بيان (72) من التحالف الوطنى تقييم الموقف ورؤية للمستقبل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيان (72) من التحالف الوطنى تقييم الموقف ورؤية للمستقبل


(20/08/2013)

نافذة مصر

تمر مصر بظروف صعبة وخطيرة لم تشهدها طوال تاريخها الممتد لآلاف السنين، وبما يهدد استقرارها ووحدتها ويدخلها في نفق من العنف لا تستطيع منه خروجا.

ولقد حذر التحالف الوطنى لدعم الشرعية ورفض الانقلاب من احتمالات هذا الموقف قبل أحداث 30 يونيو عندما بدأت مؤشرات الافتئات على الشرعية عند بعض المعارضين والمتآمرين على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي.

لقد ظن قائد الانقلاب العسكري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أنه سيسرق الوطن بالدفع بجزء من الشعب في مظاهرات خادعة لعدة ساعات لتكون مسوغا له للانقلاب على الرئيس المنتخب.

ولم يهنأ قائد الانقلاب بالسلطة إذ سرعان ما انتفض الشعب ضد الانقلاب في موقف حضاري بهر به العالم كما بهره من قبل في ثورة 25 يناير المباركة.

واعتصم الشعب لأكثر من شهر ونصف الشهر في ميداني رابعة العدوية والنهضة بمدينتي القاهرة والجيزة وبعض عواصم الحافظات بما أكد على استمرارية ثورته وديمومتها رغم المجازر التي ارتكبها سفاحو الانقلاب وحكومته ضد الركع السجود بالقرب من دار الحرس الجمهوري وضد الصائمين في مذبحة المنصة.

وإزاء هذا الموقف الصامد من الشعب المصري العظيم ورفضه الرضوخ لمغتصبي السلطة قام قائد الانقلاب ومجرم الداخلية وحكومة الانقلاب بمذبحتي رابعة العدوية والنهضة فقتلوا ما يقرب من خمسة آلاف شهيد وأصابوا ما يزيد على العشرين ألف مصاب بأبشع ما يمكن وصفه من جرائم حرب غير مسبوقة في تاريخ البشرية .

ورغم هذه المذابح البشعة رفض الشعب المصري الاستكانة وخرج في مظاهرات مليونية في "جمعة الغضب" وبلغت ذروتها في ميدان رمسيس بقلب القاهرة فجن جنون السفاحين وأطلقوا رصاص القناصة الحي من الطائرات المروحية ومن أعلا كوبري 6 أكتوبر والبنايات المحيطة بالميدان ومسجد الفتح فقتلوا ما يزيد على المائتين وجرحوا الآلاف.

وعندما قام المتظاهرون وذوي الشهداء بتكفين الشهداء وعلاج الجرحى تم محاصرة المسجد بقوة ثلاثية من الجيش والشرطة والبلطجية واستمر حصار المسجد لما يزيد على العشرين ساعة ليقتحموه بعد ذلك ويعتقلوا المئات ممن فيه من الرجال والنساء والشباب ويخرجوهم من المسجد كأسرى حرب.

ثم كانت الجريمة الكبرى أول أمس بقتل المتحفظ عليهم في منطقة سجون أبو زعبل بعد تعذيبهم وحرقهم بغازات سامة وارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد أبناء الوطن.

ولم يكتف قادة وحكومة الانقلاب بقتل وجرح واعتقال المتظاهرين والمعتصمين السلميين، بل لجئوا لتشويه وشيطنة المعارضين لهم المتمسكين بالشرعية الرافضين للانقلاب، وساعدهم في ذلك إعلام الفلول الفاسد ومعه إعلام رجال الأعمال.

وإذا بهم يزيفون الحقائق ويكذبون ويفضحون أنفسهم، بل ويرتكبون جرائم بحق مصريين أبرياء للتغطية علي جرائمهم البغيضة أسفرت عن قتل 25 جنديا في سيناء.

وبعد هذا الاستعراض السريع للأحداث يؤكد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب على ما يلي:

1) إدانة أحداث سيناء واتهام الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الانقلاب بتدبير هذه الأحداث لصرف الأنظار عن المذبحة الاجرامية فى سجن أبو زعبل والتى راح ضحيتها عشرات الأبرياء ولإيجاد مبرر للجرائم التى ترتكب بحق الشعب المصري.

