تغييب الإخوان عن المشهد السياسي.. هل تدفع القدس ثمنه؟!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تغييب الإخوان عن المشهد السياسي.. هل تدفع القدس ثمنه؟!


كتب:مجدي عزت

(10 ديسمبر 2017)

كشفت ردود الفعل المصرية إزاء قرار دونالد ترامب نقل سفارة أمريكا إلى القدس، إلى أي مدى قتل الانقلاب العسكري الفعالية السياسية المجتمعية، إزاء قضايا الامة العربية والإسلامية؛ حيث ذهب الانقلاب العسكري بعيدًا نحو نحر الحياة السياسية في ربوع مصر، وبات الحصول على رغيف الخبز أسمة أماني المواطن العادي، الذي أدخله السيسي في دائرة الفقر التي لا ترحم.

حيث خرجت التظاهرات المليونية في دول العالم المختلفة والتي شهدت تشاركًا كبيرًا من المجتمع المدني والنقابات والأحزاب في دول الأردن وماليزيا واندونيسيا والسودان ولبنان، بينما الاعتقال في مصر ومحاصرة المتظاهرين في الأزهر كان السمة الأبرز في المشهد المصري.

المشهد المصري الذي بقي على مدى عقود زمنية طويلة متفاعلاً مع قضايا أمته الاسلامية والعربية، غاب عنه عنصر التفاعل والتفعيل الأبرز وهم الإسلاميون، الذين وضعوا في استراتيجيتهم نصرة القضايا العربية والإسلامية ، كهدف إستراتيجي جنبًا إلى جنب مع القضايا المحلية ومقاومة الاستبداد والظلم الاجتماعي والسياسي في مصر.وهو التوجه الذي نالوا عليه كثيرًا من انتقادات المعارضة المحلية؛ كونهم أكثر اهتمامًا بالقضايا الخارجية من قضايا الداحل.

وكان منطق الإسلاميين والإخوان المسلمين أن جميع قضايا الأمة مترابطة بعضها ببعض، فإن أوقفنا الظلم العالمي للمسلمين والعرب من قبل أعداء الامة فسيتم وقف ذات الظلم في الداخل.. وها هو الدرس يظهر جليًا خاليًا؛ حيث يدفع الجميع ثمن غياب الإسلاميين والإخوان بضعف المعارضة واندثار قدرات المجتمع المصري على رفض الظلم والقهر والقمع السياسي والامني والاقتصادي

وثبت أن جماعة الإخوان المسلمين كانت سندًا لكل القوى السياسية والمجتمعية في مصر، طوال اكثر من 80 عامًا؛ حيث لم يتأخر الإخوان خطوة عن مناصرة قضايا القدس ولبنان والسودان وإفريقيا بل ومسلمي اوروبا، بجانب حراكهم ضد قرارات الحكومات المصرية التي تنال من الفقراء والمهمشين، وقوانين القمع السياسي والاعتقالات الظالمة وكذا قضايا التعليم والثقافة والتعدي على حرمات وقيم المجتمع، جنبا إلى جنب مع أزمات المجتمع الاقتصادية والمعيشية.

سلاح المقاطعة

ورغم أن قطاعات من المصريين الأحرار الذين خرجوا في تظاهرات خلال اليومين الماضيين في الجامع الأزهر والجامعات المصرية مدللين على أن بقية من الروح ما زالت قادرة على الفعل في مصر، رغم الضغوطات والقمع السلطوي.

ويلوح في الأفق أهمية قرار مقاطعة كل ما هو أمريكي وصهيوني، الذي أعلنته العديد من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وجمعيات رجال أعمال، نحو استخدام ورقة الاقتصاد للضغط على واشنطن، حيث يمتلك العرب عدة آليات مهمة في هذا الصدد لمواجهة قرار ترامب، منها النفط والغاز وصفقات الأسلحة والطيران والأغذية، وتجميد الاستثمارات المباشرة الجديدة، وسحب الاحتياطيات العربية من البنوك الأمريكية.

ووفقًا لبيانات التقرير العربي الموحد الصادر عن صندوق النقد العربي مؤخرًا، بلغت الواردات العربية من الولايات المتحدة 71.4 مليار دولار، بما يعادل 8.6% من إجمالي الواردات البالغة 830.9 مليار دولار في 2015. وسجلت الصادرات العربية إلى الولايات المتحدة 42.2 مليار دولار، بما يعادل 5.1% من إجمالي الصادرات البالغة 832.5 مليار دولار في عام 2015، وفقًا لصندوق النقد العربي.

وتعد الدول العربية ضمن أكبر 10 دول مستوردة للسلاح من أميركا، حيث جاءت السعودية في المقدمة بواردات أسلحة تعادل 13% من مجمل صادرات الولايات المتحدة للأسلحة، أي ما يعادل 6.5 مليارات دولار، ثم الإمارات 8.72% بما يعادل 5 مليارات دولار، والعراق 5.44% بما يعادل 3 مليارات دولار، ثم مصر التي اشترت 3.57% من صادرات الأسلحة الأميركية بما يعادل 1.8 مليار دولار.

فهل يفعلها العرب أم ينتظرون خروج الإخوان من المعتقلات؟ أم تكون الكارثة كارثتين، تغييب قوى الفعل الابرز عربيًا "الإخوان المسلمين" والرضوخ للقرارات الصهيونية والأمريكية!!.

المصدر