تاريخ مكتب الإرشاد 1928 – 1938م

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تاريخ مكتب الإرشاد 19281938م

مركز الدراسات التاريخية (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

تقديم

حرص الشيخ عبد الرحمن البنا على تربية ابنه حسن تربية إسلامية شاملة بفهم صحيح للإسلام، كما عمد لتعليمه شئون الحياة، فعلمه مهنة تصليح الساعات والتي أثقلت لديه وازع تحمل المسئولية منذ الصغر.

يقول عبد الرحمن البنا عن طفولة الإمام الشهيد:

"كنا نعود من المكتب فتتلقفنا يد الوالد الكريم، فتعدنا وتصنعنا، وتحفظنا دروس السيرة النبوية المطهرة وأصول الفقه والنحو، وكان لنا منهاج يدرسه لنا الوالد الكريم، وكانت مكتبة الوالد تفيض بالكتب وتمتلئ بالمجلدات، وكنا ندور عليها بأعيننا الصغيرة، فتلتمع أسماؤها بالذهب،

فتقرأ:

النيسابوري، والقسطلاني ونيل الأوطار، وكان يبيحها لنا ويشجعنا على اقتحامها، وكان أخي هو المجلى في الحلبة وفارس الميدان، وكنت أحاول اللحاق به، ولكنه كان غير عادي، كان فرق السن بيننا سنتين، ولكنه لم يكن الفرق الحقيقي، بل فرق إرادة إلهية أعدته لأمر عظيم، فكان طالب علم ولكنه مستقر موهبة ومستودع منحة ربانية، وشتان بين المنزلتين، وفرق بعيد بين المريد والمراد! وكنا نسمع ما يدور في مجلس الوالد الكريم من مناقشات علمية ومساجلات، ونصغي للمناظرات بينه وبين من يحضر مجلسه من جلة العلماء، أمثال الشيخ محمد زهران والشيخ حامد محيسن، فنسمعهم وهم يناقشون عشرات المسائل. (1)

كان حسن البنا يحلم منذ الصغر (وبناء على هذا الفهم والتربية التي تربى عليها) أن يكون معلما مرشدا للناس، خاصة في ظل سقوط البلاد في قبضة المستعمر الغاشم، وفقدان الريادة بعد تحجيم دور الأزهر وحصره داخل أروقته.

فكتب يقول:

".. هو أن أكون مرشدًا معلمًا، إذا قضيت في تعليم الأبناء سحابة النهار ومعظم العام، قضيت ليلي في تعليم الآباء هدف دينهم، ومنابع سعادتهم ومسرات حياتهم، تارة بالخطابة والمحاورة، وأخرى بالتأليف والكتابة، وثالثة بالتجول والسياحة". (2)

كانت العوامل المحيطة بحسن البنا بالإضافة لنشأته دافعا قويا لأن يهتم بمشاكل وطنه منذ الصغر، بل ويرتب ويخطط ما يتمنى فعله، بل في كثير من الأحيان كان يرتب المنهج الذي سيسير عليه وفق ما تعلمه من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تفوق حسن البنا في مشواره العلمي، وتم تعينه في مدينة الإسماعيلية وهي البلد المجهولة له، غير أن روحه الوثابة كانت تطوق للعمل خاصة بعدما سمع من أحبابه عنها، وكانت أخر وصية له قبل استقلاله القطار الذي أخذ يشق مجاهل الصحراء إليها، وصية الأستاذ محمد الشرنوبي الذي قال له: "إن الرجل الصالح يترك أثرًا في كل مكان ينزل فيه، ونحن نأمل أن يترك صديقنا أثرًا صالحًا في هذا البلد الجديد عليه". (3)

ما أن وطأت قدم حسن البنا في البلدة حتى انتفض ليتعرف على شئون البلدة وأهلها ونقاط القوة ونقاط الضعف فيها والفرص المتاحة والتهديدات التي تواجه الدعوة الإسلامية، وبعد بحث شامل استطاع أن يتوصل للعلاج وهو أن الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً، (فهو دولةٌ ووطنٌ أو حكومةٌ وأمةٌ، وهو خلقٌ وقوةٌ أو رحمةٌ وعدالةٌ، وهو ثقافةٌ وقانونٌ أو علمٌ وقضاءٌ، وهو مادةٌ وثروةٌ أو كسبٌ وغنى، وهو جهادٌ ودعوةٌ أو جيشٌ وفكرةٌ، كما هو عقيدةٌ صادقةٌ وعبادةٌ صحيحةٌ سواءٌ بسواء).

