تجربة الحركة الإسلامية في الصومال ... ( الاخوان المسلمون )

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تجربة الحركة الإسلامية في الصومال ... ( الإخوان المسلمون )

خدمة خاصة لموقع إخوان ويكي من إخوان الصومال

إعداد/ أ/ شافعي

باحث صومالي

الفصل الأول : الصومال .. جغرافية

أولاً : الموقع الجيوبوليتكي للصومال

الصومال شبه جزيرة مثلثة الشكل ، ويحتل منطقة شاسعة من القرن الإفريقي، يقع بين خطي عرض 2 جنوبا ، 5ر12 شمالا، وهو العضو الوحيد في جامعة الدول العربية الذي تمتد أراضيه جنوب خط الاستواء ، وتبلغ مساحته 756736 كيلومتر مربع ، وتمتد حدوده الشمالية من خليج تاجورة على ساحل البحر الأحمر مارة بخليج عدن حتى رأس عسير ، وفي الجنوب تمتد حدوده من سواحل المحيط الهندي ابتداء من جزيرة ( قارد فوي ) ورأس المثلث المواجه لها وحتى مصب نهر تانا ثم تتجه حدوده شمالا عبر الحدود الغربية لمنطقة هرر حتى ساحل خليج عدن المحاذي لباب المندب . (1)

عرف الفراعنة بلاد الصومال باسم بلاد بونت واتجهوا إليها باحثين عن البخور لمعابدهم وعن مواد أخرى مثل الصمغ العربي واللبان الضكر والعاج والأخشاب العطرية والذهب .

وأولى الرحلات تلك قامت بها ملكة مصر حتشبسوت في الفترة من 2743 – 2731 ق م ثم تلتها رحلات وحملات أخرى .

والصومال يمتلك أطول سواحل في قارة إفريقيا حيث يزيد طول سواحله عن 3300 كيلومتر وفرض الحدود السياسية الحالية للصومال يرجع إلى الفترة من عام 1885 الى عام 1900م إذ فرضت عليه عن طريق كل من بريطانيا وايطاليا وفرنسا وذلك عندما حصلت بريطانيا على كينيا والصومال البريطاني ، وايطاليا على الصومال الإيطالي الواقع في جنوب الصومال الإنجليزي ، وحصلت فرنسا على الصومال الفرنسي حاليا ( جيبوتي ) .

وتشمل أرض الصومال الكبرى هذه الأراضي التي تم تقسيمها بين القوى الاستعمارية الثلاثة السابق ذكرها ، بالإضافة إلى الجزء الذي استقطع لكي يضم إلى الحبشة وهو إقليم ( أوقادين ) والجزء الشمالي الشرقي من كينيا والذي تم استقطاعه من الصومال ، ومن أجل ذلك يرمز علم الصومال الوطني إلى الصومال الكبير المتمثل في أطراف نجومه الخمس التي تمثل أقاليم الصومال الخمسة آملين في لم الشتات وتوحيدها تحت راية واحدة .

في يوم 26 يونيو 1960م أصبح الصومال البريطاني مستقلا ، وبعد خمسة أيام من ذلك التاريخ استقل الصومال الإيطالي واتحد الصومالان في أول يوليو 1960م ليشكلا جمهورية الصومال الديمقراطية .

وقد وجد الصوماليون المستقلون وقتئذ أن كثيرا من أهل الصومال بقوا خارج بلادهم مستقرين في كل من إثيوبيا وكينيا وجيبوتي ، وبعد الاستقلال شهدت الساحة الصومالية من عام 1960 إلى 1969 ثلاث حكومات منتخبة ، الأولى كانت من 1960 إلى عام 1964 برئاسة عبدالرشيد على شرماركي ، والثانية من 1964 إلى 1967 برئاسة حاج حسين ، والثالثة من عام 1967 أكتوبر 1969 برئاسة محمد حاج إبراهيم عقال.

وفي 21 أكتوبر 1969 استولى محمد سياد بري على السلطة بانقلاب أبيض ومن هذا التدرج في اختيار حكومات صومالية بانتخابات حرة نزيهة يتضح لنا أن البناء السياسي في الصومال قد بدأ بصورة حضارية متزنة ، ولولا التدخلات الأجنبية التي حدثت لسار الصومال في بنائه السياسي على هذا المنوال المتحضر الراقي .

ثانياً  : أهمية موقع الصومال

إن الخواص الاستراتيجية لموقع الصومال ظلت على مر التاريخ عامل جذب لقوى مختلفة متصارعة ، انغمست في منافسات وصراعات ومنازعات في إطار سعي كل منها إلى تحقيق أهداف استراتيجية وعسكرية لبلاده .

فالصومال يتميز بموقع جيوبوليتيكي فريد ، فهو متاخم لكل من منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي ، كما يقع في نقطة لقاء قارتي إفريقيا من الغرب وآسيا من الشرق ، ويشرف على البحر الأحمر الذي يربط البحر العربي والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط بواسطة مضيق باب المندب ، وهذا الموقع ربط آسيا بإفريقيا عن طريق الموجات البشرية الزاحفة من شبه الجزيرة العربية إلى قارة إفريقيا قبل وبعد انهيار سد مأرب في منتصف القرن الخامس الميلادي كما يعد الصومال مدخلا للإسلام في شرق إفريقيا .(2)

وهذه الأهمية لموقع الصومال تظهر بجلاء في تلك التدخلات الإجنبية للنيل من أراضيه منذ فجر التاريخ والتي أدت في النهاية إلى تمزيقه بواسطة المستعمرين إلى خمسة أجزاء .

كما أن أهمية البحر الأحمر من الناحية العسكرية تكمن في أنه المدخل إلى المحيط الهندي عبر مضيق باب المندب ، والذي يتسم هو والقرن الإفريقي بأهمية حيوية للقوتين العظيمتين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي ومن قبلهما بريطانيا وايطاليا وفرنسا ، إن الصومال بالإضافة إلى دولة ( جيبوتي ) والتي تعتبر ربيبة الصومال وجزءاً منه وشاءت الأقدار وأبت إلا أن تكونا دولتين مستقلتين تقومان حاليا على خليج عدن الذي يعتبر المدخل الطبيعي إلى البحر الأحمر ، وأن ممر البحر الأحمر الذي يربط حاليا ما بين أكبر حقول النفط في الخليج العربي وأكبر مستهلك للنفط في غرب أوربا .

وأن الدولتين تشتركان مع البحر الأحمر في خصائصه الطبيعية وأهميته الجيوبوليتيكية لذا يرى المستعمرون أن هذه الأسباب كافية لاستعمارهما .

