بعد الأرز.. كوارث سد النهضة تطيح بزراعة القطن المصرى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بعد الأرز.. كوارث سد النهضة تطيح بزراعة القطن المصرى


بعد الأرز.. كوارث سد النهضة تطيح.jpg

كتبه:مجدي عزت

(22 فبراير 2018)

بعد أيامٍ من قرار وزارة زراعة الانقلاب خفض زراعة الأرز– المحصول الاستراتيجي للمصريين- من 1,2 مليون فدان إلى نحو 700 ألف فدان فقط، صدم أحدث تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن زراعة القطن المصريين، حيث أوضح تراجع صادرات القطن بنسبة تبلغ 36.7% خلال الربع الأول من العام المالي الحالي 2017- 2018 إلى 128.3 ألف قنطار، مقارنة بـ202.5 ألف قنطار لنفس المدة، بنسبة انخفاض قـــدرها 36.7 %.

وعلّل التقرير الصادر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تراجع الإنتاج وهبوط الصادرات إلى تراجع المساحة المزروعة من القطن في موسم الحصاد السابق. وبحسب المعلومات المعلنة، بلــغ إجمــــالى كـميــة المســـتــهلك مـــن الأقطـــان المحــليـة 5،44 ألــف قنطـــار متــري، مقـابل 107 آلاف قنطــار متري لنفس الفترة من الموســـم الســابق، بنسبة انخفاض قدرها 4،58%؛ لتوقف بعض مصانع الغزل عن الإنتاج.

كما سجلت كــــميـــة الأقطـــــــان التي تـم حلجـها نحو 9، 515 ألف قنطـار متري خلال الفترة (سبتمبر/ نوفمبر 2017)، مقابل 8، 263 ألف قنطار متري لنفس الفترة من الموسم السابق، بنسبة زيادة قـدرها 5، 95%، وهذه الزيادة نتيجة تراكم المحصول من الموسم السابق.

وبحسب خبراء، فإن ما يحدث من تجاهل لمحصول القطن يعد كارثة كبيرة لا ندرك مخاطرها، وأن القائمين على الزراعة بمصر لا يدركون أهمية القطن المصري. الإهمال والتجاهل الذي تعانيه صناعة القطن من قبل حكومة الانقلاب العسكري، يضع القطن المصري بصفة خاصة، وصناعة النسيج بصفة عامة، في خطر، وذلك على الرغم من أن القطن المصري يعد من أفضل الأقطان الموجودة في العالم.

وتسببت سياسات الانقلاب التي تعتمد على تهميش السلعة الاستراتيجية، في إجبار الفلاحين على إهمال زراعة القطن، في الوقت الذي تُقدم فيه دول كأمريكا دعمًا للقطن بأكثر من 4 مليارات دولار في العام، يستفيد منه أكثر من 150 ألف منتج أمريكي".

أما في مصر فيتم حرق المحصول في الحقول؛ بسبب سياسات الضغوط ومعاداة الفلاحين من قيل سلطات لا تؤمن إلا بالبندقية، فتُهمِّش المخصصات الزراعية ولا تشتري المحصول من الفلاح الذي يلجأ لخسارة كبيرة، فيضطر أحيانا لحرق المحصول في مكانه؛ لأن تكلفة حصاده وخدمته لا تساوي ما ستدفعه الحكومة فيه.

ولعل استذكار ما كان يفعله الرئيس محمد مرسي مع المحاصيل الاستراتيجية يوضح الفرق بين الحاكم المدني والحاكم العسكري، إذ سعى الرئيس مرسي لتفعيل جهود دعم الفلاحين والتفكير في إعادة القطن المصري إلى مكانته العالمية، وذلك عبر إعادة الدورة الزراعية وتنشيط دور الجمعيات التعاونية ودفع الصناعة النسيجية بمصر.

وبسبب سياسات السيسي الفاشلة، يواجه الفلاحون أزمة في انقطاع مياه الرى، ما أدى إلى لجوئهم إلى الرى الارتوازى، بجانب ارتفاع ثمن الأسمدة والمبيدات. ومع انعكاسات سد النهضة على مصر، لجأ أغلب المزارعين إلى دق المواسير لرى محاصيلهم، والتى تكلف المزارعين مبالغ باهظة، وصلت إلى 25 ألف جنيه.كل ذلك تسبب في هجرة الفلاحين لزراعة القطن واستبدالها بزراعات أخرى، وبالتبعية تم خفض الإنتاج وتراجعت الصادرات.

المصدر