نظم حسن البنا وقته ما بين عمله المدرسي وما بين تربيته للمجتمع، واستطاع أن يرتاد أماكن كان ينظر لها كثير من الوعاظ والدعاة غير مقبولة، فغشى القهاوي وتحدث مع أهلها وكان جل من سعى خلفه ليتربوا على يديه من هذه القهاوى، وبعد فترة كانت اللبنة الأولى لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تشكلت من ستة نفر كلهم من العمال.

البداية

بعدما نشأت جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928م حمل أعضائها الأمانة وانتشروا في المدن والقرى لنشر الفكر الوسطي للإسلام والذي يدعو له الإخوان، ومن خلال العمل والسعي لاقت فكرة ومبادئ الإخوان الاستحسان من الناس فأقبلوا عليها ليتعرفوا عليها ويعملوا تحت مظلتها، وأخذت الشعب تفتح في بعض المدن والتي عمل فيها الإخوان مثل القاهرة وشبراخيت والمحمودية وأبو صوير وبور سعيد والسويس وغيرها؛

وأخذ عدد الإخوان في ازدياد، ومن ثم كان لزاما على دعوة تسعى للريادة أن تنظم صفوفها وتضع أطر ولوائح تحكم المؤسسة، ولا تتجاهل الأهداف والمستهدفات التي تسعى للوصول لها، ومن ثم في عام 1930م صدر القانون الأول للإخوان المسلمون وقد وافقت عليه الجمعية العمومية في انعقادها الثالث بتاريخ أول جمادى الأولى 1349هـ الموافق 24 سبتمبر 1930م؛

ثم أتبعه الإخوان بصدور لائحة جمعية الإخوان المعدلة التي عدلت بعض نصوص هذا القانون في عام 1351هـ الموافق 1932م، وهي اللوائح التي نظمت شئون الدعوة وترتيب أوضاعها وكيفية اختيار وتنظيم أعضائها وقادتها.

لم يكن مسمى مكتب الإرشاد قد ظهر بعد ولم يكن هذه المسمى معروف من قبل ولكن على اغلب الظن انه جاء تباعا لاسم المرشد العام (وهو القائد الذي يرشد أتباعه للطريق الصحيح) ومن ثم أضفى اسم مكتب الإرشاد على أعلى هيئة في الإخوان المسلمين، وكان أول مرة يذكر لقب المرشد العام في لوائح الجماعة في يناير 1932م.

ومن المعروف أن أعلى هيئة في الإخوان في بداية أمرها كانت تسمى الجمعية العمومية والتي تضم كل الإخوان لكن مع زيادة الأعداد الكبير كان لابد من اختيار مجموعة من الكفاءات القيادية لتدير العمل، وهذا ما جاءت به أول لائحة للإخوان؛

حيث جاء فيها:

تحت (الباب الخامس) مجلس الإدارة، وكانت مواده كالتالي:
(مادة 16) تختار الجمعية العمومية بالاقتراع السري من بين أعضائها مجلس إدارة يتكون من اثني عشر عضوًا منهم رئيس ووكيل وكاتم سر وأمين صندوق ومراقب إدارة وسبعة أعضاء لإدارة شئون الجمعية إلى مدة ثلاث سنوات ثم يتجدد الانتخاب ويتولى مجلس الإدارة هذه العملية فيما بعد.
(مادة 17) يختص المجلس بالإدارة العامة ويكون مسئولاً عن تنفيذ هذا القانون وعليه أن يفكر فيما يضمن للجمعية الرقي وتحقيق الغاية المنشودة.
(مادة 18) رئيس مجلس الإدارة يمثل الجمعية في جميع المعاملات مع الغير في حدود القانون من عقود وتعهدات وقضايا وغير ذلك بشرط أن يكون بيده إقرار كتابي من مجلس الإدارة مبصومًا بخاتم الجمعية وموقعًا عليه من الرئيس أو المراقب الإداري وكاتم السر.
(مادة 19) يجتمع مجلس الإدارة في كل شهر وإذا اقتضى الحال يجتمع زيادة على ذلك وعلى كاتم السر أن يرسل الدعوة بالحضور إلى الأعضاء قبل كل جلسة بأربع وعشرين ساعة على الأقل وتكون الدعوة مصحوبة بجدول الأعمال.
(مادة 21) يكون انعقاد المجلس قانونيًا إذا حضر سبعة من أعضائه وتكون قراراته صحيحة قانونية متى صدرت عن الأكثرية المطلقة وهي ما تزيد على النصف بصوت واحد وإذا تساوت الأصوات يرجح الجانب الذي يكون فيه رئيس الجلسة.
(مادة 22) إذا تخلف أحد أعضاء مجلس الإدارة عن حضور جلساته ثلاث مرات متتالية بدون عذر صحيح كتب إليه المجلس في ذلك فإن لم يحضر الجلسة بعد وصول الكتاب إليه ولم يثبت معذرة مشروعة حين استلامه الكتاب عد مستقيلاًَ من عضوية المجلس الإداري ويبقى له حق العضوية في الجمعية العمومية.
مادة 23) إذا خلا مكان أحد أعضاء مجلس الإدارة يحل محله آخر من الجمعية العمومية ويقدم الأخ العامل وينتدبه مجلس الإدارة لذلك بقرار قانوني.
(مادة 24) للجمعية العمومية في أي انعقاد تراه عاديًا أو غير عادي أن تحل هذا المجلس وتنتخب من بين أعضائها من يحل محله في مهمته ويشترط في ذلك موافقة ثلثي أعضائها كما أن لها أن تقبل عضوًا أو أكثر منه قبل المدة القانونية بنفس هذا الشرط وإن أبى ذلك مجلس الإدارة.
(مادة 25) على المجلس أن يقدم للجمعية العمومية تقريرًا سنويًا ببيان أعمال الجمعية وميزانيتها من إيرادات ومصروفات .. إلخ. (4)

كان يطلق على المرشد العام رئيس مجلس الإدارة، وظل الحال حتى انتقل الإمام البنا إلى القاهرة في أكتوبر 1932م للعمل بمدرسة عباس الأول في السبتية، اجتمع مجلس إدارة الإخوان بالإسماعيلية وقرروا اعتبار القاهرة هي "المركز العام للإخوان المسلمين"

ولم يكن في القاهرة مقر للإخوان يصلح ليكون مركزا عاما ولذا سعوا لتوفير مكان يصلح ليكون مركزا عاما فكان مرة في 24 حارة نافع المتفرعة من حارة عبدالله بك إحدى حواري شارع السروجية، ثم انتقل مقر المركز العام إلى حارة المعمار بسوق السلاح في ذي القعدة 1352هـ الموافق مارس 1934م وكان عنوانه 6 حارة المعمار بشارع سوق السلاح.

ولم يمر العام حتى عاد المركز العام إلى حارة نافع بالسروجية، في ذي القعدة 1353هـ الموافق فبراير 1935م وكان عنوانه 30 حارة نافع بالسروجية.

وفي غرة رجب 1354هـ الموافق 28 من سبتمبر 1935م انتقل المركز العام 13 إلى شارع الناصرية بالسيدة زينب. (5)

وفي مارس 1937م انتقل المركز العام إلى عمارة الأوقاف رقم 5 بميدان العتبة الخضراء، وظل كذلك حتى انتقل للحلمية الجديدة في مركزها الكبير عام 1944م (والذي سيطرت عليه حكومة ثورة يوليو وحولوه لقسم شرطة الدرب الأحمر).