المبحث الأول : ظهور الإسلام في الصومال

أولاً : تاريخ دخول الإسلام فى الصومال

دخل الإسلام الصومال منذ أيامه الأولى، وقد ظهر الإسلام فى الصومال قبل هجرة الرسول – صلي الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة عن طريق الصحابة المهاجرين إلى الحبشة، ووصل إلى الصومال فلول كل من مجموعتي عثمان بن عفان وجعفر بن أبي طالب الذي أسّس مراكز الدعوة الإسلامية فى الصومال بمساعدة الجاليات العربية المستوطنة، وذلك فى السنة الخامسة للبعثة قبل هجرة الرسول – عليه الصلاة والسلام – إلى”يثرب” بنحو ثمان سنوات، فكانت منطقة الصومال أسبق إلى الإسلام من المدينة المنورة، ومن ثم فلا عجب أن نرى الصوماليين من أشد المتحمسين لنشر الإسلام واستقبال الدعوة الإسلامية، وأصبحت بلدهم إسلامية خالصة.(3)

ثانياً  : أسباب انتشار الإسلام فى الصومال

تتابعت الهجرات العربية لنشر الإسلام فى السواحل الشرقية من أفريقيا منذ عهد “الخلفاء الراشدون” وازدادت أيام الأمويين والعباسيين، ومن هذه الهجرات هجرة الزيدية من اليمن وذلك فى أواخر عهد الدولة الأموية، وكانت هجرة الزيدية عقب مقتل زيد بن علي زين العابدين عام 122هجرية 740م، فرارا من اضطهاد بني أمية لهم، واستقروا فى ساحل “بنادر” فى جنوب الصومال، وحكموا فيها ما يقارب قرنين من الزمان، وتوغلوا إلى داخل الأراضي الصومالية ونشروا الدعوة الإسلامية بين القبائل، ومن الهجرات العربية الإسلامية إلى ساحل الصومال خلال العصر العباسي هجرة الإخوة السبعة فى عام 301هجرية الموافق 913م وهم من قبيلة حارث وعدد من أتباعهم على ثلاث سفن، وهاجروا من أحساء (عاصمة القرامطة) أومن مدينة مجاورة لها فى الخليج العربي بضواحي بحرين فارين من جور سلطان تلك المدينة وهبطوا على شواطئ الصومال.

وكان جهود العلماء الصوماليين (قادة الطرق الصوفية فى الصومال)، الذين تخرجوا على أيدي الدعاة الوافدين، فحملوا لواء الإسلام، وتقلدوا عبء نشر الدعوة والعلوم الإسلامية، فمنهم من كرَّس وقته لتعليم الناس القرآن والحديث والفقه، متبعين أسلوب الترجمة الشفوية فى تبليغ الدعوة وتدريس العلوم الشرعية والعربية، لترسيخ العقيدة فى قلوب الناس، ومنهم من قاد الفتوحات الإسلامية، فكان لهم دور بارز فى جهاد القوى الصليبية، وحماية البلاد والعباد من هجمات البرتغاليين والصليبيين عموماً، وكذلك حماية الثغور الجنوبية للعالم الإسلامي.

وكان الطلاب يقصدون إلى المساجد في مقديشو ومن أماكن متعددة من شرق إفريقيا لتلقي العلوم العقلية والنقلية على يد العلماء الجهابذة؛ ولذلك أصبح السلاطين الذين حكموا مقديشو يتسابقون فى تشييد المساجد والزوايا والرُّبُط ومراكز العلم، وكانت حلق التفسير والحديث والأدب والفقه بالإضافة إلى العلوم الروحية والصوفية سمة بارزة لمقديشو وسكانها، وكان السلاطين يحضرون هذه الحلقات بأنفسهم، فيجلسون أمام الشيوخ جنبا إلى جنب مع الطلبة.

وبناء على هذا ارتبطت كثرة المساجد بكثرة المعرفة والثقافة الإسلامية، ومن أهم المساجد الأثرية التي شيدت فى الصومال، وخاصة في مقديشو فى مراحل مختلفة: (4)

1. مسجد حمروين: يعتقد أنه من أقدم المساجد التي بنيت فى المدينة القديمة، وتشير الكتابة المحفورة على لوحة بمدخل مئذنته إلى “بسم الله الرحمن الرحيم، بنيت أعمدة هذا المسجد فى هذا المكان أول محرم سنة 630هـ، ولينج بالصلوات لله التي تقام فى هذا المسجد على الباني وذريته وكل المحسنين وعمل كل ذلك ابن محمد بن عبد العزيز”.

وقد بني هذا المسجد على طراز رفيع من المعمار الهندسي الإسلامي، وتزدان أعمدته الـ81 بنقوش من الآيات القرآنية وزخارف متنوعة.

2. مسجد عبد العزيز: وتاريخ بنائه غير معروف، لكن هناك رواية أسطورية شائعة على ألسنة الناس تفيد أنه تم بناؤه فى القرن الثاني للهجرة، وتقول الرواية: إنه عندما أرسل الرسول – صلى الله عليه وسلم – الصحابي معاذ بن جبل إلى اليمن تعطلت به سفينته فى خليج عدن، وأجبرتها الرياح على تغيير مسارها نحو المحيط الهندي؛ حيث رست فى مقديشو، وأقام فيها لفترة، وبعد تغير مجرى الرياح واصل سفره إلى بلاد اليمن.

وتقول الرواية التاريخية: إن هذا المسجد بني فى المكان الذي أقام فيه معاذ بن جبل ومرافقوه فى تلك الفترة.

3. مسجد فخر الدين: ويمتاز هذا المسجد عن غيره بأنه مبني من الرخام الأبيض والنقوش والزخارف الكثيرة على جدرانه، وتفيد اللوحة الرخامية المثبتة على محرابه بأنه بني آخر شعبان سنة 667هـ على يد صاحبه الحاج محمد بن عبد الله بن محمد الشيرازي.

4. مسجد أربع ركن: يرجع بناؤه أيضا إلى منتصف القرن السابع الهجري، وقد بناه خسرو بن الشيرازي، وتقول بعض الوثائق: إنه كانت هناك كتابات فارسية منقوشة على هذا المسجد قبل حكم السلطان العماني “سيد برغش” لمقديشو.

5. مسجد الأحناف: بناه الشيرازيون الذين حكموا مقديشو فى القرن السابع الهجري، وقد قام الإيطاليون أثناء احتلالهم لمقديشو بهدم هذا المسجد، وبنوا مكانه مطعما سموه “بار سافويا”.

ومع انتشار المذهب الشافعي فى الصومال، فقد عرفت أيضاً المذهب الحنفي، الذي كان منتشراً فى الشمال، وخاصة مدينة زيلع ونواحيها، وقد برز من الزيلعيين علماء أجلاء، لهم مكانتهم فى الفقه الحنفي، منهم: العالم الكبير:

جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي (ت762هـ)، صاحب كتاب “نصب الراية لأحاديث الهداية”، والعالم الكبير: فخرالدِّين عثمان بن علي الزيلعي (ت734هـ).

صاحب كتاب “تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق”، الذي يعتبر من أهم كتب المذهب الحنفي،كما عرفت بعض المدن الساحلية فى الصومال بعض المؤثرات الشيعية، مما استدل به بعض الباحثين، على أن هذه المدن عرفت المذهب الشيعي، وعلى الرغم من هذا وذاك فإن المذهب الشافعي هو المذهب السائد فى الصومال بلا منازع، وليس للمذهب الحنفي السني أتباع في الصومال، ناهيك عن المذاهب الشيعية.

المبحث الثاني : المدارس الفكرية في الصومال

تتعدد المدارس الفكرية في الصومال، وتأخذ أشكالاً متنوعة من دون أن تختلف أو شابهها شيئاً من التعارض فيما بينها من حيث العقيدة أو النهج الأصيل، رغم أن الخلافات لاتزال تدور حول المسائل الخلافية والفرعية.

وفيما يلي، عدد من المدارس الفكرية في الصومال، وسنتناولها في سبيل الذكر لا الحصر : ـ

أولاً: الطرق الصوفية

تعتبر الطرق الصوفية في الصومال أقدم الحركات الإسلامية ظهورًا، ولعبت دورًا مهمًّا في مجال نشر الإسلام في المنطقة، وأسهمت في إنشاء عدة مراكز إسلاميةٍ، عنيت بتدريس أصول الدين للمسلمين، ولها اليوم مكانة مرموقة عند الصوماليين، ومن أهم تلك الطرق: (5)

1-الطريقة القادرية:

تنسَب هذه الحركة إلى مؤسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني المولود في العام 1026م/ 417 هـ، ودخل ببغداد، وله من العمر ثماني عشرة سنة، وتوفي في العام 1122م/ 561هـ، ودفن ببغداد، ولا يزال ضريحه حاليًّا مكان قصدٍ وتجمعٍ وزيارة من سائر الأقطار.

2-الطريقة الأحمدية:

وأسسها السيد أحمد بن إدريس الفاسي (1760- 1837م)، في مدينة عسيس، وقد أدخلها إلى شرق إفريقيا كلها الشيخ على مية درجيا الصومالي، وقد التف حوله عدد كبير من المريدين، وخصوصًا سكان وادي شبيلي الأوسط، وتوفي في عام 1917م.

3- الطريقة الصالحية:

تُعتَبر بدورها رائدة في نشر الإسلام في هذه البلاد، الصومال، وتنتسب هذه الحركة إلى مهندسها محمد بن صالح المتوفى في العام 1513م/ 919هـ، وهي فرع من الأحمدية، وعمل على نشرها، وبعد وفاته لم تقف عجلة الحركة دورانها، بل نشرت الدعوة في البلاد، وكان قائدها من خلفه الشيخ محمد الذي أسس مركزًا للطريقة الصالحية في منطقة شدلي القريبة من بلدتَيْ جوهر وبلعد على نهر شبيلي، وكان من أهم أتباع هذه الطريقة السيد محمد عبد الله حسن الذي قاد المقاومة ضد الاستعمار البريطاني في شمال الصومال.

ثالثًا: الاتحاد الإسلامي

يعود تاريخ ظهور الاتحاد الإسلامي كحركةٍ منظمةٍ إلى العام 1973م، إبَّان الحكم العسكري لمحمد سياد بري، ومهندس فكرة تأسيسه هو عبد العزيز فارح، الذي كان لا يزال خريجًا في إحدى الجامعات السودانية آنذاك، وكان العلامة الشيخ محمد معلم من أبرز علماء الاتحاد، كما كان أيضًا الأب الروحي للدعوة الإسلامية في الساحة الصومالية، التي كانت واقعةً تحت تأثيرات النظام الاشتراكي الذي كان قائمًا في البلاد، وفي بلدان عربيةٍ وإفريقيةٍ أخرى.

ونتيجة لدوره اكتسب الاتحاد الإسلامي شعبيةً، إلا أنَّه اكتسب أيضًا عداوات في الداخل والخارج؛ حيث اعتبرته الولايات المتحدة من المنظمات الإرهابية، لكن الاتحاد تجاهل كل التهم الموجهة له، وعمل على توسيع دائرة نفوذه؛ حتى أسس إمارة جدو الإسلامية ورأس كمبوني، جنوب الصومال، وانضم الاتحاد إلى صفوف المحاكم الإسلامية في بداية العام 2006م؛ حيث شارك في اكتساح أمراء الحرب، وتثبيت أركان المحاكم في الحكم، حتى أطاحت بها قوات الاحتلال الإثيوبي في العام 2007م.

رابعًا: حركة الإصلاح في القرن الإفريقي

حركة الإصلاح هي حركة إسلامية وهي التى ينصب حول هذا البحث، وهي حركة وطنية تهدف إلى إصلاح المجتمع الصومالي من جميع الجوانب الحياة المختلفة، وهي فرعٌ من حركة الإخوان المسلمين، وتأسست في 11 يوليو عام 1978م، على يد عددٍ من دعاة الإخوان، ومن أبرزهم عبد الغني أحمد آدم- توفي بالكويت في 17 أغسطس 2007م، وكان عضوًا في الموسوعة الفقهية الكويتية-، والدكتور علي شيخ، وتسعى الحركة إلى الارتقاء بالمجتمع ماديًّا ومعنويًّا؛ وذلك فتحت الحركة العديد من المراكز التعليمية في مختلف أنحاء البلاد، وقامت بتأسيس جامعة مقديشو، أكبر جامعات البلاد.

وتتجنب الحركة أنْ تشارك رسميًّا في الأعمال المسلحة، وتسعى إلى إيجاد عالمٍ يسود فيه السلام والعدالة الاجتماعية والحرية، وقيم التسامح والاحترام.

وتميزت نشاطات الحركة بالاهتمام بالمشاريع الاجتماعية الخدمية، والمشاركة الفردية في الأنظمة السياسية القائمة، كما التزمت السرية والعمل الهادئ، وتجنب مواجهة المجتمع، وليس من منهج الحركة السعي إلى التغيير بالعنف أو بواسطة الانقلابات والثورات، ولكن التغيير المنشود هو الذي يأتي بالتدرج في النضج، وعلى أساس نهج الإصلاح التراكمي المبني على الوسطية.(6)

كما تسعى الحركة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في الدولة، وأن تكون أساس التشريعات المختلفة، كمطلبٍ جماهيريٍّ.

المبحث الثالث : الصحوة الإسلامية في الصومال

يعرف الجميع أن العالم الإسلامي يشهد منذ عقود مضت حالة من الصحوة الإسلامية التي تسعى لتجديد قوة الأمة وإحياء نهضتها، ونستطيع القول إن هذه الصحوة الإسلامية قد وجدت في الصومال فرصة ملائمة للازدهار والتقدم، حيث تتميز هذه الساحة بأنها خالية من القيود الفكرية، والتضييق على الإسلاميين إلى حد كبير وبالمقارنة مع غيرها من البلدان الإسلامية، ذلك لأنه ليس هناك حكومة قوية ولا دولة مرهوبة الجانب تستطيع فرض مثل تلك القيود.

ولكن هنالك سؤال يطرح نفسه وهو: (7)

هل استفادت الحركة الإسلامية في الصومال من هذا الفراغ الفكري ومن هذا الفراغ السياسي في الساحة الصومالية، إن الإجابة ـ ويا للأسف ـ هي لا: لأن الحركة الإسلامية في الصومال لم تغتنم هذه الفرصة للأسباب التالية:

1 ـ الجانب الفكري: لم تنجح الحركة الإسلامية أن تكسب الشعبية اللازمة من المجتمع الصومالي ولم تقنع معظم القطاعات الشبابية، والقبلية من المجتمع بالأفكار التي تطرحها، وعلى الرغم من أن المجتمع الصومالي مجتمع مسلم بطبعه، ومتدين بالفطرة، إلا أن الحركة الإسلامية لم تنجح في صياغة خطاب يتناسب مع عقلية المجتمــع، بل جاء خطابها وكأنه موجه إلى شعب آخر مثل الشعب المصري الحبيب أو شعب المملكة العربية السعودية أو شعب السودان، وليس إلى شعب الصومال.

ثم إن الحركة الإسلامية في الصومال غير مؤهلة لاستيعاب عدد أكبر من الشباب الصوماليين المثقفين بثقافات متعددة من غير الدول العربية والإسلامية، فعضوية الحركة الإسلامية في الصومال لا تتسع لخريجي الجامعات الغربية، لأنها لا تستطيع أن تتحمل هذا الكم الهائل من الكوادر البشرية.

2 ـ الجانب الاجتماعي: إن التركيبة القبلية للشعب الصومالي هي ـ أيضاً ـ من أهم العقبات التي واجهت رجال الحركة الإسلامية، إذ لم تستطع الحركة أن تتفهم الواقع المعيش في المجتمع الصومالي، فهذا المجتمع ليس فيه انقسامات ثقافية، أو طبقات اجتماعية، بل هو عبارة عن مجموعات قبلية والمحرك الأساسي السياسي والاجتماعي وحتى التجاري هو "القبيلة".

والانتماء للقبيلة يسبق أي انتماء آخر بشكل واضح.

ومن هذا المنطلق وجهت الحركة الإسلامية خطابها الدعوي والسياسي والاجتماعي عبر القبائل خاصة الرئيسة منها، وكان من نتائج ذلك أن اختلط الأمر بالنسبة للشباب، فلم يفرقوا بين الفكرة الإسلامية كفكرة مستقلة، وبين تبعيات القبيلة ودورها، ومدى التزام الفرد تجاهها، هذا فضلاً عن أن الحركة الإسلامية الصومالية لا تزال تعاني من نقص شديد في الكوادر الفقهية المؤهلة، للتعامل مع الواقع الصومالي القبلي ومشكلاته المعقدة.

3 ـ الجانب الاقتصادي: ليس للحركة الإسلامية في الصومال مصادر اقتصادية مستقلة، فالفصائل السياسية القبلية في الصومال لها مصادر اقتصادية مرتبطة بالدول الأجنبية، خاصة الدول المجاورة، وبعض الدول الغربية، ومن ثم أصبح الخطاب الدعوي والسياسي للحركة من دون جدوى في ظروف الفقر والتبعية.

4 ـمن حيث توجيه الدعوة : خطاب الحركة الإسلامية خطاب موجه إلى الأفراد والأسر، وإلى طبقات معينة، وليس خطاباً جماهيرياً، ومن ثمَّ فقد تشكلت للحركة الإسلامية مجموعات من الشباب لا يتعاملون مع باقي المجتمع، بل يتعاملون فقط فيما بينهم، وأصبحت الحركة الإسلامية منعزلة، عن محيطها الاجتماعي، ومنشغلة بشؤونها الداخلية، ومهتمة بمصالحها وليس بالمصالح العامة للمجتمع.

الفصل الثاني: الإصلاح في الصومال .. الانطلاقة والنشأة

هي واحدة من التنظيمات الإسلامية التي ظهرت في عهد الجيل الثاني من الإسلاميين الصوماليينحركة الإصلاح الإسلامية” التي تأسست في يوليو ١٩٧٨م بعد اجتماع بعض المغتربين الصوماليين في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، منطلقة من فكر الإخوان المسلمين، ونشرت الجماعة خبر تأسيسها في العام نفسه في مجلة المجتمع الكويتية.

وفي فبراير 1990 أعلن الأمين العام للحركة الشيخ محمد أحمد نور ” قريري” الحركة وأهدافها مرة أخرى عبر القسم الصومال لهيئة الإذاعة البريطانية.

ومعظم مؤسسي حركة الإصلاح انتموا إلى “جماعة الأهل” التي سبق ذكرها بقيادة الشيخ عبد القادر شيخ محمود، وفصلوا منها في حدود 1975.

وقد درسوا في الجامعات السودانية والسعودية (الخرطوم، أمدرمان الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة).

وكان من قيادتها في الخارج الشيخ محمد أحمد نور، وعلى الشيح احمد أبوبكر، ومحمد يوسف عبدي، وأحمد رشيد حنفي، وعبد الله محمد عبد الله، ومحمد على إبراهيم، وعبد العزيز حاج أحمد، ومن قياداتها في داخل الصومال الشيخ نور بارود جرحن، والشيخ عدو طيري، والشيخ محمود شيخ فارح “أخي” ، والشيخ محمد شيخ رشيد، والشيخ حسن محمد إبراهيم، والشيخ على محمود، والشيخ حسن دهيه أحمد، والشيخ عيسى الشيخ أحمد، والشيخ أحمد شيخ حسن “القطبي”.(8)

وتقول أدبيات الجماعة عن نفسها إنها “حركة قديمة ذات تاريخ طويل في تربية وإرشاد المجتمع الصومالي على المبادئ الإسلامية” ومن أهداف الحركة حسب ما ورد في وثائقها “الإطاحة بالنظام الجائر… وإقامة دولة إسلامية تستمد كل نظمها وقوانينها من الشريعة الإسلامية السمحاء”.

ويلخص الأمين العام الثاني للحركة الدكتور محمد علي إبراهيم[2].

أهداف الحركة في ثلاث نقاط:

1- قيادة الشعب الصومالي نحو الحياة الإسلامية بكافة مظاهرها في إطار دولة إسلامية.

2- توحيد أهداف وطاقات الشعب الصومالي من أجل تحقيق ذلك الهدف.

3- توحيد القوميات الإسلامية في منطقة القرن الإفريقي..

المبحث الأول : دوافع تأسيس الاصلاح في الصومال

وقد تأسست الحركة نتيجة الدوافع والأهداف التى حملة على عاتقها والتى تتجذر في العمل على رفع مستوى الالتزام الفردي والجماعي بالقيم والمبادئ الإسلامية، وفق منهج الوسطية والاعتدال المستمَدِّ من مقاصد الشريعة، وفي إطار الإلمام والاعتبار للواقع المحلي والعالمي، وتسعى كذلك إلى إيجاد مجتمع صومالي حرٍّ متطورٍ، يستوعب المبادئ والقيم الإسلامية، وتترسَّخ فيه مفاهيم الشورى والعدالة والمساواة، بحسب ما جاء عنها في موسوعة (الإخوان المسلمون)، بالإضافة إلى جعل القرن الإفريقي منطقةً آمنةً وخاليةً من القلاقل والاضطرابات والحروب؛ وذلك عن طريق إزالة أسبابها وبواعثها لتعيش شعوب المنطقة في سلام ووئام وتعاون في المجالات المختلفة مع احترام الخصوصيات الثقافية، وصيانة كافة الحقوق لشعوبها.

ومن تلك الدوافع التى تأسست الحركة من شأنها هي تقوية العلاقات الأخوية بين الشعوب الإسلامية والعربية والإفريقية، وأخيرًا تسعى الحركة إلى الإسهام في إيجاد عالم يسود فيه السلام والعدالة الاجتماعية والحرية، وقيم التسامح والاحترام المتبادل، في ظل التنمية الشاملة لجميع شعوب العالم. (9 )

وفي هذا الإطار تبذل حركة الإصلاح في الصومال جهدًا كبيرًا لمساعدة الشعب الصومالي، وتقديم خدمات متميزة في عدد من المجالات للمساهمة في تنمية البلاد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الظرف العصيب من تاريخ الأمة الصومالية.

وتركِّز الحركة في هذا الإطار على مجالات التعليم والصحة والإغاثة والمشاريع التنموية والدعوة، أما سياسيًّا فقد سعت الجماعة عبر السنوات الماضية إلى تحقيق المصالحة وإعادة كيان الوحدة، والرعاية الاجتماعية، وتطوير المجتمع المدني.

وأنشأت الحركة بهذا الخصوص عددًا من الجمعيات والمؤسسات للقيام بالمهمة على أفضل طريقة وأحسن كفاءة، وتتعاون هذه المؤسسات والجمعيات مع المؤسسات والجمعيات في العالم العربي والإسلامي، بل والمنظمات الدولية.

وتعتبر حركة الإصلاح هي الرائدة في مجال الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإغاثية في الصومال، وهو ما كان واضحًا عند اندلاع الأزمة الصومالية في مطلع التسعينيات الماضية؛ حيث كانت هذه المؤسسات جاهزة للعمل فورًا في خدمة المجتمع الصومالي.

وتعمل الحركة في هذا الإطار على تحقيق مجموعةٍ من الأهداف المرحلية والغايات العامة، ومن بينها إصلاح الفرد والأسرة والمجتمع في جميع جوانب الحياة، وصولاً بها إلى الحكم الراشد الذي يتخذ من الإسلام منهاجًا للحياة، وتنمية الموارد البشرية ومواجهة الجهل وإعطاء الأولوية للتربية والتعليم والتدريب، ودعم المؤسسات الأهلية للمجتمع من منظمات خيرية ونقابات مهنية وغيرها؛ لتحقيق التعاون والتكافل بين شرائح المجتمع.

كذلك ترمي الحركة- وفق وثائقها- إلى بذل الجهد في تذليل العقبات وتوفير المناخ المناسب للتطور الاقتصادي والتكنولوجي، مع الاهتمام بحماية البيئة، ورفع وعي الشعب وترسيخ القيم الإسلامية والوطنية؛ مثل الأخوَّة وحرية الفرد والشورى والعدالة وسيادة القانون، وغيرها، مع السعي إلى إزالة الصراعات العشائرية والنزاعات الانفصالية عن طريق تقوية الروابط الاجتماعية، وإزالة المظالم وتعميق الأخوَّة ومكافحة أسباب الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، مع العناية بالمرأة وصيانة حقوقها وإعطاء الرعاية المناسبة للأسرة والطفل، والسعي إلى توفير الخدمات الاجتماعية، مثل التعليم والصحة وغيرهما، والسعي إلى تحقيق الاستقرار السياسي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

كما ترمي الحركة إلى تعميق التعاون بين شعوب العالم، وخاصةً الشعوب الإسلامية والعربية والإفريقية، وإزالة كافة أشكال الاستعمار والمظالم الاجتماعية واحتكار الثروات، والدفاع عن القضايا المصيرية المشتركة بين الأمم؛ مثل السلام العالمي وحماية البيئة واحترام حقوق الإنسان وحرية الشعوب وسيادة الدول.

ولتحقيق هذه الأهداف تبنَّت الحركة مجموعةً من السياسات، على رأسها تحقيق المصالحة الوطنية، مع عدم استخدام القوة لتحقيق أغراض سياسية، ودعم مؤسسات الدولة الصومالية، والعمل على تقوية مؤسساتها، وتفعيل دور المجتمع المدني وضمان مشاركته في السلام والتنمية، مع الاعتماد على الإقناع والوسائل السلمية للوصول إلى التغيير المنشود.

في المقابل ترفض حركة الإصلاح التدخلات الأجنبية، وتعلنها صراحةً بعدم قبول التبعية والاستقواء بالقوى الأجنبية، مع الاهتمام من جانبٍ آخر بالتنمية من أجل بناء حياة كريمة للمواطن الصومالي.

المبحث الثاني : الصعوبات أمام الاصلاح

أولاً : الواقع الفوضوي

باتت الحركة الاسلامية في الصومال، هي التى تمسك زمام الأمور ، وأنها هي الصانعة الحقيقية لمجريات الأمور، إلا أن الاختلاف الفكري لم يزل قائماً ، بل ويسود وبشكل أقوى مما سبق ، فنظرة الواقع الدامي الذي يمر به البلاد ، واحدة من اشكاليات القطيعة بين الاسلاميين ، فكل الحركات الاسلامية في المنطقة تختلف في كيفية التعامل مع الواقع الراهن ، حيث تغيرت كل العوامل الظاهرية التى كانت تظفو في الساحة، وحلت محله مفاجأت وتقلبات يفرزها الواقع الحالي ، ويصعب التعامل معهما بحنكة وارادة سياسية ناجحة.

فبعض الحركات الاسلامية انخرطت في الحرب الدائرة في البلاد، على أساس أنه جهاد مشروع لانقاد الأمة من الهلاك والضياع والاحتلال الغربي ، بينما حركات أخرى تصفه بأنها فتنة جديدة حلت بالبلاد عقب الحرب الأهلية التى مزقت البلاد ارباً ارباً ، وهذا يوضح عدم القدرة التحليلية لدى الاسلاميين في المنطقة على ملابسات وتداعيات الأزمة الراهنة ، والخروج من المنزلق الدموي دون اراقة للدماء وسفك لأعراض المسلمين .(10)

كما أن الحركات الاسلامية التى انتفضت من غياهب الهامشية لم تكن مستعدة في التعامل مع الأزمات التى تتعاقب بالبلاد، ويقول المتابعون للحركات الاسلامية حول ذلك :لم يكونوا قد أعدوا أنفسهم لمثل هذه الأوضاع، التي دفعتهم إلى انتقالات سريعة، واستجابات عاجلة، قلبت معها موازين الرؤية في التعامل مع الواقع، الرؤية التي غلب عليها التسرع والانفعال والأخذ بالحماس والشعارات اللامعة، ، وهذا ماكشف محدودية الخبرة في التعاطي مع الواقع بتعقيداته وتشابكاته، وضعف القدرة على تحليل عناصره ومكوناته وصياغة الاستجابة السليمة، فتركت أثرها عليهم بإرباكات واضطرابات سياسية وحركية لازالت آثارها باقية إلى هذا الوقت عند بعض الجماعات الاسلامية ، فالحرب الاعلامية فيما بينهم تدور دائرتها بشكل قوي، حتى ظهر في الوجود مصطلحات مستعملة فيما بينهم، لاتبعث في النفس تفاؤل الخير لهم للمرحلة القادمة .

ومن إفرازات الواقع الفوضوي في البلاد، حصول انشقاق عريض على الحركات الاسلامية في الصومال، ويبدأ الخلاف ، كيفية تعامله ومستجداته السياسية في البلاد، وكان من الأحرى، أن توحد الجماعات الاسلامية صفها وتقوى شوكتها في هذا الزمان ، الذي اختلط فيه الحابل بالنابل ، ولم يكن للبصير أن يحرك وحده المياه الراكدة ، دون المساعدة على الحركات الاسلامية بعضها ببعض .

