حامد السيد محمود عبد الصمد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حامد السيد محمود عبد الصمد


مقدمة

الدكتور حامد السيد محمود عبد الصمد

في محافظة الجيزة، وبالقرب من الطابع الريفي تقبع قرية كفر غطاطي (شياخة حاليا) وسط الزروع ونسيم الريف، فلم يعرف أهلها يوما حياة الفرقة المقيتة التي تخلفها المدينة، لكن تجملت بحياة التعاون بين الجميع سواء في الأفراح أو الأحزان.

في هذه القرية ولد الدكتور حامد السيد محمود عبد الصمد الذي في 13 فبراير 1964م – الذي ربما لا يتذكره أحد الآن- ويلتصق بقرية كرداسة بصلة القرابة لأن أصل عائلته من كرداسة (عائلة عبد الصمد)- لأبوين حرصا على تعليمه علوم الدين على الرغم من عمل والده الشاق والذي امتهن مهنة نجار مسلح.

يعتبر حامد السيد الابن الثاني لأبويه إلا أنه كان مجدا في دراسته حيث حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة كرداسة الثانوية.

كرداسة المجاهدة

كرداسة اسم لا ينساها احد، ولا ينسى تاريخها – خاصة في عهد عبد الناصر – حيث ظهرت معادن الشعب الأصيل في أهالي كرداسة عام 1965م حينما تفاجأ الجميع بهجوم عدد من الأغراب على بيت أبن قريتهم سيد نزيلي وحاولوا اختطاف عروسة التي لم تكن مر عليها أسبوع من الزواج، فهجم الأهالي عليهم فأوسعوهم ضربا ، قبل أن يعرفوا أن هؤلاء من المباحث العسكرية، وما كادت تمر الساعات حتى حاصرت قوات عسكرية قرية كرداسة، ولم يخرجوا إلا بعد اعتقال الرجال والنساء والأطفال الذين ذاقوا جميعا الويلات في السجن الحربي، ليكون درسا لهم على تجرئهم على العسكر، لكن كان القدر يخبأ موقف أخر لهذه القرية بعد انقلاب العسكر في يوليو 2013م.

في هذا الجو عاش وتربي حامد السيد وتعرف على فكر ومنهج الإخوان المسلمين، خاصة لوجود قادة كبار من جماعة الإخوان في قرية كرداسة والقرى المجاورة أمثال الأستاذ جابر رزق وسيد نزيلي وغيرهم.

بالإضافة الحياة الجامعية التي عاشها حامد – وقتها كان للإخوان قوة في الجامعات وعلى الساحة وكانوا يتولون اتحاد الجمهورية- فقد أثقل بتربية الإخوان حتى حصل على بكالوريوس الطب البيطري عام 1989م من جامعة القاهرة، وفي هذا العام وقبل التخرج استطاع أن يفوز بمنصب رئيس اتحاد الطلاب في كلية الطب البيطري، وذلك لجهوده وسط زملائه الطلاب.

الطبيب الخدوم

انخرط حامد السيد وسط الناس يتفقد أحوالهم ويعمل على تخفيف آلامهم حتى حظى بثقة الجميع، فعرفته كل القرى المجاورة له، وعرفت جهده.

ولقد تزوج ثلاثة مرات رزقه الله بولد وثلاثة من البنات، فكان نعم الزوج والأب لأهله شهدوا له الجميع بحسن العشيرة.

كان حامد السيد شعلة متقدة وسط الطلاب حتى أصبح رئيسا لاتحادهم، ولم تمر سنوات التخرج حتى كان مرشحا في انتخابات المحليات عام 1992م.

اختير حامد السيد ليكون مسئولا عن شعبة كفر غطاطي، قبل أن يختار ليكون مسئولا عن قسم العمال في محافظة الجيزة.

كانت الأمور تؤهله لخوض غمار الحياة السياسية والنيابية، فقد تم اختياره مرشحا عن الإخوان في انتخابات 2005م وذلك عن دائرة الهرم، وقد حظى بثقة الشارع في هذه الانتخابات، حتى أنه من المواقف التي اذكرها أننا خرجنا معه في مسيرة انتخابية كان بها ما لا يقل عن ألفين من محبيه، وتصادف أن قابلنا مرشح أخر كان يسير معه 3 من الرجال فحينما رأوا منظر المسيرة، قال واحد منهم: اللى زي ده ناجح ناجح، ده يكفيه أصوات اللي ماشين معاه في المسيرة، إلا أن الحكومة كان له كلام أخر في هذه الدائرة خاصة حيث تم تزويرها تزويرا فاضحا.

كان حامد السيد شغوفا بدعوته مخلصا لها، وفتح الله على يديه قلوبا كثيرة ومسارات للدعوة متعددة، كما كان شخصية قوية له علاقات واسعة.

وفاته

أصيب الدكتور حامد السيد بمرض الكبد والذي أثقله، ومع ذلك لم يستكين للراحة فظل يعمل لدينه حتى توفاه الله في ٢/ ١/ ٢٠٠٩م الموافق 5 صفر عام ١٤٣٠ هـ، وقد شيعه الآلاف من الناس كان على رأسهم الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد.