بعد التسريبات.. هل نيويورك تايمز إخوانية؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بعد التسريبات.. هل نيويورك تايمز إخوانية؟


هل نيويورك تايمز إخوانية؟.jpg

كتبه: سيد توكل

(08 يناير 2018)

مقدمة

أثار ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حول دور مخابرات الانقلاب في توجيه الرأي العام المصري حول قضية القدس وموقف العسكر منها؛ التساؤلات حول حقيقة دور السفيه السيسي في الأزمة وخداعه للمصريين، وهو ما أفزع سلطات الانقلاب من عودة موسم التسريبات، وقابلت ما نشرته الصحيفة الأمريكية العريقة بالنفي الشديد والتكذيب.

مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير معصوم مرزوق اعتبر أن التسريب "كاشف للسلطة التي تحكمنا"، مؤكدا أنها "ليست فضيحة فقط؛ بل جريمة متكاملة الأركان"، مضيفا عبر حسابه في "فيس بوك": "نريد تحقيقا شفافا؛ أو يظهر مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، كراماته بخصوص شرف المهنة التي أسرف باستخدامها دفاعا عن سعودية الجزيرتين المصريتين".

ويرى الناشط السياسي أحمد محمود أن موقف السيسي من قرار ترامب حول القدس لا يحتاج تسريب (نيويورك تايمز) ليكشف حقيقته وتآمره على القدس، والإسلام، ومصر، وكل ما هو إسلامي وعربي.

وأشار الكاتب الصحفي قطب العربي، لجانب آخر من دلالات التسريب، بقوله عبر فيس بوك: "موزع التسريبات عامل نقلة نوعية جديدة، منتقلا للإعلام الدولي بعد فضائيات مكملين والشرق ووطن وموقع رصد"، مضيفا "هكذا تتوالى فضائح النظام وكذبه على الشعب".

مخابرات صهيونية!

وقبل إذاعة التسريبات مساء أمس على "مكملين" حاولت سلطات الانقلاب عن طريق الهيئة العامة للاستعلامات نفي صحة ما نشرته الصحيفة الأمريكية، بالقول: "إن التقرير تضمن 4 شخصيات اعتبرهم من مقدمي "البرامج الحوارية المؤثرة" في مصر ومنهم الصحفي مفيد فوزى الذي لا يُقدم أية برامج منذ سنوات بينما الإعلامي سعيد حساسين توقف عن تقديم برنامجه منذ ما قبل إثارة موضوع القدس بأسابيع ولا يُقدم أية برامج حاليًا".

فيما قال الأكاديمي الإماراتي الدكتور سالم المنهالي، إن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي "يخدم إسرائيل ويضر بصورة مصر"، مشيرا في تعليقه على التسريبات الأخيرة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية" إلى أنه أكد أكثر من مرة على خيانة "السيسي".

ويتضح من التسجيلات أن هناك تعليمات من ضابط مخابرات سيساوي للإعلاميين المؤيدين للانقلاب بشأن معالجة ملف القدس من خلال التركيز على أن موقف العسكر يجب أن يظهر كما الدول العربية الأخرى، مدينا لقرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، وإعلانه الاعتراف بها عاصمة لـ"إسرائيل"، في حين أن ما هو مهم بالنسبة لنا "إنهاء معاناة الفلسطينيين عبر حل سياسي يتمثل برام الله بدل القدس عاصمة لفلسطين".

والمثير بالأمر أكثر، تساؤل الضابط وهو أشرف الخولي: "ما الفرق بين رام الله والقدس؟".

فضح تمويل الانقلاب

ومع بداية انقلاب السفيه السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي، كشفت نيويورك تايمز أن تمويل السعودية والإمارات والمساعدات المالية التي منحتها الدولتين بعد أيام من الانقلاب، ويوم واحد فقط على المجزرة التي ارتكبها الجيش ضد المعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري، ليس فقط لدعم حكومة الانقلاب الأولى، ولكنه أيضًا لتقويض منافسيهم الإسلاميين، وتقوية حلفائهم في الشرق الأوسط المضطرب"، وهو ما أثبتته الأيام من سياسات الدولتين تجاه الإسلاميين وثورات الربيع العربي.

جدير بالذكر أن "نيويورك تايمز" أُسست عام 1851، وحصلت على 95 جائزة "بوليتزر"، لم تحصل على مثلها أية صحيفة بالعالم، وتحظى بتأثير وسط النخب الأمريكية ودوائر صنع القرار.

في النهاية انقسمت الآراء حول مقال نيويورك تايمز، إذ رأى مراقبون أن تسريبات الصحيفة عرت ما نعتوه بنفاق عسكر الانقلاب، وكشفت عن التخبط الذي تعيشه الأنظمة العربية العميلة للاحتلال الصهيوني، إلا أن تعليقات أخرى لمؤيدي الانقلاب نفسه تساءلت بلسان السفيه السيسي: ما الهدف من فضح وتعرية جنرال 30 يونيو، الذي يؤدي على قدم وساق المطلوب منه باجتهاد شديد، بداية بالانقلاب على ثورة شعب في 25 يناير، ثم اعتقال ومحاكمة رئيس منتخب وقتل رافضي الانقلاب واعتقال وإعدام من تبقى منهم، وتنفيذ مخطط اتفاق القرن وتسليم مفتاح المنطقة بالكامل للعزيزة "إسرائيل"، هل نيويورك تايمز إخوانية؟!

المصدر