ثانياً : فجوات داخلية

وقد تسبب هذا الواقع الفوضوي نوعاً من الخلخلة الادارية في داخل الحركة، حيث أن في منتصف التسعينات اتخذت الحركة سياسة لقيت انتقادا كبيرا بين الإسلاميين ومن بعض أبناء الحركة أنفسهم، وهي سياسة “التعامل مع الواقع” والتي تقـضي بالتعاون مع الكيانات والسلطات القبلية وزعماء القبائل والعشائر في المناطق المختلفة من البلاد وشجعت أتباعها على الدخول في مؤتمرات المصالحة عبر تمثيلهم لقبائلهم والدخول في البرلمانات التي تنبثق عنها ممثلين لقبائلهم مما جعلهم فيما بعد يذوبون في الأطر القبلية ويبتعدون عن فكر الحركة، وقد حدثت عام ١٩٩٩م مواجهات عسكرية بين قبيلتين في إحدى المناطق الجنوبية تحت قيادة عضوين من أعضاء مجلس الشورى للحركة، جراء إتباعهم سياسة “التعامل مع الواقع” التي كانت تسمح لأعضاء الحركة الانخراط في التشكيلات السياسية والعسكرية لقبائلهم.

وقد لعبت الحركة دورا مشهودا في مؤتمر المصالحة الوطنية المنعقد في “عرتة” في جيبوتي عام ٢٠٠٠م بقيادة الرئيس إسماعيل عمر جيلي، وتمخض عن هذا المؤتمر ميثاق وطني يحمل صبغة إسلامية ومؤسسات مركزية للدولة الصومالية إلا أن هذه الحكومة لم تستمر طويلا، وعقد بعدها مؤتمر آخر للمصالحة الوطنية في كينيا كان دور الحركة فيه ضئيلا إلا أن أعضاء لها تمكنوا من الدخول في البرلمان الذي انبثق عنه باسم قبائلهم وليس باسم الحركة ومنهم الرئيس الحالي لأحد جناحيها الدكتور علي باشا الذي مثل عشيرته في البرلمان.

وبالرغم من أن الحركة كان لها أثر فاعل في الساحة الصومالية في مختلف الأصعدة إلا أن هذا الأثر بدأ يتضاءل بعد ٢٠٠١م لأسباب عديدة أهمها:- (11)

1. وجود خلاف داخلي عميق حول قضايا عديدة تتمثل في قضايا الشورى والشفافية في التعامل الإداري والتنظيمي، وتقليل الشأن التربوي والدعوي لدى الأطر الحركية.

2. سياسة التعامل مع الواقع التي انتهجتها الحركة.

3. موقف قيادة الحركة من المحاكم الإسلامية.

4. موقف قيادة الحركة من الغزو الإثيوبي على الصومال.

شكلت هذه القضايا تباين في الرؤى والاتجاه بين أبناء الحركة في ظل تصارع الأحداث الإقليمية والدولية الخاصة بالصومال وبصورة خاصة مع بداية التهديدات الأمريكية الموجهة للصومال وللقوى الإسلامية إثر أحداث 11/9.

فانسحبت الحركة من ساحة الدعوة، وضغطت على علمائها حتى لا يظهروا في المناسبات الإسلامية والوطنية التي تندد بالسياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي أو حتى تجاه الصومال، فتوقف بعض العلماء من الخطب التي كانوا يلقونها في الجوامع بسبب هذه الضغوط، ورفض آخرون هذا التوجه[11].

كما بحثت قيادة الحركة إقامة علاقات تواصل وتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، فقام المسئول الأول للحركة عام ٢٠٠٢م في إطار سعيه بابعاد سبهة الوصم بالإرهاب عن نفسه وعن الحركة بتسليم العلم الأمريكي المفقود في الصومال في مطلع التسعينات إلى المبعوث الأمريكي في الصومال، وقال المسئول في مناسبة التسليم أنه تكبد المشاق في الحصول على العلم[12]، ومقابل ذلك وجد المسئول ترحيباً وتعاوناً من السفارة الأمريكية بعد هذه الحادثة.

وشكل موقف الحركة هذا صدمة للصف الداخلي واستياء عاما من الشعب الصومالي الذي كان يتظاهر ضد أمريكا وسياساتها تجاه الصومال والعراق وأفغانستان وفلسطين والسودان.

الفصل الثالث : الاصلاح وأزمة الواقع الصومالي

المبحث الأول : أدوار الحركة في مجالات التنمية والتعليم

وتعمل حركة الإصلاح ومؤسساتها في أوساط المجتمع الصومالي في مختلف المجالات، ومن هذه المجالات ما يلي:

-مجال الإغاثة

لما كان الإنسان في القرن الإفريقي قد أصبح يعيش في ظرف غاية في القسوة؛ حيث يفتك به الجوع والمرض؛ قامت هذه المؤسسات بالوقوف بجانب المجتمع الصومالي في محنته الممتدة قرابة عقدين من الزمان، وتتوجه دائمًا نحو المناطق المتضررة من جرَّاء الجفاف والمجاعة، لتوفير الإغاثة بضروريات الحياة لتخفيف المعاناة عن المتضررين.

وفي ظل شحِّ الموارد، فإنَّ هذه المؤسسات تبذل جهدًا جبَّارًا، وقدمت للشعب إغاثاتٍ عاجلةً في فترات مختلفة، ويقدَّر عدد المستفيدين من أعمال الإغاثة التي تقدمها مؤسسات الإصلاح خلال العام الحالي 2009م بحوالي مليون شخص تقريبًا.(12) .

-المجال الصحي

تعدُّ الرعاية الصحية من أهم المجالات التي تحظى باهتمام المؤسسات الخيرية والإغاثية المختلفة؛ وذلك بسبب التدهور الهائل الذي شهده هذا البلد المنكوب في جميع المجالات وخاصةً المجال الصحي، والخراب الذي لحق بالمراكز الصحية والمستشفيات العامة والخاصة، والكوارث الطبيعية المتلاحقة، وكلها عوامل جعلت الخدمات الصحية معدومةً تقريبًا في الصومال.

لذا رأت حركة الإصلاح ضرورة العمل في هذا المجال لسدِّ هذا الفراغ، وتقوم بتقديم الخدمات الصحية بالوسائل الآتية:

1- إعداد الأطباء وتوفير المعدات الضرورية لهم.

2- رفع الوعي الصحي لدى المجتمع.

3- تدريب الممرضين ورفع كفاءاتهم المهنية.

4- إنشاء المراكز الصحية والمستشفيات.

5- تسيير القوافل الطبية إلى جميع المناطق المتضررة.

وتقوم المراكز الطبية التابعة للحركة بتقديم جميع الخدمات الطبية في جميع أنحاء الصومال، وقد بلغت المراكز الطبية التابعة للحركة في البلاد حوالي 10 مراكز، بينما يُقدَّر عدد المستفيدين منها سنويًّا بحوالي 834 ألفًا، إلى جانب القوافل الطبية المتنقلة في القرى والأرياف النائية؛ حيث الحاجة على أشدِّها، كذلك يتمُّ تسيير مثل هذه القوافل إلى المناطق التي تحدث فيها الكوارث الطبيعية والأزمات، وذلك بمعدل من 20 إلى 30 قافلة طبية في العام الواحد، بمختلف الأقاليم في البلاد، وبلغ عدد المستفيدين منها سنويًّا حوالي 145 ألفًا.

