بيانُ الإخوان بشأن الجولة الأولى من المرحلة الثانية للانتخابات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بيانُ الإخوان بشأن الجولة الأولى من المرحلة الثانية للانتخابات


24-11-2005

- إن الإخوان المسلمين لَيَسْجدون شكرًا لله تعالى على ما أولاهم من فضله وما حباهم من توفيقه في انتخابات مجلس الشعب؛ حيث جمَع القلوبَ حول دعوتِهم، وأثبتَ إيمانَ الناس بمبادئِهم واقتناعِهم بمنهجهم، وثقتهم في أشخاصِهم، فمنحوهم أصواتَهم، وضحَّوا من أجلِ إنجاح مرشَّحيهم، فكانت النتيجة التي علمناها جميعًا.. فلله الحمدُ من قبل ومن بعد، ونسأله سبحانه دوامَ الهداية والتوفيق.

- ثم الشكرُ الجزيل لأهلنا وشعبنا العظيم الذي طوَّق أعناقَنا بثقته، وأحاطَنا بحبِّه وعلَّق علينا آمالَه، وأسقطَ حواجزَ العزلةِ والإقصاءِ- التي أقامتها السلطة وأتباعها والكارهون للإصلاح أن يأتي على طريق الإسلام - من حولنا فأثبتَ الشعبُ بذلك سلامةََ فطرته، وصدقَ أصالته، وحقيقةَ رغبتِه في استعادةِ حقوقه وحرياته، وتمرده على الاستبداد والفساد والظلم، فشكرًا لشعبنا، ونسأله تعالى أن يجعلَنا عند حسن ظنه.

- وإننا لنناشدهم جميعًا أن يتوجَّهوا إلى صناديق الاقتراع في الجولات الثلاث الباقية من الانتخابات لرفع نسبة المشاركة وقطع الطريق على التزييف والتزوير، والتصدِّي لظاهرة شراء الأصوات وبيع الضمائر والبلطجة، فليس ثمةَ وسيلةٌ لقطع دابرها أنجعَ من المشاركة الإيجابية كي يحمي إرادتَه، ويفرضَ صوتَه.

- كما أننا نقرُّ بالفضل في تحقيق هذه النتائج لقضاء مصر الشامخ العظيم بكافة هيئاته، والذي أثبت أنه الحصن الحصين للإرادة الشعبية، ولقد آن الأوان أن يقف الشعبُ كلُّه معهم في مطالبهم العادلة بإصدار قانون السلطة القضائية وِفق إرادة القضاة الشرفاء، وإذا كانت هناك استثناءاتٌ قليلةٌ فهي تُثبت قاعدةَ نزاهتهم ورجولتهم وأدائهم لواجبهم بشرف وإخلاص.

- إننا نعتبر نجاحَنا هذا نجاحًا للمعارضة الشريفة كلها التي عانت من الظلم والحصار وتقييد الحريات والتهميش، رغم تبنِّيها لبرامج إصلاحية لكثير من جوانب الحياة، في ظل مناخٍ استبداديٍّ يرفض أن يسمع إلا صوته أو يخطوَ خطوةً على طريق الإصلاح.

- وأنتم أيها الإخوان المسلمون .. رجالاً ونساءً، شبابًا وفتياتٍ، أشبالاً وزهراتٍ.. لقد فكرتم وخططتم وبذلتم وضحيتم.. فلكم من الله جزيل الأجر، وعليكم أن تتذكروا دائمًا أن الفضل فيما حققتموه يرجع إلى الله أولاً وأخيرًا ومِن ثمَّ عليكم أن تعتصموا به، وتتوكلوا عليه، وتُسارعوا إلى مرضاتِه، وعليكم أن تتذكروا أيضًا أنه سبحانه لا يُضيع أجرَ من أحسنَ عملاً، ولقد أحسنتم ومن ثم جاءت النتيجة كما تمنيتم، فعليكم بدوام الإحسان والإتقان مع التجرد والإخلاص، وعليكم أن تعلموا أن هذا بدايةُ المطاف وليس نهايتَه، ومن ثمَّ فالمسئولية في أعناقكم ثقيلةٌ والتبعةُ جسيمةٌ، فاحملوها برجولة وأمانة، وقفوا خلف إخوانكم الناجحين؛ لتحقيق آمال الناس فيهم، وردِّ جميلِهم إليهم؛ لتثبتوا للجميع أنكم- وبمنتهى التواضع- خدَّامٌ للشعب مخلصون له، حريصون على حريته وسيادته ورفع مستواه المادي والمعنوي، وحل مشكلاته.

- وأنتم أيها الإخوان الذي أُسقط مرشحوهم ظلمًا وبغيًا.. عليكم بالصبر والاحتساب وكظم الغيظ، ففي هذا قمةُ الانتصار على النفس، وتفويتُ الفرصة على الظَّلَمة المتربِّصين وحسبُكم عِلْمُ الناس كافةً بالحقيقة وتعاطفُهم معكم، ومعيةُ الله تعالى لكم ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِيْنَ﴾ (الأنفال: 46).

- ولا تهنوا ولا تحزنوا، وخفِّفوا عن الناس مشاعر الأسى، واجتهدوا في خدمتهم، والالتحام بهم كما لو انتصرتم وأكثر.. فإنكم تعملون لله قبل أن تعملوا للناس.

حفظ الله مصر وشعب مصر والمخلصين لمصر وشعبها من كل سوء.. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُوْلُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: 105).. ﴿وَالَّذِيْنَ جَاهَدُوا فِيْنَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِيْنَ﴾ (العنكبوت: 69).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمد مهدي عاكف

المرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة في: 20 من شوال 1426هـ

23 من نوفمبر 2005 م

المصدر