عمد الإمام البنا إلى وضع أطر منهجية وإستراتيجية ورؤى تسير عليها الجماعة، ومن ثم وضع إستراتيجية بعيدة المدى لرؤيته لتطور الجماعة، فقسمها ثلاثة أقسام، الأول وهو التعريف بالجماعة ومبادئها ونشر أهدافها وسط المجتمع على أن تبدأ من 1928م حتى عام 1938م

ثم مرحلة التكوين وهى مرحلة الإعداد والتربية وتبدأ من بعد عام 1938م على أن تسير هذه المراحل أيضا جنبا لجنب فلا تتوقف مرحلة وقت أن تبدأ التالية، ثم أخير مرحلة التنفيذ وقد بدأت هذه المرحلة من عام 1945م وهي مرحلة قوة الجماعة وانتشارها داخل مصر وخارجها، والتي انتهت بقرار حل الإخوان في 8 ديسمبر 1948م ثم اغتيال الإمام البنا في 12 فبراير 1949م.

بعدما استقرت الأوضاع للجماعة وبدأت تخطو بخطى سريعة نحو الانتشار عمد الإمام البنا لوضع أطر جديدة للجماعة بناء على المتغيرات التي استجدت داخل الحركة، ومن ثم دعى لانعقاد مجلس شورى الإخوان الأول بمدينة الإسماعيلية يوم الخميس الموافق 22 من صفر 1352هـ الموافق 15 من يونيو 1933م، ومن ثم تكون أول مجلس شورى للإخوان المسلمين (وسنفرد له بابا في الكتاب).

ومكتب الإرشاد العام هو الهيئة التنفيذية للجماعة، ويتكون من "المرشد" وهو الرئيس العام لكل هيئات الإخوان المسلمين وممثل فكرتهم، ومن عدد من الإخوان يختارهم لمساعدته ومقره حيث يكون المرشد ومهمة هذا المكتب:

  1. حراسة النظام العام للجماعة بإنفاذ وتطبيق نصوص هذا القانون.
  2. الإشراف على الدوائر إشرافًا عامًا.
  3. تنفيذ قرارات مجلس الشوري العام للإخوان ودعوته إلى الانعقاد واتخاذ ما يلزم لذلك.
  4. حصر أعضاء الجماعة عمومًا وتسهيل سبيل الاتصال بين الدوائر المختلفة والفصل في خلافاتها، وعلى سكرتارية المكتب أن تقدم لمجلس الشورى العام حين انعقاده تقريرًا صافيًا بالأعمال التي قام بها خلال الفترة السابقة للانعقاد، والمشروعات التي يريد أن يعالجها في الفترة اللاحقة.

وللمكتب أن ينتدب في كل دائرة أو منطقة "مندوبًا" عنه يمثله فيها إلى جانب مجلس الشورى المركزي، ويكون لهذا المندوب حق حضور الجلسات والاشتراك في المناقشة بدون تصويت، وإذا رأى من القرارات ما يمس حقوق المكتب فله حق إيقاف هذا القرار خاصة حتى يستشير المكتب ويرى رأيه، وللمكتب كذلك أن يختار لجنة شرفية ممن يرى أن صلتهم بالجماعة تعود عليها بالفائدة.

فجماعة الإخوان المسلمون في كل مكان جماعة واحدة تقسم إلى دوائر بحسب الأماكن والبلد، ويشرف على سير الدعوة ونظام الجماعة هيئات شورية هي مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام، ومجالس الشورى المركزية، ومؤتمرات المناطق. (6)

المرشد العام ومهامه

كان لفظ المرشد العام جديد على مسامع القوى السياسية بل على مسامع الناس، ومن ثم رسخ الأستاذ البنا لهذا اللفظ بتحديد مسئولياته وصلاحياته في إدارة الجماعة، حتى لا يكون الرئيس المطلق أو الحاكم بأمره، ولذا جاءت اللائحة تنص على مهام المرشد العام

كما جاء في لائحة جمعية الإخوان المسلمين المعدلة سنة 1351هـ 1932م والتي نصت على:

