعين في الحرب وأن معه مجموعة صغيرة بالداخل، ومجموعة أكبر خارج الحصار ومعهم مؤن وأدوية وذخائر، فاحتضنه اللواء سيد طه ورحب به وبإخوانه، وطلب من بعض قواته الذهاب معهم لإحضار المؤن، وعندما خرجوا لم يجدوا لنا أثرًا وظنوا أن اليهود قد قبضوا علينا، فعادوا مرة أخرى إلى القوات المحاصرة وكان فيها جمال عبد الناصر وزكريا محيي الدين، وفي أثناء عودتهم وجدوا مجموعة أخرى من الإخوان ومعهم أعداد من الجمال المحملة بالمؤن، وعثروا أيضًا بفضل الله على الصناديق التي أخفيناها في بطن الوادي، فحملوها إلى المحاصرين، وأخذوا الجمال أيضًا كي ينتفعوا بلحومها.

أما نحن المنسحبين فقد سرنا بغير دليل، ننطلق ليلا ونختفي معظم النهار ونتسلق الجبال.. وكنا نرى اليهود يتدربون داخل التحصينات.. فلم نحاول إطلاق النار عليهم حتى لا يهتدوا إلى الطرق التي نمر منها لفك حصار القوات المصرية في الفالوجا.

وقمنا بتجهيز قافلة أخرى مكونة من 46جملا محملة بالمؤن والمواد الطبية والعتاد بقيادة اليوزباشي معروف الحضري.. وفي أثناء السير، تقدم نصف القافلة عن الآخر، وتشاء الأقدار الإلهية أن تمر دبابة يهودية بينهما ولا تكتشف شيئًا، وصدق الله العظيم: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ) (يس: 9).. ووصلت القافلة بفضل الله إلى القوات المحاصرة، وتركنا لهم الجمال وما تحمل وعدنا من حيث جئنا.

القافلة الثالثة

وبدأت القيادة تعد لإرسال القافلة الثالثة، والتي أُرسل فيها خمسون جملاً.. وكان الإخوة في القافلتين الثانية والثالثة يركبون الخيل ويسحبون الجمال خلفهم بعكس القافلة الأولى التي سار أفرادها على الأقدام.. وصلت القافلة الثالثة إلى المحاصرين وكنا سعداء لإنقاذ إخواننا من الجيش المصري المحاصر في الفالوجا، وفي طريق عودتنا إلى مواقعنا، قابلتنا دبابة يهودية، فصدرت الأوامر بالجري بأقصى سرعة، وأطلقت الدبابة النيران إلا أن أحدًا لم يصب بأذى، غير أن اليوزباشي معروف الحضري قائد المجموعة، كان يسير في الخلف فوقع في الأسر.. وقد أخبرنا بعد ذلك بأنه سأل أحد قادة اليهود: لماذا لا تهاجمون المتطوعين من الإخوان المسلمين؟ فقال له: إن هؤلاء يريدون أن يموتوا، والذي يريد أن يموت يفعل الأعاجيب، ونحن نريد أن نعيش، لأننا جئنا هنا لنقيم دولة نعيش فيها لا لندفن فيها، ولذلك فنحن نتجنب مواجهتهم.. وبقي معروف الحضري في الأسر حتى تم تبادل الأسرى فأفرج عنه.

وقد انضم معروف الحضري بعد ذلك إلى تنظيم الضباط الأحرار، بالإضافة إلى عضويته في جماعة الإخوان المسلمين، وفي إحدى زياراتي له، وجدت عددًا من الضباط الأحرار مجتمعين في بيته، وكان منهم جمال عبد الناصر، ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة – فيما بعد – وكانت زيارتي له بتكليف من الإخوان لسؤاله عن كأس الانطلاق، وهو عبارة عن جسم يتم تركيبه في البندقية الإنجليزية، ويوضع بداخله قنبلة يدوية، فإذا أطلقت رصاصة البندقية عليه، تنطلق القنبلة لمسافة كبيرة، وكان الهدف هو استخدامه في معارك القناة ضد الإنجليز، وكنا قد سمعنا أنه موجود لدى الجيش المصري.. وللأسف الشديد بعد قيام حركة الجيش في يوليو 1952 لقي معروف الحضري من ضباط الحركة جزاء سنمار، حيث اعتقل وعذب وحوكم وقضى في السجن الحربي عامين كاملين رحمه الله رحمة واسعة.

نعود إلى القوات المصرية المحاصرة في الفالوجا، وكان عددهم يبلغ حوالي خمسة آلاف مقاتل، فبعد فك الحصار وعودتهم إلى القاهرة، أقيم لهم حفل تكريم في ميدان عابدين، تحدث فيه اللواء سيد طه "الضبع الأسود" عن ظروف الحصار، وأثنى ثناءًا كبيرًا على دور الإخوان المسلمين في اختراق الحصار وتوصيل المؤن والأدوات الطبية والذخائر للقوات المحاصرة.. وكان هذا الكلام أمام الملك فاروق والحاشية والحكومة، وكنا في ذلك الوقت رهن الاعتقال في الطور والعريش ورفح والهايكستب بأمر من الملك وحكومته.

وللأسف الشديد فقد كوفئ الرجل الذي حافظ على قواته ومعداته أثناء الحصار الطويل، كوفئ بنقله إلى منقباد في أعماق الصعيد، ولم يكن لذلك من تفسير إلا أنه أثنى على الإخوان المسلمين – وهي كلمة حق – أمام الملك والحكومة!.

وفكر الأستاذ المرشد حسن البنا في إرسال عشرة آلاف متطوع آخرين، وهو على رأسهم للجهاد في فلسطين، وأرسل بذلك إلى محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء وقتئذ، عن طريق عبد الرحمن عزام باشا إلا أن النقراشي رفض ذلك..

للمزيد عن الإخوان في العراق

من أعلام الإخوان في العراق


المواقع الرسمية لإخوان العراق
مواقع إخبارية

مجلات وصحف

.

أجنحة المقاومة
أحزاب وحركات
كتل برلمانية
مواقع شخصية

.

مواقع تربوية ودعوية

.

بيانات الحزب الإسلامي العراقي
الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg بيانات الحزب الإسلامي العراقي الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg



وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

حوارت مع قادة الإخوان في العراق

.

أخبار متعلقة

مراقبو الإخوان في العراق

1-محمد محمود الصواف

2-كمال القيسي

3-عبدالكريم زيدان

4-زياد شفيق الراوي

وصلات فيديو

.