-المجال التعليمي

أ- المدارس:

عندما انهارت الحكومة المركزية انهارت معها جميع المؤسسات، ومنها المؤسسات التعليمية، ونتج من ذلك فراغ كبير في التعليم، وقامت المؤسسات الأهلية المختلفة بملء هذا الفراغ، أمام هذا الواقع أقامت الحركة مؤسسات أهلية لتخفيف حاجات المجتمع الصومالي إلى التعليم، وكان لمؤسسات الحركة السبق في هذا المجال، وتمكَّنت حركة الإصلاح ومؤسساتها من فتح مدارس أهلية في أنحاء البلاد يؤمها ملايين الطلبة والطالبات.

وتهتم هذه المؤسسات بالتعليم؛ للقناعة الكاملة لدى هذه المؤسسات بأن المشكلة الصومالية في الأساس مشكلة تعليمية وثقافية، ولا يمكن حلُّها إلا بتربية الأجيال الصاعدة تربية صالحة متكاملة؛ لتكوين جيل مسلَّح بالعلوم النافعة وبروح الوطنية الصادقة، وتدرك مؤسسات الحركة أن العمل في التعليم هو الاستثمار الحقيقي على المدى البعيد، وهذه المؤسسات لديها 80 مدرسة في أنحاء متفرقة من البلاد يرتادها حوالي 37.5 ألف طالب وطالبة. ب- الجامعات والمعاهد العليا:

أما الجامعات فإن الحركة شعرت قبل غيرها باحتياجات الطلبة الصومالين الذين يتخرَّجون كل سنة في المدارس الثانوية المنتشرة في أنحاء البلاد، علمًا بأن 65% من المدارس النظامية- والتي أنشئت بعد انهيار الحكومة المركزية في الصومال- تابعة لمؤسسات الحركة.

لذا رأت الحركة ضرورة توفير التعليم الجامعي لهؤلاء الطلبة، وربما ساعدتها الرغبة الدفينة في نفوس الصوماليين منذ أمد بعيد في الحصول على‏ الشهادة العالية،‏ بما يترتب على ذلك من مكانة اجتماعية، ولتلبية مطالب أبناء الوطن، ومحاولة تجنيبهم مشقة السفر إلى الخارج للحصول على التعليم الجامعي.

وتوفيرًا لهذه النوعية من التعليم لمن لا يستطيع السفر بالخارج؛ أنشأت الحركة جامعتَيْن في مقديشو وهرجيسا، وأربعة من المعاهد العليا في المدن الكبرى في البلاد، مثل مقديشو وهرجيسا وبوصاصو.

ويبلغ عدد الطلبة في السنة الواحدة ما بين 3100 إلى 3300 طالب، ويبلغ عدد الأكاديميين العاملين فيها ما بين 200 إلى 330 شخصًا، فيما يبلغ عدد الموظفين في هذه المؤسسات التعليمية ما بين 140 إلى 180 شخصًا. (13) .

ولم تأتِ فكرة إنشاء الجامعات صدفةً أو من خلال فكر عابر، وإنما وُلِدَت من خلال المعاناة التي جسدتها الحرب الأهلية المدمرة؛ حيث رأت الحركة أن الشعب الصومالي تاه في أودية الحرب الأهلية، التي أدَّت إلى ضياع جيل كامل، حُجِبَت عنه أنوار العلوم والمعرفة، بعد أن توقف قطار التعليم، فأصبح اليأس والخوف والعتمة مهيمنةً على عقله وعلى تفكيره؛ حيث لا يمكن أن يدرك ملامح مستقبله.

والجدير بالذكر أن جميع المؤسسات التعليمية من رياض الأطفال إلى الجامعة؛ قد توقف العمل فيها بعد انهيار الحكومة المركزية في مقديشو، ولقد مرَّت سبع سنوات على الصومال بدون أنشطة في التعليم العالي؛ حيث كانت آخر دفعة تخرجت في الجامعة الوطنية الصومالية في العام 1990م، والدفعة التالية عليها كانت عام 2001م، بعد استئناف العمل الدراسي في جامعة مقديشو التي أسستها حركة الإصلاح، في العام 1997م.

وكانت قناعة الحركة راسخةً بأهمية التعليم في كافة مجالات التنمية الوطنية، وأن ما يحدث في البلاد من خراب ودمار مرتبط بطريقة أو بأخرى بالجهل والأمية وعدم الاهتمام بالتعليم العالي والبحث العلمي؛ لكشف أدوات التخلف وطرق التنمية ومراحلها والوصول إلى إمكانية استغلال الثروة الوطنية المهملة.

هذه العوامل مجتمعةً جعلت مجموعةً من أساتذة التعليم العالي في الصومال يتخذون قرارًا حاسمًا بإنشاء الجامعات في الوطن؛ من أهمها وأقدمها جامعة مقديشو؛ لعلَّها تقدِّم حلاًّ جزئيًّا لمشكلات الجيل الصاعد وتنتشله من الورطة العميقة التي استقر الشعب الصومالي في قاعها؛ حيث بدأت الدراسة فيها عام 1997م.

- مجال المشاريع الإنشائية والإنمائية

قامت مؤسسات الحركة بتنفيذ عددٍ من المشاريع الإنمائية المحلية، من حفر الآبار الجديدة، وإصلاح المعطل منها، بنوعيها الارتوازية والسطحية، وتجهيزها بالمعدات اللازمة لها، وتسيير حملات توزيع المياه الصالحة للشرب باستخدام الصهاريج إلى المناطق المتضررة، وبناء المدارس والمساجد والمراكز الإسلامية، والمراكز الطبية، والخلاوي القرآنية (الدكس باللغة المحلِّية)، وملاجئ الأيتام، وغيرها من المشروعات النافعة خدمةً للفقراء والمحتاجين. وبلغ عدد المراكز والمشروعات من هذا النوع- التي أنشأتها مؤسسات الحركة وتنتشر في أنحاء متفرقة من البلاد، ويستفيد منها المجتمع الصومالي- حوالي 2164 مشروعًا.

وتعتبر حركة الإصلاح ومؤسساتها الخيرية والإغاثية من أقدم وأهمِّ من قام في البلاد بالرعاية الاجتماعية للفئات المتضررة من الحرب، مثل كفالة الأيتام؛ باعتبارهم أكثر فئات المجتمع ضعفًا ومعاناةً، وأولت مؤسسات الحركة اهتمامًا بالغًا بهم؛ حيث قامت هذه المؤسسات بتخصيص عدد من الملاجئ، وتوفير الرعاية الكاملة لقاطنيها، من تربية وتعليم وصحة.

وسعيًا من مؤسسات الحركة في إدخال السرور والفرحة في قلوب الأيتام في الأعياد والمناسبات؛ تقوم بتوزيع كسوة العيد، وتقديم الهدايا الأخرى لهم، مع تشجيعهم على التفوق في الدراسة، كما تقوم مؤسسات الحركة بتوفير الرعاية للأرامل والأسر المتعفِّفة، وبلغ عدد المستفيدين في هذا المجال حوالي 1136 شخصًا.

- مجال المشاريع الموسمية

تنفِّذ مؤسسات حركة الإصلاح للشعب الصومالي في المواسم والإعياد الدينية المختلفة- مثل شهر رمضان، والعيدَيْن- مشروعات عديدة، معيدثل إفطار الصائم وكسوة ال وزكاة الفطر، وغيرها من المشاريع الموسمية، ويقدَّر عدد المستفيدين من هذا المجال بحوالي 1.2 مليون شخص في العام.