(مادة 4) تشمل مهمة المرشد العام للإخوان ما يأتي:
(‌أ) الإرشاد الروحي والتربية، وله بذلك اختيار الأوراد المأثورة المناسبة والإذن بها، وترقية الإخوان في درجات العبادة والعضوية متى رأى منهم الاستعداد لذلك، وعليهم أن يعملوا بكل ما يرشدهم إليه من ذلك سواء بنفسه أو بوساطة النواب بعد إذنه لهم.
(‌ب) تعيين نواب الدوائر المختلفة ويراعي في ذلك الكفاءة ورضا إخوان الدائرة المنتسبين والعاملين عن النائب المختار، بحيث إذا طعن في تعيينه نصفهم زائدًا واحدًا كان هذا الطعن مقبولاً، وكان على المرشد أن يعين لهم غيره ممن يرضونه وتتوافر فيه شروط النيابة.
(‌ج) الفصل في الخلافات التي تقع بين أعضاء الدائرة الواحدة (إذا تعذر ذلك على النائب) أو بين الدوائر المختلفة بشخصه أو بلجنة يعتد بها من الإخوان الذين يستطيعون ذلك، وعلى الإخوان جميعًا التعاون على إنفاذ ما يقرره المرشد أو تراه اللجنة بأغلبية أعضائها المطلقة. ‌
(د) منح درجات النيابة فما فوقها واعتماد ترشيحات النواب لأعضاء دوائرهم في الترقيات والدرجات والإذن بالمبايعات الخاصة بكل درجة.
(ه) الموافقة على نتائج الانتخابات في الدوائر.
(و) الإشراف على حسابات الدوائر ومراجعتها بشخصه أو بمن ينتدبه لذلك عنه.
(‌ز) إيقاف قرارات الدوائر التي يرى فيها مساسًا بمصلحة الجماعة، أو ضررًا يلحق دائرة أخرى.
(ح) توقيع العقوبات التأديبية على من يخرج على مبادئ الجماعة من النواب، ومن هذه العقوبات الإيقاف والفصل واعتماد العقوبات التي توقع من النواب على أعضاء الدوائر المختلفة.
(ط) اختيار اللجان الفنية لوضع المناهج العامة والكتب والرسائل والتحرير الصحفي ونحو ذلك.
(ي) اختيار الوعاظ العموميين للجماعة والموافقة على تعيينهم في وظائفهم وتنقلاتهم وما إلى ذلك.
(ك) تمثيل الدوائر كلها في المسائل العامة كالمقابلات والمذكرات ونحوها، وليس ذلك لأحد من النواب إلا عن دائرته فقط.
(ل) إصدار النشرات والقرارات بما يرى فيه مصلحة الجماعة وعلى حضرات النواب تنفيذها في دوائرهم (مادة 4 من القانون).

ويختار المرشد العام للإخوان المسلمين برأي مجلس الشورى العام ويعدل رأيه كذلك إذا ثبت أنه سلك بالجماعة مسلكًا يتنافى مع أصول الإسلام وقواعده؛

وعقب اجتيازه يقسم أمام المجلس يمين الإخلاص للجماعة ونصها:

"أقسم بالله العظيم وبكتابه الكريم أن أكون لمبادئ الإخوان المسلمين حارسًا أمينًا، وأن أقف لتحقيق غاية الجماعة بنفسي ومالي وما أملك مبتغيًا بذلك وجه الله، وألا أجعل مهمتي سبيلاً إلى منفعة شخصية من مال أو جاه أو نحوهما، وأن أتحرى في عملي وإرشادي الحق ومصلحة الجماعة وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال والأحوال ما استطعت، وأن أتقبل كل نصيحة ورأي واقتراح وإرشاد من أي شخص كان، ما دمت أعتقد أن فيه خيرًا للجماعة، وأستغفر الله لي ولإخواني وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وأسأله تعالى المعونة وحسن التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".

وقد أجريت تعديلات على هذا القانون في يناير 1932م وكان من أهم تلك التعديلات هو ما نصت عليه (المادة (12)) من القانون المعدل أن للمرشد العام للإخوان المسلمين أن يختار عنه نائبًا يكون رئيسًا للفرع. (7)

مهمة مكتب الإرشاد

وفق لوائح الجماعة التي حددت مهام المكتب وصلاحياته وتكوينه جاء كالتالي:

