بيان بشأن حكم المحكمة الأوروبية ضد حزب الرفاة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان بشأن حكم المحكمة الأوروبية ضد حزب الرفاة
01-04-2003

كشفت أوربا عن حقدها وعدائها الشديدين للإسلاميين والمسلمين وأسفرت عن وجهها المتعصب ضد كافة حقوق ومصالح المسلمين،أكدت ذلك في سفور من خلال الحكم الصادر عن المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان والذي أيد حل الحكومة العلمانية في تركيا لحزب الرفاه ومصادرة أمواله وحرمان مؤسسه د. نجم الدين أربكان ومجموعة من قياداته من حق العمل السياسي،رافضةً الدعوى التي أقامها د. أربكان على الحكومة العلمانية في تركيا،والتي أكد فيها أن قرارها بحل الحزب عمل يخالف حقوق الإنسان.

لقد زعمت المحكمة أن حل حزب الرفاه الإسلامي عام 1998 م لا يشكل خرقًا للمادة 11 من الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان التي تضمن حرية الاجتماع وإنشاء الجمعيات،وأن العقوبات التي فرضتها الحكومة العلمانية ضد أربكان يمكن أن تعتبر تلبيةً لحاجة اجتماعية ماسة لحماية الديمقراطية، لأن مسئولي الحزب كما زعمت المحكمة،قد هددوا باللجوء إلى القوة لإنشاء نظام قضائي متعدد يقوم على التمييز في المعتقدات واعتماد الشريعة الإسلامية التي تختلف جدًا عن قيم الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان.

هكذا أصدرت المحكمة حكمها،وهي تقفز فوق حق كافة الناس ومنهم المسلمون في أقطارهم وديارهم في الاعتقاد وفي حرية الرأي والفكر والعبادة،والاحتكام إلى شرائعهم وقوانينهم،ولم تتورع أن تعتمد اتهامًا مزعومًا لا يستند إلى دليل وجهته الحكومة العلمانية لحزب الرفاه الإسلامي بالتهديد باللجوء إلى القوة لإنشاء نظام قضائي،يقوم على التمييز في المعتقدات.

وإن كانت المحكمة لم تستطيع أن تخفي حقيقة توجهها وجهها حين قالت أن الحزب يعمل على اعتماد الشريعة الإسلامية التي تختلف عن قيم الاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان.

لقد أكد الحكم انحياز أوربا ضد الإسلام والمسلمين،وأكد زيف وكذب الدعاوى التي ترفعها أوربا تزعم فيها دعمها ومساندتها لحقوق الإنسان.

إن الإخوان المسلمين لا يرون في الحكم الصادر عن المحكمة إلا وجه أوربا المنحاز ضد الإسلام وحق الشعوب الإسلامية في الاحتكام إلى الشريعة السمحاء،التي تؤكد على حرية وأمن الناس وحقهم في العبادة والرأي والفكر دون تمييز،أوربا التي عاثت فسادًا واستعمارًا وظلمًا وجورًا في عالم المسلمين وناصرت ومازالت تناصر الكيان الصهيوني الغاصب في ابتلاع أرض وديار الشعب الفلسطيني العربي المسلم، واستخدام كافة السبل الإجرامية لتصفيته أو طرده من أرضه، ومن ثم فإنهم يدينون هذا الحكم المنحاز ضد الحق والعدل،ويهيبون بالأمة بكافة مؤسساتها وقواها الشعبية ومفكريها وعلمائها أن تعلن رفضها واستنكارها لهذا الموقف الأوربي وأن تعلن دعمها وتأييدها لحق الإنسان التركي المسلم وحق الشعب التركي المسلم،وكافة الشعوب الإسلامية في العيش في ظلال إسلامها وممارسة كافة حقوقها في الحرية والأمن والفكر والعبادة،واتخاذ كافة السبل المشروعة لتأكيدها الحفاظ على هويتها وأصالتها، ودفع الظلم وإزاحة الفساد والمفسدين،وإعادة توثيق روابط الإيمان والأخوة بينها.

﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 12 من جمادى الأولى 1422هـ

2من أغسطس 2001 م

المصدر