المبحث الثاني : أدوار الحركة في المصالحة السياسية

اهتمَّت حركة الإصلاح بالعمل مع المجتمع المدني لتحقيق المصالحة السياسية في البلاد، وأنشات في هذا الخصوص "المجلس الصومالي للمصالحة"، والذي أُنشئ مع بداية الأزمة الصومالية، وقد عمل هذا المجلس على السعي لتحقيق المصالحة الكبرى بنوعيها الاجتماعي والسياسي.

ومن بين أبرز الجهود التي قام بها في هذا الإطار:

1- توطيد العلاقات مع القوى الوطنية الصومالية بأسرها.

2- كسب الثقة بين المنشغلين في مجال المجتمع المدني.

3- توجيه الجهود المبذولة من خلال المجتمع المدني لصالح الوطن.

4- استغلال المجتمع المدني كمنبر لتوجيه الرأي العام.

5- نشر الفكر الإسلامي المعتدل بين الفئات المختلفة في المجتمع المدني.

6- المشاركة في تسجيل المواقف الوطنية من خلال المجتمع المدني.

وانتشرت جهود الحركة الإسلامية في القرن الإفريقي (الإصلاح) فيما يخص عملية المصالحة في مختلف أنحاء الصومال، وتكللت بعضها بالنجاح، وما زالت هذه العملية، أي المصالحة، مفتوحة.

وتنقسم جهود المصالحة التي قام بها المجلس إلى قسمين؛

الأول: المصالحة السياسية، والثاني: المصالحة الاجتماعية.

- المصالحة السياسية:

1- عام 1990م، ويسمى هذا العام بعام المصالحات؛ حيث عُقد مؤتمر المصالحة في مقديشو، شاركت الحركة في هذا المؤتمر بفعالية.

2- في العام 2000م قامت الحركة بعدة مصالحات في جيبوتي، وكان لها دورٌ فعالٌ في إنجاح عملية المصالحة في مؤتمر "عرتا"، إلى أن تمَّ تشكيل البرلمان والحكومة الانتقاليَّيْن.

3- في العام 2004م، شاركت الحركة في مؤتمر المصالحة بين الفصائل الصومالية المنعقد في كينيا، وبذلت الحركة جهودها في إنجاحه، حتى تم تشكيل البرلمان والحكومة المؤقتة الحاليَيْن.

4- في العام 2006م، عرضت الحركة مبادرة مصالحة بين الحكومة والمحاكم الإسلامية.

- المصالحة الاجتماعية:

قادت الحركة عددًا من المصالحات الاجتماعية عبر هذا المجلس، ومن بينها:

1- في العام 1994م، تمت المصالحة بين القبائل المتحاربة في حي برموذه بمقديشو، وفي العام نفسه قام المجلس الصومالي للمصالحة بإجراء مصالحة بين القبائل المتحاربة في كسمايو، كما أتم المجلس المصالحة في ناحية عذله بمحافظة شبيلي الوسطى، وقام في ذات العام بعددٍ من المصالحات الأخرى، مثل إتمام المصالحة بين القبائل المتحاربة في ناحية محاس بمحافظة هيران، بين سكان أبح وعيل طيري، وإتمام المصالحة بين قبائل مريحان وإبسمه في إقليم جدو.

2- في العام 1995م نفذ المجلس أكثر من (20) مصالحة اجتماعية، وذلك في محافظات بنادر، وشبيلي الوسطى، وهيران، وجلجدود، وجدو، وجوبا السفلى.

ولا تزال عملية المصالحة التي أنشأت الحركة المجلس الصومالي للمصالحة، مستمرة حتى يتم الوفاق بين أبناء الأمة الصومالية، وإلقاء السلاح واستعاد الأمن والنظام ويعم السلام في ربوع البلاد. (14) .

المبحث الثالث : الاصلاح ودورها في أزمة المجاعة

وفي ظل إستمرار الجهود الإنسانية لإستيعاب الأزمة من قبل هيئات الإغاثة العربية والأممية، برزت في الساحة جهود خلاقة داخل العاصمة مقديشو لجهات محلية تحملت مسؤولية إغاثة النازحين، وتقديم المعونات الغذائية والطبية للمتضررين من موجة الجفاف والمجاعة، وأحد أبرز هذه الجهود الحملة التي أطلقتها جامعة مقديشو لمساعدة المتضررين من كارثة الجفاف هذه.

وقد اتضج جهود حركة الإصلاح من خلال جامعة مقديشو التى أتت كإستجابة طبيعية للكارثة الإنسانية الراهنة، وتوجت بتكوين لجنة طوارئ في الجامعة للإغاثة العاجلة، وذالك من أجل المشاركة الفعالة في الأنشطة الإنسانية الجارية حاليا لإغاثة النازحين المتضررين من الجفاف والمجاعة في مخيمات اللاجئين داخل العاصمة مقديشو، وفي ضواحيها.

وقد فتحت الجامعة أبواب التسجيل للراغبين في العمل الطوعي من الأساتذة والإداريين والطلاب والطالبات، سواء في لجنة الطوارئ التابعة للجامعة، أو في المشاريع الإغاثية الأخرى التي تقدمها منظمات وهيئات إنسانية ناشطة في الساحة.

وكانت الخطوة الأولى لعمل لجنة الطوارئ التابعة لجامعة مقديشو متمثلة في تكوين فرق لإحصاء النازحين ومراكزهم داخل العاصمة مقديشو وضواحيها، حيث أنهت اللجنة إحصاء خمسة مراكز كبرى للنازحين، في محاولة للوصول للحجم الحقيقي للكارثة وتفعيل عمليات الإغاثة.

وحملة الإستجابة للكارثة الإنسانية التي أطلقتها لجنة الإغاثة العاجلة في جامعة مقديشو تركزت على جمع التبرعات من طلاب وأساتذة وموظفي وخريجي الجامعة، وكذالك من أصدقاء الجامعة، أفراداً وهيئات، والجاليات الصومالية في العالم العربي وفي الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وقد شملت المساعدات الإنسانية الغذائية التي استفادت منها 500 عائلة من العوائل المنكوبة شارك في تنظيمها وتوزيعها عشرات من الطالبات والطلاب المتطوعين الذين شاركوا بفعالية في الأنشطة الإغاثية منذ بدء الأزمة الراهنة. (15)

المراجع : والمصادر

1. دكتور أبشر الإمام الأمين، الموقع الجغرافي للصومال، وأثره في بنائه السياسي، ص : 3 ـ 8

2. مرجع سابق

3.كيف وصل الإسلام إلى الصومال؟شبكة الشاهد

4. مرجع سابق

5.خريطة الحركات الإسلامية في الصومالإخوان أون لاين

6. مرجع سابق

7.مشكلات الصحوة الإسلامية في الصومالالمؤخاة

8.حركة الإصلاح الإسلاميةشبكة الشاهد

9.حركة الإصلاح.. دور كبير في الصومالإخوان أون لاين

10.الحركات الاسلامية في الصومال .. فصول القطيعة .. متى تنتهي ؟!موقع الحملة العالمية لمقاومة العدوان

11. محمد الأمين محمد، مرجع سابق

12. مرجع سابق، حركة الإصلاح في الصومال، موقع اخوان أون لاين .

13. اخوان أون لاين . مرجع سابق

14. مرجع سابق

15.جامعة مقديشو..وقفة مع الوطن الكسيرالجزيرة