(مادة 2) مكتب الإرشاد العام بحكم تمثيله "لمجلس الشورى العام" في حالة عدم انعقاده وبحكم السلطة المخولة له من هذا المجلس هو الهيئة الرئيسية العامة لجميع شعب الإخوان المسلمين والمشرف على سير الدعوة والموجه لسياستها والمنفذ لأحكام القانون الأساسي
وله بهذه الصفة:
(أ) تمثيل شعب الإخوان كلها في الشئون الإصلاحية العامة كالمقابلات والمذكرات والاحتجاجات وما إليها.
(‌ب) وضع النظم والقواعد العامة وتخير الوسائل التي تحقق غاية الإخوان المسلمين.
(ج) تعيين الوعاظ والدعاة العموميين الذين يعبرون عن فكرة الإخوان واعتماد تعيين من تريد الشعب أن تعينه منهم دون بقية موظفيها لصلة الواعظ والداعية بالفكرة الروحية مباشرة.
(‌د) تأليف الرسائل وإصدار النشرات والتعليمات التي تكفل شرح الدعوة وبيان أغراضها ومقاصدها، ومراجعة ما تصدره الشعب من هذا القبيل قبل نشره لصلته بصميم الفكرة كذلك.
(ه) مراقبة سير الدعوة وأعمال الشعب والإشراف عليها بصورة عامة ".
(مادة 3) يتكون مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين من المرشد العام وهو رئيس المكتب ومن عدة أعضاء يختارهم بنفسه لا يقلون عن اثني عشر عضوًا ولا يزيدون على أربعة وعشرين.
(مادة 4) إذا تم اختيار أعضاء المكتب بأي عدد قانوني فلا تجوز الزيادة عليهم أو إعفاء بعضهم إلا بقرار قانوني من هذه الهيئة نفسها حتى تنتهي مدة عضويتهم القانونية.
(مادة 5) يخطر مجلس الشورى العام بأسماء هؤلاء الإخوان في أول انعقاد له بعد اختيارهم للعلم.
(مادة 6) يشترط في هؤلاء الأعضاء المختارين:
(‌أ) ألا تقل سن أحدهم عن خمس وعشرين سنة هجرية.
(ب) أن يكون قد مضى على انتسابه للإخوان المسلمين خمس سنوات على الأقل لم يعرف عنه خلالها ما يتنافى مع واجبات هذه العضوية، ويعفى من هذا الشرط من توفرت فيه مؤهلات خاصة أو سبقت له تضحيات ممتازة في سبيل الفكرة، وعلى أية حال يجب ألا تقل المدة عن ثلاث سنوات هجرية.
(ج) أن تتوافر فيه الشروط الخلقية والكفاءة العملية وحسن الاستعداد وأن يعرف عنه الأداء الحسن لواجبات الأخ المسلم.
(مادة 7) يختار هؤلاء الأعضاء من أنفسهم بالاقتراع السري وكيلاً أو وكيلين أو أكثر وكاتمًا للسر ومراقبًا عامًا (إذا استدعى الأمر ذلك) وأمينًا للصندوق.
(مادة 8) إذا خلا مكان أحد أعضاء المكتب قبل مضي المدة المحددة بالإعفاء أو الاستعفاء فللهيئة أن تختار عضوًا مكانه بقرار قانوني منها.
(مادة 11) للمكتب أن ينتدب في الشئون الهامة مندوبي المناطق العامة كلهم أو بعضهم أو نواب الشعب الرئيسية أو بعض خلصاء الإخوان في القاهرة والأقاليم بصورة دائمة، أو بصورة مؤقتة لحضور جلسة أو أكثر من جلساته، وحينئذ يكون لهم حقوق العضو من المناقشة والتصويت حتى تنتهي مدة انتدابهم، ويسمى هؤلاء الأعضاء: المنتدبين أو الإقليميين.
(مادة 12) للمكتب أن ينتدب في الشئون الفنية خبراء ليستعين برأيهم فيما يعرض من مهمات ورأيهم استشاري فني فقط وليس لهم حق التصويت طبعًا.
(مادة 13) على كل عضو في المكتب واجبات علمية وعملية يقوم بها في مدة عضويته ليستفيد ويفيد ومن هذه الواجبات عدا ما يسند إليه من مهمات خاصة وإدارية:
(أ‌) أن يزور في كل سنة من سني عضويته عشر شعب على الأقل مختلفة من شعب الإخوان المسلمين في غير القاهرة في مهمات رسمية أو متطوعًا من تلقاء نفسه، ويكتب عن كل شعبة من هذه الشعب تقريرًا يصف حالتها ويقترح ما يراه لمضاعفة نشاطها وعلاج ما عساه أن يكون بها من نواحي النقص.
(ب‌) أن يحفظ في كل سنة من سني العضوية جزءًا كاملاً من القرآن الكريم ويطالع كتابًا في السيرة النبوية وكتابًا في التاريخ الإسلامي وكتابًا في قضايا العالم الإسلامي وتاريخه الحديث مطالعة دقيقة مثمرة ويحفظ أربعين حديثًا نبويًا شريفًا، واختيار ذلك موكول لإرادته ويقدم في نهاية العام إخطارًا بذلك لسكرتارية المكتب.
(مادة 20) تنتهي مدة عضوية الهيئة المختارة بمرور سنتين من تاريخ اختيارها ويصح تجديد هذه المدة لهم جميعًا أو لبعضهم وفقًا لما يراه المرشد العام، ويخطر مجلس الشورى العام بما يتم في هذا في أول انعقاد له.
(مادة 21) إذا أتم عضو المكتب مدة عضويته لدورة أو أكثر وأثبت أنه قد أدى واجباته الإدارية والعملية والروحية على وجه مُرْضٍ، فللمرشد العام أن يعتبره "عضوًا ممتازًا" بالمكتب وهذه الصفة تجعله في مرتبة وكيل المكتب، وله بهذا الحق أن يحضر اجتماعاته حتى السري منها وأن يشترك في مناقشة المسائل المعروضة ويدلي برأيه فيها من غير أن يكون له حق التصويت، وإذا حضر جلسة من الجلسات لا يرأسها، المرشد كان له حق رياستها وإذا كان الحاضرون أكثر من واحد من هؤلاء الأعضاء الممتازين فحق رياسة الجلسة لأكبرهم سنًا، وعلى هؤلاء الأعضاء أن يبذلوا كل نشاطهم في خدمة الدعوة.
(مادة 22) يتكون من هؤلاء الأعضاء الممتازين لجنة تسمى "اللجنة الاستشارية لمكتب الإرشاد العام" ليستأنس برأيها وخبرتها في الشئون الهامة. (8)

