بعد تسريبات العسكر.. كيف ينظر نظام الانقلاب للأمن القومي؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بعد تسريبات العسكر.. كيف ينظر نظام الانقلاب للأمن القومي؟


كيف ينظر نظام الانقلاب للأمن القومي.jpg

كتبه: رانيا قناوي

(09 يناير 2018)

مقدمة

كشفت التسريبات الخاصة التي أذاعتها قناة "مكملين" وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على مدار اليومين الماضيين، التي يظهر فيها توجيهات ضباط الأجهزة السيادية مع عدد من الإعلاميين لتوجييهم حول قضية القدس والانتخابات الرئاسية، كشفت كيف تدير دولة العسكر مصر، وكيف أصبح الأمن القومي المصري لعبة في يد مجموعة من الصبية لا تتحرك سوى للحفاظ على مصالحها مع الكيان الصهيوني والإدارة الامريكية لتثبيت عروشها والحفاظ على ملياراتها المنهوبة من أموال الغلابة.

ديكور العسكر والأمن القومي

في الوقت الذي تتزامن هذه التسريبات مع الديكور الذي تديره هذه الدولة لخدمة زبانيتها في شرعنة وجودها ولو على حساب الاقتصاد المنهار، رغم معرفتهم بعد اقتناع الشعب المصرية بالمسرحية الدائرة.

ومع أول تسريب حول تراجع شفيق عن الترشح أمام عبد الفتاح السيسي، بدأت المعلومات تشير لدور المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق في تراجع شفيق عن الانتخابات، بالتزامن مع التهديدات التي صدرتها سلطات الانقلاب لشفيق حال الإصرار على ترشحه، رغم كون شفيق جزءا من هذه المسرحية.

وكشفت مصادر في تصريحات صحفية أن طنطاوي هو كلمة السر في تراجع شفيق عن منافسة السيسي بعد اجتماعه معه لتحديد وجهته، نتيجة الخوف من إظهار وجود انقسام داخل المؤسسة العسكرية حال خوضه الانتخابات.. وأنه من الضروري أن تتوحد خلالها بما لا يسيء إلى صورتها.. فضلا عن الضغط الإماراتي على الفريق شفيق حول تراجعه.

وتؤكد كل الشواهد أن نظام الانقلاب لا يريدها انتخابات بين أكثر من مرشح ولكنه يريدها استفتاء على مرشح واحد فقط وان سُميت دستوريا بانتخابات، كما أن ترشح أي شخص وسط هذه البيئة فلن يكون إلا ديكورا أمام المرشح الديكتاتور، الذي يرسخ لدولة الرجل الوحد، لتبقى مصر في رحاب نظام دولة يوليو.

ورغم دولة الفرد الواحد إلا أن الانقلاب يصر على إنفاق مليارات الجنيهات على هذه المسرحية، على الرغم من أن الانتخابات نتيجتها محسومة وهذا ما سينتج عنه العزوف عن المشاركة ولن تفلح حالات الحشد التي سيقوم بها النظام من تحقيق مشاركة عالية يتباهى بها أمام العالم، لعدم وجود أي حالة من الزخم السياسي، كما لا يوجد اي منافسة من اي نوع مما يمنح الشعب المصري أنه بلا قيمة وأنه بلا تأثير يذكر مما يجعله لا يشارك في انتخابات الفرد الواحد أو المشاركة في انتخابات ديكورية.

ويعلق الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير الأهرام الأسبق، على دولة عبد الفتاح السيسي الديكورية قائلا:

"إن شاء الله يدخل انتخابات مع نفسه، وبعدين يدخل إعادة مع نفسه، وبعدين يطعن في النتيجة بتاع نفسه، وبعدين يعلن نجاح نفسه، وبعدين يبارك لنفسه، وبعدين والله ما كنت عايز، انتوا أحرجتوني، انتوا أجبرتوني، وبعد سنتين تبدأ حملة تعديل "الباسبور" عشان تبدأ حملة عايزين نلمعها والفترة التالتة، وبعدين حملة عايزين نزوقها والفترة الرابعة، ياجماعة بتحرجوني كدة والله، فترة خامسة إيه بس، لو ما كنتوش تحلفوا، عشان حرب الجيل العاشر بس، ومادام ماقدرناش نخليها قد الدنيا، هيا بنا إلى الآخرة، والبقاء والدوام لله.. من تخاريف واحد متفائل".

أمن قومي مصر أم إسرائيل؟

كما كشفت الدولة الديكورية كيف يدير صبيان السيسي الأمن القومي المصري، والذي أكدت التسريبات أنه لا يصب إلا في مصلحة إسرائيل، بعد أن اعتبرت الأجهزة الأمنية في تسريباتها أنه لا فرق بين ان تكون القدس عاصمة لفلسطين أو رام الله، وقامت بتوجيه أذرعها بالحديث حول هذه الفكرة.

في غضون ذلك اكد الكاتب الصحفي عامر عبد المنعم، أن التسريبات الخاصة بالموقف من القدس والقضية الفلسطينية ردة عن ثوابت الدولة المصرية، وللأسف نحن أمام تفكير إسرائيلي ليس له صلة بالأمن القومي المصري. وقال عبد المنعم خلال تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك" اليوم الثلاثاء، إن التسريبات كشفت تحريض الإعلاميين للدعوة إلى إخلاء سيناء من المواطنين المصريين، والقبول بقرار ترامب واعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني بزعم أنه أمر واقع.

كما أضافت أن الدعاية لأن تكون رام الله عاصمة للفلسطينيين (الذين لن يكون لهم دولة)، هو تنفيذ حرفي لصفقة القرن التي تنهي القضية الفلسطينية (القدس لليهود، وما تبقى من الضفة يضم للأردن، وطرد سكان غزة إلى سيناء تحت الإدارة المصرية بتمويل سعودي)، حسب عبد المنعم.

المصدر