2) إدانة أعمال العنف والحرق والنهب التي تمت ضد بعض الكنائس وبعض المنشآت العامة ومباني المحافظات وكذا مراكز وأقسام الشرطة، ويؤكد التحالف على السلمية وأن أهدافه تنحصر في استعادة الشرعية ورفض الانقلاب كما يشير إلى أن الأجهزة الأمنية لها تاريخ مرير وسيئ في ارتكاب مثل هذه الحماقات بهدف زرع الفتن في مصر كما حدث في كنيسة القديسين. لأن مناخ الفتنة هو الذي يضمن لهم الاستمرار

3) إن هذه الممارسات الخرقاء للانقلابيين دليل على أنهم دخلوا مستنقعا لا يستطيعون منه خروجا. كما يهدفون الي بث الرعب لإجهاض ثورتنا والانتقام للنظام البائد والعدو الصهيوني.

4) إن ما تشهده مصر الآن هي ثورة شعبية بكل ما تعنيه الكلمة لاسترداد ثورة 25 يناير المجيدة من براثن الانقلاب.

5) إن الشعب هو قائد الثورة الحقيقي وهو الذي يحرك كل الفعاليات السلمية المطالبة بالشرعية والمناهضة للانقلاب وفي المواعيد والاتجاهات التي تحددها كل منطقة وفقا لظروفها، ولا يتعدى دور التحالف دور المنسق والمتابع لهذه الفعاليات والإعلام عنها لأن الشعب هو صاحب السيادة وهو صاحب الحق الأصيل في استرداد الشرعية ورفض الانقلاب.

6) لقد أراد قائد الانقلاب في حديثه الأخير أن يوجه رسالة لشعب مصر "ليس أمامكم إلا التسليم أو الإبادة" ، التسليم والخضوع للانقلاب العسكري وإلا الإبادة كما حدث في مجازره، إلا أن الشعب المصري العظيم لن يرضخ وسيستمر في فاعلياته السلمية الرافضة للانقلاب المطالبة بالشرعية.

7) إن شعب مصر ومن خلفه التحالف الوطني لدعم الشرعية لن يفرط في دماء الشهداء والمصابين ويدعو الجميع لتوثيق الوقائع والشهادات الخاصة بالمجازر التي ارتكبها الانقلابيون وفضحهم إعلاميا وعلى صفحات مواقع شبكة المعلومات الالكترونية.

يدعو التحالف محاميي مصر الشرفاء ومنظمات حقوق الإنسان للقيام بدورها في تقديم كل من أجرم في حق الشعب المصري العظيم للعدالة في التوقيت المناسب داخليا أو خارجيا.

9) استجابة للنداءات التي نادى بها الشرفاء من أبناء هذا الشعب للعصيان المدني فإن التحالف يطالب بأن يستخدم سلاح المقاطعة بالتدريج وفقا للبدايات التالية:

• مقاطعة وسائل الإعلام ( صحف وقنوات فضائية ومواقع إلكترونية ) والداعمة للانقلاب والمتسترة على مجازره، والتي تحرض على الكراهية وتروج للأكاذيب وتعمل على تضليل الرأي العام.

• مقاطعة شركات رجال الأعمال الممولة والمؤيدة للانقلاب العسكري

• مقاطعة منتجات الدول الممولة للانقلاب العسكري.

• تصعيد إجراءات العصيان المدني تدريجيا وفقا للظروف والأحداث.

يا شعب مصر العظيم لا تصدقوا من حنث اليمين والقسم ولا تصدقوا من خان رئيسه وقائده ولا تصدقوا من اعتدي علي إرادة شعبه وحريته. ولا تصدقوا من خطف رئيس مصر المنتخب ولفق له التهم المضحكة ولا تصدقوا سفاحا مصاصا لدماء المصريين

لقد أكد التحالف من قبل عدة مرات على قبوله لمبادرات وطنية عديدة تقدمت بها رموز وطنية وجهات مختلفة ومنها مبادرات للتهدئة حقنا لدماء المصريين ، إلا أن الانقلابيين رفضوا كل هذه المبادرات كما أشار زعيمهم "ليس أمامكم إلا التسليم أو الإبادة" لكن إرادتنا بإذن الله قوية وسنواصل نضالنا السلمي من اجل استعادة الشرعية كاملة بإذن الله تعالي

" وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ "

حمى الله مصر وشعبها، والمجد والعزة لمصر والشهداء
التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب
القاهرة : 20 أغسطس 2013

المصدر