كان من المعروف أن الأستاذ حسن البنا (المرشد العام) هو من كان يختار أعضاء مكتب الإرشاد في الفترة الأولى من الدعوة، لمعرفته التامة بالرجال وقدراتهم، في وقت كان الكثير من الإخوان لا يعرفون بعضهم ولا قدراتهم خاصة البعيدين عن المركز العام.

لكن بعدما كبرت الجماعة وزاد احتكاك الأفراد بعضهم البعض، وزادت المعرفة جرت انتخابات حرة جاءت بأول مكتب إرشاد في مرحلة التكوين بالأربعينات.

أول هيئة مكتب للإرشاد العام للإخوان المسلمين

لم يكن لمكتب الإرشاد هيئة مكونة من عدة أفراد قبل مجلس شورى الإخوان الأول، ولكنه كان يتكون من المرشد العام وسكرتير فقط، وإنفاذًا لقرار مجلس شورى الإخوان الأول تم تكوين أول مكتب إرشاد للإخوان.

وكان تشكيل مكتب الإرشاد كالآتي:

  1. فضيلة الإمام المرشد العام
  2. حضرة الأستاذ محمد أسعد الحكيم أفندي. بهندسة الوابورات بالقاهرة. سكرتيرًا
  3. حضرة الأستاذ محمد أفندي حلمي نور الدين. بتفتيش ري الجيزة بالقاهرة. أمينًا للصندوق
  4. حضرة الأستاذ عبد الرحمن أفندي الساعاتي. بهندسة الوابورات بالقاهرة. مديرًا للجريدة
  5. فضيلة الأستاذ الشيخ مصطفى محمد الطير. نائب القاهرة الإداري والمدرس بالمعهد الأزهري ومن علماء التخصص. عضوًا
  6. فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الحفيظ فرغلي. المدرس بالمعهد الأزهري ومن علماء التخصص. عضوًا
  7. حضرة الأستاذ محمد أفندي فتح الله درويش. بمكتبة المالية بالقاهرة. عضوًا
  8. فضيلة الأستاذ الشيخ حامد عسكرية. نائب شبراخيت وواعظها ومن علماء الأزهر. عضوًا منتدبًا
  9. فضيلة الأستاذ الشيخ عفيفي الشافعي عطوة نائب الأربعين بالسويس ومأذونها الشرعي ومن علماء الأزهر. عضوًا منتدبًا
  10. حضرة الأستاذ أحمد أفندي السكري نائب المحمودية ومن أعيانها بالمدرسة الابتدائية بها". عضوًا منتدبًا
  11. حضرة الأستاذ خالد عبد اللطيف أفندي أحد نواب الجمالية دقهلية ومن أعيانها.عضوًا منتدبًا. (9)

التشكيل الثاني لمكتب الإرشاد

انعقد مجلس الشورى العام الثاني للإخوان المسلمين في بور سعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، حيث حضره جميع الإخوة المنوط بهم حضوره، وكان من ضمن قرارات هذا المجلس إعادة تشكيل مكتب الإرشاد مرة أخرى؛

حيث عمد إلى زيادة عدد أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب إلى عشرة بدلاً من ستة، وزيادة الأعضاء المنتدبين من أربعة إلى خمسة، وقبول إعفاء فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الحفيظ فرغلي من عضوية المكتب لكثرة أعماله؛

وبذلك أصبح مكتب الإرشاد يتكون بالشكل الآتي:

  1. فضيلة المرشد العام الأستاذ البنا. رئيسًا
  2. الأستاذ الشيخ مصطفى الطير. وكيلاً
  3. أحمد أفندي إبراهيم السراوي.مراقبًا
  4. محمد حلمي نور الدين أفندي. أمينًا
  5. محمد أسعد الحكيم أفندي. سكرتيرًا
  6. السيد أسعد راجح.سكرتيرًا

الأعضاء

  1. الأستاذ عبد الرحمن أفندي الساعاتي.
  2. الأستاذ محمد أفندي فتح الله درويش.
  3. الأستاذ محمد علي إمام المحامي بالقاهرة.
  4. الأستاذ علي أفندي أبو زيد تهامي.
  5. الأستاذ عبد المنعم أفندي خلاف.
وللمكتب الحق في أن يضم إلى لجنته الدائمة عضوين آخرين إذا رأى من يصلح لذلك.

الأعضاء المنتدبون

  1. الشيخ حامد عسكرية.
  2. الأستاذ أحمد أفندي السكري.
  3. الشيخ عفيفي عطوة.
  4. الأستاذ محمود أفندي عبد اللطيف.
  5. الأستاذ الفاضل خالد أفندي عبد اللطيف. (10)

وسنتكلم في الحلقة القادمة عن أهم أنشطة مكتب الإرشاد في هذه القترة

المراجع

  1. أنور الجندي: حسن البنا.. الداعية الإمام والمجدد الشهيد، دار القلم، دمشق، 2000، الطبعة الأولى، ص330.
  2. حسن البنا:مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، صـ65.
  3. المرجع السابق
  4. قانون جمعية الإخوان المسلمين بالإسماعيلية بتاريخ أول جمادى الأولى 1349هـ الموافق 24 سبتمبر 1930م.
  5. جمعة أمين عبدالعزيز:أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، الطبعة الأولى، 2003م ص 115- 118 نقلا عن جريدة الإخوان في الثلاثينيات
  6. قانون جمعية الإخوان المسلمين العام المعدل 1354هـ جريدة الإخوان المسلمين، السنة الخامسة، العدد 6 - 16 ربيع الثاني 1354هـ 25 يونيو 1937م.
  7. لائحة جمعية الإخوان المسلمين المعدلة سنة 1351هـ 1932م مطبعة الإخوان المسلمين بدون تاريخ.
  8. اللائحة الداخلية لمكتب الإرشاد ومجلس الشورى، مطبعة النصر 222 شارع فاروق مصر بدون تاريخ
  9. المرجع السابق نقلا عن جريدة الإخوان المسلمين، السنة الأولى، العدد 3 ، الخميس 6ربيع أول 1352هـ 29 يونيو 1933م.
  10. جريدة الإخوان المسلمين السنة الأولى العدد 27 الخميس 23 شوال 1352هـ 8 فبراير 1934م.

إقرأ إيضا